يذكر فضله ويعظ الناس
تَالله لَقَدْ عُلِّمْتُ تَبْلِيغَ الرِّسَالاَتِ ، وَإِتْمَامَ الْعِدَاتِ [1686] ، وَتَمَامَ الْكَلِمَاتِ . وَعِنْدَنَا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ أَبْوَابُ الْحُكْمِ وَضِيَاءُ الاَْمْرِ . أَلاَ وَإِنَّ شَرَائِعَ الدِّينِ وَاحِدَةٌ ، وَسُبُلَهُ قَاصِدَةٌ [1687] . مَنْ أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَغَنِمَ ، وَمَنْ وَقَفَ عَنْهَا ضَلَّ وَنَدِمَ . اعْمَلُوا لِيَوْم تُذْخَرُ لَهُ الذَّخَائِرُ ، وَتُبْلَى فِيهِ السَّرَائِرُ . وَمَنْ لاَ يَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبِّهِ فَعَازِبُهُ [1688] عَنْهُ أَعْجَزُ ، وَغَائِبُهُ أَعْوَزُ [1689] . وَاتَّقُوا نَاراً حَرُّهَا شَدِيدٌ ، وَقَعْرُهَا بَعِيدٌ ، وَحِلْيَتُهَا حَدِيدٌ ، وَشَرَابُهَا صَدِيدٌ [1690] . أَلاَ وَإِنَّ اللِّسَانَ الصَّالِحَ [1691] يَجْعَلُهُ اللهُ تَعَالَى لِلْمَرْءِ فِي النَّاس ، خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمَالِ يُورِثُهُ مَنْ لاَ يَحْمَدُهُ .
بعد ليلة الهرير
وقد قام إليه رجل من أصحابه فقال : نهيتنا عن الحكومة ثمّ أمرتنا بها ، فلم ندر)
فما ندري( أي الامرين أَرشد ؟ فصفق عليه السلام إحدى يديه على الاخرى ثمّ قال :
هذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْعُقْدَةَ [1692] ! أمَا وَاللهِ لَوْ أنّي حِينَ أَمَرْتُكُمْ بِهِ حَمَلْتُكُمْ عَلَى الْمَكْرُوهِ الَّذِي يَجْعَلُ اللهُ فِيهِ خَيْراً ، فَإِنِ اسْتَقَمْتُمْ هَدَيْتُكُمْ وَإِنِ اعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ ، لَكَانَتِ الْوُثْقَى ، وَلكِنْ بِمَنْ وَإِلَى مَنْ ؟ أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَأَنْتُمْ دَائِي ، كَنَاقِش الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ ، وَهُوَ يَعَلْمُ أَنَّ ضَلْعَهَا [1693] مَعَهَا ! اللَّهُمَّ قَدْ مَلَّتْ أَطِبَّاءُ هذَا الدَّاءِ الدَّوِيِّ [1694] ، وَكَلَّتِ [1695] النَّزْعَةُ بِأَشْطَانِ الرَّكِيِّ [1696] ! أَيْنَ الْقَوْمُ الَّذِينَ دُعُوا إِلَى الاِسْلاَمِ فَقَبِلُوهُ ، وَقَرَؤُوا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ ، وَهِيجُوا إِلى الْجِهَادِ فَوَلِهُوا وَلَهَ اللِّقَاحِ [1697] إِلَى أَوْلاَدِهَا ، وَسَلَبُوا السُّيُوفَ أَغْمَادَهَا ، وَأَخَذُوا بِأَطْرَافِ الاَْرْض زَحْفاً زَحْفاً ، وَصَفّاً صَفّاً . بَعْضٌ هَلَكَ ، وَبَعْضٌ نَجَا .لاَ يُبَشَّرُونَ بِالاَْحْيَاءِ [1698] ، وَلاَ يُعَزَّوْنَ عَنِ الْمَوْتَى [1699] . مُرْهُ [1700] الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ ، خُمْصُ الْبُطُونِ [1701] مِنَ الصِّيَامِ ، ذُبُلُ [1702] الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ ، صُفْرُ الاَْلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ . عَلَى وَجُوهِهمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعيِنَ . أُولئِكَ إِخْوَاني الذَّاهِبُونَ . فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَيْهِمْ وَنَعَضَّ الاَْيْدِيَ عَلَى فِرَاقِهِمْ . إِنَّ الشَّيْطَانَ يُسَنِّي لَكُمْ طُرُقَهُ [1703] ، وَيُرِيدُ أَنْ يَحُلَّ دِينَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً ، وَيُعْطِيَكُمْ بِالْجَمَاعَةِ الْفُرْقَةَ ، وَبِالْفُرْقَةِ الْفِتْنَةَ . فَاصْدِفُوا [1704] عَنْ نَزَغَاتِهِ [1705] وَنَفَثَاتِهِ ، وَاقْبَلُوا النَّصِيحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا اليكم ، وَاعْقِلوهَا [1706] عَلَى أَنْفُسِكُمْ .
