وبنو الخارجِيَّة : قبيلة ، والنِّسبة إليه خارجيٌّ.
وأمّا الأصل الآخر : فالخَرَجُ لونانِ بين سواد وبياض؛ يقال : نعامةٌ خَرْجاءُ وظليمٌ أخرج. ويقال : إنّ الخَرْجاء الشّاة تبيضّ رِجْلاها إلى خاصرتها.
ومن الباب أرض مخَرَّجَة ، إِذا كان نَبْتُها في مكان دونَ مكان. وخَرّجت الراعيةُ المَرْتَعَ ، إذا أكلَتْ بعضاً وتركَتْ بعضاً. وذلك ما ذكرناه من اختلاف اللَّونين.
خرد : الخاء والراء والدال أصلٌ واحدٌ ، وهو صَوْن الشَّيْءِ عن المَسِيس. فالجارية الخَريدة هي التي لم تُمَسَّ قطُّ. وحكى ابنُ الأعرابيّ : لؤلؤةٌ خريدة : لم تُثْقَب. قال وكلُّ عذْراءَ فهي خريدةٌ. وجاريةٌ خَرُودٌ : خَفِزَةٌ؛ وهي من الباب. قال ابن الأعرابيِّ : أخردَ الرّجُلُ : إِذَا أقلَّ كلامَه. يقال : مالك مُخْرِداً. وهو قياسُ ما ذكرناه؛ لأنّ في ذلك صَوْنَ الكلام واللسان.
خردل : خَرْدَلْتُ اللحم : قَطّعته وفرّقته. والذي عندي في هذا أنّه مشبَّه بالحبّ الذي يسمّى الخَرْدَل ، وهو اسمٌ وقع فيه الاتّفاق بين العرب والعجَم ، وهو موضوعٌ من غير اشتقاق. ومن قال خَرْذَل جعل الذال بدلاً من الدال.
خرّ : الخاء والراء أصلٌ واحدٌ ، وهو اضطرابٌ وسُقوطٌ مع صوت. فالخَريرُ : صوتُ الماء. وعينٌ خَرّارة. وقد خَرَّتْ تخُِرّ. ويقال للرّجُل إذا اضطرَبَ بطنُه : قد تخَرْخَر. وخَرَّ ، إذا سَقَطَ. قال أبو خراش ، يصفُ سيفاً :
قشيبٌ : قد خَلِط له السّمُّ بِطُعْم؛ يقال : قَشَب له ، إذا خَلَطَ له السّمّ. وإنَّما يُفْعَل ذلك ليُصادَ به ، ومثله لطفيل :
المقَشَّب : نَسْرٌ قد جُعِل له القَِشْبُ في الجِيَف ليُصادَ. ناهِضٌ : حديثُ السّنّ. والنَّسر إذا كَبِرَ اسوَدّ. وتقول : خرّ الماءُ الأرضَ : شَقّها. والأخِرَّةُ ، واحدها ، خَرير ، وهي أماكنُ مطمئنَّةٌ بين الرَّبْوَين تنقاد. وقال الأحمر : سمِعت بعض العرب ينشد بيتَ لبيد :
بأخِرَّة الثَّلَبُوتِ
والخُرُّ من الرَّحى : الموضع الذي تُلقَى فيه الحنطة. وهو قياس الباب؛ لأنَّ الحبُّ يَخُِرّ فيه. وخُرُّ الأُذُن : ثَقْبُها ، مشبَّهٌ بذلك.
خرز : الخاء والراء والزاء يدلُّ على جَمْع الشَّيء إلى الشَّيء وضَمِّه إليه. فمنه خَرْزُ الجِلْدِ. ومنه الخَرَزُ ، وهو معروف ، لأنَّه يُنْظم ويُنْضَدُ بعضُه إلى بعض. وفَقَار الظَّهر خَرَزٌ لانتظامه ، وخَرَزاتُ الملِك ، كان الملِك منهم كُلَّما مَلَكَ عاماً زِيدت في تاجه خَرَزة؛ ليُعلَم بذلك عددُ سِنِيِّ مُلْكِه. قال :
خرس : الخاء والراء والسين أُصولٌ ثلاثة؛ الأوّل : جِنْسٌ من الآنية ، والثاني : عدم النُّطق ، والثالث : نوعٌ من الطعام.
فالأوّل : الخَِرْسُ بسكون الراء ، وهو الدَّن ، ويقال : لصانِعِه الخَرّاس.
