خطبه

السید جعفر الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 35/ 13
نمايش فراداده

ومن خطبة له عليه السلام

وهي من الخطب العجيبة وتسمى «الغراء» وفيها نعوت الله جل شأنه ، ثم الوصية بتقواه ثم التنفير من الدنيا ، ثم ما يلحق من دخول القيامة ، ثم تنبيه الخلق إلى ما هم فيه من الاعراض، ثم فضله عليه السلام في التذكير

صفته جل شأنه

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَلاَ بِحَوْلِهِ [766] ، وَدَنَا بِطَوْلِهِ [767] ، مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَة وَفَضْل ، وَكَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَة وَأَزْل [768] . أَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ ، وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ [769] ، وَأُومِنُ بِهِ أَوَّلاً بَادِياً [770] ، وَأَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً ، وَأَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ لاِنْفَاذِ أَمْرِهِ ، وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ [771] وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ [772] .

الوصية بالتقوى

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِى ضَرَبَ الاَْمْثَالَ [773] ، وَوَقَّتَ لَكُمُ الاجَالَ [774] ، وَأَلْبَسَكُمُ الرِّيَاشَ [775] ، وَأَرْفَغَ لَكُمُ الْمَعَاشَ [776] ، وَأَحَاطَ بِكُمُ الاحْصَاءَ [777] ، وَأَرْصَدَ لَكُمُ الْجَزَاءَ [778] ، وَآثَرَكُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ ، وَالرِّفَدِ [779] الرَّوَافِغِ [780] ، وَأَنْذَرَكُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ [781] ، فَأَحْصَاكُمْ عَدَدَاً ، وَوَظَّفَ لَكُمْ مُدَداً [782] ، فِي قَرَارِ خِبْرَة [783] ، وَدَارِ عِبْرَة ، أَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِيهَا ، وَمُحَاسَبُونَ عَلَيْهَا .

التنفير من الدنيا

فَإِنَّ الدُّنْيَا رَنِقٌ [784] مَشْرَبُهَا ، رَدِغٌ [785] مَشْرَعُهَا ، يُونِقُ [786] مَنْظَرُهَا ، وَيُوبِقُ [787] مَخْبَرُهَا . غُرُورٌ حَائِلٌ [788] ، وَضَوْءٌ آفِلٌ [789] ، وَظِلٌّ زَائِلٌ ، وَسِنَادٌ مَائِلٌ [790] ، حَتَّى إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا ، وَاطْمَأَنَّ نَاكِرُهَا [791] ، قَمَصَتْ بِأَرْجُلِهَا [792] ، وَقَنَصَتْ بِأَحْبُلِهَا [793] ، وَأَقْصَدَتْ [794] بِأَسْهُمِهَا ، وَأَعْلَقَتِ [795] الْمَرْءَ أَوْهَاقَ الْمَنِيَّةِ [796] قَائِدَةً لَهُ إِلى ضَنْكِ الْمَضْجَعِ [797] ، وَوَحْشَةِ الْمَرْجِعِ ، وَمُعَايَنَةِ الْمَحَلِّ [798] وَثَوَابِ الْعَمَلِ [799] ، وَكَذلِكَ الْخَلَفُ بِعَقْبِ السَّلَفِ [800] ، لاَ تُقْلِعُ الْمَنِيَّةُ اخْتِرَاماً [801] ، وَلاَ يَرْعَوِي الْبَاقُونَ [802] اجْتِرَاماً [803] ، يَحْتَذُونَ مِثَالاً [804] ، وَيَمْضُونَ أَرْسَالاً [805] ، إِلَى غَايَةِ الاِْنْتِهَاءِ ، وَصَيُّورِ الْفَنَاءِ [806] .

بعد الموت البعث

حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الاُْمُورِ ، وَتَقَضَّتِ الدُّهُورُ ، وَأَزِفَ النُّشُورُ [807] ، أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ [808] الْقُبُورِ ، وَأَوْكَارِ الطُّيُورِ ، وَأَوْجِرَةِ [809] السِّبَاعِ ، وَمَطَارِحِ الْمَهَالِكِ ، سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ ، مُهْطِعِينَ [810] إِلَى مَعَادِهِ ، رَعِيلاً صُمُوتاً [811] ، قِيَاماً صُفُوفاً ، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ [812] ، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الاِسْتِكَانَةِ [813] ، وَضَرَعُ [814] الاِسْتِسْلاَمِ وَالذِّلَّةِ . قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ ، وَانْقَطَعَ الاَْمَلُ ، وَهَوَتِ الاَْفْئِدَةُ [815] كَاظِمَةً [816] ، وَخَشَعَتِ الاَْصْوَاتُ مُهَيْنَمَةً [817] ، وَأَلْجَمَ الْعَرَقُ [818] ، وَعَظُمَ الشَّفَقُ [819] ، وَأُرْعِدَتِ [820] الاَْسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِي [821] إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ [822] ، وَمُقَايَضَةِ [823] الْجَزَاءِ ، وَنَكَالِ [824] الْعِقَابِ ، وَنَوَالِ الثَّوَابِ .