قاله للخـوارج ، وقد خرج إلى معسكرهـم وهم مقيمون على إنكـار الحكومة ، فقال عليه السلام :
أَكُلُّكُمْ شَهِدَ مَعَنَا صِفِّينَ ؟ فَقَالُوا : مِنَّا مَنْ شَهِدَ وَمِنَّا مَنْ لَمْ يَشْهَدْ . قَالَ : فَامْتَازُوا فِرْقَتَيْنِ ، فَلْيَكُنْ مَنْ شَهِدَ صِفِّينَ فِرْقَةً ، وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْهَا فِرْقَةً ، حَتَّى أُكَلِّمَ كُلاًّ مِنْكُمْ بِكَـلاَمِهِ .وَنَادَى النَّاسَ ، فَقَالَ: أَمْسِكُوا عَنِ الْكَـلاَمِ ، وَأَنْصِتُوا لِقَوْلِي ، وَأَقْبِلُوا بِأَفْئِدَتِكُمْ إِلَيَّ ، فَمَنْ نَشَدْنَاهُ شَهَادَةً فَلْيَقُلْ بِعِلْمِهِ فِيهَا . ثُمَّ كَلَّمَهُمْ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِكَـلاَم طَوِيل ، مِنْ جُمْلَتِهِ أَنْ قَالَ 7 :
أَلَمْ تَقُولُوا عِنْدَ رَفْعِهِمُ الْمَصَاحِفَ حِيلَةً وَغِيلَةً ، وَمَكْراً وَخَدِيعَةً : إِخْوَانُنَا وَأَهْلُ دَعْوَتِنَا ، اسْتَقَالُونَا وَاسْتَرَاحُوا إِلَى كِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ ، فَالرَّأْيُ الْقَبُولُ مِنْهُمْ وَالتَّنْفِيسُ عَنْهُمْ ؟ فَقُلْتُ لَكُمْ : هذَا أَمْرٌ ظَاهِرُهُ إِيمَانٌ ، وَبَاطِنُهُ عُدْوَانٌ وَأَوَّلُهُ رَحْمَةٌ ، وَآخِرُهُ نَدَامَةٌ . فَأَقِيمُوا عَلَى شَأنِكُمْ ، وَالْزَمُوا طَرِيقَتَكُمْ ، وَعَضُّوا عَلَى الْجِهَادِ بِنَوَاجِذِكُمْ ، وَلاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى نَاعِق نَعَقَ : إِنْ أُجِيبَ أَضَلَّ ، وَإِنْ تُرِكَ ذَلَّ . وَقَدْ كَانَتْ هذِهِ الْفَعْلَةُ ، وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ أَعْطَيتُمُوهَا . وَاللهِ لَئِنْ أَبَيتُهَا مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ فَرِيضَتُهَا وَلاَ حَمَّلَنِي اللهُ ذَ نْبَهَا . وَوَاللهِ إِنْ جِئْتُهَا إِنِّي لَلْمُحِقُّ الَّذِي يُتَّبَعُ ; وَإِنَّ الْكِتَابَ لَمَعِي ، مَا فَارَقْتُهُ مُذْ صَحِبْتُهُ . فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَإِنَّ الْقَتْلَ لَيَدُورُ عَلَى الابَاءِ وَالاَْبْنَاءِ وَالاِْخْوَانِ وَالْقَرَابَاتِ ، فَمَا نَزْدَادُ عَلَى كُلِّ مُصِيبَة وَشِدَّة إِلاَّ إِيمَاناً ، وَمُضِيّاً عَلَى الْحَقِّ ، وَتَسْلِيماً لِلاَْمْرِ ، وَصَبْراً عَلَى مَضَض الْجِرَاحِ . وَلكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِي الاسْلاَمِ عَلَى مَا دَخَلَ فِيهِ مِنَ الزَّيْغِ وَالاعْوِجَاجِ ، وَالشُّبْهَةِ وَالتَّأوِيلِ .فَإِذَا طَمِعْنَا فِي خَصْلَة [1707] يَلُمُّ اللهُ بِهَا شَعَثَنَا [1708] ، وَنَتَدَانَى بِهَا [1709] إِلَى الْبَقِيَّةِ فِيَما بَيْنَنَا ، رَغِبْنَا فِيهَا ، وَأَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا .
قاله لاصحابه في ساحة الحرب بصفين
وَأَيُّ امْرِىء مِنْكُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رَبَاطَةَ جَأْش [1710] عِنْدَ اللِّقَاءِ ، وَرَأَى مِنْ أَحَد مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلاً [1711] فَلْيَذُبَّ [1712] عَنْ أَخِيهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ [1713] الَّتي فُضِّلَ بِهَا عَلَيْهِ كَمَا يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ ، فَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ . إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِيثٌ لاَ يَفُوتُهُ الْمُقِيمُ ، وَلاَ يُعْجِزُهُ الْهَارِبُ .إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ ! وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ أَبِي طَالِب بِيَدِهِ ، لاََلْفُ ضَرْبَة بِالسَّيْفِ أهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَة عَلَى الْفِرَاش فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ !
ومنه : وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمْ تَكِشُّونَ كَشِيشَ الضِّبَابِ [1714] : لاَ تَأْخُذُونَ حَقّاً ، وَلاَ تَمْنَعُونَ ضَيْماً . قَدْ خُلِّيتُمْ وَالطَّرِيقَ ، فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ ، وَالْهَلَكَةُ لِلْمُتَلَوِّمِ [1715] .
