دفع الشبه عن الرسول صلی الله علیه وآله وسلم والرسالة

ابوبکر بن محمد بن عبدالمومن تقی الدین الحصنی الدمشقی

نسخه متنی -صفحه : 118/ 55
نمايش فراداده

«من جهل أوصاف العبودية فهو بنعت الربوبيّة أجهل».

وقال أهل التحقيق من أهل السُّنّة والجماعة: «من اعتقد في الله ـ عزّ وجلّ ـ ما يليق بطبعه كالعامّي، فهو مشبّه.

فإنّه ـ عزّ وجلّ ـ منزّه عن كلّ ما يصفه الادمي أو يتخيّله ; لانّ ذلك من صفات الحدَث تعالى وتقدّس عن ذلك».

فإيمان العاميّ لضعف علمه وعقله يقبل التشكيك(1) .

مجموعة من تأويلات ابن عباس

قال ابن عبّاس رضي الله عنهما في قوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلاّ وهم مشركون) : هم الذين شبّهوا الله سبحانه وتعالى بخلقه، يؤمنون به مُجملاً، ويكفرون به مفصّلاً، حملهم على ذلك زُخرفُ العدوّ وإغواؤه، بدسيسة عدم علمهم بغوائل النفس الامّارة بالسوء وعدم تأمّلهم قوله تعالى: (ما أشهدتهم خلق السمواتِ والارضِ ولا خلقَ أنفسِهم)(2) ، وفي ذلك إشارة الى عجز الخليقة أن تدرك بعض صفات ذواتها في ذاتها، أو تدري كيف كُنهها في أنفسها،بعدم شهودهم خلق السموات والارض وخلق أنفسها، فلم تملك أن تحتوي علم أنفسها في أنفسها، فكيف تدري أو تدرك شيئاً من صفات مُوجدها

____________

(1) هذا الكلام ليس على عمومه، فإنّ من العامّة من يندهش العالم لِمبلغ كمال إيمانه بالله عزّ وجلّ، وقد يصدق ذلك في بعض العوامّ الذين لم ينشأوا في حجور أهل الدين، ولم يختلطوا بهم، وهم أندر من الكبريت الاحمر بين طبقات العوّام. انتهى. مصحّحه.

(2) الكهف: 51.