معجم مقاییس اللغة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معجم مقاییس اللغة - نسخه متنی

ابن فارس، احمد بن فارس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




 


فإنّه شبَّهَ ارتفاعَه فوق النُّوق بالجَبل. والخَشِيب السيف الذي بُدِيءَ طَبعُه؛ ولا يكون في هذه الحال إلاّ خَشِناً. وسهمٌ مَخْشُوبٌ وخشيبٌ ، وهو حين يُنْحَتُ. وجَمَلٌ خشيب : غليظ. وكلُّ هذا عندي مشتقٌّ من الخشَب. وتخشَّبت الإبل؛ إذا أكَلَتِ اليبيسَ من المرعَى. ويقال : جَبْهةٌ خَشْبَاءُ : كريهة يابسة ليست بمستوية. وظَليمٌ خشيبٌ : غليظ. قال أبو عُبيد : الخشيبُ السَّيفُ الذي بُدِئَ طبعُه؛ ثمّ كثُر حتَّى صار عندهم الخشيبُ الصقيلَ.


خشر : الخاء والشين والراء يدلُّ على رداءة ودُون. فالخُشَارَةُ : ما بَقي  على المائِدةِ ممّا لا خَيرَ فيه. يقال : خَشَرْتُ أَخْشِرُ خَشْراً ، إذا بَقَّيتَ الرَّدِيَّ . ويقال : الخُشَارَةُ من الشَّعيرِ : ما لا لُبَّ له ، فهو كالنُّخَالة. وإنّ فُلاناً لَمِنْ خُشارَةِ النّاسِ؛ أَي رُذَالِهم.


 خشرم  : الخُشارِم : هي الأصوات ، والميم والراء زائدتان ، وإنّما هو من خَشَّ . وكذلك ( الخَشْرَم ) : الجماعة من النَّحْل ، إنَّما سمِّي بذلك لحكاية أصواتِه.


خشّ : الخاء والشين أصلٌ واحد ، وهو الوُلوج والدُّخول. يقال : خَشَّ الرّجُلُ في الشّرّ : دخل. ورجل  مِخَشٌّ : ماض  جَرِيءٌ على اللَّيل. والخَشَّاء : موضِعُ الدَّبْرِ؛ لأنَّه ينخشُّ فيه. قال ذو الإصبع :




  • إمَّا تَرَى نَبْلَهُ فخَشْرَم خَشَّــ 
    ـاءَ إذا مُسّ دَبْرُه لَكَعا



  • ـاءَ إذا مُسّ دَبْرُه لَكَعا
    ـاءَ إذا مُسّ دَبْرُه لَكَعا




ومن الباب الخَشْخاش : الجماعة؛ لأنّهم قومٌ يجتمعون ويتداخَلون. قال الكميت :


وهَيْضَلُها الخشخاشُ إذْ نَزلوا 


والخشُّ : أن يجعل الخِشاش في أنْف البعير. يقال : خَشَشْتُه فهو مخشوشٌ ، ويكون مِن خَشَب. وخَشاش الأرض  : دوابُّها. فأمّا الرجُل الخَِشاشُ الصغيرُ الرأسِ فيقال بالفتح والكسر. وهو القياس؛ لأنَّه ينْخَشُّ في الأمر بحقّه. قال طرفة :




  • أنا الرَّجُلُ الضّربُ الذي تعرفونني
    خَِشاش كرأسِ الحَيّة المُتَوَقّدِ



  • خَِشاش كرأسِ الحَيّة المُتَوَقّدِ
    خَِشاش كرأسِ الحَيّة المُتَوَقّدِ




ومن الباب ، وهو في الظاهر يبعدُ من القياس ، الخُشَشَاوانِ : عظمانِ ناتِيانِ خَلْفَ الأُذُنَين. ويقالُ للواحد : خُشَّاء  أيضاً. ولم يجِئْ في كلام العرب فُعْلاء مضمومة الفاء ساكنة العين إلاّ هذه وقُوباء ، والأصل فيها التحريك.