في حث أصحابه على القتال
فَقَدِّمُواالدَّارِعَ [1716] ، وَأَخِّرُواالْحَاسِرَ [1717] ، وَعَضُّوا عَلَى الاَْضْرَاس ، فَإِنَّهُ أَنْبَى [1718] لِلسُّيُوفِ عَنِ الْهَامِ [1719] ; وَالْتَوُوا [1720] فِي أَطْرَافِ الرِّمَاحِ ، فَإِنَّهُ أَمْوَرُ [1721] لِلاَْسِنَّةِ; وَغُضُّوا الاَْبْصَارَ فَإِنَّهُ أَرْبَطُ لِلْجَأْش ، وَأَسْكَنُ لِلْقُلُوبِ; وَأَمِيتُوا الاَْصْوَاتَ ، فَإِنَّهُ أطْرَدُ لِلْفَشَلِ . وَرَايَتَكُمْ فَـلاَ تُمِيلُوهَا وَلاَ تُخِلُّوهَا ، وَلاَ تَجْعَلُوهَا إِلاَّ بِأَيْدِي شُجْعَانِكُمْ ، وَالمَانِعِينَ الذِّمَارَ [1722] مِنْكُمْ ، فَإِنَّ الصَّابِرِينَ عَلَى نُزُولِ الْحَقَائِقِ [1723] ; هُمُ الَّذِينَ يَحُفُّونَ برَايَاتِهمْ [1724] ، وَيَكْتَنِفُونَهَا [1725] : حِفَافَيْهَا [1726] ، وَوَرَاءَهَا ، وَأَمَامَهَا; لاَ يَتَأَخَّرُونَ عَنْهَا فَيُسْلِمُوهَا ، وَلاَ يَتَقَدَّمُونَ عَلَيْهَا فَيُفْرِدُوهَا . أَجْزَأَ امْرُؤٌ قِرْنَهُ [1727] ، وَآسَى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ ، وَلَمْ يَكِلْ قِرْنَهُ إِلَى أَخِيهِ [1728] فَيَجْتَمِعَ عَلَيْهِ قِرْنُهُ وَقِرْنُ أَخِيهِ . وَايْمُ الله لَئِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ سَيْفِ الْعَاجِلَةِ ، لاَ تَسْلَمُوا مِنْ سَيْفِ الاخِرَةِ ، وَأنتُمْ لَهَامِيمُ [1729] الْعَرَبِ ، وَالسَّنَامُ الاَْعْظَمُ . إِنَّ فِي الْفِرَارِ مَوْجِدَةَ [1730] اللهِ ، وَالذُّلَّ اللاَّزِمَ ، وَالْعَارَ الْبَاقِيَ . وَإِنَّ الْفَارَّ لَغَيْرُ مَزِيد فِي عُمْرِهِ ، وَلاَ مَحْجُوز بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَوْمِهِ . الرَّائِحُ إِلَى اللهِ كَالظَّمَآنِ يَرِدُ الْمَاءَ ، الْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالِي [1731] ! الْيَوْمَ تُبْلَى الاَْخْبَارُ [1732] ! وَاللهِ لا نَا أَشْوَقُ إِلَى لِقَائِهِمْ مِنْهُمْ إِلَى دِيَارِهِمْ .اللَّهُمَّ فَإِنْ رَدُّوا الْحَقِّ فَافْضُضْ جَمَاعَتَهُمْ ، وَشَتِّتْ كَلِمَتَهُمْ ، وَأَبْسِلْهُمْ بِخَطَايَاهُمْ [1733] . إِنَّهُمْ لَنْ يَزُولُوا عَنْ مَوَاقِفِهمْ دُونَ طَعْن دِرَاك [1734] يَخْرُجُ مِنْهُمُ النَّسِيمُ; وَضَرْب يَفْلِقُ الْهَامَ ، وَيُطِيحُ الْعِظَامَ ، وَيُنْدِرُ [1735] السَّوَاعِدَ وَالاَْقْدَامَ; وَحَتَّى يُرْمَوْا بِالْمَنَاسِرِ تَتْبَعُهَا الْمَنَاسِرُ [1736] ; وَيُرْجَمُوا بِالْكَتَائِبِ [1737] ، تَقْفُوهَا الْحَلاَئِبُ [1738] ; وَحَتَّى يُجَرَّ بِبِلاَدِهِمُ الْخَمِيسُ يَتْلُوهُ الْخَمِيسُ ; وَحَتَّى تَدْعَقَ [1739] الْخُيُولُ فِي نَوَاحِرِ أَرْضِهِمْ ، وَبِأَعْنَانِ [1740] مَسَارِبِهِمْ [1741] وَمَسَارِحِهِمْ .
قال السيد الشريف الرضي2 : أ قُولُ : الدّعْقُ : الدّقُّ ، أيْ تَدُقُّ الخُيُولُ بحَوَافِرِهَا أرْضهُمْ . وَنَوَاحِرُ أرْضهِمْ : مُتَقَابِلاتهَا . وَيُقَالُ : مَنَازِلُ بَني فُلان تتَنَاحَرُ ، أيْ تَتَقَابَلُ .
