بلسم : ممّا فيه حرف زائد قولهم : بَلْسَمَ الرَّجُل كَرَّه وجْهَه. فالميم فيه زائدة، وإنّما هو من المُبْلِس، وهو الكئيب الحزِين المتندِّم. قال :
وفي الوُجوهِ صُفْرَةٌ وإبْلاَسْ
بلص : الباء واللام والصاد، فيه كلماتٌ أكثرُ ظَنِّي أن لا مُعوَّلَ على مثلها، وهي مع ذلك تتقارب. يقولون : بلَّصتِ الغنم إذا قلّت ألبانها، وتبلَّصت الغَنَمُ الأرضَ إذا لم تَدَعْ فيها شيئاً إلاّ رَعَتْه.
وتبلَّصتُ الشَّيءَ، إذا طلبْتَه في خَفاء . وفي ذلك عندي نَظَر.
بلط : الباء واللام والطاء أصلٌ واحدٌ، والأمر فيه قريبٌ من الذي قبلَه. قالوا : لبَلاَط كلُّ شيء فرشْتَ به الدار مِن حَجَر وغيره. قال ابن مُقْبِل :
يقول : هي مَصْنَعَةٌ لنَصارَى يتعبَّدُونَ فيها، في مُشْرِف ألْصِق. لَيَّاق أي لصَّاق يقال : ما يَلِيق بك كذا؛ أَي لا يَلْصَق. يذكر حُسْنَ المكانِ وأُنسَه بالقُرْبان والمصابيح. فإنْ كان هذا صحيحاً ـ على أنَّ البَلاط عندي دخيل ـ فمنه المُبالَطَة، وذلك أنْ يتضارب الرَّجلانِ وهما بالبَلاط، ويكونَا في تقارُبهما كالمتلاصِقَين.
وأَبْلَطَ الرّجُل افتَقَرَ فهو مُبْلِطٌ؛ وذلك من الأوّل، كأنَّه اقتَقَرَ حتّى لَصِقَ بالبَلاط، مثل تَرِبَ إذا افتَقَرَ حتَّى لَصِقَ بالتراب. فأمّا قولُ امرئ القيس :
نزلتُ على عمرِو بن دَرْمَاءَ بُلْطَةً
فيقال : هي هَضْبَةٌ معروفة، ويقال : بُلْطةً مفاجأةً. والأوّل أصحُّ.
بلطح : ممّا جاء منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي أوّله باء : قولهم : بَلْطَحَ الرَّجُل، إذا ضَرَب بنَفْسِه الأرضَ. فهي منحوتةٌ من بُطِح وأُبْلِط ، إذا لَصِق بِبَلاط الأرض.
بلع : الباء واللام والعين أصلٌ واحد، وهو ازدراد الشَّيء. تقول : بَلِعْتُ الشَّيءَ أبْلَعُه. والبالوع من هذا لأنَّه يَبْلَعُ الماء. وسَعْدُ بُلَعَ نجمٌ. والبُلَعُ السَّمّ في قَامَة البَكْرَة . والقياس واحدٌ؛ لأنَّه يَبْلَعُ الخشبة التي تسلكه. فأمّا قولهم بَلَّعَ الشَّيبُ في رأسه فقريبُ القياسِ من هذا؛ لأنَّه إذا شَمِل رأسَه فكأنّه قد بَلِعَه.
بلعث : من الرُّباعي الذي وضع وضعاً البَلْعَثُ : السيِّئ الخُلُق .
بلعك : ممّا فيه حرف زائد : الناقة البَلْعَكُ : وهي المسترخيَة اللَّحم. واللام زائدةٌ، وهو من البَعْك وهو التجمُّع. وقد ذُكِر.
بلعم : ممّا جاء منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي أوّله باء :البُلْعُوم : مَجْرَى الطَّعامِ فِي الحَلْق. وقد يحذف فيقال : بُلْعُم. وغير مُشْكل أنَّ هذا مأخوذٌ من بَلِعَ، إلاّ أنّه زِيد عليه ما زِيدَ لجنس من المبالغة في معناه. وهذا وما أشبهه توطِئةٌ لما بعده.
