كتاب الضّاد
ضأ : الضاد والهمزة كلمة صحيحة ، وهي الضِّئْضئُ ، وهو الأصل . وفي الحديث : «يخرج من ضِئْضئِ هذا قومٌ يمرُقون من الدِّين» .
وأمّا الضاد والحرف المعتلّ فهو يدلُّ على صِياح وجَلَبة . من ذلك الضَّوَّة والضَّوضاة : أصوات النّاس وجَلَبتهم . يقال : ضَوْضَوْا بلا همز .
ضأبل : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد ممّا وُضِع وضعاً ولا أظنُّ له قياساً الضِّئبِل ، وهي الدَّاهية .
ضأد : الضاد والهمزة والدال أُصَيلٌ قليل الفُروع ، ويدلُّ على مَرض من الأمراض . قالوا : الضُّؤْد : الزكام ، وكذلك الضُّؤْدَة . رجلٌ مضْؤود؛ أَي مزكوم . وحُكيت كلمةٌ أُخرى عن أبي زيد ، إن صحّت ، قالوا : ضأَدْت الرّجُل ضأداً ، إذا خَصَمتَه .
ضأل : الضاد والهمزة واللام أُصَيلٌ يدلُّ على ضعف ودِقَّة في جسم . من ذلك الضَّئيل ، وهو الضَّعيف . والفعل منه ضَؤُل يَضؤُل . ورجل ضُؤَلَةٌ : ضعيف . والضَّئيلة : الحيَّة الدَّقيقة .
ضأن : الضاد والهمزة والنون أُصَيلٌ صحيح ، وهو بعض الأنعام . من ذلك الضأن . يقال : أضْأَنَ الرَّجلُ ، إذا كثُرَ ضأنُه . والضائنة الواحدة من الضأن . وحكَى بعضُهم : فلان ضائن البطنِ : مسترخِيهِ .
ضبأ : الضاد والباء والهمزة أصلٌ واحد صحيح ، وهو قريبٌ من الاستخفاء وما شاكلَه ، من سُكوت ومثلِه . قال أبو زيد : أصْبأَ الرجُل على الشَّيء إضباءً ، إذا سَكَت عليه ، وهو مُضْبِئٌ عليه . وقد أضْبَأ على داهية . وضبَأْت : استخفَيت . ويقال : في هذا إنّما هو أضْبَى غير مهموز ، والأوّل أجود .
قال أبو سعيد : ضبأ يضبَأُ ضَبْأً ، إذا لصِق بالأرض . والمَضْبَأ : الذي يُضْبَأ فيه؛ أَي يختفي . قال الكميت :
إذا علا سِطَةَ المضبَأَيْن
وسمِّي الرّجُل ضابئاً لذلك . ويقال : ضَبأْت إليه؛ أَي لجأت . والضابئ : الرَّماد ، سمِّي بذلك لأنَّه يَضبأ ، كأنّه يَستخفي .
وإذا ليّنت الهمزةَ تغيَّر المعنى ، ويكون من صفات النّار؛ يقال : ضَبَتْه النّار ، إذا شَوته ، تَضْبُوه ضَبْوا . والمَضْباة : خُبز المَلَّة . والله أعلم بالصواب .
ضبّ : الضاد والباء أصلٌ واحد يدلُّ عُظْمُه على الاجتماع . قال أبو زيد : أضَبّ القومُ إضباباً ، إذا تكلّموا جميعاً . ثمّ يُحْمَل على هذا الأصلِ أكثرُ الباب . من ذلك ضَبَّة الحديد ، والجمع ضَبَّات . والضَّبّ : الغِلُّ في القلب . وقدأضَبَّ على غِلٍّ في صدره ، إذا جَمَعه في صدره . ومنه الضَّبَاب ، وهو الذي كأنّه غبارٌ يجتمع فيَستُر . وهذا يومٌ مُضِبٌّ . وضَبِب البلدُ : كثُر ضَبابه .
