طالب. قال: صدقت، سحنته من سحنتي(1)، ولحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عيبة علمي، اسمعي واشهدي(2)، هو - والله - محيي سنتي، اسمعي واشهدي، لو أن عبدا عبد الله ألف عام من بعد ألف(3) بين الركن والمقام، ثم لقي الله مبغضا لعلي لأكبه الله(4) على منخريه في نار جهنم(5).
وأما قول عدو الدين: (إن عليا سكت ترجيحا للشيوخ عليه)(6) ففي الشقشقية(7) جواب هذ الكلام وغيرها مما حوته عرصات الصحائف وعرفه أهل النقل من الموافق والمخالف.
روى(8) أخطب خطباء خوارزم: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دفع إليه الراية يوم بدر وعمره عشرون سنة(9). وهي الواقعة الحاطمة قرون الشرك، المؤيدة قواعد الإسلام، فنهض بها نهضات الأنجاد الكرام.
(1) في المصدر: سجيته من سجيتي وفي ن: شحمه من شحمي.
(2) في المصدر بإضافة: هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي.
(3) في المصدر بزيادة: عام
(4) في المصدر: يوم القيامة.
(5) مناقب الخوارزمي: 43، 44 وأورده أيضا الحمويني في فرائد السمطين: 1 / 331 وابن عساكر
في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: 3 / 207 والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 312
باختلاف في بعض الألفاظ يسير.
(6) العثمانية: 89.
(7) الخطبة الثالثة من نهج البلاغة.
(8) مناقب الخوارزمي: 102 ونص الحديث: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دفع الراية إلى
علي (عليه السلام) يوم بدر وهو ابن عشرين سنة.
(9) لا يوجد لفظ سنة في: ن.
(10) الأبيات للخنساء، تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد المتوفاة (24 هـ) من قصيدة ترثي بها
أخاها صخرا أولها:
وإذا تقرر هذا، فكيف يرى أمير المؤمنين - عليه السلام -(5) نفسه مرؤسا
للأشياخ مع أن الله تعالى ورسوله ومناقبه أهلنه(6) رئيسا للأشياخ، وهو ابن
عشرين، فكيف وقد بلغ عند موت الرسول (صلى الله عليه وآله) نيفا على
الثلاثين؟. هذا خلف من القول ساقط.
ثم إن أبا عثمان هذى جدا في نظم كلامه لأنه ينقص أمير المؤمنين
- عليه السلام - في علمه وفقهه ومناقبه.
ثم قال بعد: [ إن ](7) الذي نراه(8) أن الذي منع أمير المؤمنين من
المقامات تقديمه الشيوخ(9) عليه، وقد كان ينبغي أن يكون نظم الكلام أنه
كان تام الفضائل، وإنما رأى تقديم الأشياخ للشيخوخة عليه.
وذكر (من مناقبه صدق ظنه(10).
أقول: إن هذا كلام رجل دقيق الفطنة في إلقاح الفتن، لا في لطائف
المباحث، لأنه يأتي إلى شخص يبالغ في سب أبيه، أو سب إمامه على غير
وجه، فإن لم يحجز ذلك المسافة دين أو عقل، توغل في الممدوح المشرف،
(1، 2) في الديوان: أيديهم.
(3) في الديوان: انتمى.
(4) في الديوان: ويحمل للقوم.
(5) في ن: بزيادة: هضم.
(6) ن: أهلته.
(7) لا توجد في: ن.
(8) ن: تراه.
(9) ن: الأشياخ.
(10) العثمانية: 87 والضمير في (ظنه) يعود على أبي بكر.
تنقيص الجاحظ علياً (ع)