كتاب الراء - معجم مقاییس اللغة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معجم مقاییس اللغة - نسخه متنی

ابن فارس، احمد بن فارس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




كتاب الراء





رأ : الراء والهمزة أصلٌ يدلُّ على اضطراب ، يقال : رأْرَأَت العينُ : إذا تحرَّكتْ من ضَعْفها. ورَأْرَأَت المَرأةُ بعينها ، إذا بَرَّقَت. ورَأْرأَ السَّرابُ : جاء وذَهَبَ ولَمَحَ. وقالوا : رَأْرَأْتُ بالغَنَم ، إذا دَعَوْتَها. فأمّا الرّاءَةُ فشَجرَةٌ ، والجمعُ راءٌ.


رأب : الراء والهمزة والباء أصلٌ واحد يدلُّ على ضمٍّ وجَمع. تقول : رأيتُ الأُمورَ المتفرِّقة؛ إذا أنت جمعتَها برِفْقِك ، كما يرأبَ الشَّعَّابُ صَدْعَ الجَفْنة. وتلك الخشبةُ التي يُشعَب بها رُؤْبة.


رأد : الراء والهمزة والدال أُصَيلٌ يدلُّ على اضطراب وحركة. يقال : امرأة رَأْدةٌ ورُؤْد ، وهي السَّريعة الشَّباب لا تَبْقَى قَمِيئَة. وهو الذي ذكرناه في الحركة. والرَّأْد والرُّؤْد : أصل اللّحْى. ورأْد الضُّحى : ارتفاعه. يقال : تَرَأَّدَ  الضُّحى وتراءَدَ. وترأّدت الحيّة : اهتَزّت في انسيابها. وكان الخليل يقول : الرِّئْد ، مهموز : التِّرْب.


رأس : الراء والهمزة والسين أصلٌ يدلّ على تجمُّع وارتفاع. فالرَّأْس رأْسُ الإنسانِ وغيرِه. والرأْس : الجماعة الضخمة في قول ابن كُلثوم :




  • بِرأس من بني جُشَمِ بنِ بكر
    نَدُقُّ به السُّهولَةَ والحُزُونا



  • نَدُقُّ به السُّهولَةَ والحُزُونا
    نَدُقُّ به السُّهولَةَ والحُزُونا




والأرْأَسُ : الرّجُل العظيم الرأْس. ويقال : بعيرٌ رَؤوسٌ  ، إذا لم يَبْقَ له سِرْقٌ إلاّ في رأسه. وشاة رأْساءُ ، إذا اسودَّ رأسُها. والرَّئيس : الذي قد ضُرِب  رأسُه. ويقال : سحابةٌ رائِسة ، وهي التي تَقْدُم السَّحابَ. ويقال : أنت على رِئاس أمرِك ، والعامَّة تقول : على رَأْسِ أمرِك.


رأف : الراء والهمزة والفاء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على رقّة ورحمة ، وهي الرّأفة. يقال : رَؤُفَ يَرْؤُف رأْفةً ورآفة ، على فَعْلة وفَعَالة. قال الله جلّ وعلا : ) وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ ( النور : 2 وقرئت : ) رَآفَةٌ (  ، ورجل رؤوف على فَعُول ، ورَؤُف  على فَعُل. قال في رؤوف :


هو الرَّحمنُ كان بنا رؤوفاً


وقال في الرؤف :




  • يرى لِلمسلمينَ عليه حقّاً
    كفِعل الوالد الرَّؤوفِ الرّحيم



  • كفِعل الوالد الرَّؤوفِ الرّحيم
    كفِعل الوالد الرَّؤوفِ الرّحيم




رأل : الراء والهمزة واللام كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على فِراخ النعام وهي الرَّأْل ، والجمع رئَال ، والأُنثى رألَةٌ. واسْتَرْأل النّبات ، إذا طال وصار كأعناق الرِّئال. وذات الرِّئال : روضة. والرِّئال : كواكب .


رأم : الراء والهمزة والميم أصلٌ يدلّ على مُضامَّة وقُرْب وعَطْف. يقال لكلّ مَن أحبَّ شيئاً وأَلِفَه : قد رَئِمَه. وأصلُه مِن قولهم : رَأَمَ الجُرْحُ رِئْماناً  ، إذا انضمّ فُوه للبُرْء. وقال الشَّيباني : رأَمْت شَعْبَ القَدَح ، إذا أصلحتَه. وأنشد :




  • وقَتْلَى بِحقْف من أُوارةَ جُدِّعتْ
    صَدَعْنَ قُلوباً لم تُرأَّمْ شُعوبُها



  • صَدَعْنَ قُلوباً لم تُرأَّمْ شُعوبُها
    صَدَعْنَ قُلوباً لم تُرأَّمْ شُعوبُها




والرُّومة الغِراء الذي يُلزَق به الشَّيء. والرَّأْم : بَوٌّ أو ولدٌ تعطف عليه غير أُمِّه. وقد رئِمت النّاقةُ رِئْمَاناً. وأرأمْناها ، عطْفناها على رَأْم. والناقة رؤومٌ ورائمة .


رأى : الراء والهمزة والياء أصلٌ يدلُّ على نظر وإبصار بعين أو بصيرة. فالرّأْي : ما يراه الإنسانُ في الأمر ، وجمعه الآراء. رأَى فلانٌ الشَّيءَ وراءهُ ، وهو مقلوبٌ. والرِّئْيُ : ما رأت العينُ مِن حال حسنة. والعرب تقول : رَيْتُهُ في معنى رأيْته وتراءَى القوم ، إذا رأَى بعضهم بعضاً. وراءى فلانٌ يُرائِي. وفَعَل ذلك رِئاءَ النّاس ، وهو أن يَفعلَ شيئاً ليراه النّاس. والرُّوَاء : حُسن المنْظَر. والمِرآة معروفة. والتَّرْئيَة ، وإن شئتَ لَيَّنتَ الهمزةَ فقلتَ : التَّريّة : ما تراه الحائض من صُفرة بعد دم حيضِ ، أو أن ترَى شيئاً من أمارات الحيض قبلُ. الرُّؤْيا معروفة ، والجمع رُؤىً.


ربّ : الراء والباء يدلُّ على أُصول. فالأوّل إصلاح الشَّيءِ والقيامُ عليه . فالرّبُّ : المالكُ ، والخالقُ ، والصَّاحب. والرّبُّ : المُصْلِح للشّيء. يقال : رَبَّ فلانٌ ضَيعتَه ، إذا قام على إصلاحها. وهذا سقاء مربُوبٌ بالرُّبِّ. والرُّبّ للعِنَب وغيرِه؛ لأنَّه يُرَبُّ به الشَّيء. وفَرَسٌ مربوب. قال سلامة  :




  • ليسَ بأسْفَى ولا أقْنَى ولا سَغِل
    يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ



  • يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ
    يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ




والرّبُّ : المُصْلِح للشّيء. والله جلَّ ثناؤُه الرَّبُّ؛ لأنَّه مصلحُ أحوالِ خَلْقه. والرِّبِّيُّ : العارف بالرَّبّ. وربَبْتُ الصَّبيَّ أرُبُّه ، وربَّبْتُه أربِّبُه. والرَّبِيبَة الحاضِنة. ورَبيبُ الرَّجُل : ابنُ امرأَتِه. والرَّابُّ : الذي يقوم على أمر الرَّبِيب. وفي الحديث : « يكرهُ أنْ يتزوَّج الرّجلُ امرأةَ رابِّهِ ».


والأصل الآخرُ لُزوم الشَّيء والإقامةُ عليه ، وهو مناسبٌ للأصل الأوّل. يقال : أربَّت السّحابةُ بهذه البلدةِ ، إذا دامَتْ. وأرْضٌ مَرَبٌّ : لا يزال بها مَطَرٌ؛ ولذلك سُمِّي السَّحاب رَباباً. ويقال : الرَّباب السحاب المتعلِّق دون السَّحاب ، يكون أبيضَ ويكون أسود ، الواحدة رَبابة.