تنبيه الخلق

عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَاراً ، وَمَرْبُوبُونَ اقْتِسَاراً [825] ، وَمَقْبُوضُونَ احْتِضَارَاً [826] ، وَمُضَمَّنُونَ أَجْدَاثاً [827] ، وَكَائِنُونَ رُفَاتاً [828] ، وَمَبْعُوثُونَ أَفْرَاداً ، وَمَدِينُونَ جَزَاءً [829] ، وَمُمَيَّزُونَ حِسَاباً [830] . قَدْ أُمْهِلُوا في طَلَبِ الْمَخْرَجِ ، وَهُدُوا سَبِيلَ الْمَنْهَجِ [831] ; وَعُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ [832] ، وَكُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ [833] ، وَخُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِيَادِ [834] ، وَرَوِيَّةِ الاِرْتِيَادِ [835] ، وَأَنَاةِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ [836] ، فِي مُدَّةِ الاَْجَلِ ، وَمُضْطَرَبِ الْمَهَلِ [837] .

فضل التنكير

فَيَالَهَا أَمْثَالاً صَائِبَةً [838] ، وَمَواعِظَ شَافِيَةً ، لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زَاكِيَةً ، وَأَسْمَاعاً وَاعِيَةً ، وَآرَاءً عَازِمَةً ، وَأَلْبَاباً حَازِمَةً ! فَاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ ، وَاقْتَرَفَ [839] فَاعْتَرَفَ ، وَوَجِلَ [840] فَعَمِلَ ، وَحَاذَرَ فَبَادَرَ [841] ، وَأَيْقَنَ فَأَحْسَنَ ، وَعُبِّرَ فَاعْتَبَرَ [842] ، وَحُذِّرَ فَحَذِرَ ، وَزُجِرَ فَازْدَجَرَ [843] ، وَأَجَابَ فَأَنَابَ [844] ، وَرَاجَعَ)

رجع( فَتَابَ ، وَاقْتَدَى فَاحْتَذَى [845] ، وَأُرِيَ فَرَأَى ، فَأَسْرَعَ طَالِباً ، وَنَجَا هَارِباً ، فَأَفَادَ ذَخِيرَةً [846] ، وَأَطَابَ سَرِيرَةً ، وَعَمَّرَ مَعَاداً ، وَاسْتَظْهَرَ زَاداً [847] ، لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وَوَجْهِ سَبِيلِهِ [848] ، وَحَالِ حَاجَتِهِ ، وَمَوْطِنِ فَاقَتِهِ ، وَقَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ . فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ ، وَاحْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ ، وَاسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ [849] لِصِدْقِ مِيعَادِهِ ، وَالْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ .

التذكير بضروب النعم

ومنها : جَعَلَ لَكُمْ أَسْمَاعاً لِتَعِيَ مَا عَنَاهَا [850] ، وَأَبْصَاراً لِتَجْلُوَ [851] عَنْ عَشَاهَا [852] ، وَأَشْلاَءً [853] جَامِعَةً لاَِعْضَائِهَا ، مُلاَئِمَةً لاَِحْنَائِهَا [854] ، فِي تَرْكِيبِ صُوَرِهَا ، وَمُدَدِ عُمُرِهَا ، بِأَبْدَان قَائِمَة بِأَرْفَاقِهَا [855] ، وَقُلُوب رَائِدَة [856] لاَِرْزَاقِهَا ، فِي مُجَلِّلاَتِ [857] نِعَمِهِ ، وَمُوجِبَاتِ مِنَنِهِ ، وَحَوَاجِزِ [858] )

جَوائِز (عَافِيَتِهِ . وَقَدَّرَ لَكُم أَعْمَاراً سَتَرَهَا عَنْكُمْ ، وَخَلَّفَ لَكُمْ عِبَراً مِنْ آثَارِ الْمَاضِينَ قَبْلَكُمْ ، مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهمْ [859] ، وَمُسْتَفْسحِ خَنَاقِهِمْ [860] . أَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَايَا [861] دُونَ الامَالِ ، وَشَذَّبَهمْ عَنْهَا [862] تَخَرُّمُ [863] الاجَالِ لَمْ يَمْهَدُوا [864] فِي سَلاَمَةِ الاَْبْدَانِ ، وَلَمْ يَعْتَبِرُوا فِي أُنُفِ [865] الاَْوَانِ . فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بِضَاضَةِ [866] الشَّبَابِ إِلاَّ حَوَانِيَ الْهَرَمِ ؟ وَأَهْلُ غَضَارَةِ [867] الصِّحَّةِ إِلاَّ نَوَازِلَ السَّقَمِ ؟ وَأَهْلُ مُدَّةِ الْبَقَاءِ إِلاَّ آوِنَةَ الْفَنَاءِ ؟ مَعَ قُرْبِ الزِّيَالِ [868] ، وَأُزُوفِ [869] الاِنْتِقَالِ ، وَعَلَزِ [870] الْقَلَقِ وَأَلَمِ الْمَضَضِ [871] ، وَغُصَصِ الْجَرَضِ [872] وَتَلَفُّتِ الاِسْتِغَاثَةِ بِنُصْرَةِ الْحَفَدَةِ وَالاَْقْرِبَاءِ ، وَالاَْعِزَّةِ وَالْقُرَنَاءِ ! فَهَلْ دَفَعَتِ الاَْقَارِبُ ؟ أَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ [873] ؟ ، وَقَدْ غُودِرَ [874] فِي مَحَلَّةِ الاَْمْوَاتِ رَهِيناً [875] ، وَفِي ضِيقِ الْمَضْجَعِ وَحِيداً ، قَدْ هَتَكَتِ الْهَوَامُّ [876] جِلْدَتَهُ ، وَأَبْلَتِ النَّوَاهِكُ [877] جِدَّتَهُ ، وَعَفَتِ [878] الْعَواصِفُ آثَارَهُ ، وَمَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ [879] ، وَصَارَتِ الاَْجْسَادُ شَحِبَةً [880] بَعْدَ بَضَّتِهَا [881] ، وَالْعِظَامُ نَخِرَةً [882] بَعْدَ قُوَّتِهَا ، وَالاَْرْوَاحُ مُرْتَهَنَةً بِثِقَلِ أَعْبَائِهَا [883] ، مُوقِنَةً بِغَيْبِ أَنْبَائِهَا ، لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا ، وَلاَ تُسْتَعْتَبُ [884] مِنْ سَيِّىءِ زَلَلِهَا [885] ! أَوَ لَسْتُمْ أَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَالابَاءَ ، وَإِخْوَانَهُمْ وَالاَْقْرِبَاءَ ؟ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ ، وَتَرْكَبُونَ قِدَّتَهُم [886] ، وَتَطَؤُونَ جَادَّتَهُمْ [887] ؟! فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا ، لاَهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا ، سَالِكَةٌ في غَيْرِ مِضْمَارِهَا ! كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا [888] ، وَكَأَنَّ الرُّشْدَ فِي إِحْرَازِ دُنْيَاهَا .