خشع : الخاء والشين والعين أصلٌ واحدٌ ، يدلُّ على التَّطامُن. يقال : خَشَع ، إذا تطامَنَ وطَأْطأَ رأسَه ، يخشَع خُشوعاً. وهو قريبُ المعنى من الخضوع ، إلاّ أنّ الخُضوع في البدَن والإقرارُ بالاستخذاء ، والخشوعَ في الصَّوتِ والبصر. قال الله تعالى : ) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ ( القلم : 43. قال ابنُ دريد : الخاشِع المستكينُ والرَّاكع. يقال : اختشعَ فلانٌ ، ولا يقال : اختَشَع بصَرُه. ويقال : خَشَع خَراشِيَّ صدْرِه ، إذا ألْقى بُزاقاً لزِجاً. والخُشْعَة : قِطعةٌ من الأرض قُفٌّ قد غلبَتْ عليه السُّهولة. يقال : قُفٌّ خاشع : لاطِئٌ بالأرض. قال ابنُ الأعرابيّ : بلدةٌ خاشعة : مُغْبَرَّة. قال جريرٌ :




  • لَمّا أتَى خبرُ الزُّبَيْرِ تَواضَعَت
    سُورُ المَدينةِ والجبالُ الخُشَّعُ



  • سُورُ المَدينةِ والجبالُ الخُشَّعُ
    سُورُ المَدينةِ والجبالُ الخُشَّعُ




قال الخليل : خَشَعَ سَنامُ البَعيرِ ، إذا ذهَبَ إلاّ أقلُّه.


خشف : الخاء والشين والفاء يدلُّ على الغُموض والسَّتْر وما قارب ذلك. فالخُشَّاف : طائرُ الليل ، معروف . والمِخْشَف : الرّجل الجَريءُ على اللّيل. ويقال : خَشَفَ يَخْشِفُ خُشُوفاً ، إذا ذهَبَ في الأرض وهو قياس الباب. والأخْشَف : البعير الذي غطَّى جلدَه الجربُ؛ لأنَّه إذا غطَّاه فقد سَتَره. وسيف خَشِيفٌ : ماض ، في ضريبَتِه غُموضٌ . والخَشَفَةُ : الصَّوتُ ليس بالشَّديدِ.


وممّا شَذَّ عن الأصل الخَِشُْفُ : وهو الغزالُ ، وهو صحيحٌ. ويقولونَ ـ والله أعلم ـ : إنّ الخشيفَ : الزَّعفران ، ويبيس الزَّعفرانِ .


وخشَفْتُ رَأسَه بالحَجرِ ، إذا فَضَخْته. فإِنْ كان هؤلاء الكلماتُ الثَّلاثُ صَحيحةً فَقياسُها قِياسٌ آخَر ، وهو من الهَشْمِ والكَسْر.


خشل : الخاء والشين واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حَقارة وصِغَر. قالوا : الخَشْل الرديُّ مِن كلِّ شيء. قالوا : وأصلُه الصِّغار من المُقْل ، وهو الخَشْل. الواحدة  خَشْلة. قال الشمّاخ يصف عُقَاباً ووكْرَه :




  • تَرَى قِطعاً من الأحناش فيه
    جماجِمُهنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ



  • جماجِمُهنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ
    جماجِمُهنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ




يقول : إنّ في وكره رؤوسَ الحيّات. ويقال لِرؤوس الحَلي ، من الخلاخيل والأسورة خَشْل. وهذا على معنى التشبيه ، أو لأنَّ ذلك أصغرُ ما في الحَلْي. وكان الأصمعيُّ يفسِّر بيت الشمّاخ على هذا. قال : وشبّه رؤوس  الأحناش بذلك ، وهو أشْبَه. ويقال : إنّ الخَشْل البَيْض إذا أخرج ما في جَوْفه. فإن كان هذا صحيحاً فلا شيءَ أحقَرُ من ذلك. وهو قياس الباب.


خشم : الخاء والشين والميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على ارتفاع. فالخَيْشوم : الأنف. والخَشَم : داءٌ يعتَرِيه. والرجل الغليظُ الأنْفِ خُشَام. والمُخَشَّم : الذي ثار  الشَّرابُ في خَيشومه فسَكِر. وخياشيم الجِبال : أُنوفُها.