بلغ : الباء واللام والغين أصلٌ واحد وهو الوُصول إلَى الشَّيء. تقول : بَلَغْتُ المكانَ، إذا وصَلْتَ إليه. وقد تُسَمَّى المُشَارَفَةُ بُلوغاً بحقِّ المقارَبة. قال الله تعالَى : ) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوف) البقرة : 234. ومن هذا الباب قولهم هو أحْمَقُ بِلْغٌ وَبَلْغ؛ أَي إنّه مع حماقته يبلغ ما يريده. والبُلْغَة ما يُتَبَلَّغُ به من عَيش، كأنّه يُرادُ أنّه يبلُغُ رُتْبَةَ المُكْثِرِ إذا رَضِيَ وقَنَع، وكذلك البَلاَغة التي يُمْدَحُ بها الفَصِيحُ اللِّسان؛ لأنَّه يبلُغُ بها ما يريده، ولي في هذا بلاغٌ أي كِفاية. وقولهم بلَّغَ الفارسُ، يُرَادُ به أنّه يمدّ يدَه بعِنانِ فرَسِهِ، لِيَزِيد في عَدْوِهِ. وقولهم : تبلَّغَتِ القِلَّة بفلان، إذا اشتدَّتْ، فلأنّه تناهِيها به، وبلوغها الغاية.
بلق : الباء واللام والقاف أصلٌ واحدٌ مُنقاسٌ مطّرد، وهو الفتح. يقال : أبلَقَ البابَ وبَلَقَهُ، إذا فتحه كلّه. قال :
والحِصْنُ مُنْثَلِمٌ والبابُ مُنْبَلقُ
والبَلَقُ الفُسْطاط، وهو من الباب. وقد يُسْتَبْعَدُ البَلَقُ في الألوان، وهو قريبٌ، وذلك أنَّ البَهيمَ مشتَقٌّ من البابِ المُبْهَم، فإذا ابيضّ بعضُه فهو كالشيءِ يُفْتَحُ.
بلقع : ممّا فيه حرف زائد البَلْقَع الذي لا شيء به. فاللام زائدة، وهو من باب الباء والقاف والعين.
بلّ : الباء واللام في المضاعف له أُصولٌ خمسة هي معظم الباب. فالأوّل النَّدَى، يقال : بلَلْتُ الشَّيء أَبُلُّهُ. والبِلَّةُ البَلَل، وقد تضمّ الباء فيقال بُلَّة. وربّما ذكَرُوا ذلك في بقيَّة الثَّمِيلة في الكَرِش. قال الراجز :
وفارقَتْهَا بُلَّة الأوابِلِ
ويقال : ذهبت أبْلاَلُ الإبِل؛ أَي نِطافُها التي في بُطونها. قال الضَّبّي : ليس من النُّوق ناقةٌ تَرِدُ الماءَ فيها بُلَّةٌ إلاّ الصَّهباء. أي إنّها تصبر على العطش : ومن ذلك التي هي العطيَّة. قال الخليل : يقال للإنسان إذا حسُنَتْ حالُه بعد الهزال : قد ابتلّ وتبلَّل. ويقولون : لا أَفعَلُ كذا ما بلَّ بَحْرٌ صُوفَة ». ويقال للبخيل : ما تَبُلُّ إحدَى يَدَيْهِ الأُخرَى. ومنه : « بُلُّوا أرحامَكم ولو بالسَّلام ». ويقال : لا تبلُك عندي بَالَّةٌ ولا بِلاَلٌ ولا بَلاَلِ على وزن حَذَامِ. قال :
وفي أمثال العرب : « اضربوا أميالاً تَجِدُوا بَلاَلاً ». قال الخليل : بِلّة اللِّسان وقوعُه على مواضع الحروف واستمراره على النُّطق، يقال : ما أحسن بِلّة لسانه. وقال أبو حاتم : البَِلَّة عَسَل السَّمُرِ . ويقال : أبلَّ العُود إذا جرَى فيه نَدَى الغيث. قال الكِسائيّ : انصرَفَ القومُ ببَلَّتهم ؛ أَي انصرفوا وبهم بقيّة. ويقال : اطوِ الثَّوب على بَُلَّته أي على بقيَّةِ بلل فيه لئلاّ يتكسَّر. وأصله في السقاء يتَشَنَّنّ، فإذا أريد استعمالُه نُدِّي. ومنه قولهم : طويتُ فلاناً على بِلاَله ؛ أَي احتملتُه على إساءته. ويقال : على بَُلَّته وبُلُلَته. وأنشَدُوا :
