ولكن مهما يكن من ذلك فإن هذا الوثوق وهذا الاعتماد لا يتعديان مرتبة الظن المبني على الظاهر فإن سرائر الانسان مستورة ودعوى النبوة والرسالة من الله دعوى غيبية كبيرة لها آثار عظيمة فلا يكفي فيها الركون الظني والوثوق المبني على ظاهر الصلاح بل لا بد فيها من اليقين الدافع لاختلاج الريب واعتراض الشكوك ليكون الإذعان بها والالتزام بآثارها والانقياد إليها ثابتا على أساس رصين. ولأجل ذلك يظهر الله المعجز على يده ليكون حجة قاطعة على صدقه في دعوى النبوة والرسالة عن الله وما يلحق بذلك من التبليغ عن الله في دعوته.
في المعجز حجة النبوة والرسالة
عمانوئيل: ما هو المعجز المذكور. الشيخ: هو ما كان بحسب ذاته ومميزاته خارقا للعادة ممتنعا على البشر وإرادتهم يعجزون عنه بحسب قدرتهم المحدودة.
خارجا عن حدود قدرتهم المجعولة والأسباب العامة ونواميس الطبيعيات وقوانين العلوم وعن نتائج التدريس والتعليم وتجاريب المعامل والتناول بالاتباع بعد الاختراع بحسب سير العلم والصناعة فيما ينكشف من أسرار الموجودات.