وشذَّت عن الباب كلمةٌ إن كانت صحيحة. قالوا : خَشِم اللّحمُ تغيّر.


خشن : الخاء والشين والنون أصلٌ واحد ، وهو خلافُ اللِّين. يقال : شيءٌ خَشِنٌ. ولا يكادُون يقولون في الحجَر إلاّ الأخْشَن. قال :


 و الحجرُ الأخْشَنُ والثِّنَايَهْ


واخشَوْشَنَ الرَّجُل ، إذا تماتَنَ وترك التُّرْفَهَ. وكتيبة خشناءُ؛ أَي كثيرة السِّلاح.


خشى : الخاء والشين والحرف المعتلّ يدلُّ على خَوف وذُعْر ، ثمّ يحمل عليه المجاز. فالخَشَية الخَوْف. ورجلٌ خَشْيَانٌ. وخاشَانِي فلانٌ فخشَيْتُه؛ أَي كنتُ أشدَّ خَشْيةً منه.


والمجاز قولهم : خَشِيت بمعنى عَلِمت. قال :




  • ولقد خَشِيت بأنَّ مَن تَبِعَ الهُدى
    سكَنَ الجِنَانَ مع النبيِّ محمّدِ



  • سكَنَ الجِنَانَ مع النبيِّ محمّدِ
    سكَنَ الجِنَانَ مع النبيِّ محمّدِ




أي علِمتُ. ويقال : هذا المكانُ أخْشَى من ذلك؛ أَي أشدُّ خوفاً.


وممّا شذَّ عن الباب ، وقد يمكن الجمعُ بينهما على بُعد ، الخَشْوُ : التمر الحَشَف. وقد خَشَتِ النَّخلةُ تَخْشُو خَشْواً. والخَشِيُّ من اللّحم  : اليابسُ.


خصب : الخاء والصاد والباء أصلٌ واحد ، وهو ضدُّ الجَدْب. مكانٌ مُخْصِبٌ : خَصِيبٌ. ومن الباب الخِصَاب : نَخْل الدَّقَل .


خصر : الخاء والصاد والراء أصلان : أحدهما البَرْد ، والآخر وسَط الشَّيء.


فالأوّل : قولهم : خَصِر الإنسانُ يَخْصَر خَصَراً ، إذا آلَمهُ البَرد في أطرافه. وخَصِر يومنا خَصراً؛ أَي اشتدَّ برْدُه. ويومٌ خَصِرٌ. قال حسّان :




  • رُبَّ خال لِيَ لو أَبْصَرْتِهِ
    سَبِطِ المِشْيةِ في اليومِ الخَصِرْ



  • سَبِطِ المِشْيةِ في اليومِ الخَصِرْ
    سَبِطِ المِشْيةِ في اليومِ الخَصِرْ




وأمَّا الآخَر فالخَصْر خَصْر الإنسانِ وغيره ، وهو وَسَطُه المستدِقُّ فوق الورِكين. والمُخَصَّر : الدقيق الخَصْر. ومنه النَّعلُ المُخَصَّرَة. وأمّا المِخْصَرَةُ فقضيبٌ أو عصاً يكون مع الخاطب إذا تكلَّم؛ والجمعُ مَخاصر. قال :


إذا وصَلُوا أيمانَهُمْ بالمخاصرِ


وإنّما سُمِّيت بذلك لأنّها تُوازِي خَصْر الإنسان. والمخَاصَرة : أن يأخذ الرجل  بيَدِ آخَر  ويَتماشَيانِ ويَدُ كلِّ واحد منهما عندَ خَصْرِ صاحبِه. قال :




  • ثُمَّ خاصَرْتُها إلى القبَّة الخَضْــ
    ــراءِ تمشِي في مَرْمَر مَسْنُونِ



  • ــراءِ تمشِي في مَرْمَر مَسْنُونِ
    ــراءِ تمشِي في مَرْمَر مَسْنُونِ




وخَصْر الرّمْل : وسَطَه. قال :