ومن الباب الشّاةُ الرُّبَّى : التي تُحتَبسُ في البيت لِلَّبَنِ ، فقد أربَّتْ ، إذا لازمت البيتَ. ويقال : هي التي وَضَعَتْ حديثاً. فإن كان كذا فهي التي تربِّي ولدها. وهو من الباب الأوّل. ويقال الإِربابُ : الدُّنُوّ من الشَّيءِ. ويقال : أربَّت الناقةُ ، إذا لزِمَت الفَحلَ وأحبّتْه ، وهي مُرِبٌّ.


والأصل الثالث : ضمُّ الشَّيء للشَّيء ، وهو أيضاً مناسبٌ لما قبله ، ومتى أُنْعِمَ النَّظرُ كان الباب كلُّه قياساً واحداً. يقال : للخِرْقة التي يُجعل فيها القِدَاحُ رِبابَةٌ. قال الهذليّ  :




  • وكانَّهُنَّ رِبَابةٌ وكأنّه
    يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداح ويَصْدَعُ



  • يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداح ويَصْدَعُ
    يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداح ويَصْدَعُ




ومن هذا الباب الرِّبابة  ، وهو العَهْد. يقال : للمعَاهدِين أَرِبَّةٌ. قال :




  • كانت أرِبَّتَهُم بَهْزٌ وغَرَّهُمُ
    عَقْدُ الجِوارِ وكانوا معشراً غُدُرَا



  • عَقْدُ الجِوارِ وكانوا معشراً غُدُرَا
    عَقْدُ الجِوارِ وكانوا معشراً غُدُرَا




وسُمِّي العهدُ رِبابةً لأنَّه يَجْمَعُ ويؤلِّف. فأمَّا قولُ علقمة :




  • وكنتَُ امرأً أفْضَتْ إليكَ رِبابَتِي
    وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فضِعتُ رُبُوبُ



  • وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فضِعتُ رُبُوبُ
    وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فضِعتُ رُبُوبُ




فإنَّ الرِّبابَة ، العَهد الذي ذكرناه. وأمَّا الرُّبُوب فجمع رَبّ ، وهو الباب الأوّل.


وحدّثنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم  عن عليِّ بن عبدالعزيز ، عن أبي عبيد قال : الرِّباب : العُشور. قال أبو ذُؤيب :




  • تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً وتُؤْلفُ الــ 
    ـجِوارَ وتُغْشِيها الأمانَ رِبابُها



  • ـجِوارَ وتُغْشِيها الأمانَ رِبابُها
    ـجِوارَ وتُغْشِيها الأمانَ رِبابُها




وممكنٌ أن يكون هذا إنّما سُمِّي رِباباً لأنَّه إذا أُخِذ فهو يصير كالعَهْد.


وممّا يشذّ عن هذه الأُصول : الرّبْرَب : القطيع من بقر الوحْش. وقد يجوز أن يضمَّ إلى الباب الثالث فيقال : إنَّما سُمِّي ربرباً لتجمُّعه ، كما قلنا في اشتقاق الرِّبابة.


ومن الباب الثالث الرَّبَب ، وهو الماء الكثير ، سمِّي بذلك لاجتماعه. قال :


والبُرَّة السَّمْرَاء والماء الرَّبَبْ


فأمَّا رُبَّ فكلمة تستعمَل في الكلام لتقليل الشَّيء ، تقول : رُبَّ رجل جاءني. ولا يُعْرف لها اشتقاق.


ربت : الراء والباء والتاء ليس أصلاً ، لكنَّه من باب الإبدال. يقال : ربَّتَه تَرْبيتاً ، إذا ربَّبَه. قال :




  • والقَبرُ صِهْرٌ صالحٌ زِمِّيتُ
    ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبيتُ



  • ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبيتُ
    ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبيتُ




ربث : الراء والباء والثاء أصلٌ واحدٌ ، يدلُّ على اختلاط واحتباس. تقول : ربّثْتُ فلاناً أرَبّثُه عن الأمر ، إذا حبَستَه عنه. والرَّبِيثة : الأمر يَحبِسك. وفي الحديث : « إذا كان يوم الجمعة بعثَ إبليسُ جنودَهُ إلى النَّاس فأخَذُوا عليهم بالرّبائث ». يريد ذكَّروهم الحاجاتِ التي تربِّثهم. ويقال : أربَثَّ القومُ ، إذا اختلطوا. قال :


رَمَيناهُم حتَّى إذا اربَثَّ جَمعُهمْ


ربج : الراء والباء والجيم كلمةٌ واحدةٌ ، إن صحَّتْ؛ تدلُّ على التحيُّر. قال الخليل : التَّربُّج : التَّحيُّر. قال :


أتَيْتُ أَبَا لَيْلَى ولَمْ أَتَرَبَّحِ


ويقال : وهو قريبٌ من ذلك ، إنّ الرَّباجَة الفَدَامة.


ربح : الراء والباء والحاء أصلٌ واحدٌ ، يدلُّ على شَِفٍّ في مبايعة . من ذلك رَبِح فلانٌ في بَيعِه يَرْبَح ، إذا استشَفَّ. وتجارةٌ رابحة : يُرْبَح فيها. يقال : رِبْح ورَبَح ، كما يقال مِثْلٌ ومَثَل. فأمَّا قول الأعشى :


مِثْلَ ما مُدَّ نِصاحاتُ الربَحْ


فقال قوم النِّصاحات الخيوط ، وهي الأَرْوِيَةُ . والرَّبَح : الخَيل والإبلُ تُجلَب للبيع والتربُّح. فأمَّا قولُه :


قَرَوْا أضْيافَهُمْ رَبَحاً بِبُحٍّ


فقال ابنُ دريد : وممّا شذّ عن الباب الرُّبَّاح ، يقال : إنّه القِرْد .


ربخ : الراء والباء والخاء أُصَيْلٌ يدلُّ على فترة واسترخاء. قالوا : مَشَى حَتَّى تربّخ؛ أَي استرخَى. ويقولون للكثير اللَّحم : الرَّبِيخ. ويقال : إنّ الرَّبُوخ : المرأةُ يُغْشَى عليها عند البِضاع.


ربد : الراء والباء والدال أصلان : أحدهما لونٌ من الألوان ، والآخر الإقامة.


فالأوَّل الرُّبْدة ، وهو لونٌ يخالط سوادَه كُدرةٌ غير حَسَنة. والنّعامةُ رَبْداء. ويقال للرَّجُل إذا غَضِب حتّى يتغيَّرَ لونُه ويَكْلَفَ : قد تَرَبَّد. وشاةٌ رَبْداء ، وهي سوداءُ منقَّطةٌ بحمرة وبياض والأَرْبَد : ضربٌ من الحيات خبيثٌ ، له رُبْدَةٌ في لونه ، وربَّدَتِ الشَّاةُ ، وذلك إذا أضرعَتْ ، فترى في ضَرْعها لُمَعَ سواد وبياض. ومن الباب قولُهم : السّماء متربِّدة؛ أَي متغيِّمة ، فأمّا رُبَْد السَّيف فهو فِرِنْدُ دِيباجتِه ، وهي هُذَليَّة. قال :




  • وصَارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ
    أبْيَضُ مَهْوٌ في مَتنِهِ رُبَدُ



  • أبْيَضُ مَهْوٌ في مَتنِهِ رُبَدُ
    أبْيَضُ مَهْوٌ في مَتنِهِ رُبَدُ




ويمكن ردُّه إلى الأصل الذي ذكرناه. فيقال  :