التحذير من هول الصراط

وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ [889] عَلَى الصِّرَاطِ وَمَزَالِق ِدَحْضِهِ [890] ، وَأَهَاوِيلِ زَلَلِهِ ، وَتَارَاتِ أَهْوَالِهِ [891] ; فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ ، وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ [892] ، وَأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ [893] نَوْمِهِ ، وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ [894] يَوْمِهِ ، وَظَلَفَ [895] الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ ، وَأَوْجَفَ [896] الذِّكْرُ بِلِسَانِهِ ، وَقَدَّمَ الْخَوْفَ لاَِمَانِهِ ، وَتَنَكَّبَ [897] الْمَخَالِجَ [898] عَنْ وَضَحِ [899] السَّبِيلِ ، وَسَلَكَ أَقْصَدَ المَسَالِكِ [900] إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ ; وَلَمْ تَفْتِلْهُ [901] فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ ، وَلَمْ تَعْمَ [902] عَلَيْهِ مُشْتَبِهَاتُ الاُْمُورِ ، ظَافِراً بِفَرْحَةِ الْبُشْرَى ، وَرَاحَةِ النُّعْمَى [903] ، فِي أَنْعَمِ نَوْمِهِ ، وَآمَنِ يَوْمِهِ . قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ [904] حَمِيداً ، وَقَدَّمَ زَادَ الاجِلَةِ سَعِيداً ، وَبَادَرَ مِنْ)

عن( وَجَل [905] ، وَأَكْمَشَ [906] فِي مَهَل ، وَرَغِبَ فِي طَلَب ، وَذَهَبَ عَنْ هَرَب ، وَرَاقَبَ فِي يَوْمِهِ غَدَهُ ، وَنَظَرَ قُدُماً أَمَامَهُ [907] . فَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَنَوَالاً ، وَكَفَى بِالنَّار عِقَاباً وَوَبَالاً ! وَكَفَى بِاللهِ مُنْتَقِماً وَنَصِيراً ! وَكَفَى بِالْكِتَابِ حَجِيجاً وَخَصِيماً [908] !

الوصية بالتقوى

أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ ، وَاحْتَجَّ بِمَا نَهَجَ ، وَحَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِيّاً ، وَنَفَثَ فِي الاذَانِ نَجِيّاً [909] ، فَأَضَلَّ وَأَرْدَى ، وَوَعَدَ فَمَنَّى [910] ، وَزَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ ، وَهَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ ، حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ [911] ، وَاسْتَغْلَقَ رَهِينَتَهُ [912] ، أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ [913] ، وَاسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ ، وَحَذَّرَ مَا أَمَّنَ .