  • أخَذْنَ خُصُورَ الرّمْلِ ثمَّ جَزَعْنَه
    على كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشيب وَمُفْأَمِ



  • على كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشيب وَمُفْأَمِ
    على كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشيب وَمُفْأَمِ




والاختصار في الكلام : تَرْكُ فُضولهِ واستيجاز معانيه. وكان بعضُ أهل اللغة يقول الاختصار أخْذُ أوساط الكلامِ وتَرْكُ شُعَبِه. ويقال : إنّ المخاصرةَ في الطَّريق كالمحازَمَة . وقد ذُكِر. والله أعلم.


خصّ : الخاء والصاد أصلٌ مطّرد منقاس ، وهو يدلُّ على الفُرْجة والثُّلمة. فالخَصَاص الفُرَج بين الأثافيّ. ويقال للقمر : بدا من خَصَاصة السّحاب. قال ذو الرُّمّة :




  • أصَابَ خَصَاصَهُ فَبَدَا كليلاً
    كَلاَ وانغلَّ سائِرُه انغِلالا



  • كَلاَ وانغلَّ سائِرُه انغِلالا
    كَلاَ وانغلَّ سائِرُه انغِلالا




والخَصَاصة : الإملاق. والثُّلْمة في الحال.


ومن الباب خَصَصْت فلاناً بشيء خَصُوصِيَّةً ، بفتح الخاء  ، وهو القياس لأنَّه إذا أُفرِد واحدٌ فقد أوقَع فُرْجَةً بينه وبين غيره ، والعموم بخلاف ذلك والخِصِّيصي : الخَصوصية.


خصف : الخاء والصاد والفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على اجتماعِ شيء إلى شيء. وهو مطّرِدٌ مستقيم. فالخَصْف خَصْفُ النَّعْل ، وهو أن يُطَبَّق عليها مثلُها. والمِخْصَف : الإشْفَى والمِخْرزُ. قال الهذليّ  :




  • حَتَّى انتهَيْتُ إلى فِراشِ عَزِيزة
    سَوداءَ رَوْثَةُ أَنفِها كالمِخْصَفِ



  • سَوداءَ رَوْثَةُ أَنفِها كالمِخْصَفِ
    سَوداءَ رَوْثَةُ أَنفِها كالمِخْصَفِ




يعني بِفراشِ العَزيزة عُشَّ العُقَاب.


ومن الباب الاختصاف ، وهو أن يأخذ العُرْيانُ على عَوْرته ورقاً عريضاً أو شيئاً نحْوَ ذلك يَسْتَتِرُ به. والخَصِيفَة : اللَّبنُ الرائبُ يُصَبُّ عليه الحَليبُ.


ومن الباب ، وإن كانا يخْتلفانِ في أنّ الأوّل جَمْعُ شيء إلى شيء مطابقةً ، والثاني جَمْعه إليه من غير مطابقة ، قولُهم : حَبْلٌ خَصِيفٌ؛ فيه سوادٌ وبياض. قال بعضُ أهلِ اللُّغة : كلّ ذي لونينِ مجتمعين فهو خَصِيفٌ. قال : وأكثر ذلك السَّوادُ والبياضُ. وفرس أَخْصَفُ ، إذا ارتفَعَ البلَق من بطنه إلى جنْبَيه.


ومن الباب الخَصَفةُ ، وهي الجُلَّةُ من التَّمْرِ؛ وتكون مخصوفةً. قال :


تَبِيعُ بَنِيهَا بِالخِصافِ وبالتَّمْرِ


ومن الذي شذَّ عن هذه الجملة قولُهم للنّاقة إذا وضعت حَمْلَها بعد تسعة أشهر : خَصَفَتْ تخْصِف خِصافاً؛ وهي خَصُوفٌ.


خصل : الخاء والصاد واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على القَطْعِ والقِطعةِ من الشَّيء ، ثمّ يحمَل عليها تشبيهاً ومجازاً. فالخَصْل القَطْع. وسيف مِخْصَل : قطَّاع . والخُصْلة من الشَّعَْر معروفة. والخَصِيلة : كلُّ لحمة فيها عَصَبٌ. هذا هو الأصل.


