لا يرضى العقل والشعور لجلال الله وكماله وقدسه إلا أن يرحم عباده ويعمل أعمال رحمته وكماله وقدسه بإرسال الرسول لسعادة البشر فيما ذكرناه وإنقاذهم من تيار الجهل والأهواء وبواعث الفساد. يصلح أمرهم في ذلك مع حرية إراداتهم التي يرتقون بها إلى أوج الكمال والسعادة على ناموس الحكمة والرحمة.
التشريع البشري
الدكتور: لماذا لا تقول بأنه يكفي في التشريع ما يقوم به البشر من تشريعاتهم العدلية المدنية ونظامهم الحقوقي والسياسي الاجتماعي فالإله الذي يعلم أن البشر يسدون هذا الخلل لا يقبح منه تركهم إلى تشريعاتهم ونظاماتهم. الشيخ. إنك تعلم وكل أحد يعلم حتى نفس المشرعين وحتى الواضعين لقوانين الانتخاب والتشريع أن علم البشر مهما كان وكانوا فهو محدود يغيب عنه أكثر الحقائق ولا يحيط بحقيقة المصالح.
وربما تدس عليه كثير من المفاسد فيحييها بتشريفات المصالح. إن أرقى ما تتصوره من التشريع البشري هو تشريع الحكومات النيابية الدستورية في العصور الحاضرة.