ومن الباب : التَّضَبُّب ، وهو السِّمَن . والضَّبِيبة : سمنٌ ورُبٌّ يُجمع بينهما ، يقال : ضَبِّبُوا لصبيِّكم . والضبُّ من دوابِّ الأرض معروف ، وسمِّي لتجمُّع خَلْقه ولحْمِه؛ والجمع ضِباب . وربَّما شبِّه الطَّلْع به . قال :
أطَافَ بفُحَّال كأنَّ ضِبابَهُ
بُطونُ الموالي يومَ عِيد تَغَدَّتِ
بُطونُ الموالي يومَ عِيد تَغَدَّتِ
بُطونُ الموالي يومَ عِيد تَغَدَّتِ
يقول : طَلْعُها ضخمٌ كأنّه ضِبابٌ ممتلئة . ثمّ شَبَّه تلك الضِّبابَ ببطونِ موال تغدَّوْا فتضَلَّعُوا . ويقال : وقَعْنا في مَضَابَّ مُنْكَرة؛ أَي قِطَع من الأرض كثيرة الضِّباب . والضُّبَاضِب : الرّجل القصير السمين . فأمّا قولهم : ضبَّ النّاقة ، فهو مِثل ضَفَّها إذا حَلَبَها بالكفّ جميعاً . قال الكسائيّ : فَطَرت النّاقةَ أفطرُها ، إذا حلبتَها بطرف أصابعك . وضَبَبْتُها أضُبُّها ضبّاً ، إذا حَلَبْتَها بالكفِّ كلِّها . قال الفرَّاء : هذا هو الضَّفُّ . فأمّا الضَّبُّ فأن تجعل إبهامك على الخِلْف وأصابعَك على الإبهام والخِلْف معاً .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل قولُهم : ناقة ضَبّاءُ وبعيرٌ أضبُّ ، وهو وجعٌ يأخذهما في الفِرْسِن . فأمّا قولُهم : ضَببّت لِثَتُه دماً ، وضبَّت يدُه إذا سالت دماً ، فليس من هذا الباب ، إنّما هو مقلوب من بَضَّ ، وقد مرّ .
ضبث : الضاد والباء والثاء أصل صحيحٌ يدلُّ على قَبْض . يقال : ضبث إذا قبض على الشَّيء . ويقال : ناقةٌ ضَبُوث : يُشَكُّ في سِمَنها ، فتُضْبَث بالأيدي . ويقولون : ضُبِثَ؛ أَي ضُرب . وهو قريب ممّا ذكرناه .
ضبثم : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضَّبْثَم ، وهو الشديد ، وهو ممّا زِيدت فيه الميم . وهو من ضَبَث على الشَّيء ، إذا قَبض عليه .
ضبح : الضاد والباء والحاء أصلانِ صحيحان : أحدهما صوتٌ ، والآخَرُ تغيُّرُ لون من فعلِ نار .
فالأوَّل قولُهم : صبَحَ الثعلبُ يَضْبَح ضَبْحاً . وصَوْتُه الضُّبَاح ، وهو ضابح . قال :
دعوتُ ربِّي وهو لا يُخَيِّبُ
بأنّ فيها ضابحاً ثُعَيلِبُ
بأنّ فيها ضابحاً ثُعَيلِبُ
بأنّ فيها ضابحاً ثُعَيلِبُ
فأمّا قولُه تعالى : )وَالْعَادِياتِ ضَبْحاً( العاديات : 1 فيقال : هو صوتُ أنفاسها ، وهذا أقيَسُ ، ويقال : بل هو عدْوٌ فوق التَّقْريب . وهو في الأصل ضَبَع ، وذلك أن يُمدّ ضَبْعَيْه حتى لا يجدَ مَزِيداً . وإن كان كذا فهو من الإبدال .
وأمّا الأصل الثاني فالضَّبْح : إحراقُ أعالي العُود بالنار . والضِّبْح : الرَّماد . والحجارة المضبوحة هي قَدَّاحة النّار ، التي كأنّها محترقة . قـال :
والمرْوَ ذَا القَدَّاحِ مضبوحَ الفِلَق
ويقال : الانضباحُ : تغيُّرُ اللون إلى السواد .
ضبد : الضاد والباء والدال ليس بشيء . وإن كان ما ذكره ابنُ دريد صحيحاً ، من أنّ الضَّبَد الضَّمَد ، فهو من باب الإبدال . قال : يقال : أضْبَدْتُه ، إذا أنت أغضبْتَه .
ضبر : الضاد والباء والراء أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على جمع وقُوّة . يقال : ضَبَر الشَّيءَ : جمَعَه ، وضبَر الفرسُ قوائمَه ، إذا جمعَها ليَثِب . وفرسٌ ضِبِرٌّ من ذلك . وإضبارة الكُتُب من ذلك . واشتقاق ضَبَارَة منه ، وهو أبو عامر بن ضَبَارة . وناقةٌ مضبَّرةٌ ومضبورةُ الخَلْق : أي شديدة . وقال في صفة فرس :
مُضَبَّرٌ خَلْقها تضبيراً
ينشقُّ عن وجهها السَّبيبُ
ينشقُّ عن وجهها السَّبيبُ
ينشقُّ عن وجهها السَّبيبُ
والضَّبْر : الجماعة . قال الهُذَليّ :
ضَبْرٌ لباسُهم القَتير مؤلَّبُ
وأمّا الرُّمّان الجبليّ فيقال إنّهم يسمّونه الضَّبْر . وقد قلنا إنّ النّباتَ والأماكنَ لا تكاد تنقاس .