وأمّا الأصلُ الآخَر فالمِرْبَد : موقِف الإبل؛ واشتقاقه مِن رَبَدَ؛ أَي أقام. قال ابنُ الأعرابيّ : رَبَدَه ، إذا حبسه. والمِرْبَد : البَيْدَر أيضاً. وناسٌ يقولون : إِنَّ المِرْبَد الخشبة أو العصا تُوضَع في باب الحَظيرة تعترض صُدورَ الإبل فتمنعها من الخروج. كذا رُوِيَتْ عن أبي زيد. أحسِبُ هذا غلطاً ، وإنّما المِرْبَد مَحبِس النَّعَم. والخشبة هي عصا المِرْبَد. ألا ترى أنَّ الشَّاعرَ أضافَها إلى المِرْبَد ، فقال سُوَيد بن كُرَاع :




  • عَوَاصِيَ إلاّ ما جعَلْتُ وراءَها
    عَصَا مِرْبَد تَغْشَى نُحُوراً وأذرُعا



  • عَصَا مِرْبَد تَغْشَى نُحُوراً وأذرُعا
    عَصَا مِرْبَد تَغْشَى نُحُوراً وأذرُعا




ربذ : الراء والباء والذال أصلٌ يدلُّ على خِفّة في شيء. من ذلك الرَّبَذُ ، وهو خِفَّة القَوائم. والخفيفُ القوائِمِ رَبِذٌ. ومن الباب الرِّبْذَة ، وهي صوفةٌ يُهْنَأ بها البعير. ويقال : إنّ خِرقة الحائض تسمَّى رِبْذَة. وقال بعضُهم : الرِّبْذة الخِرقة التي يَجلُو بها الصائغ الحَلْي. فأمَّا الرَّبذُ فالعُهون التي تعلَّق في أعناق الإبل ، الواحدة رَبَذَة. والقياس في كُلّه واحد. وهو يرجع إلى ما ذكرناه من الحِفَّة.


وممّا يقرُب من هذا قولُهم : إنّ فلاناً لَذُو رَبِذَات؛ أَي هو كثير السَّقَط في الكلام. ولا يكونُ ذلك إلاّ مِن خفَّة وقلَّة تثبُّت.


ربس : الراء والباء والسين أصلٌ واحد ذكره ابن دريد؛ قال  : أصلُ الرَّبْسِ الضَّربُ باليَدَينِ. يقال : أصل الرَّبْس الضَّرب؛ يقال : رَبَسهُ بيَدَيه. قال : ويقولون : داهيةٌ رَبْساء؛ أي شديدة. وهي على الأصل الذي ذكرناه وكأنّها تَخْبِط الناسَ بيديها.


وذكر غيرُه ، وهو قريبٌ من الذي أصَّلَه ، أنّ الارتباس الاكتنازُ في اللحم وغيرِه؛ يقال : كبشٌ ربيسٌ أي مكتنز.


وممّا شذَّ عن ذلك قولُهم : اربسَّ اربِساساً ، إذا ذهب في الأرض.


ربص : الراء والباء والصاد أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الانتظار. من ذلك التربُّص. يقال : تربَّصْت به. وحكى السجِستانيّ : لي بالبصرة رُبْصة ، ولي في متاعي رُبْصة؛ أَي لي فيه تربُّص.


ربض : الراء والباء والصاد أصلٌ يدلُّ على سكون واستقرار من ذلك رَبَضَتِ الشّاة وغيرها تَرْبِض رَبْضاً. والرَّبيض : الجماعةُ من الغَنم الرَّابضة. ورَبَضَ البطنِ : ما ولِيَ الأرضَ من البعيرِ وغيره حين يَرْبِضُ. والرَّبَض : ما حَولَ المدينة؛ ومسكن كلِّ قوم رَبَض. والرِّبْضة : مَقتل كلِّ قوم قُتلوا في بُقْعَة واحدة. فأمّا قولُهم : قِربَةٌ  رَبوضٌ ، للواسعة ، فمن الباب ، كأنّها تُمْلاَُ فتَرْبِضُ ، أو تُروِي فتُرْبِض. فأمّا الرَّبوض فهي الدَّوْحة والشجرةُ العظيمة ، وسمّيت بذلك لأنَّه يُؤوَى إليها ويُرْبَض تحتها. قال ذو الرُّمّة :


تَجَوَّفَ كُلَّ أرطاة ربوض


والأرباض : حِبال الرَّحْل؛ لأنّها يشدّ بها فيسكن. ومأوى الغنم : رَبَضها؛ لأنّها تربض  فيه. وقال قوم : أرْبَضَتِ الشمس ، إذا اشتدَّ حَرُّها ، حتّى تُرْبِض الشاةَ والظبي. ورَبْضُ الرّجُل ورُبُْضه  : امرأته؛ والقياس مطرّد ، لأنّها سَكَنُه. والدَّليل على صحّة هذا القياس أنَّهم يُسَمُّون المسكن كله رَبَضاً. وقال الشّاعر :




  • جاء الشِّتاءُ ولَمَّا اتَّخِذْ رَبَضَاً
    يا ويحَ كَفِّيَ من حَفْرِ القَرامِيصِ



  • يا ويحَ كَفِّيَ من حَفْرِ القَرامِيصِ
    يا ويحَ كَفِّيَ من حَفْرِ القَرامِيصِ




فأمّا الرُّوَيْبِضَة ، الذي جاء في الحديث : « وتنطِق الرُّوَيْبِضَة » فهو الرجُل التافِه الحقير. وسمِّي بذلك لأنَّه يَرِبض بالأرض؛ لقلّته وحقارته ، لا يُؤبَه له.


ربط : الراء والباء والطاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على شدٍّ وثَبات من ذلك رَبَطْت الشَّيء أربِطه ربْطاً؛ والذي يشدُّ به رِباط.


ومن الباب الرِّباط : ملازمة ثَغْرِ العدوّ ، كأنّهم قد رُبِطوا هناك فثَبَتوا به ولازَموه. ورجل رابطُ الجأش؛ أَي شديد القَلْب والنَّفْس. قال لبيد :




  • رابطُ الجأشِ عَلَى فَرْجِهِمُ
    أعطِفُ الجَوْن بمَرْبُوع مِتلّْ



  • أعطِفُ الجَوْن بمَرْبُوع مِتلّْ
    أعطِفُ الجَوْن بمَرْبُوع مِتلّْ




وقال ابن أحمر :




  • أربَط جأشاً عن ذرى قومِهِ
    إِذْ قَلَّصَتْ عمّا تُوَارِي الاُْزُرْ



  • إِذْ قَلَّصَتْ عمّا تُوَارِي الاُْزُرْ
    إِذْ قَلَّصَتْ عمّا تُوَارِي الاُْزُرْ




ويقال : ارتبطتُ الفَرسَ للرِّباط. ويقال : إنّ الرِّباط من الخَيل الخَمْس من الدوابِّ فما فوقَها. ولآلِ فُلان رِباطٌ من الخيل ، كما يقال تِلاد  ، وهو أصلُ ما يكون عندَه من خَيل. قالت ليلى الأخيليّة :




  • قومٌ رِباطُ الخَيْلِ وَسْطَ بُيوتِهمْ
    وأسِنّةٌ زُرْقٌ يُخَلْنَ نُجومَا



  • وأسِنّةٌ زُرْقٌ يُخَلْنَ نُجومَا
    وأسِنّةٌ زُرْقٌ يُخَلْنَ نُجومَا




ويقال : قطع الظَّبْيُ رِباطَه؛ أَي حِبالَتَه. وذُكر عن الشَّيبانيّ : ماءٌ مترابِط؛ أَي دائمٌ لا يَبرح. قالوا : والرَّبيط : لقب الغَوْث بن مُرّ . فأمّا قولُهم للتَّمر : رَبِيطٌ ، فيقال : إنّه الذي يَيْبَس فيصبُّ عليه الماء. ولعلّ هذا من الدَّخيل ، وقيل إنّه بالدال ، الرَّبيد ، وليس هو بأصل.