ومنها في صفة خلق الانسان

أَمْ هـذَا الَّذِي أَنْشَأَهُ فِي ظُلُمَاتِ الاَْرْحَامِ ، وَشُغُفِ الاَْسْتَارِ [914] ، نُطْفَةً دِهَاقاً [915] ، وَعَلَقَةً مِحَاقاً [916] ، وَجَنِيناً [917] وَرَاضِعاً ، وَوَلِيداً وَيَافِعاً [918] ، ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً ، وَلِساناً لاَفِظاً ، وَبَصَراً لاَحِظاً ، لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً ، وَيُقَصِّرَ مُزْدَجِراً ; حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ ، وَاسْتَوَى مِثَالُهُ [919] ، نَفَرَ مُسْتَكْبِراً ، وَخَبَطَ سَادِراً [920] ، مَاتِحاً فِي غَرْبِ هَوَاهُ [921] ، كَادِحاً [922] سَعْياً لِدُنْيَاهُ ، فِي لَذَّاتِ طَرَبِهِ ، وَبَدَوَاتِ [923] أَرَبِهِ ; ثُمَّ لاَ يَحْتَسِبُ رَزِيَّةً [924] ، وَلاَ يَخْشَعُ تَقِيَّةً [925] ; فَمَاتَ فِي فِتْنَتِهِ غَرِيراً [926] ، وَعَاشَ فِي هَفْوَتِهِ [927] يَسِيراً ، لَمْ يُفِدْ [928] عِوَضاً ، وَلَمْ يَقْضِ مُفْتَرَضاً . دَهِمَتْهُ [929] فَجَعَاتُ الْمَنِيَّةِ فِي غُبَّرِ جِمَاحِهِ [930] ، وَسَنَنِ [931] مِرَاحِهِ ، فَظَلَّ سَادِراً [932] ، وَبَاتَ سَاهِراً ، فِي غَمَرَاتِ الاْلاَمِ ، وَطَوَارِقِ الاَْوْجَاعِ وَالاَْسْقَامِ ، بَيْنَ أَخ شَقِيق ، وَوَالِد شَفِيق ، وَدَاعِيَة بِالْوَيْلِ جَزَعاً ، وَلاَدِمَة [933] لِلصَّدْرِ قَلَقاً ; وَالْمَرْءُ فِي سَكْرَة مُلْهِثَة ، وَغَمْرَة [934] كَارِثَة ، وَأَنَّة [935] مُوجِعَة ، وَجَذْبَة مُكْرِبَة [936] ، وَسَوْقَة [937] مُتْعِبَة . ثُمَّ أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ مُبْلِساً [938] ، وَجُذِبَ مُنْقَاداً سَلِساً [939] ، ثُمَّ أُلْقِيَ عَلَى الاَْعْوَادِ رَجِيعَ وَصَب [940] ، وَنِضْوَ [941] سَقَم ، تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ [942] الْوِلْدَانِ ، وَحَشَدَةُ [943] الاِْخْوَانِ ، إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ ، وَمُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ [944] ، وَمُفْرَدِ وَحْشَتِهِ ; حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَيِّعُ ، وَرَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ ، أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ نَجِيّاً لِبَهْتَةِ [945] السُّؤَالِ ، وَعَثْرَةِ [946] الاِمْتِحَانِ . وَأَعْظَمُ مَا هُنَالِكَ بَلِيَّةً نُزُولُ الْحَمِيم [947] ، وَتَصْلِيَةِ الْجَحِيمِ [948] ، وَفَوْرَاتُ السَّعِيرِ ، وَسَوْرَاتُ الزَّفِيرِ [949] ، لاَ فَتْرَةٌ [950] مُرِيحَةٌ ، وَلاَ دَعَةٌ [951] مُزِيحَةٌ ، وَلاَ قُوَّةٌ حَاجِزَةٌ ، وَلاَ مَوْتَةٌ نَاجِزَةٌ [952] وَلاَ سِنَةٌ [953] مُسَلِيَةٌ ، بَيْنَ أَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ [954] ، وَعَذَابِ السَّاعَاتِ ! إِنَّا بِاللهِ عَائِذُونَ !

عِبَادَ اللهِ ، أَيْنَ الَّذِينَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا [955] ، وَعُلِّمُوا فَفَهِمُوا ، وَأُنْظِرُوا فَلَهَوْا ، وَسَلِمُوا فَنَسُوا ! أُمْهِلُوا طَوِيلاً ، وَمُنِحُوا جَمِيلاً ، وَحُذِّرُوا أَلِيماً ، وَوُعِدُوا جَسِيماً ! احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَةَ [956] ، وَالْعُيُوبَ الْمُسْخِطَةَ . أُولِي الاَْبْصَارِ وَالاَْسْمَاعِ ، وَالْعَافِيَةِ وَالْمَتَاعِ ، هَلْ مِنْ مَنَاص [957] أَوْ خَلاَص ، أَوْ مَعَاذ أَوْ مَلاَذ ، أَوْ فِرَار أَوْ مَحَار [958] ! أَمْ لاَ ؟ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [959] ! أَمْ أَيْنَ تُصْرَفُونَ ! أَمْ بِمَاذَا تَغْتَرُّونَ ! وَإِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنَ الاَْرْضِ ، ذَاتِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ ، قِيدُ قَدِّهِ [960] ، مُتَعَفِّراً [961] عَلَى خَدِّهِ ! الانَ عِبَادَ اللهِ وَالْخِنَاقُ [962] مُهْمَلٌ ، وَالرُّوحُ مُرْسَلٌ ، فِي فَيْنَةِ [963] الاِْرْشَادِ ، وَرَاحَةِ الاَْجْسَادِ ، وَبَاحَةِ الاِحْتِشَادِ [964] ، وَمَهَلِ الْبَقِيَّةِ ، وَأُنـُفِ الْمَشِيَّةِ [965] ، وَإِنْظَارِ التَّوْبَةِ ، وَانْفِسَاحِ الْحَوْبَةِ [966] ، قَبْلَ الضَّنْكِ [967] وَالْمَضِيقِ ، وَالرَّوْعِ [968] وَالزُّهُوقِ [969] ، وَقَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ [970] وَأخْذَةِ الْعَزِيزِ الْمُقْتَدِرِ .

قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه : وفي الخبر : أنه عليه السلام لما خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها الجلود ، وبكت العيون ، ورجفت القلوب ، ومن الناس من يسمي هذه الخطبة : « الغراء » .

[766] عَلاَ بحَوْلهِ : عزّ وارتفع عن جميع ما سواه، لقوته المستعلية بسلطة الايجاد على كل قوّة .

[767] «دَنا بِطَوْلِهِ» أي : إنه مع علوّه سبحانه وارتفاعه في عظمته دنا وقَرُبَ من خلقه بطَوْله أي : عطائه وإحسانه .

[768] الازْل - بالفتح - الضيق والشدة .

[769] سوابِغ النّعَم : كوامِلُها - من سَبَغَ الظلّ : إذا عمّ وشَمِلَ .

[770] أوّلاً بادياً : أي سابقاً كلّ شيء من الوجود . ظاهراً بذَاتِهِ مُظْهراً لغيره .

[771] إنهاء عُذْرِه : إبلاغه، والعذر هنا كناية عن الحجج العقلية والنقلية التي أقيمت ببعثة النبيصلى الله عليه وآله وسلم .

[772] النّذُرُ : جمع نذير : الاخبار الالهية المنذرة بالعقاب على سوء الاعمال .

