نأ : النّون والهمزة أصلٌ يدلُّ على ضَعف في الشَّيء . فالنَّأنأة : الضَّعف . ورجلٌ نأنأءٌ ، إذا كان ضعيفاً . قال امرؤ القيس :
قال أبو زيد في كتاب الهمز : نأنأت رأيي نأنأةً ، إذا خلَّطت فيه .
نأت : النّون والهمزة والتاء كلمةٌ تدلُّ على حكايةِ صوت . يقال : نَأَتُ الرّجُل نَئيتاً ، مثل نَهَتَ ، إذا أنَّ . ورجلٌ نآّتٌ مثل نهّات .
نأج : النّون والهمزة والجيم أصلٌ يدلُّ على صوت . ونَأَجَ إلى الله : تضَرَّع في الدعاء . ونائجاتُ الهامِ : صوائحها . والنَّؤُوج والنّآجة : الرِّيح تَنْئجُ في هبوبها؛ أَي تصوِّت . قال ذو الرُّمَّة :
ونأج الثَّور : صاح . وفي الحديث : « ادع لنا ربَّك بأنْأَجِ ما تقدر »؛ أَي بأضرَعِ ما يمكنُ من الدُّعاء .
نأد : النّون والهمزة والدال كلمةٌ واحدة. يقولون: النّآدُ والنّآدَى : الدّاهية . قال الكميت :
نأش : النّون والهمزة والشين كلمةٌ تدلُّ على أخْذ وبطش . ورجلٌ نَؤُوشٌ : ذو بَطْش .
وقد ذكرت كلمةٌ إنْ صحَّتْ فليست من قياس الأُولى ، يقولون لمن جاءَ في أواخر النّاس : جاء نَئِيشاً . قال :
والذي سمعناه : « تمنَّى أخيراً » .
نأف : النّون والهمزة والفاء . يقولون : نَئِف ينأف ، إذا أكَلَ .
نأل : النّون والهمزة واللام ، ليس فيه إلاّ النَّأَلان : المَشْي السريع . ينهض الماشى برأسه إلى فوق . ورجُلٌ نَؤُول ، وضَبُع نَؤُول ، إذا فعَلْت ذلك .
نأم : النّون والهمزة والميم أُصَيْلٌ يدلُّ على صوت . النّئيم : صوتٌ فيه ضعفٌ كالأنين . ونَأَم الأسدُ يَنْئِمُ . وسمعتُ له نَأْمَةً واحدة . ونأمت القوس نئيماً .
نأى : النّون والهمزة والياء كلمتان : النّؤْى والنَّأى . فالنُّؤْى : حَفِيرةٌ حول الخباء ، يدفَع ماءَ المطر عن الخباء . يقال : انأيتُ نُؤْياً . والمنْتأَى : موضعه . وأنشد الخليل في هذا الموضع :
وأمّا النّأْي فالبُعْد ، يقال : نأَى ينأى نأْياً؛ وانتأى : افتعَلَ منه . والمُنتأَى : الموضعُ البعيد . قال :
وربّما أخّروا الهمزة فقالوا : ناء ، وإنّما هو نأى . قال :
والله أعلمُ بالصّواب .
نبأ : النّون والباء والهمزة قياسه الإتيانُ من مكان إلى مكان . يقال للذي يَنْبأ من أرض إلى أرض نابئٌ . وسيلٌ نابئ : أتَى من بلد إلى بلد ورجل نابئ مثله . قال :
ومن هذا القياس النَّبَأ : الخبر ، لأنَّه يأتي من مكان إلى مكان . والمُنبئ : المُخْبِر . وأنبأته ونَبّأته . ورَمَى الرّامِي فأنبَأَ ، إذا لم يَشْرِمْ ، كأنَّ سَهَمه عَدَل عن الخَدْشِ وسَقَط مكاناً آخَرَ . والنَّبْأة : الصَّوت . وهذا هو القياس ، لأنَّ الصّوتَ يجيءُ من مكان إلى مكان . قال ذو الرُّمّة :
ومن هَمَز النّبيَّ فلأنّه أنبأ عن الله تعالى . والله أعلم بالصَّواب .
نبّ : النّون والباء كلمتان . نَبَّ التَّيس نبيباً : صوَّتَ عند السِّفاد . والأُنبوب : ما بين كلِّ عُقدتينِ من رُمح وغيرِه .
