عَفَفْتُ ولم أكْدُدْكُمُ بالأصابع
ومن الباب : الكَدْكَدَةُ : ضربُ الصَّيقلِ المِدْوَسَ على السَّيف إذا جَلاَه . والكُدادة : ما يُكَدُّ من أسفل القِدْرِ من المَرَق . وبئرٌ كَدُودٌ ، إذا لم يُنَلْ ماؤُها إلاَّ بجَهد . والكدكدة : تثاقلٌ في العَدْو . والكَدُّ : شيءٌ تُدَقُّ فيه الأشياء كالهاوُن . والكُداد : حِمارٌ ينسب إليه الْحُمُر فيقال : بَنات كُداد .
كدر : الكاف والدال والراء أصلٌ يدلُّ على خلاف الصَّفو ، والآخَر يدلُّ على حركة .
فالأوّل الكَدَر : خلاف الصَّفْو . يقال : كَدِر الماءُ وكَدُر . ويقولون : «خُذْ ما صَفا ودع ما كَدُرَ » . ويُستعار هذا فيقال : كَدِر عيشه . والكُدْرِيُّ : القَطا؛ لأنَّه نُسِب إلى معظم القطا ، وهي كُدْر . وهذا من الأوّل ، لأنَّ في ذلك اللَّون كُدرة . ومنه الكُدَيْراء : لبنٌ حليب يُنقَع فيه تمرٌ . وبناتُ أكدَرَ : حُمُر وحش نسبَت إلى فحل ، ولعلَّ ذلك اللَّون أكدر .
وأمّا الأصل الآخَر فيقال : انكدَرَ ، إذا أسْرَع . قال الله تعالى : ) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (التكوير : 2 .
كدس : الكاف والدال والسين ثلاثُ كلمات لا يشبه بعضها بعضاً . فالأُولى : كُدْس الطَّعام . والثانية التكَدُّس ، وهو مَشْيُ الفَرَس كأنّه مُثْقَل . قال :
والثالثة : الكوادس : ما تَطَيَّرُ منه ، كالفأل والعُطاسِ ونحوِه . قال :
ولم تحبِسك عَنِّي الكوادِسُ
كدش : الكاف والدال والشين ليس بناءً يشبه كلام العرب ، لعلّه أن يكون شيئاً يقارب الإبدال . يقال : كَدَس وخَدَش بمعنىً . وكَدَشَ وكَدَح أي كَسَبَ . وكَدَش الشَّيءَ بأسنانه : قطعه . وكلُّ هذا شيءٌ واحدٌ في الضَّعف .
كدع : الكاف والدال والعين ليس بشيء ، غير أنَّ ابنُ دريد ذكر أنّ الكَدْع : الدَّفْع الشَّديد .
كدم : الكاف والدال والميم أصلٌ صحيحٌ فيه كلمةٌ واحدة . يقال : كَدَمَ ، إذا عَضَّ بأدنَى فيه ، كما يَكدِم الحمار . ويقال أيضاً : إنّ الكَدَمة : الحَرَكة . قال :
كدن : الكاف والدال والنّون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على توطئة في شيء متجمِّع . من ذلك الكُدُون : شيءٌ توطِّئ به المرأةُ لنفسها في الهَوْدَج . ثمّ يقال : امرأهٌ كَدِنةٌ : ذاتُ لحم كثير . وبعير ذو كُدْنة ، إذا عظُمَ سَنامُه . واشتقاق الكَوْدَن من هذا ، لأنَّه يكون ذا لحم وغِلَظ جِسم . يقولون : ما أَبْيَنَ الكَدانة فيه؛ أَي الهُجْنة . والكَدَنُ : ما يبقى في أسفل الماء من الطِّين المتلجِّن . وهو من هذا القياس . فأمّا الكِدْيَوْن فيقال إنّه دُقاق التُّراب والسِّرجينِ يُجمعانِ ويُجلَى به الدُّروع . قال النّابغة :
كده : الكاف والدال والهاء ليس بشيء . على أنّهم يقولون : الكَدْه : الصَّكُّ بالحجَر . يقال : كَدَهَ يَكْدَهُ . وسقَطَ الشَّيءُ فتكَدَّه؛ أَي انكسر .