[773] ضرَبَ الامثال : جاء بها في الكلام; لايضاح الحجج، وتقريرها في الاذهان .

[774] وَقّتَ الاجالَ : جعلها في أوقات محدودة لا متقدم عنها ولا متأخر .

[775] الرّياش : ماظهر من اللباس .

[776] أرْفَغَ لكم المعاشَ، أي : أوْسعَ، يقال : رَفَغَ عَيْشُهُ - بالضم - رَفَاغَةً، أي : اتّسعَ .

[777] أحاطكم بالاحصاء : أي جعل إحصاء أعمالكم والعلم بها عملاً كالسّور لاتنفذون منه ولاتتعدّونه .

[778] أرصد لكم الجزاءَ : أعدّه لكم فلا محيصَ عنه .

[779] الرِّفَد : جمع رِفْدة - ككِسرة. وهي العطية .

[780] الرّوَافِغ : الواسعة .

[781] الحجج البَوَالِغ : الظاهرة البيّنة .

[782] «وَظّفَ لكم مُدَداً» : أي قَدّرَ لكم، والمدد جمع مدّة، أي : عيّن لكم أزمنةً تَحْيَوْنَ فيها .

[783] «في قرارِ خِبرة» أي : في دار ابتلاء واختبار، وهي دار الدنيا .

[784] رَنِقٌ - كَفَرِح - : كَدِرٌ .

[785] رَدِغٌ : كثير الطين والوحل - واَلمشرَع : مَوْرِد الشاربة للشرب .

[786] يُونِقُ : يُعْجِبُ .

[787] يُوبِقُ : يُهْلِك .

[788] حائِل : أسم فاعل من «حال» إذا تحول وانتقل .

[789] «وَضَوْءٌ آفِلٌ» غائب لا يلبث أن يظهر حتى يغيب .

[790] السّنَاد - بالكسر - ما يستند إليه ، أو دعامة يُسْنَدُ بها السقف .

[791] اطمأَنّ ناكرُها : ناكرها : اسم فاعل من «نَكِرَ الشيءَ» من باب علم - أي : جَهِله فأنكره .

[792] قَمَصَ الفرس وغيره يقمص - من بابي ضرب ونصر - قَمْصاً وقماصاً . أي : استَنّ - وهو أن يرفع يَدَيْهِ ويطرحهما معاً .

[793] «قَنَصَتْ بأحْبُلِها» اصطادت بشباكها وحبالها .

[794] أقْصَدَت : قَتَلَتْ مكانها من غير تأخير .

[795] أعْلَقَتْ به : رَبَطَتْ بعُنُقِهِ .

[796] أوْهاق المنِيّة : جمع وَهَق - بالتحريك - أو بفتح فسكون، كما يقال : «نَهَر ونَهْر» أي حبال الموت .

[797] ضَنْك المضْجَع : ضيق المَرْقَد، والمراد القبر .

[798] مُعاينة المحَلِّ : مشاهدة مكانه من النعيم والجحيم .

[799] ثواب العَمَل : جزاؤه الاعمّ من شقاء وسعادة .

[800] الخلَفُ : المتأخرون - والسّلَف : المتقدمون . بِعَقْب : بباء الجر وسكون القاف بمعنى بعد . وأصله جرى الفرس بعد جريه، يقال : لهذا الفرس عقب حسن .

[801] «لا تُقْلعُ اَلمنِيّةُ اخْتِراماً» : أي لا تكفّ المنية عن اخترامها، أي : استئصالها للاحياء .

[802] «لا يرعوي الباقون» أي : لا يرجعون و لا يكُفّون .

[803] الاجترام : افتعال من الجرم، أي اقتراف السيئات .

[804] «يَحْتَذونَ مِثالاً» أي : يشاكلون بأعمالهم صور أعمال من سبقهم، ويقتدون بهم .

[805] «يَمْضُون أرْسالاً» : جمع رَسَلَ - بالتحريك - وهو القطيع من الابل والغنم والخيل .

[806] صَيّور الامر - كتنّور - مصيرُه و ما يؤول إليه .

[807] أزِفَ النّشور» : قرب البعث .

[808] الضرائح : جمع ضريح، وهو الشّقّ وسط القبر .

[809] الاوْجِرة : جمع وجار - ككتاب وسحاب - وهو الحُجَرْ .

[810] مُهْطِعين : أي مسرعين إلى معاده، سبحانه، الذي وعد أن يعيدهم فيه .

[811] «رعيلاً صُموتاً»الرّعيل : القطعة من الخيل ; شبههم في تلاحق بعضهم ببعض برعيل الخيل - أي:الجملة القليلة منها - لان الاسراع لا يدع أحداً منهم ينفرد عن الاخر .

[812] «يَنْفُذُهُمُ البَصرُ» : يجاوزهم، أي : يأتي عليهم ويحيط بهم، والمراد : لا يَعْزُبُ واحد منهم عن علم الله .

[813] لَبُوسُ الاسْتِكانةِ : اللّبُوس - بالفتح - : ما يلبس، والاستكانة : الخضوع .

[814] ضرَعَ - بالتحريك - : الوَهْن، والضعف، والخشوع .

[815] «هَوَتِ الافْئِدَة» : خَلَتْ من المسرّة والامل من النجاة .

[816] كاظِمة : ساكنة - كاتمة لما يزعجها من الفزع .

[817] مُهَيْنَمَة : أي متخافية والهيْنَمة الكلام الخفي .

[818] ألْجَمَ العَرَقُ : كثر حتى امتلات به الافواه لغزارته فمنعها من النطق، وكان كاللّجام .

