رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی

محمدجواد بلاغی

نسخه متنی -صفحه : 482/ 234
نمايش فراداده
فكانت حروبه بأجمعها دفاعا لعدوان المشركين الظالمين عن التوحيد وشريعة الاصلاح والمسلمين. ومع ذلك فهو يسلك في دفاعه أحسن طريقة يسلكها المدافعون، وأقربها إلى السلام والصلاح، يقدم الموعظة ويدعو إلى الصلاح والسلام ويجنح إلى السلم ويجيب إلى الهدنة ويقبل عهد الصلح. مع عرفانه بأنه المظفر المنصور.

وهاك ما ينادي به التاريخ من أسباب حروبه وغزواته.

حرب بدر - وأسبابها

حرب بدر - وأسبابها

فأول حروبه المعروفة بعد هجرته هي حرب بدر وهي في السنة الثانية من الهجرة.

وسببها أن المشركين من قريش اشتد اضطهادهم للمسلمين ومن يريد الاسلام بمكة. ومنعوهم عن الهجرة والفرار بدينهم حتى ضيقوا عليهم بقساوة الاضطهاد والحبس لكي يردوهم إلى شرك الوثنية وعوائد الضلال. فإنهم عرفوا من سيرة (محمد) أنه لا يحب إثارة الحرب فزاد طغيانهم لما أمنوا جانبه، فأراد أن يرهبهم بالقوة والمنعة، ويهددهم بالتعرض لسبيل تجارتهم إلى الشام لكي تلجئهم الضرورة الاقتصادية وحاجتهم لتجارة الشام إلى الكف عن ضلالهم في اضطهاد المؤمنين بمكة ومنعهم عن الهجرة والفرار بدينهم. فندب إلى ذلك بعض أصحابه فنهض منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا على أضعف عدة لم يكن معهم إلا سبعون بعيرا يتعاقبون عليها وأسياف قليلة.