رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی

محمدجواد بلاغی

نسخه متنی -صفحه : 482/ 8
نمايش فراداده
قوله " لا تدعوا لكم على الأرض أبا فإن أباكم واحد وهو الذي في السموات ".

اليعازر: ما تقول أنت أيها الأب فيما أتى به عمانوئيل من الغرائب في الدين المسيحي. القس: يا اليعازر قد فتح نجلك الموفق عمانوئيل كنز هذه الحقيقة التي اضطهدها قومنا بالإخفاء رغما على هتاف الكتاب المقدس بها.

وإني لا زلت أتجرع من هذا الخطاب غصص الأذى، ويمنعني من النهي عنه خوفي من إخواني الروحانيين لأجل حرصهم على فخفخة هذا اللقب الذي أبان الانجيل ضلاله الساري من عوائد الأمم الوثنية، وقد ألجأتني معرفة نجلك الموفق وحريته من أسر التقليد الأعمى إلى أن أبوح لك بسري، فلا تخاطبني يا اليعازر بعد هذا بقولك " أيها الأب ".

اليعازر: يا سيدي إذا كنت ترى في ولدي معرفة وحرية ضمير فتلطف علي وعليه بتعليمه وإرشاده فيما يسأل ولك بذلك عظيم الأجر وقد وهبته لخدمة روحانيتك.

عمانوئيل: لا زال القس يبتدئني بالتعليم ويجاملني بالجواب فجرى يوما في مجلس حافل ذكر تاريخ العالم والخليقة، فأخذ فيه كل واحد طرفا حسبما سمعه من الأهواء الجديدة، فصعب على ذلك في ديانتي، وقلت اسمحوا لي أيها السادة بالاستفسار عن هذه الأمور حسب أصولنا المعقولة المحكمة عند الإلهيين.

وأما الذي تخوضون فيه فإنه يحتاج إلى تمهيد أصول معقولة على أساس رصين لا يرجع إلى تقليد وطفرة وراء الأهواء المعرقلة عن الوصول إلى الحقائق المنزهة.

الحاضرون: حقا تقول. فاستفسر كيف شئت.

عمانوئيل يا سيدنا القس أفدنا شيئا من تاريخ الكتاب المقدس في الخليقة.