ضبرك : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضُّبَارِك و الضِّبْراك ، وهو الرّجل الضخْم . وهذا ممّا زِيدت فيه الكاف ، وأصله من الضَّبْر وهو الجمْع؛ وقد مضى .
ضبرم : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضُّبارِم : الأسد ، والميم فيه زائدة ، وهو من الضَّبر .
ضبز : الضاد والباء والزاء . يقولون : الضَّبْز : شدّة اللّحظ ولا معنى لهذا .
ضبس : الضاد والباء والسين أُصَيلٌ إنْ صحَّ فليس إلاّ في شيء مذموم غير محمود . قال الخليل : الضَّبِيس : الحريص ، والضَّبيس : القليل الفِطنة لا يهتدي لشيء . ويقال : الضَّبِيس الجَبان .
ضبط : الضاد والباء والطاء أصلٌ صحيحٌ . ضَبَط الشَّيءَ ضبْطاً . والأضبط : الذي يَعمل بيديه جميعاً . ويقال : ناقةٌ ضبطاء . قال :
عُذافرة ضَبْطاءَ تَخْدِي كأنّها
فَنِيقٌ غَدَا يَحوي السَّوامَ السَّوارحا
فَنِيقٌ غَدَا يَحوي السَّوامَ السَّوارحا
فَنِيقٌ غَدَا يَحوي السَّوامَ السَّوارحا
وفي الحديث : « أنّه سُئل عن الأضبط » .
ضبطر : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضِّبَطْر ، وهو الشديد . وهي منحوتةٌ من كلمتين ، من ضبط وضطر .
ضبع : الضاد والباء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معان ثلاثة : أحدها جنسٌ من الحيوان ، والآخر عضو من أعضاء الإنسان ، والثالث صِفة من صِفة النُّوق .
فالأوَّل الضَّبُع ، وهي معروفة ، والذكر ضِبْعان ، وفي الحديث : « فإذا هو بضِبْعان أمْدَر » ، ثمّ يستعار ذلك فيُشبَّه السنةُ المجدِبة به ، فيقال له الضَّبُع . وجاء رجلٌ فقال : « يا رسولَ الله ، أكلَتْنَا الضّبُع » ، أراد السّنةَ التي تسميها العرب الضَّبُع؛ كأنَّها تأكلهم كما تأكل الضّبُعُ . قال :
أبا خُراشة أمّا أنت ذا نَفَر
فإنّ قوميَ لم تأكُلْهم الضّبعُ
فإنّ قوميَ لم تأكُلْهم الضّبعُ
فإنّ قوميَ لم تأكُلْهم الضّبعُ
وأمّا العُضو فضَبْع اليد ، واشتقاقها من ضَبْع اليد وهو المدّ . والعرب تقول : ضَبَعتِ الناقة وضبَّعت تضبيعاً ، كأنّها تمدُّ ضَبْعَيها . قال أبُو عبيد : الضَّابع : التي ترفع ضَبْعها في سيرها .
وممّا يشتقُّ من هذا : الاضطباع بالثَّوب : أن يُدخِل الثّوبَ من تحت يده اليمنى فيلقيَه على مَنكِبه الأيسر . ومنه الضِّباع ، وهو رفع اليدين في الدُّعاء . قال رؤبة :
وما تَنِي أيد علَينا تضبَعُ
أي تمدّ أضباعَها بالدُّعاء . قال ابن السّكّيت : ضَبَعُوا لنا من الطَّريق؛ إذا جعلوا لنا قسماً ، يَضْبَعون ضَبْعاً . كأنّه أراد أنّهم يقدِّرونه فيمدُّون أضباعَهم به . وضَبَعَت الخيلُ والإبلُ ، إذا مدَّت أضباعَها في عَدْوِها ، وهي أعضادُها . وقول القائل :
ولا صُلحَ حتَّى تضبعونا ونَضْبَعا
أي تمدّون أضباعَكُم إلينا بالسّيوف ونمدُّ أضباعَنا بها إليكم . قال أبو عمرو : ضَبَع القومُ للصُّلح ، إذا مالوا بأضباعهم نحوه . وحَكى قومٌ : كنَّا في ضَبْع فلان؛ أَي كنَفِه . وهو ذاك المعنى؛ لأنّ الكَنَفين جناحا الإنسان ، وجناحاه ضَبْعاه . وضَبَعت الناقةُ تضبع ضَبْعاً وضَبَعةً ، إذا أرادت الفحل .
