ينبّه على إحاطة علم اللهِ بالجزئيات ، ثمّ يحث على التقوى ، ويبين فضل الاسلام والقرآن :
يَعْلَمُ عَجِيجَ الْوُحُوشِ فِي الْفَلَوَاتِ ، وَمَعاصِيَ الْعِبَادِ فِي الْخَلَوَاتِ ، وَاخْتِلاَفَ النِّينَانِ [2882] فِي الْبِحَارِ الْغَامِرَاتِ ، وَتَلاَطُمَ الْمَاءِ بِالرِّيَاحِ الْعَاصِفَاتِ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً نَجِيبُ اللهِ [2883] ، وَسَفِيرُ وَحْيِهِ ، وَرَسُولُ رَحْمَتِهِ .
أَمَّا بَعْدُ فَأوصيكُمْ )
فَإِنَّي أُوصِيكُمْ( بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي ابْتَدَأَ خَلْقَكُمْ ، وَإِلَيْهِ يَكُونُ مَعَادُكُمْ ، وَبِهِ نَجَاحُ طَلِبَتِكُمْ ، وَإِلَيْهِ مُنْتَهْى رَغْبَتِكُمْ ، وَنَحْوَهُ قَصْدُ سَبِيلِكُمْ ، وَإِلَيْهِ مَرَامِي مَفْزَعِكُمْ [2884] . فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُمْ ، وَبَصَرُ عَمَى أَفِئِدَتِكُمْ ، وَشِفَاءُ مَرَض اَجْسَادِكُمْ ، وَصَلاَحُ فَسَادِ صُدُورِكُمْ ، وَطَهُورُ دَنَسِ أَنْفُسِكُمْ ، وَجِلاَءُ غِشاءِ )
عَشَا( أَبْصَارِكُمْ ، وَأَمْنُ فَزَعِ جَأشِكُمْ [2885] ، وَضِيَاءُ سَوَادِ ظُلْمَتِكُمْ . فَاجْعَلُوا طَاعَةَ اللهِ شِعَاراً [2886] دُونَ دِثَارِكُمْ [2887] ، وَدَخِيلاً دُونَ شِعَارِكُمْ ، وَلَطِيفاً بَيْنَ أَضْلاَعِكُمْ وأمِيراً )
أمراً( فَوْقَ أُمُورِكُمْ ، وَمَنْهَلاً [2888] لِحِينِ وَرُوُدِكُمْ ، وَشَفِيعاً لِدَرَكِ [2889] طَلِبَتِكُمْ [2890] ، وَجُنَّةً [2891] لِيَوْمِ فَزَعِكُمْ ، وَمَصَابِيحَ لِبُطُونِ قُبُورِكُمْ ، وَسَكَناً لِطُولِ وَحْشَتِكُمْ ، وَنَفَساً لِكَرْبِ مَوَاطِنِكُمْ . فَإِنَّ طَاعَةَ اللهِ حِرْزٌ مِنْ مَتَالِفِ مُكْتَنِفَة ، وَمَخَاوِفَ مُتَوَقَّعَة ، وَأُوَارِ [2892] نِيرَان مُوقَدَة . فَمَنْ أَخَذَ بِالتَّقْوَى عَزَبَتْ [2893] عَنْهُ الشَّدَائِدُ بَعْدَ دُنُوِّهَا ، وَاحْلَوْلَتْ لَهُ الاُْمُورُ بَعْدَ مَرَارَتِهَا ، وَانْفَرَجَتْ عَنْهُ الاَْمْوَاجُ بَعْدَ تَرَاكُمِهَا ، وَأَسْهَلَتْ لَهُ الصِّعَابُ بَعْدَ إِنْصَابِهَا [2894] ، وَهَطَلَتْ عَلَيْهِ الْكَرَامَةُ بَعْدَ قُحُوطِهَا ، وَتَحَدَّبَتْ [2895] عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ بَعْدَ نُفُورِهَا ، وَتَفَجَّرَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ بَعْدَ نُضُوبِهَا [2896] ، وَوَبَلَتْ عَلَيْهِ الْبَرَكَةُ بَعْدَ إِرْذَاذِهَا [2897] .
فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي نَفَعَكُمْ بَمَوْعِظَتِهِ ، وَوَعَظَكُمْ بِرِسَالَتِهِ ، وَامْتَنَّ عَلَيْكُمْ بِنِعْمَتِهِ . فَعَبِّدُوا أَنْفُسَكُمْ لِعِبَادَتِهِ ، وَاخْرُجُوا إِلَيْهِ مِنْ حَقِّ طَاعَتِهِ .