[819] الشّفَق - محركة - : الخوف .

[820] أُرعدَت : عَرَتْها الرعدة .

[821] زَبْرَة الدّاعي : صوته وصيحته، ولا يقال «زبرة» إلا إذا كان فيها زَجْر وانتهار، فانها واحدة الزبر أي الكلام الشديد .

[822] فَصْل الخِطاب : بتّ الحكومة بين الله وبين عباده في الموقف .

[823] «مُقايَضَة الجزاء» المقايضة : المعاوضة، أي : مبادلة الجزاء الخير بالخير، والشر بالشر .

[824] النّكال : العذاب .

[825] «مربوبون» : مملوكون، والاقتسار الغَلَبَة والقهر .

[826] أصل الاحتضار : حضور الملائكة لقبض الروح .

[827] الاجداث، جمع جَدَث - بفتحتين - وهو القبر، واجْتَدَثَ الرجلُ : اتخذ جدَثَاً، ويقال : جَدَف بالفاء - «مُضَمّنَونَ الاجداثَ» مجعولون في ضِمْنِها .

[828] الرّفات : الحُطام، ويقال رَفَتَهُ - كنصر وضرب - أي كسره ودَقّهُ أي : فته بيده كما يُفَتّ اَلمدَرُ والعظْمُ البالي .

[829] مَدِينون أي : مَجْزِيّون، والدّين : الجزاء، قال تعالى : مالك يوم الدّين الفاتحة : 4 .

[830] مُمَيّزُون حِساباً : كلّ يحاسب على عمله منفصلاً عمن سواه : ولا تَزِرُ وازرة وزْرَ أُخرى فاطر : 18 .

[831] المنهج : الطريقة الواضحة التي دلت عليها الشريعة المطهرة .

[832] «وَعُمّرُوا مَهَلَ اُلمسْتَعْتِب» - اُلمسْتَعْتِب : المسترضي - أي : أُوتوا من العمر مُهْلَة مَنْ ينالُ الرضى لو أحسن العمل .

[833] سُدَفَ الرّيَب : السّدَف : جمع سَدْفة - بالفتح - وهي الظلمة، والرّيَب : جمع رِيبة . وهي الشبهة وإبهام الامر .

[834] «خُلّوا لمضمار الجِياد» : خُلّوا : تُرِكوا في مجال يتسابقون فيه إلى الخيرات . والجياد من الخيل : كرامها . والمضمار : المكان الذي تضمّرُ فيه الخيل . والمدة التي تضمر فيها أيضا .

[835] رَوِيّة الارْتِياد : إعمال الفكر في الامر ليأتي على أسلم وجوهه، والارتياد هنا : طلب ما يراد .

[836] وأناة المُقْتَبِس المُرْتاد : الاناة : الانتظار والتؤدة، والمقتبس المرتاد، أي : الذي أخذ بيده مصباحا ليرتاد في ضوئه شيئاً غاب عنه .

[837] المضطرَب : مدة الاضطراب . أي : الحركة في العمل .

[838] صائبة : غير عادلة عن الصواب .

[839] اقترف : اكتسب ، ومثله «قرف يقرف لعياله» أي : كسب يكسب وفي التنزيل : وَلْيَقْتَرِفُوا ما هم مُقْتَرِفُونالانعام : 113 .

[840] وَجِلَ : خافَ .

[841] بادر : سارع .

[842] «عُبّرَ فاعْتَبَرَ» : عُبّر - مبني للمجهول مشدد الباء - أي عرضت عليه العِبرُ مراراً كثيرة، فاعتبر، أي اتعظ .

[843] ازدجر، أي : امتنع عن الشيء وانتهى .

[844] أناب الى الله : رجع إليه .

[845] احتذى : شاكَلَ بين عمله عمل مقتداه : أي : أحسنَ القُدْوَةَ .

[846] أفاد الذخيرة : استفادها واقتناها، وهو من الاضداد .

[847] اسْتَظْهَرَ زاداً : حمل زاداً حمّله ظَهْرَ راحلته إلى الاخرة، والكلام تمثيل .

[848] وَجْهُ السبيل : المقصد الذي يُرْكبُ السبيلُ لاجله .

[849] تَنَجّزُ الوَعْدِ : طلب وفائه على عجل.

[850] تعي ماعناها : تحفظ ما أهمّها .

[851] تجلو : تكشف .

[852] العَشَا : مقصور، مصدر من عَشِيَ فهو عَش إذا أبصر نهاراً ولم يبصر ليلاً .

[853] الاشْلاء : جمع شِلْو وهو العضو .

[854] الاحْناء : جمع حِنْو - بالكسر - وهو كل ما اعوجّ من البدن ومُلاءَمة الاعضاء لها : تناسبها معها .

[855] الارْفاق جمع رِفْق - بالكسر - المنفعة ، أو ما يستعان به عليها .

[856] رائدة: طالبة.

[857] مُجَلِّلات - على صيغة اسم الفاعل - من «جلّلة» بمعنى غطّاه، أي : غامرات نعمه . يقولون : سحاب مجلّلٌ، أي يطبق الارض .

[858] حواجز : موانع .

[859] الخَلاق : النصيب الوافر من الخير .

[860] الخَنَاق - بالفتح - حبل يخنق به .

[861] أْرهَقَتْهُمُ : أعْجْلتهُم .

[862] شَذّبَهُمْ عنها : قَطّعَهُمْ ومزّقهم من تشذيب الشجرة وهو تقشرها .

[863] تَخَرّمُ الاجل : أستأصالِهِ واقتطاعه .

