فانتظم له في هجرته زيادة على من ذكرنا إسلامه إسلام كثير من العرب بالطوع والرغبة ومن جملتهم قبائل اليمن. وحضرموت. والبحرين. بل ما من قبيلة من القبائل التي حاربته إلا ويذكر التاريخ المعلوم أن أناسا منها أسلموا بالطوع والرغبة. فمنهم من تجاهر بإسلامه ومنهم من تستر به إلى حين.
حروب رسول الاسلام
يا والدي وأما حروبه التي تشير إليها في كلامك فإن أساس التاريخ الذي يذكرها يقرنها بذكر أسبابها التي يعلم منها أنه لم يكن حرب من حروبه ابتدائيا لمحض الدعوة إلى الاسلام. وإن جاز ذلك للإصلاح الديني والمدني، وتثبيت نظام العدل والمدنية، ورفع الظلم والعوائد الوحشية الجائرة القاسية. لكن دعوته الصالحة الفاضلة تجنبت هذا المسلك وسلكت فيما هو أرقى منه وهو الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
كما جاءه هذا التعليم الأساسي في الآية السادسة والعشرين من سورة النحل المكية. وقد استمرت سيرته الصالحة على ذلك.