ثُمَّ إِنَّ هذَا الاِْسْلاَمُ دِينُ اللهِ الَّذِي اصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ ، وَاصْطَنَعَهُ عَلَى عَيْنِهِ ، وَأَصْفَاهُ [2898] خِيَرَةَ خَلْقِهِ ، وَأَقَامَ دَعَائِمَهُ عَلَى مَحَبَّتِهِ . أَذَلَّ الاَْدْيَانَ بِعِزَّتِهِ ، وَوَضَعَ الْمِلَلَ بِرَفْعِهِ ، وَأَهَانَ أَعْدَاءَهُ بِكَرَامَتِهِ ، وَخَذَلَ مُحَادِّيهِ [2899] بِنَصْرِهِ ، وَهَدَمَ أَرْكَانَ الضَّلاَلَةِ بِرُكْنِهِ [2900] . وَسَقَى مَنْ عَطَشَ مِنْ حِيَاضِهِ ، وَأَتْأَقَ [2901] الْحِيَاضَ بِمَوَاتِحِهِ [2902] . ثُمَّ جَعَلَهُ لاَ انْفِصَامَ لِعُرْوَتِهِ ، وَلاَ فَكَّ لِحَلْقَتِهِ ، وَلاَ انْهِدَامَ لاَِسَاسِهِ ، وَلاَ زَوَالَ لِدَعَائِمِهِ ، وَلاَ انْقِلاَعَ لِشَجَرَتِهِ ، وَلاَانْقِطَاعَ لِمُدَّتِهِ ، وَلاَ عَفَاءَ [2903] لِشَرَائِعِهِ ، وَلاَ جَذَّ [2904] لِفُرُوعِهِ ، وَلاَ ضَنْكَ [2905] لِطُرُقِهِ ، وَلاَ وُعُوثَةَ [2906] لِسُهُولَتِهِ ، وَلاَ سَوَادَ لِوَضَحِهِ [2907] ، وَلاَ عِوَجَ لاِنْتِصَابِهِ ، وَلاَ عَصَلَ [2908] فِي عُودِهِ ، وَلاَ وَعَثَ [2909] لِفَجِّهِ [2910] ، وَلاَ انْطِفَاءَ لِمَصَابِيحِهِ ، وَلاَ مَرَارَةَ لِحَلاَوَتِهِ . فَهُوَ دَعَائِمُ أَسَاخَ [2911] فِي الْحَقِّ أَسْنَاخَهَا [2912] ، وَثَبَّتَ لَهَا أسَاسَهَا ، وَيَنَابِيعُ غَزُرَتْ عُيُونُهَا ، وَمَصَابِيحُ شَبَّتْ نِيرَانُهَا [2913] ، وَمَنَارٌ [2914] اقْتَدَى بِهَا سُفَّارُهَا [2915] ، وَأَعلاَمٌ [2916] قُصِدَ بِهَا فِجَاجُهَا ، وَمَنَاهِلُ رَوِيَ بِهَا وُرَّادُهَا . جَعَلَ اللهُ فِيهِ مُنْتَهَى رِضْوَانِهِ ، وَذِرْوَةَ دَعَائِمِهِ ، وَسَنَامَ طَاعَتِهِ ; فَهُوَ عِنْدَ اللهِ وَثِيقُ الاَْرْكَانِ ، رَفِيعُ الْبُنْيَانِ ، مُنِيرُ الْبُرْهَانِ ، مُضِيءُ النِّيرَانِ ، عَزِيزُ السُّلْطَانِ ، مُشْرِفُ الْمَنَارِ [2917] ، مُعْوِزُ )
مُعْوِذُ (الْمَثَارِ )
المنال ، المثال( [2918] . فَشَرِّفُوهُ وَاتَّبِعُوهُ ، وَأَدُّوا إِلَيْهِ حَقَّهُ ، وَضَعُوهُ مَوَاضِعَهُ .
ثُمَّ إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله بالْحَقِّ حِينَ دَنَا مِنَ الدُّنْيَا الاِنْقِطَاعُ ، وَأَقْبَلَ مِنَ الاخِرَةِ الاِطِّـلاَعُ [2919] ، وَأَظْلَمَتْ بَهْجَتُهَا بَعْدَ إِشْرَاق ، وَقَامَتْ بِأَهْلِهَا عَلَى سَاق ، وَخَشُنَ مِنْهَا مِهَادٌ [2920] ، وَأَزِفَ مِنْهَا قِيَادٌ [2921] ، فِي انْقِطَاع مِنْ مُدَّتِهَا ، وَاقْتِرَاب مِنْ أَشْرَاطِهَا [2922] ، وَتَصَرُّم [2923] مِنْ أَهْلِهَا ، وَانْفِصَام [2924] مِنْ حَلْقَتِهَا ، وَانْتِشَار [2925] مِنْ سَبَبِهَا ، وَعَفَاء مِنْ أَعْلاَمِهَا [2926] ، وَتَكَشُّف مِنْ عَوْرَاتِهَا ، وَقِصَر مِنْ طُولِهَا . جَعَلَهُ اللهُ بَلاَغاً لِرِسَالَتِهِ ، وَكَرَامَةً لاُِمَّتِهِ ، وَرَبِيعاً لاَِهْلِ زَمَانِهِ ، وَرِفْعَةً لاِعْوَانِهِ ، وَشَرَفاً لاِنْصَارِهِ .