كدى : الكاف والدال والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على صلابة في شيء ، ثمّ يقاس عليه . فالكُدْيَةُ : صَلابةٌ تكون في الأرض ، يقال : حَفَر فأكْدَى ، إذا وَصَلَ إلى الكُدْية . ثمّ يقال للرجُل إذا أعطَى يسيراً ثمّ قَطَع : أكْدَى ، شُبِّه بالحافر يَحفِر فيُكدِي فيُمسِك عن الحَفْر . قال الله تعالى : ) أَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى ( . والكُداية ، هي الكُدْية . ويقال : أرض كادية؛ أَي بطيئة ، وهو من هذا . وربّما همز هذا فيكون من الباب الذي يُهمز وليس أصله الهمز . زعم الخليل أنَّه يقال : أصابت زروعَهم كادئة ، وهو البرد . وأصاب الزَّرع بردٌ وكَدَّأه؛ أَي رَدَّه في الأرض . وقال الفَرّاء : كَدِى الكلبُ كَدىً ، إذا شَرِب اللبن ففسَد جوفُه . ويقال أكديتُه أكدِيه إكداءً ، إذا رددته عن الشَّيء . والقياس في جميع ما ذكرناه واحد . وكَداء : مكان ، ولعلّه أن يكون من الكدْية .
كذب : الكاف والذال والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خلاف الصِّدق . وتلخيصه أنّه لا يبلُغ نهايةَ الكلامِ في الصِّدق . من ذلك الكَذِب خِلاف الصِّدق . كَذَب كَذِباً . وكذّبت فلاناً نسبته إلى الكذب ، وأكذبتُه : وجدتُه كاذباً . ورجل كَذّابٌ وكُذَبَةٌ . ثمّ يقال : حَمَلَ فلانٌ ثمّ كَذَبَ وكذّب؛ أَي لَم يصدُق في الحَمْلة . وقال أبو دُواد :
وزعموا أنّه يقال : كَذَب لبنُ النّاقة : ذهب . وفيه نظر ، وقياسُه صحيح . ويقولون : ما كذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا؛ أَي ما لبث ، وكلُّ هذا من أصل واحد . فأمّا قول العرب : كَذَبَ عليكَ كذا ، وكذبَكَ كَذا ، بمعنى الاغراء؛ أَي عليك به ، أو قد وجب عليك ، كما جاء في الحديث : « كَذَبَ عليكم الحجُّ »؛ أَي وجب ، فكذا جاء عن العرب . ويُنشِدون في ذلك شعراً كثيراً منه قوله :
وقول الآخر :
وما أحسِب ملخّصَ هذا وأظنُّه إلاّ من الكلام الذي درَجَ ودرجَ أهلُه ومن كان يعلمه .
كذّ : الكاف والذال كلمةٌ واحدة ، وهي الكَذّانُ : حجارةٌ رِخوة كأنّها مَدَر .