ربع : الراء والباء والعين أُصولٌ ثلاثة ، أحدها جزءٌ من أربعة أشياء ، والآخر الإقامة ، والثالث الإشالة والرَّفْع.


فأمَّا الأوّل فالرُّبْع من الشَّيء. يقال : رَبَعْتُ القومَ أرْبَِعُهم ، إذا أخَذْتَ رُبْعَ أموالِهم ، ورَبَعْتُهم أربَِعُهم  ، إذا كنت لهم رابعاً. والمِرْباع من هذا ، وهو شيءٌ كان يأخذه الرئيس ، وهو رُبع المَغْنَم. قال عبدالله  بن عَنمة الضّبّي :




  • لك المِرْباع منها والصفايا
    وحُكمك والنَّشيطة والفضولُ



  • وحُكمك والنَّشيطة والفضولُ
    وحُكمك والنَّشيطة والفضولُ




وفي الحديث : « لَمْ أجْعَلْك تَرْبَِعُ »؛ أَي تأخذ المِرْباع. فأمّا قول لبيد :


أعطِفُ الجَوْنَ بمربُوع مِتَلْ


قولان : أحدهما أنّه أراد الرُّمح وهو الذي ليس بطويل ولا قصير ، كما يقال رجل رَبْعَة من الرِّجال. ومَن قال هذا القولَ ذهب إلى أنّ الباء بمعنى مع ، كأنّه قال : أعطف الجونَ ـ وهو فرسه ـ ومعي مربوعٌ مِتَلٌّ. وقياس الرَّبْعَة من الباب الثاني. والقولُ الثاني أنّه أراد عِناناً على أربع قُوىً. وهذا أظهرُ الوجهين. ومن الباب رَبَاعِيَاتُ الأسنان ما دون الثَّنايا. والرِّبع في الحمَّى والوِرْدِ ما يكون في اليوم الرابع ، وهو أن تَرِد يوماً وتَرعى يومَين ثمّ تردَ اليومَ الرابع. يقال : رَبَعت عليه الحُمّى وأرْبَعت. والأربِعاء على أفعِلاء؛ من الأيّام. وقد ذُكر الأرْبَعاء بفتح الباء . ومن الباب الرَّبيع ، وهو زمانٌ من أربعة أزمنة والمَرْبَعُ : مَنزل القَوم في ذلك الزمان. والرُّبَع : الفصيل يُنتَج في الربيع. وناقةٌ مُرْبِع ، إذا نُتِجت في الربيع؛ فإن كان ذلك عادتَها فهي مِرباع. ومن الباب أرْبَعَ الرّجُل ، إذا وُلد له في الشباب ، وولده رِبْعيُّون.


والأصل الآخر : الإقامة ، يقال : رَبَعَ يَرْبَع. والرَّبْع : مَحَلَّة القوم. ومن الباب : القومُ على رَبِعَاتهم؛ أَي على أُمورهم الأُوَل ، كأنّه الأمرُ الذي أقامُوا عليه قديماً إلى الأبد. ويقولون : « ارْبَع على ظَلْعك » أي تمكَّثْ وانتظِرْ. ويقال : غَيْثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِع. فالمُرْبِع : الذي يَحبِس مَن أصابَه في مَرْبَعِه عن الارتيادِ والنُّجْعة. والمُرْتِع : الذي يُنْبِتْ ما تَرتَعُ فيه الإبل.


والأصل الثالث : رَبَعْتُ الحجر ، إذا أشَلْتَه . ومنه الحديث : « أنّه مَرّ بقوم يَرْبَعُون حَجَراً » ، و« يرتبعون ». والحجر نفسه رَبِيعةٌ. والمِرْبَعة : العصا التي تُحمَل بها الأحمال حتَّى تُوضَعَ على ظُهور الدوابّ. وأنشد :




  • أيْنَ الشِّظاظانِ وأيْنَ المِرْبَعة
    وأيْنَ وَسْقُ النّاقةِ المطَبَّعَهْ



  • وأيْنَ وَسْقُ النّاقةِ المطَبَّعَهْ
    وأيْنَ وَسْقُ النّاقةِ المطَبَّعَهْ




الشِّظاظان : العودان اللذان يُجعَلان في عُرَى الجُوالِق. والمطبَّعة : المُثْقَلة. والوَسْق : الحِمْل. ويقال الرَّبيعة : البَيضة من السِّلاح. ويقال : رابَعَنِي فلانٌ ، إذا حمل معك الحِمْل بالمِرْبَعة.


وممّا شذّ عن الأُصول الرَّبْعَة ، وهي المسافة بين أثافِي القدر.


ربغ : الراء والباء والغين كلمةٌ واحدةٌ إنْ صحّت. يقولون : ربيعٌ رابغ؛ أَي خَصيب؛ حُكيَتْ عن أبي زيد. وحُكي عن ابن دُريد  : الرَّبْغ التراب المُدَقَّق .


ربق : الراء والباء والقاف أصلٌ واحد ، وهو شيءٌ يدور بشيء كالقِلادة في العنق ، ثمّ يتفرَّع. فالرِّبْقة : الخيط في العُنق. وفي كلامهم : « ربَّدَتِ  الضَّأن فربِّق رَبّق » : إذا أضرَعَ الشاءُ فهيِّئ الرِّبَق لأولادها ، فإنّها تُنزِل لبنَها عند الوِلادة . والرَّبيقة : البَهيمة المربوقة في الرِّبْقة. وجاء في الحديث : « لكمُ الوفاءُ بالعَهد ما لم تأكلوا الرِّباق » ، وهو جمع رِبق ، وهو الحَبْل ، وأراد العهد. شبّه ما لزِم الأعناقَ بالرِّبْق الذي يجعل في أعناق البَهْم. ويقال : رَبَقْتُ فلاناً في هذا الأمر ، إذا أوقعتَه فيه  حتّى ارتَبَق. وأُمُّ الرُّبَيْق : الداهية ، كأنّها تدور بالناس حتّى يرتبِقوا فيها.


ربك : الراء والباء والكاف كلمةٌ تدلُّ على خَلْط واختلاط. فالرَّبْك : إصلاح الثريد وخلطه. ويقال له حين يُفعل به ذلك : الرَّبيكة. ويقال : ارتبك في الأمر ، إذا لم يكد يتخلّص منه.


ربل : الراء والباء واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تجمُّع وكثرة في انضمام. يقال : رَبَل القومُ يَرْبُلون. والرّبيلة : السِّمَن. قال الشّاعر  :




  • ولم يَكُ مثلوجَ الفؤادِ مُهبَّجاً
    أضاعَ الشَّبابَ في الرَّبيلةِ والخَفْضِ



  • أضاعَ الشَّبابَ في الرَّبيلةِ والخَفْضِ
    أضاعَ الشَّبابَ في الرَّبيلةِ والخَفْضِ




ومن الباب الرَّبَْلَة : باطن الفخذ ، والجمع الرَّبَلات. وامرأةٌ مُتَرَبِّلة  : كثيرة اللحم؛ وقد تربَّلتْ. والاسم الرَُّبَالة.


وممّا يقارب هذا البابَ الرَّبْل ، وهو ضروبٌ من الشجر ، إذا بَرَدَ الزّمانُ عليها وأدبَرَ الصيف ، تفَطَّرَتْ بورق أخضرَ مِن غير مطر. يقال : تربَّلت الأرض. ومِن الذي يقارب هذا : الرِّئبال ، وهو الأسد؛ سمِّي بذلك لتجمُّع خلقه.