والثاني : الخَرَسُ في اللِّسَان ، وهو ذَهاب النُّطق. ويُحمَل على ذلك فيقال : كتيبةٌ خَرْساء ، إذا صَمَتَتْ من كثرةِ الدُّروع ، فليس لها قعْقعةُ سِلاح. ويقال : لَبَنٌ أخْرَسٌ : خاثِرٌ لا صوتَ له في الإناء عند الحَلْب. وسحابةٌ خَرْساءُ : ليس فيها رعد.
والثالث : الخُرْس والخُرْسة ، وهو طعامٌ يتَّخَذ للوالِدِ من النِّساء ، وتلكَ خُرسَتُها. قال :
وزعم ناسٌ أنَّ البِكْرَ تُدْعى في أوَّل حَمْلها خَرُوساً. وأنشدوا :
ويقال : الخَروس القليلةُ الدَّرِّ.
خرش : الخاء والراء والشين أصلٌ واحدٌ ، يدل على انتفاخ في الشَّيء وخُرُوق.
الأصلُ الخِرشاءُ ، وهو سَلْخُ الحيّة ، ثمّ يشبَّه به كلُّ شيء يكون فيه تلك الصِّفة ، فيقال للرُِّغوة. الخِرشاء. قال مزرِّد :
ويقال : طلعت الشَّمسُ في خِرْشَاءَ؛ أَي في غَبَرَة. وألقَى الرّجُل خَراشِيَّ صدرِه؛ أَي بُصاقاً خاثِراً. فهذا هو الأصل.
فأمّا قولهم : كلبُ خِرَاش ، فهو عندنا من باب الإبدال ، قال الراجز :
ويجوز أن يكون من خَرَشْتُ الشَّيءَ ، إذا خدشْتَه؛ وهو من الأوّل ، كأنّه إذا خُرِش نَفَر ورَبَا وتخرّقْ. فأمّا قولهم : اخترشت الشَّيءَ ، إذا كسَبْته ، فهو عندنا أيضاً من باب الإبدال ، إنّما هو اقتَرَشَ. وقد ذُكِر في بابه. وكان ابنُ الأعرابيّ يقول : اختَرَش : كَسَبَ. وكان يروي كلاماً تلك : « رُبَّ ثَدْي افترش ، ونهب اخْتَرش ، وضبٍّ احتَرَش ». وغيره يَروِي : «ونهب اقترش ». والخِراش : سِمَةٌ خفيفة. والخَرَشة : ضربٌ من الذُّباب ، ولعلّه مِن بعض ما مضى كرُه.
خرص : الخاء والراء والصاد أُصولٌ متباينة جدّاً.
فالأوّل الخَرْص ، وهو حَزْرُ الشَّيء ، يقال : خَرَصْتُ النَّخْلَ ، إذا حَزَرْتَ ثمرَه. والخرَّاصُ : الكذاب ، وهو من هذا؛ لأنَّه يقول ما لا يعلم ولا يَحُقُّ.
وأصلٌ آخر ، يقال : للحَلْقة من الذَّهب خُرْصٌ.
وأصلٌ آخر ، وهو كل ذي شُعْبَة من الشَّيءِ ذي الشُّعَب. فالخَريص من البحر : الخليج منه. والخُِرْص : كل قضيب من شجرة ، وجمعُه خِرصان. قال :
ومن هذا الأصل تسميتُهم الرُّمحَ الخُِرْص. قال :
عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخطيّا
ومنه الأخراصُ ، وهي عيدانٌ تكون مع مُشْتار العَسَل.
وأصلٌ آخر ، وهو الخَرَضُ ، وهي صفة الجائع المقرور ، يقال : خَرِصَ خَرصاً.
خرض : الخاء والراء والضاد. زعم ناسٌ أنّ الخريضَ الجاريةُ الحديثة السنِّ الحسنة. وهذا ممّا لا يعوَّل على مثله ، ولا قياسَ له.
