هجرة إلی الثقلین

محمد حسن بن عبدالکریم گوزل الامدی

نسخه متنی -صفحه : 425/ 412
نمايش فراداده

ومائتين، ودفن في سرَّ من رأى.

قال السمهودي: وفي [ روض الرياحين ]للامام عبد الله بن سعد اليافعي، قال: عن بهلول (قدس سره) قال: بينا أنا ذات يوم في بعض شوارع البصرة، وإذا بالصبيان يلعبون بالجوز واللوز، وإذا بصبيّ ينظر إليهم ويبكي، فقلت: هذا صبيّ يتحسر على ما في أيدي الصبيان، ولا شيء معه، فقلت: أي بنيّ ما يبكيك ؟ أشتري لك ما تلعب به ! فرفع بصره إليّ وقال: يا قليل العقل، ما للّعب خلقنا ! فقلت: فلم إذاً خلقنا ؟ قال: للعلم والعبادة، قلت: من أين لك ذاك بارك الله فيك ؟ قال: من قوله تعالى: ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ ) ، قلت: يا بُني، أراك حكيماً فعظني وأوجز، فأنشأ يقول:

أرى الدنيا تَجَهَّر بانطلاق مشمّرةً على قدم وساق
فلا الدنيا بباقية لحيٍّ ولا الحي على الدنيا بباق
كأن الموت والحدثان فيها إلى نفس الفتى فرسا سباق
فيا مغرور بالدنيا رويداً ومنها خذ لنفسك بالوثاق
ثم رمق السماء بعينيه ودموعه تتحدر على خدّيه وأنشأ يقول:

يا من إليه المبتهل يا من عليه المتّكل
يا من إذا ما آملٌ يرجوه لم يخط الامل
قال: فلما أتمّ كلامه خرّ مغشيّاً عليه، فرفعت رأسه إلى حجري، ونفضت