[864] لم يَمْهَدُوا في سلامةِ الابْدان : أي لم يمهدوا لانفسهم بإصلاحها .

[865] أُنُف - بضمتين - يقال : أمر أُنُف، أي مُسْتَأنَف لم يَسْبِقْ به قَدَرٌ .

[866] البَضَاضَة : رخص الجلد ورقته وامتلاؤه .

[867] الغَضَارة : النعمة والسعة والخصب .

[868] الزِّيال : مصدر زَايَلَهٌ مُزايَلَةً وِزيالاً : أي فَارَقَهُ .

[869] الازُوف : الدنوّ والقرب .

[870] العَلَز : قلق وخفة وهلع يصيب المريض واُلمحْتَضرَ .

[871] المَضَض : بلوغ الحزن من القلب .

[872] الجَرَض : الريق .

[873] النّوَاحِب : جمع ناحبة وهي الرافعة صوتها بالبكاء .

[874] غُودِرَ : تُرِك وبقي .

[875] رَهيناً : حَبِيساً .

[876] «هَتَكَتِ الهَوَامّ جِلْدَتَه» : جذبت جلدته فقطعتها، والهوامّ : الحيّات وكل ذي سم يقتل .

[877] النّواهِك : جمع ناهكة وهي ما يُنْهِكُ البدنَ: أي يُبْليه .

[878] عَفَت : دَرَسَتْ .

[879] الحدَثانُ : مصدر يدل على الاضطراب بمعنى مايحدث .

[880] الشّحِبَةُ - بفتح الشين - أي : الهالكة .

[881] البَضّة هنا الواحد من البضّ; وهو : مصدر بَضّ الماءُ إذا ترشّحَ قليلاً قليلاً، أي بعد أمتلائها حتى كأن الماء يترشح منها .

[882] نَخِرة : بالية .

[883] الاعْباء : الاثقال، جمع عِبْء، أي : حمْل .

[884] ولا تُسْتَعْتَبُ : مبني للمفعول أي لا يُطْلَبُ منها تقديم العُتْبى، أي : التوبة عن العمل القبيح، أو مبني للفاعل ، أي : لا يمكنها أن تطلب الرضى والاقالة من خطئها السيّىء .

[885] زَلَلِها : خطئها وأصله انزلاق القدم .

[886] القِدّة - بكسر فتشديد - : الطريقة .

[887] «تَطَأونَ جادّتَهُم» : تسيرون على سبيلهم بلا انحراف عنهم في شيء .

[888] «كأنّ المَعْنيّ» أي : المقصود بالتكاليف الشرعية .

[889] مجازكم : مصدر ميمي من جاز يجوز، أي قطع المكان واجتازه .

[890] مَزالِق دَحْضِه : الدّحْض : هو انقلاب الرّجْل بغتةً فيسقط المارّ، والمزالق مواضع الزّلل والانزلاق .

[891] التارات : النّوَبُ والدّفَعَات .

[892] أنْصَبَ الخوْفُ بَدَنَهُ : أتعبه .

[893] أسْهَرَ التّهَجّدُ غِرارَ نومه - الغِرار - بالكسر : القليل من النوم وغيره و «أسهره التهجد» أي : أزال قيامُ الليل نومَهُ القليل، فأذهبه بالمرة .

[894] الهَواجر : جمع هاجرة، وهي نصف النهار عند اشتداد الحر .

[895] ظَلَفَ الزّهْدُ شَهَوَاتِه، أي : منعها .

[896] «أوْجَفَ الذّكْرُ بِلسانه» : أي أسرع، كأن الذكر لشدة تحريكه اللسان مُوجِفٌ به كما تُوجِفُ الناقةُ براكبها .

[897] تَنَكّبَ الشيءَ : مال عَنْه .

[898] المخَالِج : الامور المختلجة الجاذبة .

[899] الوَضَح - محركة - : الجادّة .

[900] أقْصَد المسالك : أقْوَمُها .

[901] لم تَفْتِلْه : لم تردّه ولم تَصرِفْه .

[902] «لم تَعْمَ عليه» من عمي يعمى أي : لم تَخْفَ عليه الامورُ المشتبهة .

[903] النّعْمى - بالضم - سعة العيش ونعيمه .

[904] العاجِلة : الدنيا، وسميت مَعْبَراً لانها طريق يُعْبَرُ منها إلى الاخرة، وهي الاجلة .

[905] «بَادَرَ من وَجَل» : أي : سبق إلى خير الاعمال خوفاً من لقاء الاهوال .

[906] أكْمَشَ : أسرع، ومثله انكمش، وكَمّشْتُهُ تكميشاً : أعْجَلْتُهُ، والمراد جِدّ السير في مُهْلة الحياة .

[907] القُدُم - بضمتين - المضيّ إلى أمام، أي مضى متقدماً .

[908] «حَجِيجاً وخصيماً» أي : مُقْنِعاً لمن خالفه بأنه قد جلب الهلاكَ على نفسه .

[909] النّجِيّ : من تحادثه سراً .

[910] «وَعَدَ فَمَنّى» أي : صَوّر الاماني كذباً .

[911] اسْتَدْرَج قرينَتَه : القرينه : النفس التي يقارنها الشيطان بالوسوسة . واستدرجها : أنزلها من درجة الرّشد إلى درجته من الضلالة .

[912] اسْتَغْلَق رَهينتَه : جعله بحيث لا يمكن تخليصه .

[913] « أنْكَرَ مازَيّنَ» : تبرأ الشيطان ممن أغواه .

[914] شُغُف الاسْتَار : جمع شَغاف - مثل سَحاب وسُحُب - وهو في الاصل غلاف القلب، استعارة لِلْمَشِيمَة .