ضبغط : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضَّبَغْطَى : كلمة يفزّع بها ، وهو ممّا زِيدت فيه الباء ، وهو من الضَّغط .
ضبك : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد ممّا وُضِع وضعاً ولا أظنُّ له قياساً ما رواه الكسائيّ : اضبَأكّت الأرض واضمأكّت ، إذا خَرج نبْتُها .
ضبن : الضاد والباء والنون أصلٌ صحيحٌ ، وهو عُضو من الأعضاء . فالضِّبْن : ما بين الإبط والكَشْح . يقال : أضطبنتُه : جعلته في ضِبْني : والضبْنَة : أهل الرّجُل ، يضطبِنها . وناسٌ يقولون : المضبون : الزَّمِن ، وهو عندي من قلب الميم . ومكان ضَبْنٌ : ضيّق . وهذه الكلمة من الباب الأوّل .
ضبنط : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضَّبَنْطَى : القويّ ، وقد زيدت فيه النون ، وهو من ضبط .
ضجّ : الضاد والجيم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على صِياح بضَجَر . من ذلك : ضجَّ يضِجُّ ضجيجاً ، وضجَّ القوم ضِجَاجاً . وضجَّ القوم ضِجَاجاً . قال أبو عبيد : أضجَّ القوم إضجاجاً ، إذا جَلبُوا وصاحُوا . فإذا جزِعوا من شيء وغُلِبوا قيل : ضَجُّوا . وقال : الضِّجَاج : المشاغَبة والمُشارَّة . قال غيره : الضَّجُوج من الإبل؛ التي تضجُّ إذا حُلِبَت .
وممّا شذَّ عن هذا الباب : الضَّجاج ، وهو خَرَز .
ضجر : الضاد والجيم والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اغتمام بكلام . يقال ضجِر يَضجَر ضجَراً . وضجِرت النَّاقةُ : كثر رغاؤها . ويقولون في الشعر : ضَجْرَ ، بسكون الجيم . قال :
فإن أهجُه يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازلٌ
ضجع : الضاد والجيم والعين أصل واحد يدلُّ على لُصوق بالأرض على جنْب ، ثمّ يُحمَل على ذلك . يقال : ضَجَع ضُجوعاً . والمرَّة الواحدة الضَّجْعة . ويقال : اضطجع يضطجع اضطجاعاً . وضجيعُك : الذي يُضاجِعك . وهو حسن الضِّجْعة كالرِّكْبة .
ومن الباب : ضجَّع في الأمر ، إذا قصَّر ، كأنّه لم يُقم به واضطجع عنه . ويقال : رجل ضَجُوع؛ أَي ضعيف الرّأي . ورجل ضُجَعَة : عاجزٌ لا يكاد يبرح . والضَّجوع : النّاقة التي ترعى ناحية . ويقال : تضجَّع السحاب ، إذا أرَبّ بالمكان . وهو في شعر هذيل . ويقال : أكمَة ضَجوع ، إذا كانت لاصقةً بالأرض . والضجوع : أكمة بعينها . والضَّواجع : موضع في قوله :
راكسٌ فالضَّواجع
والضَّاجعة والضَّجعاء : الغنم الكثيرة ، وإنّما هو من الباب لأنَّها ترعى وتضطجع . والضَّجُوع : ناقة ترعى ناحيةً وتضطجع وحْدَها .
ضجم : الضاد والجيم والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على عِوَج في الشَّيء . فالضَّجَم : العِوَج . يقال : تَضَاجَم الأمرُ بالقوم ، إذا اختلف . والضَّجَم : اعوجاجٌ في الأنف وأن يميل إلى أحد جانِبي الوجه . وضُبَيْعةُ أضجَمَ : قومٌ من العرب ، كأنّ أباهم أضجم . ويقال : الضَّجَم أيضاً اعوجاجُ المَنكِبَين .
ضجن : الضاد والجيم والنون ، ليس بشيء ، إلاّ أنّهم يقولون : الضَّجَن : جبلٌ معروف . وقد قلنا في هذا . وقال الأعشى :
كخَلْقاءَ مِنْ هَضَبات الضَّجَنْ
وضَجْنانُ : جبلٌ بتهامة .