ربن : الراء والباء والنون إن جُعِلت النونُ فيه أصليّةً فكلمةٌ واحدة ، وهي الرُّبَّان. يقال : أخَذْتُ الشَّيء برُبَّانِهِ؛ أَي بجميعه. وقال آخَرون : رُبّان كُلِّ شيء : حِدْثانُه. وقال ابنُ أحمر :




  • وإنّما العَيْش برُبّانِهِ
    وأنت من أفْنَانِه مُعْتَصِرْ



  • وأنت من أفْنَانِه مُعْتَصِرْ
    وأنت من أفْنَانِه مُعْتَصِرْ




يريد برُبّانِه : بجِدَّتِه وطَراءَته.


ربى أ : الراء والباء والحرف المعتلّ وكذلك المهموز منه يدلُّ على أصل واحد ، وهو الزِّيادة والنَّماء والعُلُوّ. تقول مِن ذلك : ربا الشَّيءُ يربُو ، إذا زاد. ورَبَا الرّابيةَ يَربُوها؛ إذا علاها. ورَبَا : أصابه الرَّبْو؛ والرَّبْو : علُوُّ النفَسِ. قال :




  • حَتَّى عَلاَ رأسَ يَفاع فَرَبَا (  )
    رفَّهَ عن أنفاسِها وما ربَا



  • رفَّهَ عن أنفاسِها وما ربَا
    رفَّهَ عن أنفاسِها وما ربَا




أي رَبَاها وما أصابه الرَّبو.


والرَّبوة والرُّبْوة  : المكانُ المرتفع. ويقال : أرْبَت الحنطة : زَكَتْ ، وهي تُرْبِي. والرِّبْوة بمعنى الرَّبْوة أيضاً. ويقال : ربَّيْتُهُ وتربَّيْتُه ، إذا غذَوْته. وهذا مِمّا  يكون على معنيين : أحدهما مِن الذي ذكرناه؛ لأنَّه اذا رُبِّي نَما وزكا وزاد. والمعنى الآخر مِن ربّيته من التَّربيب. ويجوز  أن يكون أصل إحدى الباءات ياءً. والوجهان جيِّدان.


والرِّبا في المال والمعاملة معروف ، وتثنيته رِبَوَان ورِبَيَان . والأُرْبِيَّة من هذا الباب ، يقال هو في أُرْبِيَّة قَومِه ، إذا كان في عالي نسبِه من أهل بيته. ولا تكون الأُرْبِيَّة في غيرهم. وأنشد :




  • وإنّي وَسْطَ ثعلبةَ بنِ غَنْم
    إلى أُرْبِيَّة نبتَتْ فُروعا



  • إلى أُرْبِيَّة نبتَتْ فُروعا
    إلى أُرْبِيَّة نبتَتْ فُروعا




والأُرْبِيَّتانِ : لَحمتان عند أُصول الفخذِ من باطن. وسُمِّيتا بذلك لعُلُوّهما على ما دونهما.


وأمّا المهموز فالمربَأ والمَرْبَأة من الأرض ، وهو المكان العالي يقف عليه عَينُ القَوم. ومَربأة البازِي : المكانُ يقف عليه. قال امرؤ القيس :




  • وقد أغتدِي ومعي القَانِصانِ
    وكلٌّ بمَرْبَأة مُقْتَفِرْ



  • وكلٌّ بمَرْبَأة مُقْتَفِرْ
    وكلٌّ بمَرْبَأة مُقْتَفِرْ




وأنا أربأ بك عن هذا الأمر؛ أَي ارتفِع  بك عنه. وذكر ابن دريد : لفُلان على فُلان رَبَاء ، ممدود؛ أَي طوْلٌ . قال أبو زيد : رَابَأْتُ الأمَر مُرابأةً؛ أَي حَذِرْتُه واتَّقَيْتُه. وهو من الباب ، كأنّه يرقُبه. قال ابن السِّكِّيت : ما ربأتُ رَبْءَ فُلان؛ أَي ما علِمتُ به. كأنّه يقول : ما رقَبته. ومنه : فعل فِعلاً ما ربأتُ به؛ أَي ما ظننتُه.


والله أعلم بالصواب.


رتب : . . . . .


ومن هذا الباب قولهم : أَمْر تُرْتَبٌ؛ كأنّه تُفْعَل ، من رَتَبَ إذا دامَ. والرَّتَب : الشدّة والنَّصَب. قال ذو الرُّمّة :


ما في عيشه رَتَبُ


والرَّتَب : ما أشْرَف من الأرض كالدَّرَج. تقول : رَتَبَةٌ ورَتَبٌ ، كقولك دَرَجة ودَرَج. فأمّا قولهم في الرَّتَب : إنّه ما بين السَّبَّابة والوسطَى ، فمسموع ، إلاّ أنّه وما أشبهه ليس من مَحْض اللغة.


رتّ : الراء والتاء ليس أصلاً ، لكنَّهم يقولون : الرُّتَّة : العَجَلة في الكلام. ويقال : هي الحُكْلَة فيه. ويقولون : الرُّتُوت : الخنازير. وقال ابنُ الأعرابيّ : الرَّتُّ : الرئيس؛ والجمع رُتوتٌ. وكلّ هذا فمَّما ينبغي أن يُنظَر فيه.


رتج : الراء والتاء والجيم أصلٌ واحد ، وهو يدلُّ على إغلاق وضِيق. من ذلك أُرْتِجَ على فُلان في منطقه ، وذلك إذا انغلق عليه الكلامُ. وهو من أرتَجْتُ البابَ؛ أَي أغلقتُه. يقال : رَتِجَ الرّجل في منطقه رَتَجاً. والرِّتاج : البابُ الغُلُق . كذا قال الخليل. وروي في الحديث : « مَن جَعَل مالَهُ في رِتَاج الكعبة » ، قالوا : هو البابُ ، ولم يُرِد البابَ بعينه ، لكنّه أراد أنّه جعل مالَه هَدْياً للكعبة ، يريد النَّذْر  قال  :




  • إذا أحْلَفُوني في عُليّةَ أُجْنِحَتْ
    يَميني إلى شَطْر الرِّتاجِ المضبَّبِ



  • يَميني إلى شَطْر الرِّتاجِ المضبَّبِ
    يَميني إلى شَطْر الرِّتاجِ المضبَّبِ




قال الأصمعيّ : ارْتَجَتِ النّاقة ، إذا أَغْلقت رحمَها على الماء. وأرْتَجَت الدّجاجة ، إذا امتلأ بطنُها بيضاً. ويقال : إنّ المَرَاتج الطُّرقُ الضيِّقة. والرَّتائج : الصخور المتراصِفة .


رتخ : الراء والتاء والخاء ليس بشيء. على أنّهم يقولون : رَتَخَ العجينُ رَتْخاً ، إذا رَقَّ. وكذلك الطِّين.


رتع : الراء والتاء والعين كلمةٌ واحدةٌ؛ وهي تدلُّ على الاتّساع في المأكل. تقول : رَتَعَ يَرْتَع ، إذا أكل ما شاء ، ولا يكون ذلك إلاّ في الخِصب. والمراتِع : مواضع الرَّتْعَة ، وهذه المنزلة يستقرُّ فيها الإنسان .


رثّ : الراء والثاء أصلٌ واحد يدلُّ على إخلاق وسقوط. فالرَّثُّ : الخَلَق البالي. يقال : حَبْلٌ  رثٌّ ، وثوبٌ رثٌّ ، ورجلٌ رثّ الهَيئة. وقد رَثّ يَرُِثُّ رَثاثَةً ورُثوثةً. والرِّثَّة : أسقاط البيت من الخُلْقانِ ، والجمع رِثَثٌ وأمَّا قولهم : ارتُثَّ في المعركة ، فهو من هذا ، وذلك أنَّ الجريح يسقُط كما تسقط الرِّثَّة ثمّ يُحمَل وهو رثِيثٌ.


ومن الباب  الرِّثَّةُ  ، وهم الضعفاء من الناس. ويقال الرِّثَّة : المرأةُ الحمقاء. فإِن صحّ ذلك فهو من الباب.