[915] دِهاقاً : متتابعاً، «دهقها» صبّها بقوة . وقد تفسر الدّهاق بالممتلئة أي : ممتلئة من جراثيم الحياة .

[916] «عَلَقَةً مِحاقاً ومُحاقاً» أي : خَفِيَ فيها ومُحِقَ كلّ شكل وصورة .

[917] الجَنين : الولد بعد تصويره مادام في بطن أُمه .

[918] اليافع : الغلام رَاهَقَ العشرين .

[919] «استوى مثالُه» أي : بلغت قامته حدّ ما قُدّرَ لها من النماء .

[920] «خَبَطَ سادِراً» : خَبَطَ البعيرُ : إذا ضرب بيديه الارض لا يَتَوَقّى شيئاً، والسادر : المتحيّر والذي لا يهتم ولا يبالي ماصنع .

[921] مَتَحَ الماءَ : نزعه وهو في أعلى البئر . والماتح : الذي ينزل البئر إذا قلّ ماؤها فيملا الدلو . والغَرْبُ : الدّلْوُ العظيمة .

[922] الكَدْح : شدة السعي .

[923] بَدَوَاتِ : جمع بَدْأة وهي ما بدا من الرأي ، والاَرَب : - بفتحتين - الحاجة ، أي ذاهباً فيما يبدو من رغائبه وحاجته .

[924] «لا يَحْتَسِبُ رَزِيّة» أي : لا يظنها، ولا يفكر في وقوعها .

[925] لا يخشع من التّقِيّة : أي الخوف من الله تعالى .

[926] غَريراً - برَائَيْنِ مهملتين - أي مغروراً .

[927] «عاش في هَفْوَته...» عاش في أخطائه وخطيئاته الناشئة عن الخطأ في تقدير العواقب .

[928] لم يُفِدْ : أي : لم يستفد ثواباً ولم يكتسب .

[929] دَهِمته : غَشِيَتْهُ .

[930] غُبّر جِماحه : بقايا تَعَنّته على الحق .

[931] السَّنَن : الطريقة ، والمِراح : شدَّة الفَرَح والنشاط .

[932] «ظلّ سادراً» أي حائراً بَدأ به المرض كأنَّه سكران .

[933] اللادِمة: الضاربة.

[934] الغَمْرة : الشدة تحيط بالعقل والحواس، والكارثة القاطعة للامال .

[935] الانّة - بفتح فتشديد - الواحدة من الانّ أي التوجّع .

[936] «جَذْبَة مُكْرِبة» أي : جذبات الانفاس عند الاحتضار .

[937] السّوْقَة : من ساق المريض نفسه عند الموت سَوْقاً وسِياقاً; وسِيقَ - على المجهول - أسرع في نزع الروح .

[938] أبْلَس يُبْلِسُ ; فهو مُبْلِس : الذي ييأس من رحمة الله ، ومنه سُمّيَ ابليس .

[939] «سَلِساً» أي : سهلاً لعدم قدرته على الممانعة .

[940] الرّجِيع من الدواب : ما رجع به من سفر إلى سفر فَكَلّ; والوَصَب التعب .

[941] نِضو - بكسر النون - : مهزول .

[942] الحَفَدَة هنا : الاعوان .

[943] الحشَدَة : المسارعون في التعاون .

[944] مُنْقَطَع الزّوْرَة : القبر حيث لا يُزَارُ .

[945] بَهْتَةُ السؤال : حَيْرَتُهُ .

[946] العَثْرة : السّقْطة .

[947] الحمِيم : في الاصل : الماء الحار .

[948] التصلية : الاحراق . والمراد هنا دخول جهنم .

[949] السّوْرة : الشدة; والزفير : صوت النار عند توقّدها .

[950] الفَتْرة : السكون; أي لا يَفْتُرُ العذاب حتى يستريح المعذّب من الالم .

[951] دَعَة - راحة - «مُزيحة» تزيح ما أصابه من التعب .

[952] ناجزة : حاضرة .

[953] السّنَة - بالكسر - والتخفيف - أوائل النوم .

[954] «أطوار المَوْتات» : كلّ نَوْبة من نُوَب العذاب، كأنها موت لشدّتها . وأطوار هذه الموتات : ألوانها، وأنواعها .

[955] «عُمّرُوا فَنَعِمُوا» : عاشوا فتنعموا .

[956] الُموَرّطة : اُلمهْلكة .

[957] مَنَاص : ملجأ ومفرّ .

[958] «مَحَار» أي : مرجع إلى الدنيا بعد فراقها .

[959] تُوْفَكُون : تُقْلَبُون، أي تنقلبون .

[960] القِيد : - بكسر القاف - المقدار، والقيد - بكسر القاف وفتحها - القامة، والمراد مضجعه من القبر لانه بمقدار قامة الانسان .

[961] متعفّراً : قد لازم العَفَر أي التراب .

[962] الخِناق: الحبل الذي يُخْنَقُ به، وإهماله: عدم شدّهِ على العنق مدى الحياة.

[963] الفَيْنة - بالفتح - الحال والساعة والوقت.

[964] باحَةُ الدار : ساحتها .

[965] أُنـُف - بضمتين - مستأنف . واَلمشِيّة : بتسهيل الهمزة وتشديد الياء، أي المشيئة والارادة .

[966] الحَوْبة : الحاجة والارَب; وانفساحها : سَعَتُها .

[967] الضّنْك : الشدة .

[968] الرّوْع : الخوف .

[969] الزّهُوق : الاضمحلال .

[970] الغائب المنتظر : الموت .