ضحّ : الضاد والحاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رِقَّةِ شيء بعينه . من ذلك الضَّحضاح : الماء إلى الكَعبَين ، سمِّي بذلك لرقّته . والضَّحضحة : تَرقرُقُ السَّراب . ومنه الضِّحّ ، وهو ضَوء الشّمس إذا استمكَنَ من الأرض . وكان ابنُ الأعرابيِّ يقول : هو لون الشَّمس . ويقولون : جاء فلانٌ بالضِّحِّ والرِّيح ، يُراد به الكَثْرة؛ أَي ما طلَعت عليه الشَّمس وما جرَت عليه الرِّيح . قال : ولا يقال الضِّيح .
ضحك : الضاد والحاء والكاف قريبٌ من الباب الذي قبله ، وهو دليل الانكشاف والبروز . من ذلك الضَّحِك ضَحِك الإنسان . ويقال أيضاً : الضَّحْك ، والأوَّل أفصح . والضَّاحكة : كلّ سنٍّ تبدو من مُقَدَّم الأسنان والأضراس عند الضَّحِك .
قال ابنُ الأعرابيّ : الضّاحك من السَّحاب مثلُ العارض ، إلاّ أنّه إذا بَرَق يقال فيه ضَحِك . والضَّحُوك : الطَّريق الواضح . ويقال : أضحَكْتَ حوضَك ، إذا ملأتَه حتى يفيض . قال ابن دريد : الضَّاحك حجرٌ شديد البَرِيق يبدو في الجَبل ، أيَّ لون كان . ويقال في باب الضَّحِك : الأُضحوكة ما يُضحِك منه . ورجل ضُحْكة : يُضْحَك منه . وضُحَكَة : يكثر الضحَك . فأمَّا الضَّحْك فيقال إنَّه العسَل . ويُنشَد :
فجاء بمزج لم يَرَ الناسُ مثلَه
هو الضَّحْكُ إلاّ أنَّه عمل النَّحْلِ
هو الضَّحْكُ إلاّ أنَّه عمل النَّحْلِ
هو الضَّحْكُ إلاّ أنَّه عمل النَّحْلِ
ويقال : هو البَلَح . قال الشّيبانيُّ : الطَّلْع هو الكافور والضَّحْك جميعاً حين ينفتق .
ضحل : الضاد والحاء واللام أصلٌ صحيحٌ ، وهو الماء القليل وما أشبهه . من ذلك الضَّحْل : الماء القليل ، ومكانه المَضْحَل ، والجمع مَضاحل . ويقال : ضَحِل الماء : رقَّ وقلَّ ، وهو من الكلام الفصيح الصحيح . وأتَان الضَّحْل : صَخرة بعضها في الماء وبعضُها خارج .
ضحى : الضاد والحاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على بُروز الشَّيء . فالضَّحَاء : امتداد النَّهار ، وذلك هو الوقت البارز المنكشف . ثمَّ يقال للطعام الذي يُؤكل في ذلك الوقت ضَحاء . قال :
تَرَى الثَّوْرَ يمشي راجعاً مِن ضَحائه
ويقال : ضَحِي الرجل يَضْحَى ، إذا تعرَّضَ للشَّمس ، وضَحَى مثلُه . ويقال : أضْحَ يا زيد؛ أَي ابرُزْ للشَّمس . والضَّحِيَّة معروفة ، وهي الأُضْحِيَّة .
قال الأصمعي : فيها أربع لغات : أُضْحِيَّة وإضحيَّة ، والجمع أضاحيّ؛ وضَحِيَّة ، والجمع ضحايا؛ وأَضْحاةٌ ، وجمعها أَضْحىً . قال الفرّاء : الأضْحَى مؤنّثة وقد تذكّر ، يُذهَب بها إلى اليوم . وأنشد :
دنا الأضْحَى وصَلَّلت اللِّحامُ
وإنّما سُمِّيت بذلك لأنّ الذّبيحة في ذلك اليوم لا تكون إلاّ في وقت إشراق الشّمس . ويقال : ليلَةٌ إضحيَانةٌ وضَحْيَاءُ؛ أَي مضيئةٌ لا غيمَ فيها . ويقال : هم يتضحَّوْنَ؛ أَي يتغدَّوْن . والغَداء : الضَّحَاء . ومن ذلك حديث سلمة بن الأكوع : « بينا نحن مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) نتضَّحَى » يريد نتغدَّى . وضاحية كلِّ بلدة : ناحيتُها البارزة . يقال : هم ينزلون الضَّوَاحيَ . ويقال : فعل ذلك ضاحيةً ، إذا فعله ظاهراً بيّناً . قال :
عَمِّي الذي منع الدِّينَار ضاحيةً
دينارَ نَخَّةِ كلب وهو مشهودُ
دينارَ نَخَّةِ كلب وهو مشهودُ
دينارَ نَخَّةِ كلب وهو مشهودُ
و قـال :
وقد جزتْكُم بنو ذُبيانَ ضاحيةً
بما فعلتم ككيل الصَّاع بالصَّاعِ
بما فعلتم ككيل الصَّاع بالصَّاعِ
بما فعلتم ككيل الصَّاع بالصَّاعِ
فأمّا قولُ جرير :
فما شَجَرات عِيصِكَ في قريش
بعَشَّات الفُرُوع ولا ضَواحِ
بعَشَّات الفُرُوع ولا ضَواحِ
بعَشَّات الفُرُوع ولا ضَواحِ
فإنّه يقول : ليست هي في النّواحي ، بل هي في الواسطة . ويقال : للسَّماوات كلِّها الضَّواحي . وقال تأبّط شرّاً :
وقُلَّة كسِنان الرُّمح بارزة
ضحيانة . . . . .