خرط : الخاء والراء والطاء أصلٌ واحدٌ منقاسٌ مطَّرد ، وهو مُضيُّ الشَّيء ، وانسلاله. وإليه يرجعُ فروع الباب ، فيقال : اخترطْتُ السيفَ مِن غِمْده ، وخَرَطت عن الشَّجرةِ ورقَها ، وذلك أنّك إذا فعلْتَ ذلك فكأنَّ الشجرةَ قد انسلَّت منه. وقال قومٌ : الخَرْط قشْر العُود؛ وهو من ذلك. والخَرُوط من الدوابّ : الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكه ويَمضِي. ويقال : اخروَّط بهم السَّير ، إذا امتدَّ. والمخروط : الرجل الطَّويل الوجْه . واستخْرَطَ الرجل في البكاء وذلك إذا ألحَّ ولجَّ فيه مستمرّاً. والخَرَط : داءٌ يصيب ضَرْعَ الشاة فيخرُج لبنُها متعقِّداً كأنّه قِطَع الأوتار. وهي شاةٌ مُخْرِطٌ ، فإنْ كان ذلك عادتَها فهي مِخْراط. ويقال : المخاريط الحيّاتُ إذا انسلخَتْ جلودُها. قال :
و رجلٌ خَرُوطٌ : مُتَهَوِّرٌ يركبُ رأسَه ، وهو القياس. ويقال : انخَرَط علينا ، إذا انْدرَأَ بالقول السَّيِّئ. وانخَرَط جسمُ فلان ، إذا دَقَّ ، وذلك كأنّه انسلَّ من لحمه انسلالاً. ويقال : خرَطْتُ الفحلَ في الشَّول ، إذا أرسلتَه فيها.
خرطم : المُخْرَنْطِم : الغضبان. وهذه منحوتةٌ من خطم وخرط؛ لأنّ الغَضُوب خَرُوطٌ راكبٌ رأسَه. والخَطْم : الأنف؛ وهو شَمَخ بأنفِه. قال الراجز في المخْرنْطِم :
قوله : قلقت محاوِري ، يقول : اضطربَتْ حالي ومصايِر أمري. والفَغَا : البُسر الأخضر الأغبر. يقول : انتفخن من غضبهن. ومخرنطِمات : متغضِّبات. وعواسِرِي : يطالبْنَني بالشيء عند العُسْر. والمخرَنْشِم مثل المخرنطم ، ويكون الشين بدلاً من الطاء.
و الخُرطُوم معروف ، والراء زائدة ، والأصل فيه الخطم ، وقد مرّ. فأمّا الخمر فقد تُسمَّى بذلك. ويقولون : هو أوّلُ ما يَسِيل عند العَصْر. فإن كان كذا فهو قياسُ الباب؛ لأنّ الأوّلَ متقدِّم.
ومن ذلك اشتقاقُ الخَطْمِ والخِطامِ. ومن الباب تسميتُهم سادةَ القومِ الخراطيمَ.
خرع : الخاء والراء والعين أصلٌ واحدٌ ، وهو يدلّ على الرَّخاوة ، ثمّ يُحْمل عليه. فالْخِرْوَع نباتٌ ليِّنٌ؛ ومنه اشتقاق المرأة الخَرِيع ، وهي اللِّينة. وكان الأصمعيّ يُنكِر أن يكون الخَريعُ الفاجرةَ ، وكان يقول : هي التي تَثَنَّى من اللِّين. ويقال لمِشْفَر البعير إذا تدلَّى خَريع. قال :
وأخذه من عتيبة بن مرداس في قوله :
والخَرَع : لينٌ في المفاصل. ويقال : الخُرَاع جُنون النّاقة؛ وهو من الباب. وممَّا حمل على الخَرْع الشَّقُّ ، تقول : خَرعته فانخَرَع. واختَرَع الرجُل كدِبا؛ أَي اشتقّه. وانخرَعَتْ أعضاءُ البعير ، إذا زَالتْ مِن مواضعها. ويقال : المُخَرَّع المختلف الأخلاق. وفيه نظرٌ ، فإنْ صحَّ فهو من خُرَاعِ النُّوق . ويقال : خَرِعَتِ النّخلةُ ، إذا ذَهَبَ كَرَبُها ، تَخْرَعُ.
خرعب : الخَرْعَبَة والخُرْعُوبة ، وهي الشابّة الرَّخْصَة الحسَنة القَوام. وهي منحوتةٌ من كلمتين : من الخَرَع وهو اللِّين ، ومن الرُّعْبوبة ، وهي النّاعمة. وقد فُسّر في موضعه. ثمّ يُحمَل على هذا فيقال : جَمَلٌ خُرْعُوبٌ : طويلٌ في حُسْن خَلْق. وغُصْنٌ خُرْعُوبٌ : مُتَثَنٍّ. قال :
كخُرْعُوبَة البانَةِ المُنْفَطِرْ
خرف : الخاء والراء والفاء أصلان : أحدهما أن يُجْتَنَى الشَّيءُ ، والآخَرُ الطَّريق.