رثد : الراء والثاء والدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على نَضْد وجَمع. يقال منه : رَثَدْتُ المتاعَ؛ إذا نَضَدْتَ بعضَه على بعض. والمتاعُ المنضود رَثد وبذلك سُمِّي الرجل مَرْثداً. ومتاع رثِيدٌ ومرثود. وهو قوله :




  • فَتَذَكَّرَا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَ ما
    ألقتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ



  • ألقتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ
    ألقتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ




وحكَى الكسائيُّ : ارثَدَ الرّجُل بالأرض كذا؛ أَي أقامَ ، ويقال : إنّ المَرْثَدَ الكريمُ من الرِّجال . فأمّا قولُ القائل : إنّ الرّثَد ضَعَفة الناس فذلك بمعنى التَّشبيه ، كأنَّهم شُبِّهوا بالمتاع الذي يُنضَد بعضُه فوق بعض. يقولون : تركْنا على الماء رَثَداً ما يُطِيقون تَحَمُّلاً . والرَّثَد  أيضاً : ما يتلبّد من الثَّرى. يقال : احتفر القومُ حتَّى أرثَدُوا؛ أَي بلغوا ذلك.


رثع : الراء والثاء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جَشَعَ وطَمَع. كذا قال الخليل : إنّ الرّثَع الطَّمَع والحِرْص. قال الكسائيّ : رجلٌ راثِع ، وهو الذي يرضي من العطيّة بالطَّفيف ويُخادِنُ أخدانَ السَّوء. يقال : رثِع رثَعاً.


رثم : الراء والثاء والميم أُصَيْلٌ يدلُّ على لَطْخ شيء بشيء. يقال : رثَمَت المرأة أنْفَها بالطِّيب : طَلَتْه. قال :


شَمّاءَ مارِنُها بالمِسك مَرثُومُ


ومن هذا الباب : رُثِم أنفُه ، وذلك إذا ضُرِب حتَّى يسيل دمُه. ومن الباب الرَّثم : بياضٌ في جَحْفلة الفَرَس العُلْيا. وهي الرُّثْمَة. وهو القياس؛ كأن الجحفلة قد رُثِمَت ببياض.


رثن : الراء والثاء والنون ليس بشيء. وربّما قالوا : أرضٌ مرثونةٌ. الرَّثان ، وهو ممّا زَعَموا : شِبْه الرَّذَاذُ.


رثى : الراء والثاء والحرف المعتلّ أُصَيْلٌ يدلُّ على رِقّة وإشفاق. يقال : رثَيْتُ لفُلان : رقَقْتُ. ومن الباب قولُهم : رَثَى الميِّت بشعر. ومن العرب من يقول : رَثَأْت. وليس بالأصل. ومن الباب الرَّثْيَة : وجعٌ في المَفاصل.


فأمّا المهموز فهو أيضاً أُصَيْلَ يدلُّ على اختلاط. يقال : أَرْثَأَ اللَّبَن : خَثُر. والاسم الرَّثِيئَة. قالوا في أمثالهم : « إنّ الرَّثِيئَة ممّا يُطفِئُ الغَضَبَ ». قال أبو زيد : يقال : ارْتَثَأَ عليهم أمْرُهُم : اختَلَط. ومنه الرثيئة. ويقال : ارتَثَأَ في رأيه؛ أَي خَلَط. وهم يَرْثَؤُون رَثْأً. ويقال : الرَّثِيئة أن يخلط اللبن الحامض بالحُلْو . والله أعلم بالصواب.


رجب : الراء والجيم والباء أصلٌ يدلُّ على دَعْم شيء بشيء وتقويتِه. من ذلك الترجِيب ، وهو أن تُدْعَم الشجرةُ إذا كثُر حملُها ، لئلا تنكسِر أغصانُها. ومن ذلك حديثُ الأنصاريّ  :« أنا جُذَيْلُها المُحَكَّك ، وعُذَيْقُها المرجَّب » يريد أنّه يُعوَّل على رأيه كما تعوِّلُ النَّخلةُ على الرُّجْبة التي عُمِدَتْ بها.


ومن هذا الباب : رجَّبْتُ الشَّيء؛ أَي عظّمته. كأنّك جعلته عُمدةً تعمِده لأمرك ، يقال : إنّه لمُرَجَّب. والذي حكاه الشّيباني يقرُب من هذا؛ قال : الرَّجْبُ : الهَيْبةَ. يقال : رَجَبْتُ الأمر ، إذا هِبْتَه. وأصل هذا ما ذكرناه من التّعظيم ، والتّعظيم يرجِع إلى ما ذكرناه من السيّد المعظّم ، كأنّه المعتمد والمعوَّل. والكلام يتفرَّع بعضُه من بعض كما قد شرحناه. ومن الباب رَجَبٌ ، لأنَّهم كانوا يعظِّمونه؛ وقد عظَّمَتْه الشّريعة أيضاً. فإذا ضمُّوا إليه شعبانَ قالوا رجَبانِ.


ومن الذي شذَّ عن الباب الأرْجاب : الأمْعاء. ويقال : إنّه لا واحدَ لها من لفظها. فأمّا الرّواجب فمفاصل الأصابع ، ويقال : بل الرّاجبة ما بين البُرْجُمتين من السُّلامَى بين المَفْصِلَين.


رجّ : الراء والجيم أصلٌ يدلُّ على الاضطراب ، وهو مطَّردٌ منْقاس. ويقال : كتِيبةٌ رَجْراجَة : تَمَخَّضُ لا تكاد تسير. وجاريةٌ رَجراجة : يَتَرجْرج كَفَلُها. والرِّجرِجَة : بقيّة الماء في الحوض. ويقال للضُّعَفاء من الرجال الرَّجَاج . قال :




  • أقبَلْنَ من نِير ومن سُواجِ (  )
    بالقوم قد مَلُّوا من الإدْلاجِ



  • بالقوم قد مَلُّوا من الإدْلاجِ
    بالقوم قد مَلُّوا من الإدْلاجِ






  • فَهُمْ رَجَاجٌ وعَلَى رَجَاجِ (  )
    فَهُمْ رَجَاجٌ وعَلَى رَجَاجِ (  )



  • فَهُمْ رَجَاجٌ وعَلَى رَجَاجِ (  )




والرُّجُّ : تحريك الشَّيء؛ تقول : رجَجْتُ الحائطَ رَجّاً ، وارْتَجَّ البحر. والرَّجْرَج نعتٌ للشيءِ الذي يترجْرَج. قال :


وكَسَت المِرْطَ قَطاةً رَجْرَجَا


وارتجَّ الكلامُ : التَبَسَ؛ وإنّما قيل له ذلك لأنَّه إذا تَعَكَّرَ كان كالبحر المرتَجّ. والرِّجرِجَة  : الثَّرِيدة اللِّينة. ويقال : الرَّجَاجة النّعجة المهزولة؛ فإِنْ كان صحيحاً فالمهزول مضطربٌ. وناقةٌ رَجَّاءُ : عظيمة السَّنام؛ وذلك أنّه إذا عظُمَ ارتجَّ واضطرب. فأمّا قولُه :


ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْهَا خَنَاطِيلُ


فيقال : هو اللُّعاب .