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ نُوراً لاَ تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ ، وَسِرَاجاً لاَ يَخْبُو [2927] تَوَقُّدُهُ ، وَبَحْراً لاَ يُدْرَكُ قَعْرُهُ ، وَمِنْهَاجاً [2928] لاَ يُضِلُّ نَهْجُهُ [2929] ، وَشُعَاعاً لاَ يُظْلِمُ ضَوْؤُهُ ، وَفُرْقَاناً لاَ يُخْمَدُ بُرْهَانُهُ ، وَتِبْيَاناً لاَ تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ ، وَشِفَاءً لاَ تُخْشَى أَسْقَامُهُ ، وَعِزّاً لاَ تُهْزَمُ أَنْصَارُهُ ، وَحَقّاً لاَ تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ . فَهُوَ مَعْدِنُ الاِْيمَانِ وَبُحْبُوحَتُهُ [2930] ، وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَبُحُورُهُ ، وَرِيَاضُ [2931] الْعَدْلِ وَغُدْرَانُهُ [2932] ، وَأَثَافِيُّ [2933] الاِْسْلاَمِ وَبُنْيَانُهُ ، وَأَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَغِيطَانُهُ [2934] . وَبَحْرٌ لاَ يَنْزِفُهُ الْمُسْتَنْزِفُونَ [2935] ، وَعُيُونٌ لاَ يُنْضِبُهَا الْمَاتِحُونَ [2936] ، وَمَنَاهِلُ [2937] لاَ يَغِيضُهَا [2938] الْوَارِدُونَ ، وَمَنَازِلُ لاَ يَضِلُّ نَهْجَهَا الْمُسَافِرُونَ ، وَأَعْلاَمٌ لاَ يَعْمَى عَنْهَا السَّائِرُونَ ، وَآكَامٌ [2939] لاَ يَجُوزُ عَنْهَا [2940] الْقَاصِدُونَ . جَعَلَهُ اللهُ رِيّاً لِعَطَش الْعُلَمَاءِ ، وَرَبِيعاً لِقُلُوبِ الْفُقَهَاءِ ، وَمَحَاجَّ [2941] لِطُرُقِ الصُّلَحَاءِ ، وَدَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاءٌ ، وَنُوراً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ ، وَحَبْلاً وَثِيقاً عُرْوَتُهُ ، وَمَعْقِلاً مَنِيعاً ذِرْوَتُهُ ، وَعِزّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ ، وَهُدىً لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ ، وَعُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ ، وَفَلْجاً [2942] لِمَنْ حَاجَّ بِهِ ، وَحَامِلاً لِمِنْ حَمَلَهُ ، وَمَطيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَهُ ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ ، وَجُنَّةً [2943] لِمَنِ اسْتَلاَْمَ [2944] ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَى ، وَحَدِيثاً لِمَنْ رَوَى ، وَحُكْماً لِمَنْ قَضَى [2945] .
كان يوصي به أصحابه
تَعَاهَدُوا أَمْرَ الصَّلاَةِ ، وَحَافِظُوا عَلَيْهَا ، وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا ، وَتَقَرَّبُوا بِهَا ، فَإِنَّهَا (كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً)
[2946] . أَلاَ تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ حِينَ سُئِلُوا : (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)
[2947] . وَإِنَّهَا لَتَحُتُّ الذُّنُوبَ حَتَّ [2948] الْوَرَقِ ، وَتُطْلِقُهَا إِطْـلاَقَ الرِّبَق [2949] ، وَشَبَّهَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله بِالْحَمَّة [2950] تَكُونُ عَلَى بَابِ الرجُلِ ، فَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ خَمْسَ مَرّات ، فَمَا عَسَى أَنْ يَبْقَى عَلَيْهِ مِنَ الدَّرَنِ [2951] ؟ وَقَدْ عَرَفَ حَقَّهَا رِجَالٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ لاَ تَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زِينَةُ مَتَاع ، وَلاَ قُرَّةُ عَيْن مِنْ وَلَد وَلاَ مَال . يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ : (رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ)
[2952] . وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله نَصِباً [2953] بِالصَّلاَةِ بَعْدَ التَّبْشِيرِ لَهُ بِالْجَنَّةِ ، لِقَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)
[2954] ، فَكَانَ يَأُمُرُ بِهَا أَهْلَهُ وَيَصْبِّرُ عَلَيْهَا نَفْسَهُ .