وممّا حُمِل عليه الخُصَلْ أطراف الشّجرِ المتدلّيةُ. ومن هذا الباب الخَصْل في الرِّهان ، وذلك أن تُحْرِزَه. والذي يحرزُه طائفةٌ من الشَّيء. ثمَّ قيل : في فلان خَصْلةٌ حَسنَةٌ وسيِّئة. والأصل ما ذكرناه.


خصم : الخاء والصاد والميم أصلان : أحدهما المنازعة ، والثاني جانبُ وِعاء.


فالأوّل : الخَصْمُ الذي يُخاصِم. والذّكرُ والأُنثى فيه سواءٌ. والخِصام : مصدرُ خاصمتُه مُخاصَمةً وخِصاماً. وقد يجمع الجمعُ على خُصوم. قال :


وقد جَنَفَتْ عَلَيَّ خُصُومِي


والأصل الثاني : الخُصْم جانب العِدْل الذي فيه العُرْوة. ويقال : إنّ جانب كلِّ شيء خُصْمٌ. وأخْصامُ العين : ما ضُمَّتْ عليه الأشفار. ويمكن أنْ يُجمَع بين الأصلين فيردَّا إلى معنىً واحد. وذلك أنّ جانِبَ العِدل مائلٌ إلى أحد الشقّينِ ، والخَصْم المنازِعُ في جانب؛ فالأصل واحدٌ.


خصن : الخاء والصاد والنون ليس أصلاً ، وفيه كلمةٌ واحدةٌ إن صَحَّت. قالوا : الخَصِين : الفأس الصَّغيرة.


خصى : الخاء والصاد والحرف المعتلّ كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاسُ عليها إلاّ مجازاً ، وهي قولهم : خَصَيتُ الفَحْل خَصْياً. و« برِئْتُ إليك من الخِصاء ». ومعنى خَصَيْت فعلٌ مشتقٌّ من الخُصْي؛ وهو إيقاعٌ به ، كما يقال ظَهَرْتُه وبطنته ، إذا ضربتَ ظهْرَه وبطنَه. فكذلك خَصَيته : نزعت خُصْيَيْه.


خضب : الخاء والضاد والباء أصلٌ واحدٌ ، وهو خَضْبُ الشَّيء. يقال : خضبت اليدَ وغيرَها أخْضِبُ. ويقال للظليم خاضِبٌ ، وذلك إذا أكلَ الرَّبيعَ فاحمرَّ ظُنْبوباه أَو اصفَرَّا. قال أبو دُوَاد :




  • له ساقا ظليم خا
    ضب فُوجِئَ بالرُّعْبِ



  • ضب فُوجِئَ بالرُّعْبِ
    ضب فُوجِئَ بالرُّعْبِ




ولا يقال إلاّ للظَّليم ، دُونَ النعامة. يقال : امرأةٌ خُضَبَةٌ : كثيرة الاختضاب. ويقال  خَضَبَ النّخلُ ، إذا اخضرَّ طَلْعُه. وقال بعضهم : خضب الشجر يَخْضب  إذا اخْضَرَّ؛ واخضَوْضَب. والكَفُّ الخَضيبُ : نجم؛ وهذا على التَّشبيه. وأَمّا الإجَّانة وتسميتُهم إيّاها المِخْضَب فهو في هذا؛ لأنّ الذي يُخْضَب به يكون فيها .


