إنتصار بحوث فی التوراة و الانجیل

حبیب المهاجر العاملی

نسخه متنی -صفحه : 68/ 41
نمايش فراداده

ذيل بيان فرقة ماني ناقلاً عن (اكستائن) قول (فاستس) الذي كان من أعظم علماء هذه الفرقة في القرن الرابع من القرون المسيحية، "قال (فاستس) أنا أنكر الأشياء التي ألحقها في العهد الجديد آباؤكم وأجدادكم بالمكر، وغيّروا صورته الحسنة وأفضليته، لأنّ هذا الأمر محقّق انّ هذا العهد الجديد ما صنّفه المسيح ولا الحواريون بل صنّفه رجل مجهول الإسم، ونسب إلى الحواريين ورفقاء الحواريين خوفاً عن انّه لا يعتبر الناس تحريره، ظانين انّه غير واقف من الحالات التي كتبها" وممّا يشير إلى هذا أيضاً ما في رسالة بولس من العهد الجديد إلى أهل غلاطية:

قال في الكلمة السادسة من الباب الأوّل من تلك الرسالة ما لفظه "ثم إنّي أعجب من أنّكم أسرعتم بالانتقال عمّن استدعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر، وهو ليس بإنجيل، بل ان معكم نفراً من الذين يزعجونكم ويريدون أن يحرفوا إنجيل المسيح" فانّها مصرحة بوجود غير إنجيل المسيح، فإذا ضممت إليها ما أسلفناه من اختلاف هذه الأناجيل وتناقضها فيما بينها، لم يبق عندك شك انّ هذه الموجودة من ذاك، وهل يمكن التصديق بكتاب يشهد على المسيح وهو من أعاظم أنبياء الله ورسله بأنه ظالم(1) وكاذب(2) وشريب خمر(3)؟ وهل يختلج الريب بعد هذا بأنّه لا

1- راجع الكلمة التاسعة والعشرين إلى الإحدى والثلاثين من الإصحاح التاسع عشر من (لوقا) لترى حديثه عن المسيح بارسال تلميذيه ليأتياه بالجحش وقوله لهما إن سألكما أحد فقولا له الرب محتاج إليه، أترى ان حاجته إليه تبيح له أخذه.

2- ترى في الكلمة الثامنة إلى الحادية عشرة من الإصحاح السابع من (يوحّنا) انّ المسيح قال لست أصعد إلى العيد ثم صعد أليس هذا كذب.

3- تجد في الإصحاح السابع من انجيل لوقا ما نصّه (جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزاً ولا يشرب خمراً فتقولون به شيطان جاء ابن الانسان ـ يعني عيسى ـ يأكل ويشرب فتقولون هو ذا انسان أكول وشريب خمر).