ضحيانة . . . . .
ضحيانة . . . . .
فهي البارزة للشمس .
قال أبو زيد : ضَحَا الطريق يَضحُو ضَحْواً وضُحُوّاً ، إذا بدا وظَهَر . فقد دَلَّت هذه الفروعُ كلُّها على صحّة ما أصّلناه في بروز الشَّيءِ ووُضوحه . فأمّا الذي يُروى عن أبي زيد عن العرب : ضحَّيت عن الأمر إذا رفقت ، فالأغلب عندي أنّه شاذٌّ في الكلام . قال زَيد الخيل :
لو أنّ نصراً أصلحَتْ ذاتَ بينِها
لضحَّت رُويداً عن مصالحها عمرُو
لضحَّت رُويداً عن مصالحها عمرُو
لضحَّت رُويداً عن مصالحها عمرُو
ضخّ : الضاد والخاء ليس بشيء . على أنَّهم يقولون : الضَّخّ : امتداد البَول . والمِضَخَّة : قَصَبَةٌ يرمَى بها الماء فيمتدّ .
ضخم : الضاد والخاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على عِظَم في الشَّيء . يقال : هذا ضخْم وضُخَامٌ . ويقال : إنّ الأُضخومة شيءٌ تعظِّم به المرأة عجيزتها .
ضدّ : الضاد والدال كلمتان متباينتان في القياس .
فالأُولى : الضِّدّ ضِدّ الشَّيء . والمتضادّان : الشَّيئان لا يجوز اجتماعهما في وقت واحد ، كالليل والنَّهار .
والكلمة الأُخرَى الضَّدُّ ، وهو المَلْء ، بفتح الضاد ، يقال : ضَدَّ القِربةَ : ملأها ، ضَدّاً .
ضرب : الضاد والراء والباء أصلٌ واحد ، ثمّ يستعار ويحمل عليه من ذلك ضَربت ضرباً ، إذا أوقعت بغيرك ضرباً . ويستعار منه ويشبَّه به الضَّرب في الأرض تجارةً وغيرها من السّفر . قال الله تعالى : ) وَإذَا ضَرَبْتُم فِي الاَْرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ( النساء : 101 . ويقولون : إنّ الإسراع إلى السَّير أيضاً ضرب . قـال :
فإنَّ الذي كنتمُ تحذرونَ
أتَتْنا عيونٌ به تَضْرِبُ
أتَتْنا عيونٌ به تَضْرِبُ
أتَتْنا عيونٌ به تَضْرِبُ
والطَّير الضَّوارب : الطَّوالب لِلرِّزق . ويقال : رجل مِضربٌ : شديد الضَّرب . ومن الباب : الضّرْب : الصِّيغة . يقال : هذا من ضَرْب فلان؛ أَي صِيغته؛ لأنَّه إذا صاغ شيئاً فقد ضربه . والضّريب : المِثْل ، كأنَّهما ضُرِبا ضَرباً واحداً وصِيغا صياغة واحدة . والضّريب : الصَّقيع : كأنّ السماء ضربت به الأرض . ويقال للذي أصابه الضريب مضروب . قال :
ومضروب يَئنُّ بغير ضرب
يُطاوِحه الطِّرافُ إلى الطِّراف
يُطاوِحه الطِّرافُ إلى الطِّراف
يُطاوِحه الطِّرافُ إلى الطِّراف
والضّريب من اللبن : ما خُلِط مَحْضه بحقينه ، كأنَّ أحدَهما قد ضُرب عن الآخر . والضّريب : الشَّهد ، كأنّ النَّحل ضربه . ويقال للسجِيَّة والطَّبيعة الضريبة ، كأنّ الإنسان قد ضُرِب عليها ضرباً وصيغ صِيغة . ومَضْرَب السَّيف ومَضْرِبه : المكان الذي يُضرَب به منه . ويقال للصِّنْف من الشَّيء ، الضَّرْب ، كأنّه ضُرب على مثالِ ما سواه من ذلك الشَّيء . والضّرِيبة : ما يُضرَب على الإنسان من جزية وغيرها . والقياس واحد ، كأنّه قد ضُرب به ضَرْباً . ثمّ يتَّسعون فيقولون : ضَرَبَ فلانٌ على يد فلان ، إذا حَجَرَ عليه ، كأنّه أراد بَسطَ يدَه فضرب الضاربُ على يده فقبض يدَه . ومن الباب ضِراب الفَحل الناقة . ويقال : أضْرَبْت النّاقةَ : أنْزَيت عليها الفحل . وأضرب فلان عن الأمر ، إذا كفَّ ، وهو من الكفّ ، كأنّه أراد التبسُّط فيه ثمّ أضرب؛ أَي أوقع بنفسه ضرباً فكفّها عمّا أرادت .