نبت : النّون والباء والتاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على نماء في مزروع ، ثمّ يستعار . فالنَّبت معروفٌ ، يقال : نَبَت . وأنْبَتَتِ الأرض . ونَبَّتُّ الشَّجرَ : غَرستُه . ويقال : إنّ في بني فلان لَنابِتَةَ شرّ . ونبَتَتْ لبني فلان نابتةٌ ، إذا نشَأ لهم نَشْءٌ صِغار من الوَلَد . والنَّبيت : حيٌّ من اليمن . وما أحسَنَ نِبتةَ هذا الشَّجر . وهو في مَنبِتِ صدق؛ أَي أصل كريم .
نبث : النّون والباء والثاء أصلٌ يدلُّ على إبراز شيء . ونَبَثَ التُّرابَ : أخرَجَه من البِئرِ والنَّهر ، وذلك المُستخْرَج نَبِيثةٌ ، والجمع نبائث . والنّابث : الحافر . وقولهم : خبيثٌ نبيث ، إنّما هو إتباع .
نبج : النّون والباء والجيم . يقولون : النَّباج : الرَّفيع الصَّوت ، وهي كلمةٌ واحدة .
نبح : النّون والباء والحاء كلمةٌ واحدة ، وهي نُباح الكَلْب ونَبِيحه . وربَّما قالوا للظَّبْي نَبَح . قال أبو دُواد :
وفي الحديث : « اقْعُدْ منبوحاً »؛ أَي مشتوماً .
نبخ : النّون والباء والخاء أصلٌ يدلُّ على عِظَم وتعظُّم . وأصل النَّبْخ ما نَفِخ من اليد فخرَجَ شِبْهَ قَرْح ممتلئ ماءً . ويقال للمتعظِّم في نفسه : نابخة . قال الشّاعر :
والنَّبْخاء : الأكَمة ، سمِّيت لارتفاعها .
نبذ : النّون والباء والذال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على طرح وإلقاء . ونَبَذْتُ الشَّيْءَ أَنبِذُه نبذاً : ألقيتُه من يدي . والنَّبِيذُ : التَّمر يُلقَى في الآنيةِ ويُصَبُّ عليه الماء . يقال : نبذتُ أَنْبِذُ . والصَّبي المنبوذ : الذي تُلقِيه أُمُّه . ويقال : بأرضِ كذا نَبْذٌ من مال؛ أَي شيءٌ يسير . وفي رأسه نَبْذٌ من الشَّيب؛ أَي يسير ، كأنّه الذي يُنْبَذُ لقِلّته وصِغَره . وكذلك النَّبْذُ من المَطَر .
نبر : النّون والباء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رَفْع وعُلُوّ . ونَبَر الغلامُ : صاحَ أوّل ما يترعرع . ورجلٌ نَبّارٌ : فصيحٌ جهير . وسمِّي المنبرُ لأنَّه مرتفع ويُرفَع الصَّوتُ عليه . والنَّبْرُ في الكلامِ : الهَمْزُ أو قريبٌ منه . وكلُّ مَن رفع شيئاً فقد نَبَره . وممّا يقاس على هذا النِّبْر : دُوَيْبَّة ، والجمع أنبار ، لأنَّه إذا دبَّ على الإبل تورَّمت جلودُها وارتفَعت . قال :
نبس : النّون والباء والسين كلمةٌ واحدة . يقال : ما نَبَسَ بكلمة؛ أَي ما تكلَّم . وما سمعت لهم نَبْساً ولا نَبْسَة .
نبش : النّون والباء والشين أصلٌ وكلمةٌ واحدة تدلُّ على إبرازِ شيء مستور . ونَبَشَ القَبْرَ ، وهو نَبّاشٌ يَنْبُشُه . ومن قياسه أنابِيش الكَلاَ : القطاع المتفرِّقة تبرُزُ على وجه الأرض .
نبص : النّون والباء والصّاد . يقولون : نَبَص الغلامُ بالكَلْبِ ونَبَص الطائر : صَوَّت .