ثُمَّ إِنَّ الزَّكَاةَ جُعِلَتْ مَعَ الصَّلاَةِ قُرْبَاناً لاَِهْلِ الاِْسْلاَمِ ، فَمَنْ أَعْطَاهَا طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا ، فإِنَّهَا تُجْعَلُ لَهُ كَفَّارَةً ، وَمِنَ النَّارِ حِجَازاً وَوِقَايَةً . فَـلاَ يُتْبِعَنَّهَا أَحَدٌ نَفْسَهُ ، وَلاَ يُكْثِرَنَّ عَلَيْهَا لَهَفَهُ ، فإِنَّ مَنْ أَعْطَاهَا غَيْرَ طَيِّبِ النَّفْس بِهَا ، يَرْجُو بِهَا مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا ، فَهُوَ جَاهِلٌ بِالسُّنَّةِ ، مَغْبُونُ [2955] الاَْجْرِ ، ضَالُّ الْعَمَلِ ، طَوِيلُ النَّدَمِ .
ثُمَّ أَدَاءَ الاَْمَانَةِ ، فَقَدْ خَابَ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا . إِنَّهَا عُرِضَتْ عَلَى السَّمَاوَاتِ الْمَبْنِيَّةِ ، وَالاَْرَضِينَ الْمَدْحُوَّةِ [2956] ، وَالْجِبَالِ ذَاتِ الطُّوْلِ الْمَنْصُوبَةِ ، فَـلاَ أَطْوَلَ وَلاَ أَعْرَضَ ، وَلاَ أَعْلَى وَلاَ أَعْظَمَ مِنْهَا . وَلَوِ امْتَنَعَ شَيْءٌ بِطُول أَوْ عَرْض أَوْ قُوَّة أَوْ عِزٍّ لامْتَنَعْنَ ; وَلكِنْ أَشْفَقْنَ مِنَ الْعُقُوبَةِ ، وَعَقَلْنَ مَا جَهِلَ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُنَّ ، وَهُوَ الاِْنْسَانُ ، (إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)
[2957]
إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مَا الْعِبَادُ مُقْتَرِفُونَ [2958] فِي لَيْلِهِمْ وَنَهَارِهِمْ . لَطُفَ بِهِ خُبْراً [2959] ، وَأَحَاطَ بِهِ عِلْماً . أَعْضَاؤُكُمْ شُهُودُهُ ، وَجَوَارِحُكُمْ جُنُودُهُ ، وَضَمَائِرُكُمْ عُيُونُهُ ، وَخَلَوَاتُكُمْ عِيَانُهُ [2960] .
في معاوية
وَاللهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنَّي ، وَلكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ . وَلَوْلاَ كَرَاهِيَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَى النَّاس ، وَلكِنْ كُلُّ غَدْرَة فَجْرَةٌ ، وَكُلُّ )
وَلِكُلِّ( فَجْرَة كَفْرَةٌ . وَلِكُلِّ غَادِر لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَاللهِ مَا أُسْتَغْفَلُ بالْمَكِيدَةِ ، وَلاَ أُسْتَغْمَزُ بالشَّدِيدَةِ [2961] .
يعظ بسلوك الطريق الواضح :
أَيُّهَا النَّاسُ لاَ تَسْتَوْحِشُوا فِي طَرِيقِ الْهُدَى لِقِلَّةِ أَهْلِهِ ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى مَائِدَة شِبَعُهَا قَصِيرٌ ، وَجُوعُهَا طَوِيلٌ .
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا يَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضا وَالسُّخْطُ [2962] . وَإِنَّمَا عَقَرَ نَاقَةَ ثَمُودَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَعَمَّهُمُ اللهُ بالْعَذَابِ لَمَّا عَمُّوهُ بالرِّضا ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : (فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ)
[2963] فَمَا كَانَ إِلاَّ أَنْ خَارَتْ [2964] أَرْضُهُمْ بِالْخَسْفَةِ خُوَارَ السِّكَّةِ المحْمَاةِ [2965] فِي الارْض الْخَوَّارَةِ [2966] .
أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوَاضِحَ وَرَدَ الْمَاءَ ، وَمَنْ خَالَفَ وَقَعَ فِي التِّيْهِ !
روي عنه أنّه قاله عند دفن سيدة النساء فاطمة 3 ، كالمناجي به رسول الله صلى الله عليه وآله عند قبره :
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ عَنِّي ، وَعَنِ ابْنَتِكَ النَّازِلَةِ فِي جِوَارِكَ ، وَالسَّرِيعَةِ اللَّحَاقِ بِكَ ! قَلَّ يَا رَسُولَ اللهِ ، عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي ، وَرَقَّ عَنْهَا تَجَلُّدِي ، إِلاَّ أَنَّ لِي فِي التَّأَسِّيِ [2967] بِعَظِيمِ فُرْقَتِكَ ، وَفَادِحِ [2968] مُصِيبَتِكَ ، مَوْضِعَ تَعَزٍّ [2969] ، فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودَةِ [2970] قَبْرِكَ ، وَفَاضَتْ بَيْنَ نَحْرِي وَصَدْرِي نَفْسُكَ فــ (إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
[2971] فَلَقَدْ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ ، وَأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ ! أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ ، وَأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ [2972] ، إِلَى أَنْ يَخْتَارَ اللهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ بِهَا مُقِيمٌ . وَسَتُنَبـِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا [2973] ، فَأَحْفِهَا [2974] السُّؤَالَ ، وَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ ; هذَا وَلَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْكَ الذِّكْرُ ، وَالْسَّلاَمُ عَلَيْكُمَا سَلاَمَ مُوَدِّع ، لاَ قَال [2975] وَلاَ سَئِم [2976] ، فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَـلاَ عَنْ مَلاَلَة ، وَإِنْ أُقِمْ فَـلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللهُ الصَّابِرِين .