رجح : الراء والجيم والحاء أصلٌ واحدٌ ، يدلُّ على رَزَانة وزِيادة. يقال : رَجحَ الشَّيء ، وهو راجح ، إذا رَزَن ، وهو من الرُّجْحان ، فأمّا الأُرْجُوحة فقد ذُكِرَتْ في مكانها . ويقال أرجَحْتُ ، إذا أَعْطَيتَ راجحاً. وفي الحديث : « زنْ وَأرجح ». وتقول : ناوَأْنَا قَوْماً فرجَحْناهم؛ أَي كُنَّا أرزَنَ منهم. وقومٌ مَراجيحُ في الحِلْم؛ الواحد مِرجاحٌ. ويقال : إنّ الأراجِيح الإبلُ ، لاهتزازها في رَتَكانِها إذا مَشَتْ. وهو من الباب؛ لأنّها تترجّح وتترجّح أحمالُها. وذكر بعضُهم أنّ الرَّجَاحَ المرأةُ العظيمةُ العَجُز. وأنشد :


ومِن هَوَايَ الرُّجُح الأثَائثُ


 رجحن  : المرجَحِنُّ ، هو المائل ، والنون فيه زائدة ، لأنَّه من رَجَح.


رجد : الراء والجيم والدال ذكرت فيه كلمةٌ. قالوا : الإرجاد : الإرعاد.


رجز : الراء والجيم والزاء أصلٌ يدلُّ على اضطراب. من ذلك الرَّجَزُ : داءٌ يصيبُ الإبلَ في أعجازِها ، فإذا ثارت النّاقةُ ارتعشَتْ فَخِذاها. ومن هذا اشتقاق الرَّجَزِ من الشِّعر؛ لأنَّه مقطوعٌ مضطرب . والرِّجازة : كِساءٌ يُجْعَل فيه أحجارٌ  تعلَّق  بأحد جانِبَي الهَودج إذا مالَ؛ وهو يَضطَرِبُ. والرِّجَازة أيضاً : صوفٌ يعلّق على الهَودج يُزَيَّن به. فأمّا الرِّجْز الذي هو العذاب ، والذي هو الصَّنَم ، في قوله جلّ ثناؤه : ) والرِّجْزَ فاهْجُرْ ( المدثر : 5 فذاك من باب الإبدال؛ لأنّ أصلَه السّينُ؛ وقد ذُكِر.


رجس : الراء والجيم والسين أصلٌ يدلُّ على اختلاط. يقال : هُمْ في مَرْجُوسَة مِن أمرِهم؛ أَي اختِلاط. والرَّجْس : صوت الرَّعد ، وذلك أنّه يتردَّد. وكذلك هَدِيرُ البعيرِ رَجْسٌ. وسَحابٌ رَجّاسٌ ، وبعيرٌ رَجّاس. وحكى ابنُ الأعرابيِّ : هذا رَاجِسٌ حَسَنٌ؛ أَي راعِدٌ حَسن. ومن الباب الرِّجْس : القَذَر؛ لأنَّه لَطْخٌ وخَلْط.


رجع : الراء والجيم والعين أصلٌ كبيرٌ مطّرد مُنْقاس ، يدلُّ على رَدّ وتَكرار. تقول : رَجَع يرجِع رُجوعاً ، إذا عادَ. ورَاجَعَ الرّجُل امرأتَه ، وهي الرَّجْعَة والرِّجْعَةُ. والرُّجْعَى : الرجوع. والرَّاجِعة : الناقة تُباع ويُشتَرى بثمنها مِثلُها ، والثانية هي الراجعة. وقد ارتُجِعَتْ. وفي الحديث : « أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) رأَى في إبلِ الصَّدقةِ ناقةً كَوْماءَ ، فسَأل عنها فقال المُصَدِّق :إنِّي ارتَجعتُها بإِبل ». والاسمُ مِن ذلك الرِّجْعة. قال :




  • جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفَات على الْــ 
    ـأوْرَقِ لا رِجْعَةٌ ولا جَلَبُ



  • ـأوْرَقِ لا رِجْعَةٌ ولا جَلَبُ
    ـأوْرَقِ لا رِجْعَةٌ ولا جَلَبُ




وتقول : أعطيتُه كذا ثمَّ ارتجعتُه أيضاً صحيح بمعناه. قال الشّاعر :




  • نُفِضَتْ بك الأحلاسُ نَفْضَ إفامة
    واستَرْجَعَتْ نُزّاعَها الأمصارُ



  • واستَرْجَعَتْ نُزّاعَها الأمصارُ
    واستَرْجَعَتْ نُزّاعَها الأمصارُ




وامرأةٌ راجع : ماتَ زوجُها فرجَعت إلى أهلها. والترجيع في الصوت : تردِيدُه. والرَّجْع : رَجْع الدّابةِ يدَيْها في السَّير. والمرجوع : ما يُرجَع إليه من الشَّيء. والمرجوع ، جواب الرِّسالة. قال حُمَيد :




  • ولو أنَّ رَبْعاً رَدَّ رَجْعاً لسائل
    أشار إِليَّ الرَّبْعُ أو لَتَكَلما



  • أشار إِليَّ الرَّبْعُ أو لَتَكَلما
    أشار إِليَّ الرَّبْعُ أو لَتَكَلما




وأرْجَعَ الرَّجلُ يده في كِنانته ، ليأخُذ سهماً. وهو قولُ الهُذَليّ  :


فَعَيَّثَ في الكِنانة يُرْجِع


والرّجاع : رُجوع الطَّير بعد قِطاعِها. والرَّجيع : الجِرَّة؛ لأنَّه يُرَدَّد مضْغُها. قال الأعشى :




  • وفلاة كأنَّها ظَهرُ تُرْس
    ليس إلاّ الرَّجِيعَ فيها عَلاَقُ



  • ليس إلاّ الرَّجِيعَ فيها عَلاَقُ
    ليس إلاّ الرَّجِيعَ فيها عَلاَقُ




والرَّجِيع من الدوابّ : ما رجَعْتَه من سفر إلى سَفَر. وأَرجَعَتِ الإبلُ ، إذا كانت مَهَازِيلَ فسَمِنَتْ وحَسُنَتْ حالُها ، وذلك رُجوعُها إلى حالِها الأُولَى. فأمّا الرَّجْع  فـ  ـالغيثُ ، وهو المطرُ في قوله جلّ وعزّ : ) وَالسَّماء ذَاتِ الرَّجْعِ( الطارق : 11 ، وذلك أنّها تَغِيث وتصُب ثمّ تَرجِع فتَغِيث. وقال :




  • وجاءت سِلْتمٌ لا رَجْعَ فيها
    ولا صَدْعٌ فتَحْلِبَ الرِّعاءُ



  • ولا صَدْعٌ فتَحْلِبَ الرِّعاءُ
    ولا صَدْعٌ فتَحْلِبَ الرِّعاءُ




رجف : الراء والجيم والفاء أصلٌ يدلُّ على اضطراب. يقال : رجَفَتِ الأرْضُ والقَلبُ. والبَحْرُ رَجّافٌ لاضطرابه. وأَرْجَفَ الناسُ في الشَّيء ، إذا خاضوا فيه واضطَرَبُوا.


رجل : الراء والجيم واللام مُعظم بابِه يدلُّ على العُضو الذي هو رِجْلُ كلِّ ذي رِجْل. ويكون بعد ذاك كلماتٌ تشِذُّ عنه. فمعظم الباب الرِّجل : رِجْلُ الإنسانِ وغيره. والرَّجْل : الرَّجّالة. وإنّما سُمُّوا رَجْلاً لأنّهم يمشون على أرجُلِهم ، والرُّجَّال والرَُّجَّال والرَُّجَالَى : الرِّجَال. والرَّجْلانُ : الراجِل ، والجماعة رَجْلى. قال :