كرب : الكاف والراء والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شِدَّة وقُوّة . يقال : مَفاصِلُ مُكْرَبَةٌ؛ أَي شديدةٌ قوية . وأصلُه الكَرَب ، وهو عَقْدٌ غليظ في رِشاء الدَّلو يُجعَل طرفُه في عرقوة الدَّلو ثمّ يشدّ ثِنايتُه رِباطاً وثيقاً . يقال منه أكربْت الدَّلو . ومن ذلك قولُ الحطيئة :
ومن الباب الكَرْب ، وهو الغَمُّ الشَّديد . والكريبة : الشَّديدة من الشَّدائد . قال :
إلى الموت خَوّاضاً إليه كرائبا
والإكراب : الشِّدَّة في العَدْو؛ يقال : أكْرَبَ فهو مُكْرِب . فأمّا كَرَبَ الشَّيءُ : دنا ، فليس من الباب ، لأنَّ هذا من الإبدال ، وإنَّما هو من القُرْب ، لكنَّهم قالوا بالقاف قَرُب بضمّ الراء ، وقالوا في الكاف كَرَب بفتحها ، والمعنى واحد . والملائكة الكَرُوبِيُّون فعُوليُّون من الكُروب ، وهم المقَرَّبون . يقال : كَربت الشّمسُ : دنَت للمَغِيب . وإناءٌ كَرْبانُ : كَرَبَ أن يمتلئ .
ومن الباب الأوَّل : كَرَبُ النَّخلِ ، ممكنٌ أن يسمَّى كَرَبا لقُوّته . والكُرابَة : ما سقط من النَّخْل في أُصول الكَرَب . وأمّا كِرابُ الأرض ، وهو قَلْبُها للحرث فليس هو عندي عربيّاً . وقولُهم : « الكِرابُ على البَقَر » ، من هذا ، والأصحُّ فيه أنْ يقال : « الكِلابَ على البقَر » ، وكذا سمعناه . ومعناه خَلِّ أمْراً وصِناعَته . ويقولون : الكِراب : مَجارِي الماء ، الواحدة كَرَبة . فإنْ كان صحيحاً فهو مشبَّهٌ بكرَبِ النَّخل ، لامتدادِه وقُوَّته .
كربل : الكَرْبَلَة ، وهي رَخاوةٌ في القَدَمين . وجاء يمشي مُكَرْبِلاً ، كأنَّه يمشِي في الطِّين . وهذهِ منحوتةٌ من كلمتين : من رَبَل وكَبَل . أمّا ربل فاسترخاء اللَّحم ، وقد مرَّ . وأمّا الكَِبْل فالقَيد ، فكأنَّه إذا مشى ببطء مقيّدٌ مسترخِي الرِّجل .
وممّا لعلّه أن يكون موضوعاً وضعاً من غير قياس الكِربال : مِنْدَفُ القُطْن . ويُنشِدون :
كالبُرسِ طَيَّرهُ ضربُ الكَرابيلِ
وما أدرِي كيف يقبل العلماءُ هذا وأشباهَه . وكلُّ هذا قريبٌ في البُطلان بعضُه من بعض . والله أعلَم بالصَّواب .
كرت : الكاف والراء والتاء ، ليس فيه إلاّ قولهم : عامٌ كَرِيت .
كرتم : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاث أحرف ممّا لعلّه أن يكون موضوعاً وضعاً من غير قياس : الكُرْتُوم : الصَّفاة .
كرث : الكاف والراء والثاء ، ليس فيه إلاّ كَرَثَهُ الأمرُ ، إذا بلغ منه المَشَقَّة . والكَُرّاثُ والكَراثُ نَبتانِ .
كرج : الكاف والراء والجيم ليس بشيء . إنّما هو الكُرَّج ، وهو الذي ذكرناه في الكُرَّة . وذكره جريرٌ فقال :
كرد : الكاف والراء والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مُدافَعة وإطْراد . يقال : هو يَكرُدُهم؛ أَي يدفعهم ويطردُهم . ويزعمون أنّ الكُرْدَ ، هؤلاء القَومَ ، مشتقٌّ من المُكارَدَة ، وهي المطاردة . قال :
ألا إنّ أهل الغَدْرِ آباؤك الكُرْدُ
فأمّا الكَرْد فالعُنُق ، قالوا : هو معرَّب .
ومِمّا فيه ولا يُعلَم صحّته ، قولُهم : إنّ الكِرْدِيدة : القطعة من التَّمر . ويُنشِدون :
وما أبْعَدَ هذا وشِبهَهُ من الصّحّة . والله أعلم .
