معجم مقاییس اللغة

ابن فارس، احمد بن فارس

نسخه متنی -صفحه : 228/ 116
نمايش فراداده

ومن الباب ضَرْع الشّاة وغيرِه ، سمّي بذلك لما فيه لِين . ويقال : أضْرَعَت النّاقة ، إذا نَزَل لبنُها عند قرب النَّتاج . فأمّا المضارعة فهي التشابُه بين الشيئين . قال بعض أهل العلم : اشتقاق ذلك من الضَّرْع ، كأنّهما ارتضعا من ضَرع واحد . وشاةٌ ضَرِيع : كبيرة الضَّرع ، وضريعةٌ أيضاً . ويقال لناحِل الجسم : ضارع . وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ابني جعفر : « ما لي أراهما ضارعَين ؟ » .

وممّا شذّ عن هذا الباب : الضَّريع ، وهو نبت . وممكن أن يُحمَل على الباب فيقال ذلك لضعَفْه ، إذا كان لا يُسمِن ولا يُغني من جوع . وقال :


  • وتُرِكْن في هَزْم الضَّريع فكُلُّها حدباءُ داميةُ اليدينِ حَرودُ

  • حدباءُ داميةُ اليدينِ حَرودُ حدباءُ داميةُ اليدينِ حَرودُ

 ضرغط  : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد المُضْرَغِطُّ : الضَّخم ، والغضبان . وهو أيضاً ممّا زِيدت فيه الراء .

 ضرغم  : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضِّرغام : الأسد ، فهذا منحوتٌ من كلمتين : من ضغم ، وضرم . كأنّه يلتهب حتَّى يَضغَم . وقد فسَّرنا الكلمتين . ويقال : ضَرْغَم الأبطالُ بعضُهم بعضاً في الحرب .

ضرف : الضاد والراء والفاء شيءٌ من النَّبْت . يقال : إنّ الضِّرف من شجر الجبال ، الواحدة ضِرفة .

قال الأصمعيّ : يقال فلان في ضِرفةِ خير؛ أَي كَثْرة .

ضرك : الضاد والراء والكاف كلمة واحدةٌ لا قياسَ لها . يقال : الضَّريك : الضَّرير ، والبائس السَّيّئ الحال .

ضرم : الضاد والراء والميم أصل صحيح يدلُّ على حرارة والتهاب . من ذلك الضِّرَام من الحطب : الذي يلتهب بسرعة . قال :


  • ولكن بهذَاكِ اليَفَاعِ فأوقِدِي بجزل إذا أوقَدْتِ لا بِضِرامِ

  • بجزل إذا أوقَدْتِ لا بِضِرامِ بجزل إذا أوقَدْتِ لا بِضِرامِ

ويقال : ضَرِم الشَّيء : اشتدّ حرُّه .

ومن الباب فرس ضَرِم : شديد العَدْو . والضَّرِيم والضِّرام : اشتعال النّار .

وممّا شذّ عن الباب فيما يقولون : أنَّ الضَّرِم فَرْخ العُقاب . ولعلّه أن يكون ذلك اسمَه إذا اشتدّ جُوعه ، فكأنَّه يضطرم .

ضرى : الضاد والراء والحرف المعتلّ أصلان : أحدهما شبه الإغراء بالشَّيء واللَّهَج به ، والآخر شيء يستر .

فالأوّل قولُ العرب : ضَرِيَ بالشَّيء ، إذا أُغْرِي به حتّى لا يكاد يصبرِ عنه . ويقال : لهذا الشَّيء ضَرَاوة : أي لا يكاد يُصبَر عنه . والضَّارِي من أولاد الكلاب ، والجمع الضِّراء ، وسمِّي ضارياً لأنَّه يَضْرَى بالشَّيء . والضِّرو : الضَّاري . ومن الباب :  الضَّارِي ، و  هو العِرق السائل . وقد ضَرَا يَضْرُو ضَرْواً ، كأنّه لهجَ بالسَّيَلان .

