الاسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
الشيخ: والقرآن الكريم ذكر هذه الحقيقة وذكر حجتها التي ترغم مغالطات الجاحدين فقال في أول سورة الاسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) فنسب الاسراء بالنبي إلى الله قطعا لمن يغالط ببعد المسافة بين المسجدين فأشار إلى أن قدرة الله لا يمتنع عليها مثل ذلك. هذا احتجاج على من يتشبث بالطبيعيات الموهومة قبل أن تعرف الطيارات التي يسير بها الانسان هذه المسافة في سويعات فما ظنك إذا شاء ذلك خالق العالم والطبيعيات والعاديات. وهذا الاحتجاج المشار إليه يشير أيضا إلى الاحتجاج على إمكان المعراج بقدرة الله فمن الغلط أن تؤل هذه الأمور على مقتضى الأوهام. أو يجحد وقوعها لأجل امتناعها على قدرة البشر عادة أو لأجل الشك في صدق الأخبار بها. فماذا عسى أن تفعل إذا ثبتت نبوة المخبر بها على وجه لا يمتنع على قدرة الله الذي يجريها تكريما لأنبيائه على خلاف العادة المألوفة.
1 ـ سورة البقرة / الآية: 106. (*)