فأمّا الذي يُحكى عن أبي زيد ، أنّ العرب تقول : أضْرَبَ الرّجُل في بيته : أقامَ ، فقياسُه قياس الكلمة التي قبلها .
ومن الباب الضَّرَب : العسَلُ الغليظة ، كأنّها ضرِبت ضَرْباً ، كما يقال : نَفَضَت الشَّيء نَفْضاً . والمنفوض نَفَض . ويقال : للموكَّل بالقِداح : الضَّرِيب . وسمِّي ضريباً لأنَّه مع الذي يضربُها ، فسمِّي ضريباً كالقعيد والجليس .
وممّا استُعير في هذا الباب قولهم للرَّجُل الخفيف الجسم : ضَرْب ، شُبِّه في خفّته بالضَّربة التي يضربُها الإنسان . قال :
أنا الرّجُل الضَّرْبُ الذي تعرفونه
خَشَاشٌ كرأس الحيّة المتوقدِ
خَشَاشٌ كرأس الحيّة المتوقدِ
خَشَاشٌ كرأس الحيّة المتوقدِ
والضَّارب : المتَّسَع في الوادي ، كأنّه نَهْجٌ يَضرِبُ في الوادِي ضرباً .
ضرج : الضاد والراء والجيم أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على تفتُّح الشَّيء . تقول العرب : انضرجت عن البَقْل لفائفُه ، إذا انفتحت . والانشقاق كلّه انضراج . قال :
وانضرجَتْ عنه الأكاميم
ويقال : تضرَّجَ البَرق : تشقَّق . وعينٌ مضروجة : واسعة الشَّقّ . ويقال : إنّ الإضريج من الخيل : الكثير العرق الجواد ، وذلك من الباب لأنَّه كأنّه يتفتح بالعرق تفتُّحاً . وعَدْو ضريج : شديد . ومن الباب تضرَّج بالدم .
وممّا شذَّ عن الباب الإضريج : أكسيةٌ تتّخذ من أجود المِرعِزَّى ، ويقال : هو الخَزّ .
ضرح : الضاد والراء والحاء أصلان : أحدهما رمْي الشَّيء ، والآخَر لونٌ من الألوان .
فالأوّل قولهم : ضرَحت الشَّيء ، إذا رميتَ به . والشَّيء المُضْطَرَح : المرميّ . والفَرس الضَّروح : النَّضوح برجله . وقوسٌ ضروح : شديدةُ الدّفع للسَّهم . والضَّريح : القبر يُحفَر من غير لَحد ، كأنّ الميّت قد رُمِي فيه .
وأمّا الآخر فالأبيض من كلِّ شيء ، يقال له : المَضْرَحيّ . والصَّقْر مضرحيٌّ ، والسيِّد مضرحيّ .
ضرّ : الضاد والراء ثلاثة أُصول : الأوّل خلاف النَّفع ، والثاني اجتماعُ الشَّيء ، والثالث القوّة .