نبض : النّون والباء والضّاد أُصَيْلٌ يدلُّ على حركة أو تحريك . ونَبَضَ العِرْقُ يَنْبِض ، وتلك حركتُه . وما به حَبَضٌ ولا نَبَض . وأنْبَضْتُ عَن القوس إنباضاً من هذا . ونَبَضْتُ أيضاً . ويقولون : فؤاد نَبِضٌ ، كأنَّه من شهامته يَنْبِض؛ أَي يتحرَّك . قال :
نبط : النّون والباء والطاء كلمةٌ تدلُّ على استخراج شيء واستنبَطْتُ الماءَ : استخرجتُه ، والماء نَفْسُه إذا استُخرِجَ نَبَط . ويقال : إنّ النَّبَط سُمُّوا به لاستنباطهم المِياه . ومن المحمول على هذا النُّبْطة : بياضٌ يكون تحت إبط الفرس . وفرسٌ أنْبَطُ ، كأنَّ ذلك البياضَ مشبَّه بماء نبط .
نبع : النّون والباء والعين كلمتان .
إحداهما نُبوع الماء ، والموضع الذي يَنْبُع منه يَنْبُوع . والنَّوابع من البعير : المواضع التي يَسيل منها عرقهُ . ومنابع الماء : مَخارِجُه من الأرض .
والأُخرى النَّبْع : شَجَر .
نبغ : النّون والباء والغين كلمةٌ تدلُّ على بُرُوز وظُهُور . ونَبغَ الشَّيءُ ظَهَرَ . والنَّبْغ : ما تطايَرَ من الدَّقيق إذا طُحِن أو نُخل . ونَبَغ الرَّجُل ، إذا لم يكنْ في إرث الشِّعر ثمّ قال وأجاد . وكذلك سمِّي النّابغةُ الشّاعر . قال :
نبق : النّون والباء والقاف كلمةٌ تدلُّ على تسوية وتهذيب . والنّخل إذا كان غِراسُه على استواء منبَّق . وقد نَبَّقه صاحبهُ . وكذلك كلُّ شيء مستو مهذَّب . قال :
ولعلّ النَّبق ، وهو حَمْلُ السِّدْر من هذا . ويقال ـ وهو شاذٌّ عن هذا ـ : أَنبَقَ الرّجُلُ ، إذا حَصَمَ بها غيرَ شديدة .
نبك : النّون والباء والكاف كلمةٌ تدلُّ على ارتفاع وهبوط في الأرض . يقال : نَبَكَةٌ ، والجمع نِباكٌ .
نبل : النّون والباء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَضْل وكِبَر ، ثمّ يستعار منه الْحِذْق في العمل ، فيقال للفَضْل في الإنسان نُبْل . والنَّبَل : عِظام المَدَر والحِجارة . ويقال : نَبَلٌ ونُبَلٌ . وفي الحديث : « أعِدُّوا النَّبَل » . ويقولون : إنّ النَّبَل هاهنا الصِّغار ، وإنّها من الأضداد . ونبِّلْني أحجاراً للاستنجاء : أَعْطِنِيها . ونبِّلْنِي عَرْقاً : أعطِنِيه . وحُجَّة أنّها الصِّغار قول القائل :
وإذا كانت من الأضداد كان الوجه الأقلُّ خارجاً عن القياس .
والمعنى في الْحِذْق قولُهم إنّ النّابِل : الحاذقُ بالأمر ، والفِعل النَّبالة . وفلان أنْبَلُ النّاسِ بالإبل؛ أَي أعلمهم بما يُصلحها . قال :
وفي الباب قياسٌ آخر يدلُّ على رَمْيِ الشَّيءِ ونَبْذِه وخِفّةِ أمره. منه النَّبْل: السِّهام العربية والنّابل: صاحب النبل ، والنِّبّال : الذي يعملُه . ونبلْتُهُ : رمَيْتُه بالنَّبْل . ومن هذا القياس : تَنَبَّل البعيرُ : مات : والنَّبِيلة : الْجِيفة ، وسمِّيت بها لأنّها ترمَى .