فالأوّل قولهم : اخترفْتُ الثَّمرة ، إذا اجتَنَيْتَها. والخريف : الزّمان الذي يُخْتَرف فيه الثِّمار. وأرضٌ مخروفة : أصابها مطرُ الخريف. والمِخْرَف : الذي يُجْتَنَى فيه. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « عائِد المريض على مَخارف الجنّة حتى يرجع ». والعرب تقول : اخْرُفْ لنا؛ أَي اجْنِ. والمَخْرَف بفتح الميم : الجماعة من النَّخْل. وقال بعضُ أهلِ اللغة : إنّ الخَروفَ يسمَّى خَروفاً لأنَّه يَخْرُف مِن هاهنا وهاهنا.
والأصل الآخر : المَخْرَفَة : الطريق. وفي الحديث : « تُرِكتَم علَى مثلِ مَخْرَفَةِ النَّعَمِ »؛ أَي علَى الطَّريقِ الواضحِ المستقيمِ. وقال :
ومن هذا الباب الإخْرَافُ ، وهو أنْ تُنْتَج الناقةُ في مثل الوقت الذي حَمَلتْ فيه. وهو القياس؛ لأنّها كأنّها لزمت ذلك القَصْدَ فلم تعوّج عنه.
وبقيت في الباب كلمةٌ هي عندنا شاذّة من الأصل ، وهو الْخَرَف ، والخَرَف : فسادُ العَقْل من الكبر.
خرفج : ممّا وضِع وضْعاً الخَرْفَجَة : حُسْنُ الغِذاء. وسَرَاويلُ مُخَرْفَجَةٌ؛ أَي واسعة.
خرق : الخاء والراء والقاف أصلٌ واحد ، وهو مَزق الشَّيء وجَوْبُه ، إلى ذلك يرجع فروعه. فيقال : خَرَقْتُ الأرضَ؛ أَي جُبْتُها. واخترَقَتِ الرِّيح الأرضَ ، إذا جابَتْها. والمخْتَرَق : الموضع الذي يخترقه الرِّياح. قال رؤبة :
وقاتِمِ الأعماق خاوِي المخْتَرَقْ
والخرْق : المَفَازة؛ لأنّ الرّياح تخترقُها. والخِرْق : الرجُل السخِيّ ، كأنّه يتخرَّق بالمعروف. والخرْق : نقيض الرِّفق ، كأنَّ الذي يفعلُه مُتَخَرِّق. والتَّخَرُّق : خَلْقُ الكذب. وريحٌ خَرقاءُ : لا تدوم في الهبوب على جهة. والخَرْقاء : المرأة لا تُحسِن عملاً. قال :
والخَرقاءُ من الشَّاءِ وغيرها : المثقوبةُ الأُذُن. وبعيرٌ أخرقُ : يقعُ مَنْسِمُه بالأرضِ قبلَ خُفِّه. والخِرْقةُ معروفةٌ ، والجمع خِرَق. وذو الخِرَقِ الطُّهويُّ سمِّي بذلك لقوله :
عليها الرِّيش والخِرَقُ
والخِرْقة من الجراد : القطعة. قال :
قال الفرَّاء : يقال : « مررتُ بِخَرِيق من الأرض بين مَسْحَاوين » ، وهي التي اتَّسعت واتَّسع نباتها. والجمع خُرُق. قال :
في خُرق تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِها
ومن الباب الخَرَق ، وهو التحيُّر والدَّهَش. ويقال : خَرِق الغزالُ ، إذا طافَ به الصَّائد فدَهِش ولَصِق بالأرض. ويقال مثل ذلك تشبيهاً : خَرِق الرَّجُل في بيته؛ إذا لم يَبرَح. والخُرَّقُ : طائرٌ يلصَق بالأرض. ثمّ يُتَّسعُ في ذلك فقال : الخَرَقُ الحَياء. وحُكِي عن بعض العرب : « ليس بها طُولٌ يَذِيمُها ، ولا قِصرٌ يُخرقُها »؛ أَي لا تستحْيِي منه فتَخْرَق. والمخاريق : ما تلعب به الصِّبيان من الخِرق المفتولة . قال :
مخاريقٌ بأيدِي لاعبينا
خرم : الخاء والراء والميم أصلٌ واحد ، وهو ضرب من الاقتطاع. يقال : خَرَمْتُ الشَّيءَ. واختَرمَهُم الدَّهر. وخُرِم الرجُل ، إذا قُطِعَتْ وتَرَةُ أنفِه ، لا يبلُغ الجدْعَ. والنَّعت أخرمُ. وكلُّ مُنْقَطَعِ طَرَفِ شيء مَخْرِم. يقال لمنقطَعِ أنف الجبل : مَخْرِم.