في التزهيد من الدنيا والترغيب في الاخرة
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا الدُّنْيَا دَارُ مَجَاز [2977] ، وَالاخِرَةُ دَارُ قَرَار ، فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ ، وَلاَ تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَسْرَارَكُمْ ، وَأَخْرِجُوا مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُخْرَجَ مِنْهَا أَبْدَانُكُمْ ، فَفِيهَا اخْتُبِرْتُمْ ، ولِغِيْرِهَا خُلِقْتُمْ . إِنَّ الْمَرْءَ إِذَا هَلَكَ قَالَ النَّاسُ : مَا تَرَكَ ؟ وَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ : مَا قَدَّمَ ؟ للهِ آبَاؤُكُمْ ! فَقَدِّمُوا بَعْضَاً يَكُنْ لَكُمْ )
قَرْضاً( ، وَلاَ تُخْلِفُوا كُـلاًّ فَيَكُونَ )
فَرْضاً( عَلَيْكُمْ.
كان كثيراً ما ينادي به أصحابه
تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللهُ ! فَقَدْ نُودِيَ فِيكُمْ بِالرَّحِيلِ ، وَأَقِلُّوا الْعُرْجَةَ [2978] عَلَى الدُّنْيَا ، وَانْقَلِبُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ ، فإِنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَؤُوداً [2979] ، وَمَنَازِلَ مَخُوفَةً مَهُولَةً ، لاَ بُدَّ مِنَ الْوُرُودِ عَلَيْهَا ، وَالْوُقُوفِ عِنْدَهَا . وَاعْلَمُوا أَنَّ مَلاَحِظَ الْمَنِيَّةِ [2980] نَحْوَكُمْ دائِبَة )
دَانِيَةٌ( [2981] ، وَكَأَنَّكُمْ بِمَخَالِبِهَا وَقَدْ نَشِبَتْ [2982] فِيكُمْ ، وَقَدْ دَهَمَتْكُمْ فِيهَا مُفْظِعَاتُ الاُْمُورِ ، وَمُعْضِلاَتُ المحْذُورِ . فَقَطِّعُوا عَلاَئِقَ الدُّنْيَا وَاسْتَظْهِرُوا [2983] بِزَادِ التَّقْوَى .
وقد مضى شيء من هذا الكلام فيما تقدم ، بخلاف هذه الرواية .
كلّم به طلحة والزبير بعد بيعته بالخلافة وقد عتبا عليه من ترك مشورتهما ، والاستعانة في الامور بهما
لَقَدْ نَقَمْتَُما [2984] يَسِيراً ، وَأَرْجَأْتُمَا [2985] كَثِيراً . أَلاَ تُخْبِرَانِي ، أَيُّ شَيْء كَانَ لَكُمَا فِيهِ حَقٌّ دَفَعْتُكُمَا عَنْهُ ؟ أَمْ أَيُّ قَسْم اسْتَأثَرْتُ عَلَيْكُمَا بِهِ ؟ أَمْ أَيُّ حَقٍّ رَفَعَهُ إِلَيَّ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ضَعُفْتُ عَنْهُ ، أَمْ جَهِلْتُهُ ، أَمْ أَخْطَأتُ بَابَهُ ؟ !
وَاللهِ مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلاَفَةِ رَغْبَةٌ ، وَلاَ فِي الْوِلاَيَةِ إِرْبَةٌ [2986] ، وَلكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي إِلَيْهَا ، وَحَمَلْتُمُونِي عَلَيْهَا ، فَلَمَّا أَفْضَتْ إِلَيَّ نَظَرْتُ إِلَى كِتَابِ اللهِ وَمَا وَضَعَ لَنَا ، وَأَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِهِ فَاتَّبَعْتُهُ ، وَمَا اسْتَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله ، فَاقْتَدَيْتُهُ ، فَلَمْ أَحْتَجْ فِي ذلِكَ إِلَى رَأيِكُمَا ، وَلاَ رَأْيِ غَيْرِكُمَا ، وَلاَ وَقَعَ حُكْمٌ جَهِلْتُهُ ، فَأَسْتَشِيرَكُمَا وَإِخْوَانِي )
مِنَ( الْمُسْلِمِينَ ; وَلَوْ كَانَ ذلِكَ لَمْ أَرْغَبْ عَنْكُمَا ، وَلاَ عَنْ غَيْرِكُمَا . وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُمَا مِنْ أَمْرِ الاُْسْوَةِ [2987] ، فَإِنَّ ذلِكَ أَمْرٌ لَمْ أَحْكُمْ أَنَا فِيهِ بِرَأيِي ، وَلاَ وَلِيتُهُ هَوىً مِنِّي ، بَلْ وَجَدْتُ أَنَا وَأنـْتُما مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ، فَلَمْ أَحْتَجْ إِلَيْكُمَا فِيَما قَدْ فَرَغَ اللهُ مِنْ قَسْمِهِ ، وَأَمْضَى فِيهِ حُكْمَهُ ، فَلَيْسَ لَكُمَا ، وَاللهِ ، عِنْدِي وَلاَ لِغَيْرِكُمَا فِي هذَا عُتْبَى [2988] . أَخَذَ اللهُ بِقُلُوبِنَا وَقُلُوبِكُمْ إِلَى الْحَقِّ ، وَألهَمَنَا وَإِيَّاكُمْ الصَّبْرَ .