قال الخليل : الضَّرْو : اهتزِازُ الدّمِ عند خروجه من العِرق .

وأمّا الأصل الآخر فالضَّرَاء : مَشْيٌ فيما يُوارِي من شجر أو غيرِه . يقال : هو يمشي له الضَّرَاء ، إذا كان يُخاتِله أو يُخادِعه .

ومن الباب الضِّرْو : شجر ، لأنَّه يستُر بورَقِه .

ضزّ : الضاد والزاء كلمةٌ واحدة ، وهي الضَّزز ، هو لُصوق الحنَك الأعلى بالأسفل؛ رجلٌ أضَزُّ .

ضزن : الضاد والزاء والنون أصل صحيح واحدٌ يدلُّ على الضَّغْط والمزاحَمة . يقولون للذي يُزاحم أباه في امرأته : ضَيْزَن . قال أوس :

فكلّكم لأبيهِ ضَيزنٌ سَلِفُ

ويقال : الضَّيزَن : العدوّ . وإذا اتَّسع قَبُّ البَكَرة فضُيِّق بخشبة فذلك هو الضَّيزن . والضَّيزن : الذي يُزاحِم عند الاستقاء والإيراد .

ضطر : الضاد والطاء والراء كلمة تدلُّ على ضِخَم . ويقولون : ويكون مع ذلك لُؤم . وقال أبو عبيد : الضَّيطر : العظيم ، وجمعه ضَيطارُون وضَياطِرة . وأنشد :


  • تعرَّضَ ضَيطارُو فَعَالةَ دوننا وما خَير ضَيطار يقلِّب مِسْطَحَا

  • وما خَير ضَيطار يقلِّب مِسْطَحَا وما خَير ضَيطار يقلِّب مِسْطَحَا

ضعس : الضاد والعين والسين ليس بشيء . وذكر ابن دريد أنّهم يقولون للحريص النَّهم : ضَعْوَس  .

ضعّ : الضاد والعين في المضاعف أصلٌ واحدٌ صحيح ، يدلُّ على الخضوغ والضَّعْفِ . يقال : تضعضع ، إذا ذلَّ وخَضَع . قال أبو ذؤيب :


  • وتجلُّدِي للشّامِتِينَ أرِيهِمُ أَنِّي لرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتضعضعُ

  • أَنِّي لرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتضعضعُ أَنِّي لرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتضعضعُ

وكلُّ ضعيف ضَعْضاعٌ ، إذا لم يكن ذا رأي ولا قُوَّة .

ضعف : الضاد والعين والفاء أصلانِ متباينان ، يدلُّ أحدُهما على خلاف القُوَّة ، ويدلُّ الآخَر على أن يزاد الشَّيءُ مِثلَه .

فالأوَّل : الضَّعف والضُّعف ، وهو خلاف القُوَّة . يقال : ضَعُفَ يضعُف ، ورجلٌ ضعيف وقوم ضُعفاءُ وضِعافٌ .

وأمَّا الأصل الآخَر فقال الخليل : أضعفت الشَّيءَ إضعافاً ، وضعَّفتُه تضعيفاً ، وضاعفْتُه مُضاعَفة ، وهو أن يُزادَ على أصل الشَّيء فيُجعلَ مثلين أو أكثر . قال غيره : المضعوف الشّيء المضاعَف . قال أبوعمرو : المضعوف مِن أضعفْتُ الشَّيء . وذكر أبو عبيد ذلك في باب أفعلتُه فهو مفعول . والمضاعَفة : الدِّرع نُسِجَتْ حَلْقَتَين .

ضعو : الضاد والعين والواو كلمةٌ واحدة ، وهي الضَّعة : شجرة ، حُذفت واوُها؛ والجمع ضَعَوات . قال :

متّخِذاً في ضَعَواتِ تَوْلجا 

ضغب : الضاد والغين والباء ليس بأصل ، بل هو بعضُ الأصوات . يقولون : إنّ الضَّغيب تضوُّرُ الأرنب إذا أُخِذَت؛ ومثله الضُّغَاب . والضَّاغب : الذي يختبئ في الخَمَر يفزِّعُ النَّاس .