قال أبو زَيد : يقال : ما أحسَن بَلَلَ الرَّجُل؛ أَي ما أحسن تحمُّله، بفتح اللامين جميعاً. وأمّا قولهم للرِّيح الباردة بَلِيلٌ، فقال الأصمعيّ : هي ريحٌ باردة يجيءُ في الشتاء، ويكون معها نَدىً. قال الهذليّ :
وَسَاقَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ
والأصل الثاني : الإِبلال من المرض، يقال : بلّ وأبَلّ واستبلَّ، إذا بَرَأَ. قال :
والأصل الثالث : أخذ الشَّيءِ والذَّهابُ به. يقال : بَلَّ فلانٌ بكذا، إذا وَقَعَ في يده. قال ذو الرُّمَّة :
بَلّتْ بِهِ غير طَيّاش ولا رَعِش
ويقولون : « لئن بَلَّ به لَيَبَلَّنَّ بما يودّه . ومنه قوله :
أي ملازِماً لأعجازها. ويقال : إنّه لَبَلٌّ بالقَرينةِ. وأنشد :
وقال آخر :
ويقولون : إنَّه ليَبَلُّ بِهِ الخَيْرُ؛ أَي يوافِقُه.
والأصل الرابع : البَلَل، وهو مصدر الأبلِّ من الرِّجال، وهو الجرِيء المُقْدِم الذي لا يستحيي ولا يُبالِي. قال شاعر :
ويقال : هو الفاجر الشَّديد الخُصُومة، ويقال : هو الحَذِر الأريب. ويقال : أبَلَّ الرَّجُل يُبِلّ إبلالاً، إذا غَلَب وأعْيا. قال أبو عُبيد : رجلٌ أبَلٌّ وامرأةٌ بَلاّءُ وهو الذي لا يُدرَك ما عِندَه.
وما بعد ذلك فهي حكايةُ أصوات وأشياءَ ليست أُصولاً لا تَنقاس. قال أبو عمرو البَلِيل : صوتٌ كالأنين. قال المرّار :
قال اللِّحيانيّ : بَليلُ الماء صَوتُه. والحمام المبَلِّل هو الدائم الهدير قال :
وبابِل : بلد. والبُلْبُل طائر. والبَلْبَلَةُ وَسْواس الهموم في الصَّدر، وو البَلبال. وبَلبَلةُ الألسُنِ اختلاطُها في الكلام. ويقال : بَلبَلَ القومُ، وتلك ضَجَّتُهم. والبُلبُلُ من الرِّجال الخفيف، وهو المشبَّه بالطائر الذي يسمَّى البُلْبل والأصل فيه الصَّوت، والجمع بلابل. قال :
بلم : الباء واللام والميم أصلان : أحدهما ورمٌ أو ما يشبهه، والثاني نَبْتٌ.
فالأوّل بَلَمٌ، وهو داءٌ يأخُذُ الناقةَ في حَلْقَة رَحِمِها. يقال : أَبْلَمَتِ النَّاقةُ إذا أخَذَها ذلك. الفَرّاء : أبْلَمَتْ وبَلِمَتْ إذا وَرِم حَياؤُها.
قال أبو عُبيد : ومنه قولهم : لا تُبَلِّمْ عليه أي لا تُقَبِّحْ. قال أبو حاتم : أبلَمَتِ البَكْرَة إذا لم تَحْمِلْ قَطُّ؛ وهي مُبْلِمٌ، والاسم البلَمَة.
قال يعقوب : أَبْلَمَ الرَّجُل إذا وَرِمَتْ شفتاه، ورأيت شَفَتَيْه مُبلَمَتينِ . والإبلام أيضاً : السُّكوت، يقال : أبْلمَ إذا سَكَتَ.
