انّهم تركوها في المرّة الأوّلى، فهل يتركونها في الثانية؟ وهب انهم تركوها في المرّة الثانية فهل يتركونها في الثالثة وقد أحرقوا بيت الله بالنار وكسروا أعمدة النحاس والقواعد التي فيه، وهل لبني اسرائيل في ذلك الوقت حاجة في التوراة والمحافظة عليها؟ وهذا سفر الملوك الثاني يحدّثنا في الكلمة الـ 37 من الإصحاح الثالث والعشرين، وفي الكلمة الـ 9 من الإصحاح الـ 24 أن يهيوياقيم ويهيوياكين ملكا يهوذا عملا الشر في عيني الرب حسب كلما عمل آباؤهما، فهل للتوراة بقاء بعد هذا.
نعم يحدّثنا الإصحاح الثامن من سفر نحميا انّه لمّا رجعت بنو اسرائيل من سبي بابل اجتمعوا، وقالوا لعزرا الكاتب أن يأتي بسفر شريعة موسى التي أمر بها الرب اسرائيل فأتى عزرا الكاتب بالشريعة أمام الجماعة من الرجال والنساء وكلّ فاهم ما يسمع وقرأ فيها من الصباح إلى نصف النهار أمام الرجال والنساء والفاهمين، وكانت آذان كلّ الشعب نحو سفر الشريعة.
قال وفي اليوم الثاني اجتمع رؤساء آباء جميع الشعب والكهنة واللاويين إلى عزرا الكاتب ليفهمهم كلام الشريعة، فوجدوا مكتوباً في الشريعة التي أمر بها الربّ عن يد موسى أنّ بني إسرائيل في مظال فى العيد في الشهر السابع فأخذوا في عمل المظال، الأمر الذي يدلّك على انّه لم يكن عندهم نسخة من التوراة سوى التي بيد عزرا، وهل هذه هي النسخة التي أوجدها حلفيا، أو الأصلية التي كتبها موسى؟ وأين التي كتبها موسى؟ أو ثالثة أوجدها عزرا؟ خلاف بين أهل الكتاب، قال (اكليمنس