كردس : الكُرْدُوس ، وهي الخَيل العظيمة . وهذه منحوتةٌ من كلم ثلاث : من كرد ، وكرس ، وكدس ، وكلُّها يدلّ على التجمُّع . والكَرْد : الطَّرد ، ثمّ اشتُقَّ من ذلك فقيل لكلِّ عظم عَظُمت نَحْضَتُه : كُرْدوس . ومنه كُرْدِس الرّجُل : جُمِعت يداه ورجلاه .
كردم : كَرْدَم الرّجل : أسرَعَ العَدْوَ . وهذا ممّا زيدت فيه الميم ، وهو من كرد ، وقد مرّ .
كرّ : الكاف والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جمع وترديد . من ذلك كَرَرت ، وذلك رجُوعك إليه بعد المرّة الأُولى ، فهو الترديد الذي ذكرناه . والكرير ، كالحَشْرجةِ في الحَلْق ، سمِّي بذلك لأنَّه يردِّدها . قال :
والكَرُّ : حبلٌ ، سمِّي بذلك لتجمُّع قَواه . والكُرُّ : الْحِسْيُ من الماء ، وجمعه كِرار . قال :
ومن الباب الكِركِرة : رَحَى زَوْرِ البعير . والكِركِرة : الجماعةُ من النّاس . والكَركرة : تصريف الرِّياحِ السَّحابَ وجمعُها إيّاه بعدَ تفرُّق . فأمّا قولُ النّابغة :
فأظُنُّه فارسياً قد ضمّنَه شِعْرَه ، وقد يفعلون هذا . ويقولون أنّ الكُرَّة : رَماد تُجلَى به الدُّروع ، ويقال : هو فُتات البَعْر . وربَّما قالوا : كَركرتُه عن الشَّيء : حبَسْته . وإنَّما المعنى أنَّك رددته ولم تَقضِ حاجتَه أوّلَ وهلة . وكركرتُ بالدَّجاجة : صحتُ بها ، وذلك لأنَّك تردِّد الصِّياح بها . ويقولون الكَرِك : الأحمق أو الأحمر . وهو كلام .
كرز : الكاف والراء والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اختباء وتستُّر ولِواذ . يقال : كارَزَ إلى المكان ، إذا مال إليه واختبأ فيه . وأنشد :
إلى جَنْب الشَّريعة كارزُ
وكارَزَ عن فلان ، إذا فرّعنه واختبأ منه . وأمّا الكُرْز فهو الجُوالِق؛ وسمِّي بذلك لأنَّه يُخْبأ فيه الشَّيء . وقول رؤبة :
كالكُرَّزِ المربوطِ بينَ الأوتادْ
فهذا فارسيٌّ معرّب . يقولون : الكُرَّز : البازِي في سنته الثانية . والكَرّاز : كبشٌ يعلِّق عليه الراعي كُرْزَه ، وهو شيءٌ له كالجُوالِق . فأمّا الكَرِيز وهو الأَقِط ، فليس من الباب ، لأنَّه من الإبدال والأصل فيه الصّاد .
كرزم : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاث أحرف ممّا لعلّه أن يكون موضوعاً وضعاً من غير قياس : الكَرْزَم والكَرْزن : فأس . ويقولون إنّ الكَرازِم : شدائد الدَّهر . وأنشد فيه الخليل :
إنّ الدُّهورَ علينا ذاتُ كِرزيمِ
وأظنُّ هذا ممّا قد تُجُوِّز فيه ، وأنّه ليس من كلام العرب وممّا لا يصلُح قَبولُه بَتّةً .