والأصل الثاني : الأبلم ضربٌ من الخُوصِ ( ). قال أبو عمرو : يقال : إِبلِم وأَبلَمٌ وأُبلَمٌ. ومنه المَثل : « المال بَيني وبينك شِقَّ الأُبْلُمةَ » وقد تكسر وتفتح؛ أَي نصفين؛ لأنّ الأبلمة إذا شقت طولاً انشقّت نصفين من أوّلها إلَى آخرها، ويرفع بعضهم فيقول : « المالُ بيني وبينك شِقُّ الأبلمة »؛ أَي هو كذا.
بله : الباء واللام والهاء أصلٌ واحد، وهو شبه الغَرَارة والغَفْلة. قال الخليل وغيره : البَلَه ضَعْف العقل، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « أكثَرُ أهلِ الجَنَّة البُلْهُ » يريد الأكياسَ في أمر الآخرة البُلْهَ في أمر الدُّنيا. وقال الزِّبرقانُ بن بدر : « خيرُ أولادِنا الأبلَهُ العقُول » يُراد أنّه لشدّة حَيائِهِ كالأبله، وهو عَقُولٌ. ويقال : شَبَابٌ أبلَهُ، لما فيه من الغَرَارة. وعَيْشُ الأبلَهِ قليلُ الهُموم. قال رؤبة :
بَعْدَ غُدانِيِّ الشَّبَابِ الأَبلَه
فأمّا قولهم : « بَلْهَ » فقد يجوز أن يكون شاذّاً، ومحتَمِلٌ على بُعْد أن يردَّ إلَى قياس الباب، بمعنَى دَعْ. وهو الذي جاء في الحديث : « يقول الله تعالَى :أَعدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالحينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر، بَلْهَ ما أَطْلَعْتُهُمْ عليه » أي دَعْ ما أطْلَعْتُهُم عليه، اُغْفلْ عنه.
بلهس : ممّا جاء منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي أوّله باء قولهم : بَلْهَسَ إذا أسرع. فهو من بَهَس ومن بَلِهَ، وهو صِفَة الأبْلَهِ.
بلوى : الباء واللام والواو والياء، أصلان : أحدهما إخلاق الشَّيء، والثّاني نوعٌ من الاختبار، ويحمل عليه الإخبار أيضاً.
فأمّا الأوّل فقال الخليل : بَلِي يَبْلى فهو بال. والبِلَى مَصْدَرُه. وإذا فتح فهو البَلاَء، وقال قوم هو لُغة. وأنشد :
والبَلِيَّةُ : الدابَّة التي كانت في الجاهلية تُشَدُّ عند قَبْرِ صاحبِها، وتشَدّ على رأسِها وَليَّةٌ، فلا تُعلَفُ ولا تُسقَى حتّى تموت، قال أبو زُبيد :
ومنها ما يعُقر عند القَبرِ حتّى تَمُوت. قال :
ويقال : منه بَلَّيْتُ البَلِيَّةُ. قال اليزديّ : كانت العرب تَسْلَخُ راحلةً الرَّجُل بعدَ مَوته، ثمّ تحشوها ثُماماً ثمّ تتركُها على طَرِيقِه إلَى النَّادي. وكانوا يزعمون أنّها تُبْعَث معه، وأنّ مَنْ لم يُفعل به ذلك حُشِر راحلاً.
قال ابنُ الأعرابيّ : يقال : بَلَّى عليه السَّفَرُ وبَلاَّهُ. وأنشد :
يريد بَلاَّهُما.
قال الخليل : تقول : ناقةٌ بِلْوُ سفر، مثل نِضْو سفَر؛ أَي قد أبْلاَها السَّفر. وبِلْيُ سَفْر، عن الكِسائيّ.
وأمّا الأصل الآخَر فقولهم بُليَ الإنسانُ وابتُلِيَ، وهذا من الامتحان، وهو الاختبار. وقال :
ويكونُ البَلاَءُ في الخير والشرّ. والله تعالَى يُبْلِي العَبْدَ بلاءً حسناً وبَلاءً سيِّئاً، وهو يرجع إلَى هذا؛ لأنّ بذلك يُختَبَر في صَبْرِه وشُكْرِه.