في التحكيم وذلك بعد سماعه لامر الحكمين
إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ الرِّجَالَ ، وَإِنَّمَا حَكَّمْنَا الْقُرْآنَ . هذَا الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْتُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ [1742] ، لاَ يَنْطِقُ بِلِسَان ، وَلابدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَان . وَإِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ الرِّجَالُ . وَلَمَّا دَعَانَا الْقَوْمُ إِلَى أَنْ نُحَكِّمَ بَيْنَنَا الْقُرْآنَ لَمْ نَكُنِ الْفَرِيقَ الْمُتَوَلِّيَ عَنْ كِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَقَدْ قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ)
[1743] فَرَدُّهُ إِلَى اللهِ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتَابِهِ ، وَرَدُّهُ إِلَى الرَّسُولِ ، أَنْ نَأْخُذَ بسُنَّتِهِ ; فَإِذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ فِي كِتَابِ اللهِ ، فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاس بِهِ ، وَإنْ حُكمَ بسُنَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَنَحْنُ أَحَقُّ الناسِ وَأَوْلاَهُمْ بِهَا . وَأَمَّا قَوْلُكُمْ : لِمَ جَعَلْتَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ أَجَلاً فِي التَّحْكِيمِ ؟ فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذلِكَ لِيَتَبَيَّنَ الْجَاهِلُ ، وَيَتَثَبَّتَ الْعَالِمُ ; وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ فِي هذِهِ الْهُدْنَةِ أَمْرَ هذِهِ الاُْمَّةِ ; وَلاَ تُؤخَدُ بِأَكْظَامِهَا [1744] ، فَتَعْجَلَ عَنْ تَبَيُّنِ الْحَقِّ ، وَتَنْقَادَ لاَِوَّلِ الْغَيِّ .إِنَّ أَفْضَلَ النَّاس عِنْدَ اللهِ مَنْ كَانَ الْعَمَلُ بِالْحَقِّ أَحَبَّ إِلَيْهِ ـ وَإِنْ نَقَصَهُ وَكَرَثَهُ [1745] ـ مِنَ الْبَاطِلِ وَإِنْ جَرَّ إِلَيْهِ فَائِدَةً وَزَادَهُ . فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ ؟! وَمِنْ أَيْنَ أُتِيْتُمْ ؟! اسْتَعِدُّوا لِلْمَسِيرِ إِلَى قَوْم حَيَارَى عَنِ الْحَقِّ لاَ يُبْصِرُونَهُ ، وَمُوزَعِينَ بِالْجَوْرِ [1746] لاَ يَعْدِلُونَ [1747] بِهِ ، جُفَاة عَنِ الْكِتَابِ ، نُكُب [1748] عَنِ الطَّرِيقِ . مَا أَنْتُمْ بِوَثِيقَة [1749] يُعْلَقُ بِهَا ، وَلاَ زَوَافِرِ [1750] عِزٍّ يُعْتَصَمُ إِلَيْهَا . لَبِئْس حُشَّاشُ [1751] نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ ! أُفٍّ لَكُمْ ! لَقَدْ لَقِيتُ مِنْكُمْ بَرْحاً [1752] يَوْماً أُنَادِيكُمْ وَيَوْماً أُنَاجِيكُمْ ، فَـلاَ أَحْرَارُ صِدْق عِنْدَ النِّدَاءِ [1753] )
اللّقاء( وَلاَ إِخْوَانُ ثِقَة عِنْدَ النِّجَاءِ [1754] !
لما عوتب على التسوية في العطاء
أَتَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِيمَنْ وُلِّيتُ عَلَيْهِ ؟! وَاللهِ لاَ أَطُورُ [1755] بِهِ مَا سَمَرَ سَمِيرٌ [1756] ، وَمَا أَمَّ [1757] نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ نَجْماً ! لَوْ كَانَ الْمَالُ لِي لَسَوَّيْتُ بَيْنَهُمْ ، فَكَيْفَ وَإِنَّمَا الْمَالُ مَالُ اللهِ ! أَلاَ وَإِنَّ إِعْطَاءَ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ تَبْذِيرٌ وَإِسْرَافٌ ، وَهُوَ يَرْفَعُ صَاحِبَهُ فِي الدُّنْيَا وَيَضَعُهُ فِي الاخِرَةِ ، وَيُكْرِمُهُ فِي النَّاس وَيُهِينُهُ عِنْدَ اللهِ . وَلَمْ يَضَعِ امْرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَلاَ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ إِلاَّ حَرَمَهُ اللهُ شُكْرَهُمْ وَكَانَ لِغَيْرِهِ وُدُّهُمْ . فَإِنْ زَلَّتْ بِهِ النَّعْلُ يَوْماً فَاحْتَاجَ إِلَى مَعُونَتِهِمْ فَشَرُّ خَلِيل وَأَلاَْمُ خَدِين [1758] )
فَشَرُّ خَدِين وَأَلامُ خَلِيل(
وفيه يبين بعض أحكام الدين ويكشف للخوارج الشبهة وينقض حكم الحكمين
فإِنْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ أَنْ تَزْعُمُوا أنّي أَخْطَأتُ وَضَلَلْتُ ، فَلِمَ تُضَلِّلَونُ عَامَّةَ أُمَّةِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، بِضَلاَلِي ، وَتَأْخُذُونَهُمْ بِخَطَئِي ، وَتُكَفِّرُونَهُمْ بِذُنُوِبي ؟! سُيُوفُكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ تَضَعُونَهَا مَوَاضِعَ الْبُرْءِ وَالسُّقْمِ ، وَتَخْلِطُونَ مَنْ أذنَبَ بِمَنْ لَمْ يُذْنِبْ .وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ رَجَمَ الزَّانِيَ الُْمحْصَنَ ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ ، ثُمَّ وَرَّثَهُ أَهْلَهُ; وَقَتَلَ الْقَاتِلَ وَوَرَّثَ مِيرَاثَهُ أَهْلَهُ .وَقَطَعَ السَّارِقَ وَجَلَدَ الزَّانِيَ غَيْرَ المُحْصَنِ ، ثُمَّ قَسَمَ عَلَيْهِمَا مِنَ الْفَيْءِ ، وَنَكَحَا الْمُسْلِمَاتِ; فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذُنُوبِهمْ ، وَأَقَامَ حَقَّ اللهِ فِيهمْ ، وَلَمْ يَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُـمْ مِنَ الاِْسْلاَمِ ، وَلَمْ يُخْرِجْ أَسْمَاءَهُمْ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ . ثُمَّ أَنْتُمْ شِرَارُ النَّاس ، وَمَنْ رَمَى بِهِ الشَّيْطَانُ مَرَامِيَهُ ، وَضَرَبَ بِهِ تِيهَهُ [1759] ! وَسَيَهْلِكُ فِيَّ صِنْفَانِ : مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْحُبُّ إِلَى غَيْرِ الْحَقِّ ، وَمُبْغِضٌ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْبُغْضُ إِلَى غَيَرِ الْحَقِّ ، وَخَيْرُ النَّاس فِيَّ حَالاً الَّنمَطُ الاَْوْسَطُ فَالْزَمُوهُ ، وَالْزَمُوا السَّوَادَ الاَعْظَم فَإِنَّ يَدَ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ . وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ! فَإِنَّ الشَّاذَّ مِنَ النَّاس لِلشَّيْطَانِ ، كَمَا أَنَّ الشَّاذَّ مِنَ الْغَنَمِ لِلذِّئْبِ . أَلاَ مَنْ دَعَا إِلَى هذَا الشِّعَارِ [1760] فَاقْتُلُوهُ ، وَلَوْ كَانَ تَحْتَ عِمَامَتِي هذِهِ ، فَإِنَّمَا )
وانّما( حُكِّمَ الْحَكَمَانِ لِيُحْيِيَا مَا أَحْيَا الْقُرْآنُ ، وَيُمِيتَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنُ ، وَإِحْيَاؤُهُ الاِجْتَِماعُ عَلَيْهِ ، وَإِمَاتَتُهُ الاِفْتِرَاقُ عَنْهُ . فَإِنْ جَرَّنَا الْقُرْآنُ إِلَيْهِمُ اتَّبَعْنَاهُم ، وَإِنْ جَرَّهُمْ إِلَيْنَا اتَّبَعُونَا . فَلَمْ آتِ ـ لاَ أَبَا لَكُمْ ـ بُجْراً [1761] ، وَلاَ خَتَلْتُكُمْ [1762] عَنْ أَمْرِكُمْ ، وَلاَ لبَّسْتُهُ عَلَيْكُمْ ، إِنَّمَا اجْتَمَعَ رَأْيُ مَلَئِكُمْ عَلَى اخْتِيَارِ رَجُلَيْنِ ، أَخَذْنَا عَلَيْهِمَا أَلاَّ يَتَعَدَّيَا الْقُرْآنَ ، فَتَاهَا عَنْهُ ، وَتَرَكَا الْحَقَّ وَهُمَا يُبْصِرَانِهِ ، وَكَانَ الْجَوْرُ هَوَاهُمَا فَمَضَيَا عَلَيْهِ . وَقَدْ سَبَقَ استِثْنَاؤُنَا عَلَيْهِمَا ـ فِي الْحُكُومَةِ بِالْعَدْلِ ، وَالصَّمْدِ [1763] لِلْحَقِّ ـ سُوءَ رَأْيِهِمَا ، وَجَوْرَ حُكْمِهِمَا .
فيما يخبر به عن الملاحم [1764] بالبصرة :
يَا أَحْنَفُ ، كَأ نِّي بِهِ وَقَدْ سَارَ بِالْجَيْش الَّذِي لاَ يَكُونُ لَهُ غُبارٌ وَلاَ لَجَبٌ [1765] ، وَلاَ قَعْقَعَةُ لُجُم [1766] ، وَلاَ حَمْحَمَةُ خَيْل [1767] يُثِيرُونَ الاَْرْضَ بأَقْدَامِهمْ كَأ نّهَا أَقْدَامُ النَّعَامِ .
قال السيد الشريف الرضي2 : يومىء بذلك إلى صاحب الزّنج .
ثمّ قال عليه السلام : وَيْلٌ لِسِكَكِكُمُ الْعَامِرَةِ [1768] وَالدُّورِ الْمُزَخْرَفَةِ الَّتِي لَهَا أَجْنِحَةٌ [1769] كَأَجْنِحَةِ النُّسُورِ ، وَخَرَاطِيمُ كَخَرَاطِيمِ [1770] الْفِيَلَةِ ، مِنْ أُولئِكَ الَّذِينَ لاَ يُنْدَبُ قَتِيلُهُمْ ، وَلاَ يُفْقَدُ غَائِبُهُمْ . أَنَا كَابُّ الدُّنْيَا لِوَجْهِهَا ، وَقَادِرُهَا بَقَدْرِهَا ، وَنَاظِرُهَا بِعَيْنِهَا .