ثم قال عليه السلام : رَحِمَ اللهُ رَجُلاً رَأَى حَقّاً فَأَعَانَ عَلَيْهِ ، أَوْ رَأَى جَوْراً فَرَدَّهُ ، وَكَانَ عَوْناً بِالْحَقِّ عَلَى صَاحِبِهِ .
وقد سمع قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشام أيام حربهم بصفين
إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ، وَلكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ ، وَذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ ، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ ، وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ ، وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ : اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنَهُمْ ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلاَلَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ ، وَيَرْعَوِيَ [2989] عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ [2990] .
في بعض أيام صفين وقد رأى الحسن ابنه عليه السلام يتسرّع إلى الحرب
امْلِكُوا [2991] عنِّي هذَا الْغُلاَمَ لاَ يَهُدُّنِي [2992] ، فَإِنَّنِي أَنْفَسُ [2993] بِهذَيْنِ ـ يَعْنِي الحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ 8 عَلَى الْمَوْتِ لِئَـلاَّ يَنْقَطِعَ بِهِمَا نَسْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله .
قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه : وقوله عليه السلام : «املكوا عني هذا الغلام» من أعلى الكلام وأفصحه .
قاله لمّا اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ أَمْري مَعَكُمْ عَلَى مَا أُحِبُّ ، حَتَّى نَهكَتْكُمُ [2994] الْحَرْبُ ، وَقَدْ ، وَاللهِ أَخَذَتْ مِنْكُمْ وَتَرَكَتْ ، وَهِيَ لِعَدُوِّكُمْ أَنْهَكُ .
لَقَدْ كُنْتُ أَمْس أَمِيراً ، فَأَصْبَحْتُ الْيَوْمَ مَأْمُوراً ، وَكُنْتُ أَمْس نَاهِياً ، فَأَصْبَحْتُ الْيَوْمَ مَنْهِيّاً ، وَقَدْ أَحْبَبْتُمُ الْبَقَاءَ ، وَلَيْسَ لِي أَنْ أَحْمِلَكُمْ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ !
بالبصرة ، وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي ـ وهو من أصحابه ـ يعوده ، فلما رأى سعة داره قال : مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسِعَةِ هذِهِ الدَّارِ فِي الدُّنْيَا ، وَأنْتَ إِلَيْهَا فِي الاخِرَةِ كُنْتَ أَحْوَجَ ؟ وَبَلَى إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الاخِرَةَ ; تَقْرِي فِيهَا الضَّيْفَ ، وَتَصِلُ فِيهَا الرَّحِمَ ، وَتُطْلِعُ [2995] مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا ، فَإِذاً أنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الاخِرَةَ .
فقال له العلاء : يا أمير المؤمنين ، أشكو اليك أخي عاصم بن زياد . قال : وما له ؟ قال : لبس العباءة وتخلى عن الدنيا . قال : َعليَّ به . فلما جاء قال :
يَا عُدَيَّ [2996] نَفْسِهِ ! لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكَ الْخَبِيثُ ! أَمَا رَحِمْتَ أَهْلَكَ وَوَلَدَكَ ! أَتَرَى اللهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيِّبَاتِ ، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ تَأْخُذَهَا ؟ أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذلِكَ !
قال : يا أَمير المؤمنين ، هذا أَنت في خشونة ملبسك وجُشوبة مأكلك !
قالَ : وَيْحَكَ ، إِنِّي لَسْتُ كَأنـْتَ ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ [2997] بِضَعَفَةِ النَّاسِ ، كَيْلاَ يَتَبَيَّغَ [2998] بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ !
[2882] النِينَان ـ جمع نُون ـ: وهو الحُوت .
[2883] النَجِيب: المختار المصطفى .
[2884] مرمى المَفْزَع: ما يدفع إليه الخوف ، وهو الملجأ: أي وإليه ملاجىء خوفكم .
[2885] الجأش: ما يضطرب في القلب عند الفزع ، أو التهيب ، أو توقع المكروه .
[2886] الشِعار: ما يلي البدنَ من الثياب .
[2887] الدِثار: ما فوق الشِعار .