 ضغبس  : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد ممّا وُضِع وضعاً ولا أظنُّ له قياساً الضُّغْبُوس ، وهو الرَّجل الضَّعيف . قال جرير :


  • قد جَرّبت عَرَكِي في كلِّ مُعترَك غُلْبُ الليوث فيما بالُ الضَّغابيسِ

  • غُلْبُ الليوث فيما بالُ الضَّغابيسِ غُلْبُ الليوث فيما بالُ الضَّغابيسِ

والضَّغابيس : صِغار القِثّاء ، وفي الحديث : « أنّه أُهدِيت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ضَغابيس » . والسين فيه زائدة ، والدليل على ذلك قولُهم للذي يأكلها كثيراً ضَغِْبٌ .

ضغت : الضاد والغين والتاء ليس بشيء  .

ضغث : الضاد والغين والثاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على التباسِ الشَّيءِ بعضِه ببعض . يقال للحالم : أضْغَثْتَ الرُّؤيا . والأضغاث : الأحلام المتلبِسة . والضِّغْت : قُبضة   من  قُضْبان أو حشيش ، قال الخليل : أصل واحد . ويقال : ناقة ضَغوثٌ ، إذا شَكَكْتَ في سِمَنها فلمستَ أَبِها طِرْقٌ . والضَّغْثُ كالمَرْس .

ضغز : الضاد والغين والزاء ليس بأصل صحيح ، إلاّ أن يأتي به شِعْر . غير أنّ الخليل ذكر أنّ الضِّغْز من السِّباع : السيّئ الخُلُق  ، والله أعلم بالصَّواب .

ضغط : الضاد والغين والطاء أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على مزاحَمَة بشِدّة . يقال : ضَغَطَه ، إذا زَحَمَه إلى حائط . والضَّغِيط : بئرٌ تُحفَر إلى جنْبها بئر أُخرى فيقل ماؤُها . والمَضَاغِط : أرَضُونَ منخفِضة . وبعيرٌ بِهِ ضاغط ، وهو لُزُوق العضُد بالجَنْب حَكّاً حتَّى يضغط ذلك بعضُه بعضاً ويتدلّى جِلْدُه . قال أبو عبيد : الضِّاغط والضّبّ شيءٌ واحد ، وهو انفتاقٌ من الإبط وكثرةٌ من اللَّحم . ويقال : اللّهمّ ارفَعْ عنّا هذه الضَّغطة ، يريدون الشدَّةَ والمشقّة . ويقال : أرسلْتُه ضاغطاً على فلان ، وهو شِبْه الرّقيب يمنعُه من الظُّلم .

ضغّ : الضاد والغين ليس بشيء ، ولا هو أصلاً يفرّع منه أو يقاس عليه ، لكنَّهم يقولون : إنّ الضَّعْضَغة : حكايةُ أكلِ الذئب اللّحْم . وقال الخليل : الضَّغْضغة : لوك الدَّرداء . ويقولون : الضَّغَّاغة  : الأحمق . والضغيغة : العجين الرَّقيق . وأقاموا في عيش ضغيغ؛ أَي خَصيب . وليس هذا كلُّه بشيء وإنْ ذُكِر .

ضغم : الضاد والغين والميم أُصَيلٌ واحد يدلُّ على العَضّ . يقال : ضَغَمَه . ومنه اشتُقَّ الضَّيغم ، وهو الأسَد . قال أبو عُبيد : الضَّيْغَم الذي يَعَضُّ . والياء زائدة . وذكر ابنُ دُريد : الضُّغَامة : ما ضَغَمتَه ولفظتَه .

