والآن لننظر بماذا فسر هذا الحديث؟ ومنهم المقصودون به وهل يصدق ما قالوا من نظر بتامل بامانة بحث عن الحق: يقول ابن كثيربعد ان يذكر راي البيهقي وغيره: (وفيه نظر وبيان ذلك ان الخلفاء إلى زمن الوليدبن يزيد اكثر من اثني عشر على كل تقدير وبرهانه ان الخلفاء الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي خلافتهم محققة بنص حديث: الخلافة بعدي ثلاثون سنه ثم بعدهم الحسن بن علي كما وقع ثم معاوية ثم ابنه يزيد بن معاوية ثم ابنه معاوية بن يزيد ثم مروان بن الحكم ثم ابنه عبد الملك بن مروان ثم ابنه الوليد بن عبد الملك ثم سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز ثم هشام بن عبد الملك. فهاؤلاء خمسة عشرفزادوا ثلاثة وعلى كل تقدير فهم اثنا عشر قبل عمر بن عبد العزيز فهذا الذي سلكه البييقي يدخل في الاثني عشر يزيد بن معاويه ويخرج عمر بن عبد العزيز الذي عدوه من الخلفاء الراشدين). لمزيد من التفصيل راجع: شرح النووي على صحيح مسلم, وفتح الباري في صحيح البخاري وتفصيل كلام ابن كثير في تاريخه وسوف تجد في هذه المصادر المذكورة اختلاف كثير فيما بينهم فمنهم من اخرج علياوالحسن من الاثني عشر وادخل بدلهما معاوية ويزيد ابنه وهكذا لعبت ايدي السياسة لانهم لم يستطيعوا محو الحديث او انكاره اذ قد ذاع في البلدان كلها وانما لجؤوا إلى ادخال واخراج من شاؤوا كل حسب رغبته إلى حد ان منهم من اخرج العترة الطاهره وادخل يزيد الفاجر الماجن!!! ولا عجب اذ يزيد من الايدي التي تلاعبت بالسنة لمصلحتها الخاصة.
اخي القارئ المنصف اقرأ وتأمل في اقوالهم وآرائهم في هذا الحديث الشريف اذ لا ينطبق مع خلفائهم ابدا بل لم يجمعواعلى تطبيقه في اناس مجمع عليهم ولو من طرف اهل السنه وحدهم بل اختلفوا فيما بينهم بل اعترفوا انهم لم يفهموا هذا الحديث كما قال الحافظ ابن العربي المالكي في شرح الترمذي(1): لم اعلم للحديث معنى. وفي فتح
1- عارضه الاحوذي في شرح الترمذي:9\69.