[2888] المَنْهَل: ما تَرِدُهُ الشاربةُ من الماء للشرب .
[2889] الدَرَك ـ بالتحريك ـ: اللَحاق .
[2890] الطَلِبَة ـ بفتح الطاء وكسر اللام ـ: المطلوب .
[2891] الجُنّة ـ بالضم ـ: الوِقاية .
[2892] الاُوار ـ بالضم ـ: حرارة النار ولهيبها .
[2893] عَزَبت ـ بالزاي ـ: غابت وبعدت .
[2894] الانصاب : ـ بكسر الهمزة ـ مصدر بمعنى الاتعاب .
[2895] تَحَدّبَ عليه: عطف .
[2896] نَضَبَ الماء نُضوباً: غار وذهب في الارض . ونضوب النعمة: قلّتها أو زوالها . وَوَبَلَتِ السماء: أمطرت مطراً شديداً .
[2897] أرَذّت ـ بتشديد الذال ـ إرذاذاً: مطرت مطراً ضعيفاً في سكون كأنه الغبار المتطاير .
[2898] «أصْفَاه خِيرَةَ خَلقهِ»: آثر به أفضلَ الخلق عنده ، وهو خاتم النبيين .
[2899] مُحَادّيهِ ـ جمع مُحَادّ ـ: الشديد المخالفة .
[2900] الركن: العز والمنعة .
[2901] تَئِقَ الحوضُ : ـ كفرح ـ امتلا . وأتأقه : ملاه .
[2902] المَوَاتح ـ جمع ماتح ـ : نازع الماء من الحوض .
[2903] العَفاء : ـ كسحاب ـ الدُرُوس والاضمحلال .
[2904] الجَذّ : القطع .
[2905] الضَنْك: الضيق .
[2906] الوُعُوثة: رخاوة في السهل تغوص بها الاقدام عند السير فيعسر المشي فيه .
[2907] الوَضَح : ـ محركة ـ بياض الصبح .
[2908] العَصَل : ـ بفتح الصاد ـ الاعوجاج يصعب تقويمه .
[2909] وَعَث الطريق: تعسّر المشي فيه .
[2910] الفَجّ: الطريق الواسع بين جبلين .
[2911] أساخ: أثبت . وأصل ساخ غاص في لين وخاض فيه .
[2912] الاسْناخ: الاصول . وغَزُرت: كثرت .
[2913] شبّت النار: ارتفعت من الايقاد .
[2914] المَنار : ما ارتفع لتوضع عليه نار يهتدى إليها .
[2915] السُفّار ـ بضم فتشديد ـ: ذوو السفر ، أي يهتدي إليه المسافرون في طريق الحق .
[2916] الاعلام: ما يوضع على أوليات الطرق وأوساطها ليدل عليها .
[2917] مُشْرِف المنار: مرتفعه .
[2918] مُعوِز المثار: اي يعجز الخلق إثارة دفائنه وما فيه من كنوز الحكمة ولا يمكنهم استقصاء ذلك منه ، وروي «مُعْوِذُ المَثَار»: من أعْوَذَ - بالذال كأعاذ - بمعنى ألجأ . والمَثار: مصدر ميمي من ثار الغبار إذا هاج ; أي لو طلب أحد إثارة هذا الدين لالجأه إلى مشقة لقوته ومتانته .
[2919] الاطّلاع: الاتيان ; اطّلع فلان علينا : أي أتانا .
[2920] خُشونة المِهاد: كناية عن شدة آلام الدنيا .
[2921] أزِف ـ كفرح ـ: أي قرب ، والمراد من القِياد انقيادها للزوال .
[2922] الاشراط ـ جمع شَرَط كسبب ـ: أي علامات انقضائها .
[2923] التصرّم: التقطع .
[2924] الانفصام: الانقطاع . وإذا انفصمت الحَلْقة انقطعت الرابطة .
[2925] انتشار الاسباب: تبددها حتى لا تُضْبَط .
[2926] عَفَاء الاعلام: اندراسها .
[2927] خَبَتِ النار: انطفأت .
[2928] المِنْهاج: الطريق الواسع .
[2929] النَهْج هنا السلوك . ويُضِلّ رباعى: أي لا يكون من سلوكه إضلال .
[2930] بُحْبُوحة المكان: وسطه .
[2931] الرياض ـ جمع روضة ـ: وهي مستنقع الماء في رمل أو عشب .
[2932] الغُدْران ـ جمع غَدِير ـ: وهو القطعة من الماء يغادرها السيل .
[2933] الاثافيّ ـ جمع أثْفِيّة ـ: الحجر يوضع عليه القدر ، أي عليه قام الاسلام .
[2934] غِيطان الحق : ـ جمع غاط أو غَوْط - وهو المطمئن من الارض .
[2935] لا يُنْزِفه: لا يفنى ماؤه ولا يستفرغه المغترفون .
[2936] لا يُنْضِبُها ـ كيُكْرِمها ـ: أي ينقصها . والماتحون ـ جمع ماتح ـ: نازع الماء من الحوض .