ومن القياس الذي يقارب هذا : نَبَلَ الإبلَ يَنْبُلُها : ساقَها سوقاً شديداً . قال :
لا تأويا للعِيسِ وانبُلاها
نبه : النّون والباء والهاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ارتفاع وسُموّ . ومنه النُّبْه والانتباه ، وهو اليَقَظة والارتفاع من النَّوم . ونَبَّهْته وانْبهتُه . ومنه رجلٌ نَبِيه؛ أَي شَرِيف . وقولهم : إنّ النَّبَه من الأضداد ، يقال للضّائع نَبَهٌ وللموجود نَبَه ، فهو عندنا صحيحٌ؛ لأنَّه إذا ضاع انتُبِه له وإذا وُجِد انتُبِه له . قال أهلُ اللُّغة : النَّبَه : الضّالَّة تُوجَد عن غفلة . تقول : وجدتُ هذا الشَّيءَ نَبَهاً وأضلَلْتُه نَبَها ، إذا لم يعلم متى ضلّ . والقياس في الباب ما ذكرناه . قال :
نبو : النّون والباء والحرف المعتلُّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ارتفاع في الشَّيء عن غَيره أو تَنحٍّ عنه . نبا بصرُه عن الشيء ينبو . ونبا السيف عن الضّريبة : تجافَى ولم يَمضِ فيها . ونبا به مَنزِلُه : لم يوافِقْه ، وكذا فِراشه . ويقال نَبا جنْبُه عن الفِراش . قال :
ويقال : إنّ النّبيَّ (صلى الله عليه وآله) اسمُه من النَّبْوة ، وهو الارتفاع ، كأنَّه مفضّل على سائر النّاس برَفْع منزلته . ويقولون : النَّبِيّ : الطريق . قال :
نتأ : النّون والتاء والهمزة أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خروج شيء عن موضعه من غير بَينُونة . يقولون : نتأ الشَّيء ، إذا خَرَجَ عن موضعِه من غير أن يَبِين ، يَنْتأ . ونَتَأَت الجِلْدة . ويتوسَّعون في هذا حتَّى يقولوا : نَتأْت على القَومِ : طلَعْتُ عليهم . ونَتَأت الجاريةُ : بَلَغَتْ . وذكر بعضهم نَتَأ لي فلانٌ بالشرِّ ، إذا استعدّ . وهو ذلك القياس ، كأنَّه نهض من مَقرِّه . وفي أمثالهم : « تَحْقِرُه ويَنْتأ لك »؛ أَي تزدريه لسكونه وهو ينهَضُ إليك مجاذباً .
نتب : النّون والتاء والباء ليس بشيء ، لأنَّ الباء فيه زائدة . يقولون : نَتَب الشَّيءُ ، مثل نَهَد . قال :
إنَّما أراد النّتُوَّ فزاد للقافية . والله أعلم .
نتج : النّون والتاء والجيم كلمةٌ واحدة ، هي النّتاج . ونُتِجت النّاقةُ؛ ونَتَجها أهلُها . وفرسٌ نَتُوجٌ : استبانَ نتاجها .
نتح : النّون والتاء والحاء . نَتَحَ العَرَقُ : رَشح . ومَناتح العَرَق : مخارجه . ونَتَج النِّحْيُ : رشَح أيضاً .
نتخ : النّون والتاء والخاء كلمةٌ تدلُّ على استخراج الشَّيء من الشّي . ونتخ الشَّوكَةَ مِنَ الرِّجل بالمِنْتاخ؛ أَي المنقاش . ونَتَخ البازِي اللحمَ بمِنْسرِه ، وفَتَخ ضِرسَه : انتزعَه . قال زُهير :
ويقولون : المتَنَتِّخُ : المتفلِّي . والبِساط المنتوخ بالذَّهب : المنسوج به . والنَّتْخ : النَّسْج ، عن ابن الأعرابيّ .
نتر : النّون والتاء والراء كلمةٌ تدلُّ على جَذْب شيء . والنَّتْر : جذْبٌ فيه جَفْوة . والطَّعْنُ النَّتْر ، مثل الخَلْس . والنَّواتِر : القِسِيّ . وقولهم : إنّ النَّتَر : الفَساد والضَّياع ، وإنشادهم :
أمْرَكَ هذا فاحتفِظْ فيه النَّتَرْ
فالأصل فيه ما ذكرناه ، كأنّه أمرٌ جُذِبَ عن الصِّحَّة .
نتغ : النّون والتاء والغين ليس بشيء غير حكاية . يقولون : أنتَغَ الرّجُل ، إذا ضَحِكَ ضَحِكَ المستهزئ . ويقالُ : نَتغْتُه ، إذا عبتَه وذكَرْتَه بما ليس فيه . قال أبو بكر : رجل مِنْتَغٌ فَعّالٌ لذلك .