ومنه : يؤمي به إلى وصف الاتراك
كَأنّي أَرَاهُمْ قَوْماً «كَأَنَّ وَجُوهَهُمُ المجَانُّ الْمُطَرَّقَةُ» [1771] ، يَلْبَسُونَ السَّرَقَ [1772] وَالدِّيبَاجَ ، وَيَعْتَقِبُونَ [1773] الْخَيْلَ الْعِتَاقَ . وَيَكُونُ هُنَاكَ اسْتِحْرَارُ [1774] قَتْل حَتَّى يَمْشِيَ المجْرُوحُ عَلَى الْمَقْتُولِ ، وَيَكُونَ الْمُفْلِتُ أَقَلَّ مِنَ المَأْسُورِ !
فقال له بعض أصحابه : لقد أُعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ! فضحك عليه السلام ، وقال للرجل ، وكان كلبياً :
يَا أَخَا كَلْب ، لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْب ، وَإِنَّمَا هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْم . وَإِنَّمَا عِلْمُ الْغَيْبِ عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَمَا عَدَّدَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْض تَمُوتُ)
[1775] فَيَعْلَمُ اللهُ سُبْحَانَهُ مَا فِي الاَْرْحَامِ مِنْ ذَكَر أَوْ اُنثَى ، وَقَبِيح أَوْ جَمِيل ، وَسَخِيّ أَوْ بَخِيل ، وَشَقِيّ أَوْ سَعِيد ، وَمَنْ يَكُونُ فِي النَّارِ حَطَباً ، أَوْ فِي الْجِنَانِ لِلنَّبِيِّينَ مُرَافِقاً . فَهذَا عِلْمُ الْغَيْبِ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ ، وَمَا سِوَى ذلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اللهُ نَبِيَّهُ فَعَلَّمَنِيهِ ، وَدَعَا لِي بَأَنْ يَعِيَهُ صَدْرِي ، وَتَضْطَمَّ عَلَيْهِ جَوَانِحِي [1776] .
في ذكر المكاييل والموازين :
عِبَادَ اللهِ ، إِنَّكُمْ ـ وَمَا تَأمُلُونَ مِنْ هذِهِ الدُّنْيَا ـ أَثْوِيَاءُ [1777] مُؤَجَّلُونَ ، وَمَدِينُونَ مُقْتَضَوْنَ : أَجَلٌ مَنْقُوصٌ ، وَعَمَلٌ مَحْفُوظٌ . فَرُبَّ دَائِب [1778] مُضَيِّعٌ ، وَرُبَّ كَادِح [1779] خَاسِرٌ . وَقَدْ أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَن لاَ يَزْدَادُ الْخَيْرُ فِيهِ إِلاَّ إدباراً ، وَ)
لاَ( الشَّرُّ فِيهِ إِلاَّ إِقْبَالاً ، وَ)
لاَ( الشَّيْطَانُ فِي هَلاَكِ النَّاس إِلاَّ طَمَعاً . فَهذَا أَوَانٌ قَوِيَتْ عُدَّتُهُ ، وَعَمَّتْ مَكِيدَتُهُ ، وَأَمْكَنَتْ فَرِيسَتُهُ [1780] . اضْرِبْ بِطَرْفِكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ النَّاس ، فَهَلْ تُبْصِرُ إِلاَّ فَقِيراً يُكَابِدُ فَقْراً ، أَوْ غَنِيّاً بَدَّلَ نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً ، أَوْ بَخِيلاً اتَّخَذَ الْبُخْلَ بِحَقِّ اللهِ وَفْراً ، أَوْ مُتَمَرِّداً كَأَنَّ بِأُذُنِهِ عَنْ سَمْعِ الْمَوَاعِظِ وَقْراً ؟ ! أَيْنَ خياركم )
أَخْيَارُكُمْ( وَصُلَحَاؤُكُمْ ! وَ)
أَيْنَ (أَحْرَارُكُمْ وَسُمَحَاؤُكُمْ ؟! وَأَيْنَ الْمُتَوَرِّعُونَ فِي مَكَاسِبِهِمْ ، وَالْمُتَنَزِّهُونَ فِي مَذَاهِبِهمْ ؟ أَلَيْسَ قَدْ ظَعَنُوا جَمِيعاً عَنْ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ ، وَالْعَاجِلَةِ الْمُنَغِّصَةِ ، وَهَلْ خُلِقْتُمْ )
خُلِّفتم( إِلاَّ فِي حُثَالَة [1781] لاَ تَلْتَقِي إِلاَّ بِذَمِّهِمُ الشَّفَتَانِ ، اسْتِصْغَاراً لِقَدْرِهِمْ ، وَذَهَاباً عَنْ ذِكْرِهِمْ ! فـَ (إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
ظَهَرَ الْفَسَادُ ، فَـلاَ مُنْكِرٌ مُغَيِّرٌ ، وَلاَ زَاجرٌ مُزْدَجِرٌ . أَفَبِهذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُجَاوِرُوا اللهَ فِي دَارِ قُدْسِهِ ، وَتَكُونُوا أَعَزَّ أَوْلِيَائِهِ عِنْدَهُ ؟ هَيْهَاتَ ! لاَ يُخْدَعُ اللهُ عَنْ جَنَّتِهِ ، وَلاَ تُنَالُ مَرْضَاتُهُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ . لَعَنَ اللهُ الاْمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ التَّارِكِينَ لَهُ ، وَالنَّاهِينَ عَنِ المُنْكَرِ الْعَامِلِينَ بِهِ !