ضغن : الضاد والغين والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تغطية شيء في ميل واعوِجاج ، ولا يدلُّ على خَير . من ذلك الضِّغْن والضَّغَن : الحِقْد . وفرسٌ ضاغن ، إذا كان لا يُعطِي ما عنده من الجري إلاّ بالضَّرب . ويقال : ضَغِن صدرُ فلان ضِغْناً وضَغَناً . وقناةٌ ضَغِنةٌ : عَوجاء . ويقولون : ناقةٌ ذات ضِغْن ، عند نزاعها إلى وطَنِها .

فأمّا الخليل فقال : يقال للنَّحُوص  إذا وَحِمَتْ فاستعصَتْ على الجأْب : إنَّها لَذَاتُ شَغْب وضِغْن . ويقال : ضَغَنَ فلانٌ إلى الدُّنيا : ركَن ومالَ . وضِغْنِي إلى فلان؛ أَي ميلي إليه . والذي دلَّ على ما ذكرناه من تغطية الشيء قولُهم إنّ الاضطغانَ الاشتمالُ بالثَّوب . قال :

كأنّه مضطغِنٌ صَبِيّاً 

ويقال : اضطغَنْتُ الشَّيء تحت حِضْني . قال ابنُ مُقْبِل :


  • إذا اضطغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضها ومِرْفَق كرِيَاسِ السَّيفِ إذْ شسَفا

  • ومِرْفَق كرِيَاسِ السَّيفِ إذْ شسَفا ومِرْفَق كرِيَاسِ السَّيفِ إذْ شسَفا

 ضفأد  : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد ممّا وُضِع وضعاً ولا أظنُّ له قياساً اضفَأدَّ ، إذا انتفخ من الغضب ، اضفئداداً .

 ضفدع  : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد ممّا وُضِع وضعاً ولا أظنُّ له قياساً الضِّفدِع  ، وهي معروفة .

ضفر : الضاد والفاء والراء أصلٌ صحيحٌ ، وهو ضمُّ الشَّيءِ إلى الشَّيء نسجاً أو غيره عريضاً . ومن الباب ضَفائر الشَّعَر ، وهي كلّ شَعَر ضُفِر حتَّى يصيرَ ذُؤابة . ومن الباب قولُهم : تضافَرُوا عليه؛ أَي تعاوَنُوا . وأصله عندي من ضفائر الشعر ، هو أن يتقاربوا حتَّى كأنَّ كلَّ واحد منهم قد شدَّ ضفيرتَه بضفيرة الآخر .

وهذا قياسٌ حسَن في المساعدة والمظاهَرة وغيرهما . يقال : إنّ الضفِر : حِقْفٌ من الرّمل . والذي نحفظه في كتاب أبي عُبيد العَقِدة والضَّفِرة الرمل المُنْعقد . ويقال : كِنانةٌ ضَفِرةٌ؛ أَي ممتلئة . وأصلها من تَضافُرِ ما فيها من السِّهام ، وهو تجمُّعها . والضَّفيرة ، هي التي يقال لها المُسَنَّاة ، وسمِّيت بذلك كأنّها ضُفِرَتْ ضَفْراً ، كالشّيءِ يُضَمُّ بعضُه إلى بعض نسجاً وغيرَه .

ضفز : الضاد والفاء والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دَفْعِ شيء بشيء تلقمه ، ثمَّ يُحمَل على ذلك . من ذلك  الضَّفز : لَقْمُ البعير . ويقال : الضَّفَز : أن تُلقِمه إيّاه وإن كرِهَه . والعرب تقول : ضفَزْتُه حقَّه فما قَبِلَه؛ أَي إنِّي أكرهتُه عليه . ومن الباب : ضَفزت الفرسَ لجامَه؛ أَي أدخلتُه في فيه . وقد يقال : الضَّفْز : الْجِماع ، وهو قريب من الباب .

ضفس : الضاد والفاء والسين ليس بشيء ، إلاّ أنّ ابنَ دُريد ذكر أنّ الضَّفْس مثل الضَّفْز .