كرس : الكاف والراء والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تلبُّدِ شيء فوقَ شيء وتجمُّعه . فالكِرْس : ما تلبَّدَ من الأبعار والأبوال في الدِّيار . واشتقّت الكُرّاسَة من هذا ، لأنَّها ورقٌ بعضُه فوقَ بعض . وقال :
والكَرَوَّس : العظيم الرَّأْس ، وهو من هذا كأنّه شيء كُرِّس؛ أَي جُمِع جمعاً كثيفاً . ومن الباب الكَرْكَسةُ : ترديد الشَّيء . ويقال للذي ولدته إماءٌ : مُكَرْكَس؛ أَي هو مردَّد في وِلادِهنَّ له .
كرسف : كَرْسَفْتُ عُرقوبَ الدّابّة . وهذا ممّا زيدت فيه الراء ، والأصل كَسَفْتُ ، وقد مرّ .
كرش : الكاف والراء والشين أصلٌ يدلُّ على تجمُّع وجَمْع . من ذلك الكَرِش . سمِّيت لجَمْعها ما فيها . ثمّ يُشتقّ من ذلك ، فيقال للجماعة من النّاس كَرِش . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « الأنصارُ كَرِشِي وعَيْبتي » . وكَرِش الرجُل : عيالُه وصغارُ ولدِه . ويقال للأَتان الضَّخمة الخاصِرَتَين : كرشاء . وتكرَّشَ وجههُ : تَقَبَّض فصار كالكرش . والكَرْشاء : القدم التي قَصُرَتْ واستوى أخمَصُها .
كرص : الكاف والراء والصّاد كلمةٌ واحدةٌ ، يقولون : الكَرِيص : الأقِط .
كرض : الكاف والراء والضّاد كلمةٌ واحدةٌ صحيحة مُختلف في تأويلها ، وهي الكِراض . قال قوم : هو ماء الفحل تُلقِيه النّاقةُ بعد ما قَبِلته . يقال : كَرَضَتِ النّاقةُ ماءَ الفحل تَكْرُضُه . ويقولون : الكِراضُ : مَنِيُّ الرّجُل . قال الطرِمّاح :
وقال ابن دريد : الكِراض : حَلَقُ الرَّحِم . قال الأصمعيّ : لا واحدَ لها . وقال غيره : واحدها كَرْض .
كرع : الكاف والراء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دِقَّة في بعض أعضاء الحيوان . من ذلك الكُراع ، وهو من الإنسان ما دونَ الرُّكبة ، ومن الدوابِّ : ما دون الكَعْب . قال الخليل : تكَرَّعَ الرّجُل ، إذا توضّأ للصّلاة لأنَّه يَغسِل أكارِعَه . قال : وكُراع كلِّ شيء : طرَفُه . قال : والكُراع من الحَرّة : ما استطالَ منها ، قال مُهلهل :
فأمّا تسميتُهم الخَيْل كُراعاً فإنَّ العرب قد تعبِّر عن الجسم ببعض أعضائِه ، كما يقال : أعتَقَ رقبةً ، ووَجْهِي إليك . فيمكنُ أن يكون الخيلُ سمِّيت كُراعاً لأكارعها . والكَرَع : دِقّة السّاقَين . فأمّا الكَرَع فهو ماء السَّماء ، وسمِّي به لأنَّه يُكْرَع فيه ، وقيل لأنَّ الإنسان يُكْرِع فيه أكارِعَه ، أو يأخذه بيديه ، وهما بمعنى الكُراعين ، إذا كانا طَرفَين .
كرف : الكاف والراء والفاء كلمتان متباينتان جدّاً . فالأُولى الكَرْف ، وهو تشمُّم الحِمار البولَ ورفعُه رأسَه . والثانية الكِرفئ : السَّحاب المرتفع الذي يُرى بَعضُه فوقَ بعض .
