هجرة إلی الثقلین

محمد حسن بن عبدالکریم گوزل الامدی

نسخه متنی -صفحه : 425/ 413
نمايش فراداده

التراب عن وجهه، فلما أفاق قلت له: أي بني، ما نزل بك وأنت صبيٌّ صغير لم يكتب عليك ذنب ؟! قال: إليك عنّي يا بهلول إنّي رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا يتّقد إلاّ بالصغار، وأنا أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم. قلت له: أي بني، أراك حكيماً فعظني، فأنشأ يقول:

غفلت وحادى الموت في أثري يحدو وإن لم أُرِحْ يوماً فلابدّ أن أغدو
أُنعِّمُ جسمي باللِّباس ولينه وليس لجسمي من لباس البِلاَ بُدُّ
كأنّي به قد مُدّ في برزخ البَلا ومن فوقه رَدْمٌ ومن تحتِه لحدُ
وقد ذهبتْ منّي المحاسنُ وانمحتْ ولم يبقَ فوق العظم لحمٌ ولا جِلْدُ
أرى العمر قد ولَّى ولمْ أُدْرِك المُنى وليس معي زاد وفي سفري بُعْدُ
وقد كنت جاهرت المهيمنَ عاصياً وأُحدِثُ أحداثاً وليس لها وُدُّ