والخوْرَمة : أرنبة الإنسان؛ لأنَّها منقطَع الأنف وآخره وأَخْرَمُ الكتف : طرف عَيْرِه . ويمينٌ ذاتُ مخارِمَ؛ أَي ذاتُ مخارج ، واحدها مَخْرِم؛ وذلك أنّ اليمين التي لا يمكن تأوُّلها بوجه ولا كفّارة فلا مخرج لعينها ، ولا انقطاع لحكمها ، فإذا كانت بخلاف ذلك فقد صارت لها مخارِم؛ أَي مخارجُ ومنافذ ، فصارت كالشَّيءِ فيه خروق. قال :
يريد التي لا كَفّارة لها ، فهي محْرجة مضيّقة. والخَوْرم : صخرةٌ فيها خُروق وممّا يجري كالمثل والتشبيه ، قولهم : « تَخرَّم زَنْد فلان » ، إذا سكنَ غضبُه.
خرنق : الخِرْنِق : هو ولد الأرنب. والنون زائدة ، وإنَّما سمِّي بذلك لضَعفه ولُزوقِهِ بالأرض . من الخَرَق ، وقد مَرَّ. ويقال : أرضٌ مُخَرْنِقةٌ. وعلى هذا قولهم : خَرنَقَتِ النَّاقةُ ، إِذا كثُر في جانِبي سَنامها الشّحم حتَّى تراه كالخَرانِقِ.
خزب : الخاء والزاء والباء يدلُّ على وَرَم ونتُوٍّ في اللَّحم. يقال : خَزِبَت الناقةُ خَزَباً ، وذلك إذا وَرِم ضَرْعُها. والأصل قولهم : لحمٌ خِزِبٌ : رَخْصٌ. وكلُّ لحمة رَخْصَة خَزِبَة.
خزبر : الخازِبازِ : الذُّبابُ ، أو صوتُه. والخَازِبازِ : نَبْتٌ. والخازباز : وجعٌ يأخُذ الحلق. قـال :
يا خَازِبازِ أَرْسِلِ اللَّهازِمَا
خزر : الخاء والزاءُ والراء أصلان. أحدهما جِنْسٌ من الطَّبيخ ، والآخر ضِيقٌ في الشَّيء.
فالأوّل الخَزِيرُ ، وهو دقيقٌ يُلْبَكُ بشَحْم. وكانت العربُ تعَيِّر آكِلَه .
والثاني الخَزَر ، وهو ضيق العَيْنِ وصِغَرُها. يقال : رجلٌ أخْزَرُ وامرأةٌ خَزْراءُ. وتخازَرَ الرّجُل ، إذا قبَض جفنَيه ليحدِّد النّظَر. قال :
إذا تخازَرْتُ وما بي مِن خَزَرْ
و : الخَيزُرانة : سُكّانُ السّفينة.
خزّ : الخاء والزاء أصلان : أحدهما أنْ يُرَزَّ شيءٌ في آخر ، والآخر جنسٌ من الحيوان.
فالأوّل الخزُّ خَزُّ الحائط ، وهو أن يشوَّك. ويقال : خَزَّهُ بسهم؛ إذا رماه به وأثبَتَه فيه. وطعَنَهُ بالرُّمح فاختَزَّهُ . قال ابن أحمر :
حتَّى اخْتزَزْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ
فأمّا قولهم : بعيرٌ خُزَخِزٌ؛ أَي شديد ، فهو من الباب؛ لأنّ أعضاءَه كأنّها خُزَّت خَزّاً؛ أَي أُثبِتَتْ إثباتاً.