[1686] العِدَات : جمع عِدَة - بمعنى الوعد .
[1687] قاصدة : مستقيمة .
[1688] عازِبُهُ : غائبه .
[1689] عَوِزَ الشيء - كفرح - أي لم يوجد .
[1690] الصّدِيد : ماء الجرح الرقيق ، والحميم .
[1691] اللسان الصالح : الذّكر الحسن .
[1692] «العُقْدة» اي ما حصل عليه التعاقد .
[1693] الضَلْع ـ بفتح الضاد وتسكين اللام - : المَيْل . وأصل المثل : «لا تنقش الشوكة بالشوكة ، فان ضَلْعها معها» يُضْربُ للرجل يخاصم آخر ويستعين عليه بمن هو من قرابته أو أهل مشربه . ونَقش الشوكة : إخراجها من العضو تدخل فيه .
[1694] الدّاء الدّوِيّ : بفتح فكسر - المؤلم الشديد . وقد وُصف بما هو من لفظه .
[1695] كَلّتْ : ضَعُفت . والنّزَعة : جمع نازع .
[1696] الاشْطَان : جمع شَطَن ، وهو الحبل . والرّكِيّ : جمع ركِيّة ، وهي البئر .
[1697] اللِّقاح : جمع لَقُوح ، وهي الناقة . وَوَلَهُها إلى أولادها : فَزَعها إليها إذا فَارَقَتْها .
[1698] «لا يُبَشّرُون بالاحياء» : إذا قيل لهم : نجا فلان فبقي حياً لا يفرحون ، لان أفضل الحياة عندهم الموت في سبيل الحق .
[1699] «لا يُعَزّوْن عن المَوْتى» : لا يحزنون إذا قيل لهم : مات فلان ، فان الموت عندهم حياة السعادة الابدية .
[1700] «مُرْهُ العيون» : جمع أمْرَه ، وهو على صيغة أفعَل الذي يجمع على فُعْل ، كأحمر وحُمْر ، مأخوذ من «مَرَهَتْ عَيْنُهُ» إذا فسدت أو ابيضّت حَمَاليقُها.
[1701] خُمْص البطون : ضَوَامِرُها .
[1702] ذَ بـُلَتْ شفَتُهُ : جَفّت ويَبِستْ لذهاب الرّيق .
[1703] يُسَنّي : يُسَهّل .
[1704] فاصْدِفُوا : فأعْرِضُوا .
[1705] نَزَغاته : وساوسه .
[1706] اعْقِلُوها : أحبسوها على أنفسكم لا تتركوها فتضيعَ منكم .
[1707] المراد من الخَصْلة - بفتح الخاء - هنا الوسيلة .
[1708] لمّ شَعَثَهُ : جمع أمره .
[1709] نتدانى بها : نتقارب إلى ما بقي بيننا من علائق الارتباط .
[1710] رَبَاطَة الجأش : قوة القلب عند لقاء الاعداء .
[1711] الفَشَل : الجُبْن والضعف .
[1712] فَلْيَذُبّ : فَلْيَدْفَعْ .
[1713] النّجْدَة - بالفتح - الشجاعة .
[1714] كَشِيش الضّباب : هو أحتكاك جلودها عند أزدحامها . والضّباب بكسر الضاد - جمع ضبّ ، وهو الحيوان المعروف .
[1715] تَلَوّمَ : تَوَقّف وتباطأ.
[1716] الدارع: لابس الدّرْع .
[1717] الحاسِر : من لا دِرْعَ له .
[1718] أنْبَى : صيغة أفعل التفضيل من «نَبَأ السيف» إذا دفَعَتْهُ الصلابة من موقعه فلم يَقْطَعْ .
[1719] الهام : جمع هامة ، وهي الرأس .
[1720] الْتَوُوا : انْعَطِفوا وأميلوا جانبكم لِتَزْلَقَ الرماح ولا تنفذ فيكم أسنّتُها .
[1721] أمْوَرُ: أي أشدّ فعلاً للمَوْر ، وهو الاضطراب الموجب للانزلاق وعدم النفوذ .
[1722] الذِّمار : بكسر الذال ، مايلزم الرجلَ حفظُهُ وحمايته من ماله وعرضه .
[1723] حقائق : جمع حاقّة ، وهي النازلة الثابتة .
[1724] يَحُفّون بالرايات : أي يستديرون حولها .
[1725] يكتنفونها : يحيطون بها .
[1726] حِفَافَيْها : جانبيْها .
[1727] «أجْزَأ امْرِؤ قِرْنَهُ» : فعل ماض في معنى الامر ، أي : فليَكْف كلّ منكم قِرْنه أي كفؤه ، فيقتله .
[1728] «لم يَكِلْ قِرْنهُ لاخيه» : لم يترك خصمه إلى أخيه فيجتمع على أخيه خصمان فيغلبانه ثم ينقلبان عليه فيهلكانه .
[1729] لهَامِيم : جمع لِهْمِيم - بالكسر - الجواد السابق من الانسان والخيل .