  • عَليَّ إذا لاقَيْتُ لَيْلَى بخَلْوَة
    زِيارَةُ بيتِ الله رَجْلاَنَ حافيا



  • زِيارَةُ بيتِ الله رَجْلاَنَ حافيا
    زِيارَةُ بيتِ الله رَجْلاَنَ حافيا




رَجَلْتُ الشَّاةَ : عَلَّقْتُها برجلها. ويقال : كان ذاك على رِجْلِ فُلان؛ أَي في زمانِه. والأرجَل من الدوابِّ : الذي ابيضَّ أحَدُ رِجْليه مع سوادِ سائرِ قوائمه؛ وهو يُكْرَه . والأرجَلُ : العظيمُ الرِّجْل. ورجلٌ رَجِيلٌ وذُو رُجْلَة؛ أَي قويٌّ على المَشْي. ورَجِلْتُ أَرْجَل رَجَلاً. وترَجَّلْتُ في البئر  ، إذا نزَلْتَ فيها من غير أن تُدَلَّى. وارتَجَلَ الفَرَسُ ارتجالاً ، إذا خَلَط العَنَق بالهَمْلَجةِ . وأرْجَلْتُ الفصيلَ : تركْتُه يمشِي مع أُمِّه ، يرضَع متى شاء. ويقال : راجِلٌ بَيِّن الرُّجْلَة. وارتَجَلْتُ الرَّجلَ : أَخذْت برِجْله. قال الخليل : رِجْل القَوس : سِيَتُها العُليا ورِجلُ الطائر : ضربٌ من المِيسم. ورِجْلُ الغُرابِ : ضَربٌ من صَرِّ أخْلاف النُّوق. وحَرَّةٌ رَجْلاء : يصعُب المشْيُ فيها. وهذا كلُّه يرجِع إلى الباب الذي ذكرناه.


وممّا شذّ عن ذاك  الرّجَل : الواحد من الرِّجال ، وربّما قالوا للمرأة الرَّجُلَة . وممّا شذّ عن الأصل أيضاً الرِّجْلة ، هي التي يقال لها البَقْلة الحَمْقاء. قالوا : وإنّما سُمِّيت الحمقاءَ لأنّها لا تنبت إلاّ في مَسِيل ماء. وقال قومٌ : بل الرِّجَل  مَسايِلُ الماء ، واحدتها رِجْلَة.


فأمّا قولهم : تَرجّل النهار ، إذا ارتفع ، فهو من الباب الأوَّل ، كأنّه استعارة؛ أَي إنّه قام على رجْله. وكذلك رَجَّلْت الشَّعْرَ ، هو من هذا ، كأنّه قُوِّي. والمِرْجَلُ مشتقٌّ من هذا أيضاً؛ لأنَّه إذا نُصِب فكأنّه أُقيم على رِجْل.


وممّا شذّ عن هذه الأُصول ما رواه الأُمَويّ ، قال : إذا ولدتِ الغَنَم بعضُها بعد بعض قالوا : ولَّدْتُها الرُّجَيْلاَء .


رجم : الراء والجيم والميم أصلٌ واحدٌ يرجِع إلى وجه واحد ، وهي  الرَّمْي بـ  ـالحجارة ، ثمّ يستعار ذلك. من ذلك الرِّجام ، وهي الحجارة. يقال : رُجم فلانٌ ، إذا ضُرِب بالحجارة. وقال أبو عُبيدة وغيرُه : الرِّجام : حجَرٌ يشَدُّ في طرف الحَبْل ، ثمّ يدَلَّى في البئر ، فَتُخَضْخَضُ الحمأةُ حتى تَثُور ثمّ يُسْتَقَى ذلك الماء فتُسْتَنْقَى البِئر . والرُّجْمَة : القبر ، ويقال : هي الحجارة التي تجمع على القبر ليُسَنم. وفي الحديث : « لا تُرَجِّمُوا قَبْري »؛ أَي لا تجعلوا عليه الحجارةَ ، دَعُوه مستوِياً. وقال بعضُهم : الرّجام حجرٌ يشَدُّ بطَرَف عَرْقُوَةِ الدّلو ، ليكون أسرَعَ لانحدارها.


والذي يستعار من هذا قولُهم : رَجَمْتُ فلاناً بالكلام ، إذا شَتَمْتَه. وذُكِر في تفسير ما حكاه عزّ وجلّ في قصّة إبراهيم (عليه السلام) : ) لئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ(  مريم : 46 أي لأشتُمنَّك؛ وكأنّه إذا شتَمه فقد رجَمَه بالكلام؛ أَي ضرَبَه به ، كما يُرجَم الإنسان بالحجارة. وقال قوم : لأرجُمَنَّك : لأقتُلنّك. والمعنى قريبٌ من الأوّل.


رجن : الراء والجيم والنون أصلان : أحدهما المُقَام ، والآخر الاختلاط.


فالأوّل قولهم : رَجَنَ بالمكان رُجُوناً : أقام. والرَّاجِن : الآلِف من الطَّير وغيره.


والثاني قولهم : ارْتَجَنَ أمْرُهم : اختلَط. وهو من قولهم : ارْتَجَنَتِ الزّبدة ، إذا فسَدتْ في المَخْض.


رجى : الراء والجيم والحرف المعتلّ أصلان متباينان ، يدلُّ أحدُهما على الأمَل ، والآخَر على ناحية الشَّيء.


فالأوّل الرَّجاءُ ، وهو الأمل. يقال : رجَوت الأمْرَ أرجُوه رجاءً. ثمّ يُتَّسع في ذلك ، فربّما عُبِّر عن الخوف بالرَّجاء. قال الله تعالى : ) مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للهِِ وَقَاراً(  نوح : 13 أي لا تخافون له عَظَمَةً. وناسٌ يقولون : ما أرجو؛ أَي ما أُبالي. وفسَّروا الآية على هذا ، وذكروا قول القائل :




  • إذا لَسَعَته النحلُ لم يَرْجُ لَسْعَها
    وخالَفَها في بيت نُوب عَوَامِلِ



  • وخالَفَها في بيت نُوب عَوَامِلِ
    وخالَفَها في بيت نُوب عَوَامِلِ




قالوا : معناه لم يكترِثْ. ويقال للفرَس إذا دنا نِتاجها : قد أرْجَتْ تُرْجِي إرجاءً.


وأمَّا الآخَر فالرَّجَا ، مقصور : النَّاحية من البئر؛ وكلّ ناحية رَجاً. قال الله جلّ جلاله : ) وَالْمَلكُ عَلَى أَرْجَائِها ( الحاقة : 17. والتثنيةُ الرَّجَوَانِ. قال :




  • فلا يُرْمَى بيَ الرَّجَوَانِ إنِّي
    أقَلُّ الناس مَن يُغني غَنَائِي



  • أقَلُّ الناس مَن يُغني غَنَائِي
    أقَلُّ الناس مَن يُغني غَنَائِي




وأمّا المهموز فإنّه يدلُّ على التأخير. يقال : أرجأْتُ الشَّيءَ : أخّرته. قال الله جلّ ثناؤُه : ) تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ ( الأحزاب : 51؛ ومنه سمِّيت المُرْجئة.


قال الشّيبانيّ : أَرْجَأَتْ .


رحب : الراء والحاء والباء أصلٌ واحدٌ مطّرد ، يدلُّ على السّعَة. من ذلك الرُّحْب. ومكانٌ رَحْبٌ. وقولهم في الدعاء : مَرْحَباً؛ أَتيتَ سَعةً. والرُّحْبَى : أعرض الأضلاع في الصَّدر. والرَّحِيب : الأكُول؛ وذلك  لسَعةِ جوفِه. ويقال : رَحُبَت الدّارُ ، وأَرْحَبَت. وفي كتاب الخليل : قال نصر بنُ سيَّار : « أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة الكِرمانيّ »؛ أَي أوَسِعَكُمْ؟ قال : وهي كلمةٌ شاذّة على فَعُل مجاوِزاً . والرَّحْبة : الأرضُ المِحلالُ المِئْنات . ويقال للخيل : « أَرْحِبِي » أي توسَّعي.


رحّ : الراء والحاء أصلٌ يدلُّ على السّعَة والانبساط. فالرَّحَحُ : انبساطُ الحافرِ وصَدْرِ القَدَم. ويقال للوَعل المنبسط الأظلاف أرحُّ. قال :

/ 228