والأصل الثاني : الخُزَز : الذّكَر من الأرانب ، والجمع خِزّانٌ. قال :
خزع : الخاء والزاء والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على القَطْع والانقِطاع. يقال : تَخَزَّعَ فلانٌ عن أصحابه؛ إذا تخلّف عنهم في السَّير؛ ولذلك سمِّيت خُزاعةُ؛ لأنّهم تَخَزَّعوا عن أصحابهم وأقاموا بمَكَّة . وهو قول القائل :
ويقال : تخزَّعْنا الشَّيءَ بيننا؛ أَي اقتسمناه قِطَعاً. والخَوْزَعة : رَمْلة تنقطع من مُعْظم الرِّمال.
خزعل : يقولون : ناقةٌ بها ( خَزْعال ) ؛ أَي ظَلْعٌ. وهذه منحوتةٌ من كلمتين : من خَزَل أي قطع ، وخَزَعَ أي قطع. وقد مرّا.
خزف : الخاء والزاء والفاء ليس بشيء. فالخَزَفُ هذا المعروفُ ، ولسنا ندري أعربيٌّ هو أمْ لا. قال ابنُ دريد : الخَزْف الخَطْر باليَد عند المشْي. وهذا من أعاجيب أبي بَكر.
خزق : الخاء والزاء والقاف أصلٌ ، وهو يدلُّ على نَفاذِ الشَّيء المرمِيّ به أو اتزازِه ، فالخازِق من السّهام المُقَرْطِس ، وهو الذي يرتَزّ في قِرطاسه. وخَزَق الطّائر : دَرَق. والخَزْق : الطَّعْن. والقياس واحد.
خزل : الخاء والزاء واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الانقطاع والضَّعف. يقال : خَزَلتُ الشَّيءَ : قطعتُه. وانخَزَلَ فُلانٌ : ضعُفَ.
خزم : الخاء والزاء والميم أصلٌ يدلُّ على انثقاب الشَّيء. فكلُّ مثقوب مَخزومٌ. والطَّير كلُّها مخزُومة؛ لأنّ وَتَرَاتِ أنفها مَخزُومةٌ. ولذلك يقال : نَعام مُخَزَّمٌ. قال :
وأرفَعُ صوتي للنَّعام المُخَزّمِ
وخَزَمْت الجَرادَ في العُود : نَظَمْته. وخَزمْتُ البعيرَ ، إذا جعلْتَ في وَتَرَةِ أنْفه خِزَامةً من شَعْر. وعلى هذا القياسِ يسمَّى شجرةٌ من الشَّجر خَزَمة؛ وذلك أنّ لها لِحاءً يُفتَل منه الحِبال ، والحبال خِزامات.
وقد شذَّ عن الباب الخَزُومة : البقرة . وكلمةٌ أُخرى ، يقال : خازَمْتُ الرّجُلَ الطّريقَ ، وهو أن يأخُذَ في طريق ويأخُذَ هو في غيرِه حتَّى يلتقِيا في مكان واحد. وأخْزَمُ : رجلٌ. فأمَّا قولهم : إنّ الأخْزَم الحيَّة الذكرُ ، فكلامٌ فيه نظَر.
خزن : الخاء والزاء والنون أصلٌ يدلُّ على صيانة الشَّيءِ. يقال : خزَنْتُ الدِّرهَم وغيرَه خَزْناً؛ وخزَنتُ السِّرَّ. قال :
فأمّا خَزِنَ اللَّحمُ : تغيَّرَتْ رائحتُه ، فليس من هذا ، إنّما هذا من المقلوب والأصل خنِزَ. وقد ذُكِر في موضعه. قال طرَفة في خزن :
خزو : الخاء والزاء والحرف المعتلّ أصلان : أحدهما السياسة ، والآخر الإبعاد.
فأمّا الأوّل فقولهم : خَزَوتُهُ؛ إذا سُسْتَه. قال لبيد :
واخْزُهَا بالبِرِّ لله الأجَلْ
وقال ذو الأصبع :
وأمّا الآخَر فقولُهم : أخزَاهُ اللهُ؛ أَي أبعَدَه ومَقَتَه. والاسم الخِزْي. ومن هذا الباب قولهم : خَزِي الرَّجُل؛ اسحيا مِن قُبْح فِعله خَزَايةً ، فهو خَزيان؛ وذلك أنّه إذا فعل ذلك واستحيا تباعَدَ ونأى. قال جرير :
خسأ : الخاء والسين والهمزة يدلُّ على الإبعاد. يقال : خَسَأْتُ الكلبَ. وفي القرآن : ) قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ ( المؤمنون : 108 ، كما يقال : ابعُدوا.