وقال الجعديّ في البلاء أنّهُ الاختبار :
قال ابنُ الأعرابيّ : هي البِلْوَة والبَلِيَّة والبَلْوَى. وقالوا في قول زهير :
فأبلاَهُما خَيْرَ البلاءِ الذي يَبْلو
معناه أعطاهُما خَيْرَ العطاءِ الذي يَبْلو به عِبَاده.
قال الأحمر : يقول العرب : نَزَلَتْ بَلاَءِ، على وزن حَذَامِ.
وممّا يُحمَل على هذا الباب قولهم : أبليتُ فُلاناً عُذْراً؛ أَي أعلمته وبيَّنْتُه فيما بيني وبينه، فلا لَومَ عليَّ بَعْدَ.
قال أبو عُبيد : أَبلَيْتُه يميناً أي طيَّبْت نفسَه بها قال أوس :
قال ابن الأعرابيّ : يُبْلِيك يُحْبِرك. يقول العرب : أَبْلِنِي كذا؛ أَي أخبِرْني، فيقول الآخر : لا أُبْلِيك. ومنه حديث أُمِّ سَلَمة، حين ذَكَرَتْ قولَ النبيّ (صلى الله عليه وآله) : « إنّ مِن أصحابي مَنْ لا يَرَانِي بعد أَنْ أُفَارِقَه » فسألَها عُمَرُ : أَمِنْهُمْ أنا؟ فقالت : لا، ولن أُبلِيَ أحداً بَعْدَك. أي لن أُخْبِرَ.
قال ابنُ الأعرابيّ : يقال : ابتليْتُه فأبلانِي؛ أَي استَخْبَرْتُه فأخبَرَنِي.
ذِكْر ما شذَّ عن هذين الأصلين : قال الخليل : تقول : الناس بذي بَلِيٍّ وذي بِلِيّ ؛ أَي هم متفرِّقون. قال أبو زيد : هم بذي بليانَ أيضاً ، وذلك إذا بَعُدَ بعضُهم عن بعض وكانوا طوائفَ مع غير إمام يجمعُهم. ومنه حديث خالد لمَّا عزَلَه عُمرُ عن الشَّام : « ذاك إذا كانَ النَّاس بذي بَلىً، وذي بَلّي » وأنشد الكِسائيّ في رجل يطيل النَّوم :
وأمّا بَلَى فليست من الباب بوجه، والأصل فيها بَلْ.
وبَلِيّ ابنُ عمرو بن الحاف بن قُضاعة، والنِّسبة إليه بَلَوِيٌّ. والأبْلاء : اسمُ بئر. قال الحارث :
بنج : الباء والنون والجيم كلمةٌ واحدةٌ ليست عندي أصلاً، وما أدري كيف هي في قياس اللغة، لكنّها قد ذُكِرَتْ. قالوا : البِنْجُ الأصْل، يقال : رجَع إلَى بِنْجه.
بند : الباء والنون والدال أصلٌ فارسيٌّ لا وجْهَ لذِكْره .
بنس : الباء والنون والسين كلمةٌ واحدةٌ، يقال : بنّسَ عن الشَّيءِ تبنيساً، إذا تأخّر عنه.
بنق : الباء والنون والقاف كلمةٌ واحدةٌ، وأراها من الحَواشي غير واسطة. وهي البَنيقة، وهو جُِرُِبَّان القَميص. ويقال : البَنِيقة كلُّ رُقْعة في الثَّوب كاللَّبِنَةِ ونحوها. على أنّها قد جاءَتْ في الشِّعر. قال :
بنك : الباء والنون والكاف كلمةٌ واحدةٌ، وهو قولهم تَبَنّكَ بالمكان أقام به، وهي شِبْه التي قَبْلَها.
بنّ : الباء والنون في المضاعف أصلٌ واحد، هو اللزوم والإقامة، وإليه ترجع مسائلُ الباب كلُّها. قال الخليل : الإبنان اللُّزوم، يقال : أبَنَّتِ السَّحابةُ إذا لزِمَتْ، وأَبَنَّ القومُ بمَحَلَّة أقاموا. قال :
ياأَيهَا الرَّكْبُ بالنَّعْفِ المُبِنُّونا