ضفط : الضاد والفاء والطاء أُصَيلٌ يقولون إنّه صحيح ، وأصله الحُمق والجَفَاء . يقال للأحمق ضَفِيطٌ بيِّن الضَّفَاطة . ويقال : الضَّفَّاط : الذي يُكْرِي الإبل . والضَّفَّاطة فيما يقال : الإبل تحمل المتاع . وأحسب أنّ البابَ كلَّه ممّا لا يعوَّل عليه .

ضفع : الضاد والفاء والعين ليس بشيء . على أنّ الخليل حكى ضَفَع : جَعَس . والسلم  .

ضفّ : الضاد والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على أمرين : أحدهما الاجتماع ، والآخر القِلة والضَّعف .

 فأمّا الأوَّل فهو الضَّفَف ، وهو اجتماع النَّاس على الشَّيءِ . ويقال : ماءٌ مضفوف ، إذا كثُر عليه النّاس . وطعامٌ مضفوف . وفي الحديث : « أنّه (عليه السلام) لم يشبَع من خُبز ولحم إلاّ على ضَفَف » . يراد بذلك كثرةُ الأيدي على الطَّعام . وقال في الماء :


  • لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المضفوفِ إلاّ مُدَارَاتُ الغروب الجُوفِ

  • إلاّ مُدَارَاتُ الغروب الجُوفِ إلاّ مُدَارَاتُ الغروب الجُوفِ

وجانبا النَّهْرِ : ضَفّتاه؛ لاجتماعهما عليه . قال الخليل : ناقةٌ ضَفُوفٌ؛ أَي كثيرة اللَّبن لا تُحلَبُ إلاّ ضَفّاً . والضَّفُّ : الحَلَب بالكفِّ كلِّها .

وأمّا الآخر فقولُهم : في رأيِ فلان ضَفَفٌ؛ أَي ضَعف . ولقيتُه على ضَفَف؛ أَي عَجَلَة لم أتمكَّنْ منه .

ضفن : الضاد والفاء والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رمْي الشَّيء بخفاء . والأصل فيه ضَفَنت بالرّجُل الأرضَ ، إذا رميتَه وضربتَ الأرض به . ومنه ضَفَن البعيرُ برِجْله : خبط بها . وضَفَن بغائِطِه : رمَى به . وضَفَن الحِمْلَ على ناقته : حَمَلَه عليها . وضَفَنَه برِجْله : ضربه . والقياس في ذلك كلِّه واحد .

ومن الباب : ضَفَنَ إلى القوم ، إذا لَجأ إليهم فجلس عندهم . وهذا عندي ممّا ينبغي أن يزاد فيه وصْف ، فيقال : « وهم لا يريدونه » ، كأنّه رمَى بنَفسه عليهم . والدَّليل على هذا قولهم للطفيليّ الذي يجيء مع الضَّيف : ضَيْفن . وهذا فَيْعَل من ضفن . وقد سمعت ولم أسمعه من عالم ، أنّ الذي يجييء مع الضَّيفن الضَّيْفَنانُ  ، ولا أدري كيف صحّتُه . والقياس يجيزه . قال في الضَّيفَن :


  • إذا جاء ضيفٌ جاء للضَّيف ضيفنٌ فأودَى بما يُقرَى الضُّيوفُ الضَّيافنُ

  • فأودَى بما يُقرَى الضُّيوفُ الضَّيافنُ فأودَى بما يُقرَى الضُّيوفُ الضَّيافنُ

ومن الباب الضِّفَنّ ، وهو الأحمق مع عِظَم خَلْق .

 ضفند  : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضَّفندد ، وهو الضَّخْم ، والدال فيه زائدة . وهو من الضفن .

ضفو : الضاد والفاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على سبوغ وتمام . يقال : ثوبٌ ضاف ، وفرسٌ ضافي السَّبيب ، إذا كان شَعَر ذَنَبه وافياً . وفلانٌ في ضَفْو وضَفْوة من عَيْشه . قال الأخطل  :