كرم : الكاف والراء والميم أصلٌ صحيحٌ له بابان : أحدهما شَرَفٌ في الشَّيء في نفسِه أو شرفٌ في خُلَق من الأخلاق . يقال : رجلٌ كريم ، وفرسٌ كريم ، ونبات كريم . وأكرَمَ الرّجلُ ، إذا أتَى بأولاد كرام . واستَكْرَم : اتَّخَذَ عِلْقاً كريماً . وكَرُم السّحابُ : أتَى بالغَيث . وأرضٌ مَكرَُمةٌ للنَّبات ، إذا كانت جيِّدة النّبات . والكَرَم في الخُلْق يقال هو الصَّفح عن ذنبِ المُذنب . قال عبدُ الله بنُ مسلِم بن قُتيبة : الكريم : الصَّفوح . والله تعالى هو الكريم الصَّفوح عن ذنوب عبادِه المؤمنين .
والأصل الآخر الكَرْم ، وهي القِلادة . قال :
عَدُوسِ السُّرَى لا يَعرِف الكَرْمَ جيدُها
وأمّا الكَرْم فالعِنَب أيضاً لأنَّه مجتَمِع الشُّعَب منظومُ الحبّ .
كرن : الكاف والراء والنّون كلمةٌ واحدة في الملاهي . يقال : إنّ الكِران : الصَّنْج . قال امرؤ القيس :
القَينة : كَرِينةٌ .
كرنف : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاث أحرف ممّا لعلّه أن يكون موضوعاً وضعاً من غير قياس : الكِرْنافة : أصل السَّعَفَة الملتزقُ بجذع النَّخلة . يقولون : كَرْنَفَه؛ أَي ضَرَبه ، كأنّه ضُرِب بالكِرنافة .
كره : الكاف والراء والهاء أصلٌ صحيحٌ واحد ، يدلُّ على خلاف الرِّضا والمحبّة . يقال : كرِهتُ الشَّيءَ أكرَهُه كَرْهاً . والكُرْه الاسم . ويقال : بل الكُرْه : المشقّة ، والكَرْه : أن تكلَّف الشَّيءَ فتعملَه كارهاً . ويقال من الكُره الكَراهِيَة والكَراهيّة . والكَرِيهة : الشِّدة في الحرب . ويقال للسَّيف الماضِي في الضّرائب : ذُو الكريهة . ويقولون : إنّ الكَرْه : الجَمَل الشَّديد الرأس ، كأنّه يكره الانقياد .
كرى : الكاف والراء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على لِين في الشَّيء وسُهولة ، وربّما دلَّ على تأخير .
فاللِّين والسهولة الكَرَى ، وهو النُّعاس . ومن بابه السَّيْر المُكَرِّي : اللَّيِّن الرقيق . ومنها المُكارِي وهو الظِّلُّ الذي يُكارِي الشَّيءَ؛ أَي هو معه لا يفارقُه . وهو أَلَينُ ما يكونُ وألطفَهُ . قال جرير :
أي إنّها تُبارِي ظِلَّها كأنَّها تُساير . ومن الباب الكَرْوُ : أنْ يَخْبِط الفرسُ في عَدْوه بيديه في استقامة لا يُقبِل بهما نحوَ بطنِه وكَرَت المرأةُ في مَشْيها تَكْرُو كَرْواً . والكُرَة ناقصة ، نقصت واواً ، سمِّيت بذلك لأنّهُ يُكْرَى بها إذا رُمِيَ بها . يقال : كَرا الكرةَ يَكرُوها كَرْواً . وأمّا المُكارِي الذي يُكْرِي الجِمالَ وغيرَها ، فذاك مشتقٌّ من السَّير أيضاً ، لأنَّه يُسايِر المكترِي منه . ثمَّ اتَّسعوا في ذلك فسمَّوا الأَجْرَ كِراءً ، ونقلوه أيضاً إلى ما لا يُسايَرُ به ، كالدّار ونحوها ، والأصل ما ذكرناه . وأمّا الذي ذكرنا من التّأخير فقولُهم : أكرَيْتُ الحديثَ : أخَّرتُه . قال الحطيئة :