[1730] مَوْجِدَته : غضبه .
[1731] العَوالي : الرماح .
[1732] تُبْلى : تُمْتَحَن .
[1733] أبْسَلَهُ : أسلمه للهلكة .
[1734] دِرَاك - ككتاب - : متتابع مُتوال في أبدانهم أبواباً يمرّ فيها النسيم .
[1735] يُنْدِرها : - كيُهلكها - : أي يُسقطها.
[1736] المَنَاسر : جمع مَنْسِر - كمجلس - القطعة من الجيش تكون أمام الجيش الاعظم .
[1737] الكتائب : جمع كتيبة ، من المئة إلى الالف .
[1738] الحَلائِب : جمع حلبة ، الجماعة من الخيل تجتمع من كل صَوْب للنصرة .
[1739] دَعَقَ الطريق : - كمنع - وطئه في شدة وقوة . ودَعقَ الغارة : بثّها .
[1740] أعنان الشيء : أطرافه .
[1741] المَسارِب : المذاهب للرّعْي .
[1742] دَفّتا المصحف : جانباه اللذان يَكْنُفانه .
[1743] النساء : 59 .
[1744] الاكْظام : جمع كَظَم - محركة - مخرج النفس . والاخذ بالاكظام : المضايقة والاشتداد بسلب المهلة .
[1745] كَرَثَهُ - كنصره وضربه - : اشتد عليه الغمّ .
[1746] مُوزَعين : من « أوْزَعَهُ» : أي أغراه ، وأصله بمعنى الْهَمَ .
[1747] لا يَعْدِلون به : أي لا يستبدلونه بالعدل .
[1748] نُكُب: جمع ناكب : الحائد عن الطريق .
[1749] «ما أنتم بوثيقَة» : أي لستم عروةً وثيقةً يستمسك بها .
[1750] زافرة الرجل : انصاره وأعوانه .
[1751] الحُشّاش : جمع حَاشّ ، من «حَشّ النارَ» إذا أوقدها . والمراد : «لبئس الموقدون لنار الحرب أنتم» .
[1752] بَرْحاً - بفتح الباء - شرّ أو شدة .
[1753] يوم النداء : يوم الدعوة إلى الحرب .
[1754] يوم النّجاء : يوم العتاب على التقصير . وأصل النجاء : الافضاء بالسر والتكلم مع شخص بحيث لا يسمع الاخر .
[1755] «لا أطُورُ به» : من «طار يَطُور» إذا حام حول الشيء ، أي : لا أمُرّ به ولا أقاربه .
[1756] ما سَمَرَ سمير : أي مدى الدهر .
[1757] أمّ : قصد .
[1758] خَدِينٌ : صديق .
[1759] «ضرَبَ به تيهَهُ» : سلك به في بادية ضلالته .
[1760] الشِّعِار : علامة القوم في الحرب والسفر ، وهو ما يتنادون به ليعرف بعضهم بعضاً .
[1761] البُجْر : بضم الباء : الشر والامر العظيم .
[1762] خَتَلْتكم : خدعتكم . والتلبيس : خلط الامر وتشبيهه حتى لا يعرف .
[1763] الصّمْد : القصد .
[1764] الملاحم : جمع مَلْحمة ، وهي الوقعة العظيمة .
[1765] اللّجَب : الصياح .
[1766] اللّجُم : جمع لجام . وقَعْقَعَتها ما يسمع من صوت اضطرابها بين أسنان الخيل .
[1767] الحَمْحَمَة : صوت البِرْذَوْن عند الشعير .
[1768] سِكَك : جمع سِكّة : الطريق المُستوي .
[1769] أجنحة الدّور : رواشنها . وقيل : إن الجناح والرّوْشَنَ يشتركان في إخراج الخشب من حائط الدار إلى الطريق بحيث لا يصل إلى جدار آخر يقابله ، وإلا فهو الساباط ، ويختلفان في أن الجناح توضع له أعمدة من الطريق بخلاف الرّوْشن .
[1770] الخراطيم : الميازيب تطلى بالقار .
[1771] المجَانّ المُطَرّقة : النعال التي اُلْزِقَ بها الطِّرَاق ـ ككتاب ـ وهو جلد يُقَوّر على مقدار الترس ثم يُلْزَق به .
[1772] السَرَق : - بالتحريك ـ شقق الحرير الابيض .
[1773] «يعْتَبِقُون الخيلَ العِتاقَ» : يحبسون كرائم الخيل ويمنعونها غيرهم .
[1774] استحرار القتل : اشتداده .
[1775] لقمان : 34 .
[1776] تَضْطَمّ : هو افتعال من الضمّ ، أي وتنضمّ عليه جوانحي . والجوانح الاضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر . وانضمامها عليه اشتمالها على قلب يعيها .
[1777] أثْوِياء : جمع ثَوِيّ ـ كَغَنيّ ـ : وهو الضيف .
[1778] الدائب : المداوم في العمل .
[1779] الكادح : الساعي لنفسه بجهد ومشقة . والمراد : من يقصر سعيه على جمع حطام الدنيا .
[1780] أمكنت الفريسة : أي سهلت وتيسرت .
[1781] الحُثالة ـ بالضم ـ : الرديء من كل شيء . والمراد قَزَم الناس وصغراء النفوس .