رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی

محمدجواد بلاغی

نسخه متنی -صفحه : 482/ 376
نمايش فراداده
عمانوئيل: إن الذين يشككون بهذا التشكيك يقولون بحسن الفعل وقبحه باعتبار ملاءمته أو منافرته للنفسية الشخصية وكذا باعتبار موافقته أو مخالفته للشرع فكيف جاز هنا أن يعرض العرض على العرض ويتصف العرض بالعرض. وأيضا لا يخفى أن الألوان أعراض كالسواد والبياض والحمرة وأمثالها ولا يخفى أن الشدة والضعف والحسن والقبح أعراض. ولا يخفى أن الشدة والضعف والحسن والقبيح تعرض على الألوان وتتصف الألوان بها.

هذا اللون شديد وهذا اللون ضعيف وهذا اللون حسن وهذا اللون قبيح فكيف جاز هنا أيضا عروض العرض على العرض واتصاف العرض بالعرض.

ما هذه التشكيكات التي تذكرها إلا شبهة في مقابلة البداهة ومغالطة لا تخدش في شرف الحقيقة المتجلية للوجدان. تشكيكات لا يقدر المشكك بها أن يتخلص من تراكم النقوض عليه تراكم يوبخه على هذا التشكيك

رمزي: إن النقوض التي تذكرها معلومة ووجدانية بديهية وكافية في دفع التشكيكات المذكورة ولكني أطلب دفع هذه التشكيكات بالحل العلمي الكاشف للحجاب.

الشيخ: قد اشتبه الحال بين العرض الوجودي والعرض الانتزاعي. والذي وقع الكلام من الفلاسفة في عروضه على العرض إنما هو العرض الوجودي كالبياض والسواد. وأما العرضي الانتزاعي كالحسن والقبح والشدة والضعف فلا يمكن للفيلسوف بفلسفته ولا لصاحب الحس والوجدان أن ينكرا عروضه للعرض واتصاف العرض به.