فالأوَّل الضَّرّ : ضدُّ النَّفْع . ويقال : ضَرَّه يضُرُّه ضَرّاً . ثمَّ يحمل على هذا كلُّ ما جانَسَه أو قارَبه . فالضُّرُّ : الهُزال . والضِّرّ : تزوُّج المرأةِ على ضَرَّة . يقال : نكَحَت فلانُ على ضِرٍّ؛ أَي على امرأة كانت قَبْلَها . وقال الأصمعيّ : تزوّجَت المرأةُ على ضُرٍّ وضِرّ . قال : والإضرار مثلُه ، وهو رجلُ مُضِرٌّ . والضَّرَّة : اسمٌ مشتقٌّ من الضَّرِّ ، كأنَّها تضرُّ الأُخرَى كما تضرُّها تلك . واضطُرَّ فلانٌ إلى كذا ، من الضرورة . ويقولون في الشِّعر « الضَّارُورة » . قال ابنُ الدُّمينة :
أثيبِي أخَا ضارورة أشفَقَ العِدَى
عليه وقَلّت في الصديق مَعاذرُهْ
عليه وقَلّت في الصديق مَعاذرُهْ
عليه وقَلّت في الصديق مَعاذرُهْ
والضَّرِير : المُضَارّة . وأكثر ما يُستَعمل في الغَيْرة؛ يقال : ما أشدَّ ضريره عليها . وشُبِّه الحَجَرانِ للرَّحى بالضَّرَّتينِ فقيل لهما الضَّرَّتان . والضَّرِير : الذي به ضَرَرٌ من ذَهاب عَيْنِه أو ضَنَى جِسْمِه .
وأمّا الأصل الثاني فضَرَّة الضَّرع : لَحْمتُه . قال أبوعُبيد الضَّرَّة : التي لا تخلو من اللَّبن . وسمِّيت بذلك لاجتماعِها . وضَرَّةُ الإبهام : اللحم المجتمع تحتَها . ومن الباب : المُضِرّ : الذي له ضَرَّةٌ من مال ، وهو من صِفَة المال الكثير . قال :
بِحَسْبِكَ في القوم أن يَعلموا
بأنَّك فيهم غَنِيٌّ مُضِرّْ
بأنَّك فيهم غَنِيٌّ مُضِرّْ
بأنَّك فيهم غَنِيٌّ مُضِرّْ
وأمّا الثالث فالضرير : قُوَّة النّفْس . ويقال : فلانٌ ذو ضرير على الشَّيء ، إذا كان ذا صبر عليه ومقاساة ، في قول جرير :
جُرأةً وضَريرا
ويقال للفرس : أضرَّ على فأس اللِّجام ، إذا أَزَم عليه .
ضرز : الضاد والراء والزاء كلمةٌ واحدة . يقال : إنّ الضِّرِزّة : المرأة القصيرة اللئيمة .
ضرزم : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضَّرْزَمة وهو شدّة العضّ . وأفْعَى ضِرْزِمٌ : شديدة العضّ . وهذا ممّا زيدت فيه الميم ، وهو من ضرز ، وهو أنْ يشتدّ على الشَّيء . وقد فُسِّر .
ضرس : الضاد والراء والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قوّة وخشونة وقد يشِذُّ عنه ما يخالفه . فالضِّرْس من الأسنان ، سمِّي بذلك لقوّته على سائرالأسنان . ويقال : ضَرَسَه يَضْرُسُه ، إذا تناوله بضِرسه . وقال :
إذا أنت عاديت الرجالَ فلا تكن
لهم جَزَراً واجرَحْ بنابك واضْرُسِ
لهم جَزَراً واجرَحْ بنابك واضْرُسِ
لهم جَزَراً واجرَحْ بنابك واضْرُسِ
والضِّرْس : ما خَشُن من الآكام . ويقال : تضارَسَ البِناء ، إذا لم يستَوِ . وقال بعضُهم : ضَرّستْ فلاناً الخُطوبُ . ويقالُ : بئرٌ مَضروسَةٌ : مَطويّةٌ بِحجارة . وناقةٌ ضَروسٌ : تعَضُّ حالِبَها . ورجل ضَرِسٌ : صعب الخُلق . ويقال : أضرسَه الأمر ، إذا أقلقه . والمضرَّس : ضربٌ من الرِّيْط ، وكأنّه سمِّي بذلك لأنَّه فيه صوراً كأنّها أضراس . والضَّرَس : خَورٌ في الضِّرْس .
وممّا شذّ عن الباب وقد يمكن أن يُتمحَّل له قياسٌ : الضِّرْس : المَطْرة القليلة ، والجمع ضُروس .
ضرسم : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضِّرْسامة وهو اللئيم ، والميم فيه زائدة ، وهو من الضّرس .
ضرع : الضاد والراء والعين أصل صحيح يدلُّ على لين في الشَّيء . من ذلك ضَرَع الرجل ضَراعة ، إذا ذلَّ . ورجل ضَرَعٌ : ضعيف . قال ابن وَعْلة :
أناةً وحلماً وانتظاراً بهم غداً
فما أنا بالواني ولا الضَّرَع الغُمْرِ
فما أنا بالواني ولا الضَّرَع الغُمْرِ
فما أنا بالواني ولا الضَّرَع الغُمْرِ