[2937] المناهل: مواضع الشرب من النهر .
[2938] لا يَغِيضها : «من غاض الماءَ» نقصه .
[2939] آكام ـ جمع أكَمة ـ: وهو الموضع يكون أشد ارتفاعاً مما حوله ، وهو دون الجبل في غلظ لا يبلغ أن يكون حجراً .
[2940] يجوز عنها: يقطعها ويتجاوزها .
[2941] الَمحَاجّ ـ جمع مَحَجّة ـ: وهي الجادّة من الطريق .
[2942] الفَلْج ـ بالفتح ـ: الظفر والفوز .
[2943] الجُنّة ـ بالضم ـ: ما به يتقى الضرر .
[2944] اسْتَلامَ: أي لبس اللاْمَةَ وهي الدِرْع أو جميع أدوات الحرب ، أي ان من جعل القرآن لامة حربه لمدافعة الشبه كان القرآن وقاية له .
[2945] قضى: حكم وفصل .
[2946] النساء: 12 .
[2947] المدّثر: 42 .
[2948] حتّ الورقَ عن الشجرة: قشره .
[2949] الرِبَق : ـ بكسر الراء ـ حبل فيه عدة عرىً كل منها رِبْقة .
[2950] الحَمَّة : ـ بالفتح ـ كل عين ينبع منها الماء الحار ويستشفى بها من العلل .
[2951] الدَرَن: الوسخ .
[2952] النور: 37 .
[2953] نَصِباً : ـ بفتح فكسر ـ أي تَعِباً .
[2954] طه: 132 .
[2955] مَغْبون الاجر: منقوصه .
[2956] المَدْحُوّة: المبسوطة .
[2957] الاحزاب: 172 .
[2958] مقترفون: أي مكتسبون .
[2959] الخُبْر ـ بضم الخاء ـ: العِلْم .
[2960] العِيان ـ بكسر العين ـ: المعاينة والمشاهدة .
[2961] لا أُسْتَغْمَـزُ : ـ مبني للمجهـول ـ أي لا أُسْتَضْعَفُ بالقـوة الشديدة . والمعنى: لا يستضعفني شديد القوة . والغَمَز ـ محركة ـ : الرجل الضعيف .
[2962] السُخْط: الغضب ، ضد الرضى .
[2963] الشعراء: 157 .
[2964] خارَت: صوّتَت كخُوار الثور .
[2965] السِكّة الُمحْماة: حديدة المِحْراث إذا أُحْمِيَتْ في النار فهي أسرع غَوْراً في الارض .
[2966] الخَوّارة: السهلة اللينة .
[2967] يريد «بالتأسي» الاعتبار بالمثال المتقدم .
[2968] الفادح: المُثْقِل .
[2969] التعزّي: التصبر .
[2970] مَلْحُودة القبر: الجهة المشقوقة منه .
[2971] البقرة: 156 .
[2972] وَمُسَهّد: أي ينقضي بالسهاد وهو السهر .
[2973] هَضْمها : ظلمها .
[2974] إحْفَاء السؤال: الاستقصاء فيه .
[2975] القالي: المبغض .
[2976] السئم: من السآمة وهي الضجر .
[2977] مجاز: أي ممر إلى الاخرة .
[2978] العُرْجة: بالضم - اسم من التعريج ، بمعنى حبس المطية على المنزل .
[2979] الكَؤود : الصعبة المرتقى .
[2980] مَلاحِظ المنيّة: منبعث نظرها .
[2981] دانية: قريبة .
[2982] نَشِبَتْ: علقت بكم .
[2983] استظهروا: استعينوا .
[2984] نَقَمْتما: أي غضبتما .
[2985] أرجأتما: أي أخرتما مما يرضيكما كثيراً لم تنظرا إليه .
[2986] الارْبة ـ بكسر الهمزة ـ: الغرض والطلبة .
[2987] الاسْوَة: ها هنا التسوية بين المسلمين في قسمة الاموال ، وكان ذلك قد أغضب القوم .
[2988] العُتْبَى: الرجوع عن الاساءة .
[2989] الارعواء: النزوع عن الغيّ والرجوع عن وجه الخطأ .
[2990] لَهِجَ به : أُولع به .
[2991] املكوا عني: أى خذوه بالشدة وأمسكوا به . والهمزة وَصْلية . فالمادة من المِلْك .
[2992] يَهُدّني: يهدمني .
[2993] نَفِسَ به : ـ كفرح ـ أي ضنّ به .
[2994] نَهِكَتْه الحمى : أضعفته وأضْنَتْه .
[2995] أطْلَعَ الحقّ مَطْلَعَهُ: أظهره حيث يجب أن يظهر .
[2996] عُدَيّ : تصغير عَدُوّ .
[2997] يُقَدِّروا أنفسهم: أي يقيسوا أنفسهم .
[2998] يَتَبَيّغ: يهيج به الالم فيهلكه .