خسر : الخاء والسين والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على النَّقْص. فمن ذلك الخُسْر والخُسْران ، كالكُفْر والكُفْران ، والفُرْق والفُرْقان. ويقال : خَسَرْتُ المِيزانَ وأخْسَرْتُه ، إذا نقَصْتَه. والله أعلم.
خسّ : الخاء والسين أصلان : أحدهما حقارة الشَّيء ، والآخر تداوُلُ الشَّيء.
فالأوّل : الخسيس : الحقير؛ يقال : خَسَّ الرجُل نفسهُ وأخَسَّ ، إذا أتَى بفعل خسيس. ومن هذا الباب جاوَزَتِ النّاقةُ خَسِيسَتَها ، إذا جاوَزَتْ سِنّ الحِقّة والجَذَعةِ والثَّنِيَّةِ ولحِقَت بالبُزُول. وهو القياس؛ لأنّ كلَّ هذه الأسنانِ دونَ البُزُول.
والأصل الثاني قول العرب : تَخَاسَّ القَوْمُ الأمرَ ، إذا تداوَلُوه وتسابَقُوه ، أيُّهم يأخذُه . ويقال : هذه الأُمورُ خِساس بينهم؛ أَي دُوَل. قال ابن الزّبعرَى :
خسف : الخاء والسين والفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على غموض وغُؤُور ، وإليه يرجعُ فُروع الباب. فالخَسْف والخَسَف غموضُ ظاهرِ الأرض. قال الله تعالى : ) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الاَْرْضَ (القصص : 81.
ومن الباب خُسوفُ القَمَر. وكان بعضُ أهلِ اللُّغة يقول : الخُسوف للقمر ، والكُسوف للشمس. ويقال : بئرٌ خَسِيفٌ ، إذا كُسِرَ جِيلُها فانهارَ ولم يُنتَزَحْ ماؤُها. قال :
قَليذَمٌ من العَياليم الخُسُفْ
وانخسفَت العينُ : عمِيَتْ. والمهزول يسمَّى خاسفاً؛ كأنّ لحمَه غارَ ودخَل. ومنه : بات على الخَسْفِ ، إذا باتَ جائعاً ، كأنّه غاب عنه ما أرادَه مِن طعام. وَرضِيَ بالخَسْفِ؛ أَي الدنِيّة. ويقال : وقَع النّاسُ في أخاسِيفَ من الأرض ، وهي اللَّينة تكادُ تَغْمُِضُ لِلِينها.
وممّا حُمِل على الباب قولُهم للسحاب الذي يأتي بالماء الكثير خَسِيفٌ ، كأنَّه شُبِّه بالبئر التي ذكرناها. وكذلك قولهم : ناقة خَسِيفة ؛ أَي غزيرة فأمّا قولهم : إنّ الخَسْفَ الجَوزُ المأكول فما أدري ما هُو.
خسفج : أمّا الخَيْسَفُوجة : سُكَّان السَّفينة ، فمن الكلام الذي لا يُعَرَّج على مِثله.
خسق : الخاء والسين والقاف ليس أصلاً؛ لأنَّ السِّين فيه مُبدلةٌ من الزاء ، وإنّما يُغَيَّر اللّفظُ ليغيَّر بعضُ المعنى. فالخازق من السِّهام : الذي يرتزُّ إذا أصابَ الهدف. والخاسق : الذي يتعلَّق ولا يرتَزُّ. ويقولون ـ والله أعلم بصحّته ـ إنّ الناقة الخَسُوقَ السيِّئَةُ الخُلُق.
خسل : الخاء والسين واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على ضَعْف وقِلّةِ خَطَر. فالمَخْسُول : المرذول. ورجالٌ خُسَّلٌ مثل سُخَّل ، وهم الضُّعَفاء. والكواكب المخسولة : المجهولة التي لا أسماءَ لها. قال :
خشب : الخاء والشين والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خشونة وغِلَظ. فالأخْشَب : الجبَلُ الغليظ. ومن ذلك قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، في مكّة : « لا تَزُول حَتَّى يَزُولَ أخْشَبَاها ». يريد جبلَيْها. وقول القائل يصف بعيراً :
تَحْسَب فَوقَ الشَّوْلِ مِنْه أخْشَبَا