خضد : الخاء والضاد والدال أصلٌ واحدٌ مطّرِدٌ ، وهو يدلُّ على تَثَنٍّ في شيء ليِّن. يقال : انخضد العُود انخِضاداً ، إذا تَثَنَّى من غير كَسْر. وخَضَدتُه : ثَنَيْتُه. وربَّما زادُوا في المعنى فقالوا : خضَدْتُ الشجرةَ ، إذا كَسَرت شوكتَها. ونباتٌ خَضيدٌ. والأصلُ هو الأوَّل؛ لأنّ الخضيد هو الرّيَّان الناعم الذي يتثنَّى لِلِينه. فأمّا قولُ النَّابغة :




  • يَمُدُّهُ كلُّ واد مُتْرَع لجِب
    فيه رُكامٌ من اليَنْبُوتِ والخَضَدِ



  • فيه رُكامٌ من اليَنْبُوتِ والخَضَدِ
    فيه رُكامٌ من اليَنْبُوتِ والخَضَدِ




فإنّه يقال : الخَضَد ما قُطِع من كلِّ عُود رَطْب. ويقال : خَضَدَ البعيرُ عُنقَ البعير ، إذا تقاتلاَ فَثنَى أحدُهما عُنُقَ الآخَر.


خضر : الخاء والضاد والراء أصل واحد مستقيم ، ومحمولٌ عليه. فالخُضرة من الألوان معروفة. والخَضْراء : السَّماء ، لِلَونها ، كما سُمِّيت الأرضُ الغَبراء. وكتيبةٌ خضراءُ ، إذا كانت عِلْيَتُها  سواد الحديد ، وذلك أنّ كلَّ ما خالَفَ البياضَ فهو في حَيِّز السَّواد؛ فلذلك تداخلت هذه الصفاتُ ، فيسمَّى الأسودُ أخضَر. قال الله تعالى في صفة الجنَّتين : ) مُدْهَامَّتَانِ ( الرحمن : 64 أي سَوداوان. وهذا من الخضرة؛ وذلك أنّ النَّبات الناعم الريَّانَ يُرَى لشدّة خُضرته من بُعد أسود. ولذلك سُمِّي سَوادُ العِراق لكثرة شجرِه. والخُضْر : قومٌ سُمُّوا بذلك لسواد ألوانهم. والخُضرة في شِيات الخَيل : الغُبرة تخالطها دُهْمة. فأَمّا قوله :




  • وأنا الأخضرُ مَن يعرفني
    أخْضَرُ الجلدة في بيتِ العربْ



  • أخْضَرُ الجلدة في بيتِ العربْ
    أخْضَرُ الجلدة في بيتِ العربْ




فإنّه يقول : أنا خالصٌ؛ لأنّ ألوان العرب سُمْرَةٌ . فأمّا الحديثُ : « إيّاكم وخَضْرَاءَ الدِّمَن » فإنّ تلك المرأةُ الحسناءُ في منبتِ سَوْء ، كأنّها شجرةٌ ناضرة في دِمْنة بَعر. والمخاضرة : بيع الثِّمار قبل بدُوِّ صلاحِها؛ وهو منهيٌّ عنه. وأمّا قولهم : « خُضْر المَزَاد » فيقال إنّها التي بقيت فيها بقايا ماء فاخضرّت من القِدم ، ويقال بل خُضْرُ المزاد الكُروش.


ويقال : إنّ الخَضَارَ البقلُ الأوّل.


فأمّا قوله : « ذهب دمُه خِضْراً » ، إذا طُلّ. فأَحسِبه من الباب. يقول : ذهب دمُه طرِيّاً كالنَّبات الأخضر ، الذي إذا قُطِع لم يُنتفَع به بعدَ ذلك وبَطَل وذَبُل.


فأمّا قولهم : إنّ الخَضار اللَّبنُ الذي أُكثِر ماؤه ، فصحيحٌ ، وهو من الباب؛ لأنَّه إذا كان كذا غَلَبَ الماءُ ، والماء يسمَّى الأسمر. وقد قلنا إنّهم يسمُّون الأسْوَدَ أخضرَ ، ولذلك يسمَّى البحرُ خُضارة.


 خضرع  : الخُضَارِع قالوا : هو البخيل  ، فإن كان صحيحاً فهو من خضع وضرع ، والبخيل كذا وصفُه.


 خضرم  : الخِضْرِم : هو الرجُل الكثير العطيَّة. وكلُّ كثير خِضْرِمٌ. والراء فيه زائدة ، والأصل الخاء  والضاد والميم. ومنه الرجل الخِضَمّ ، وقد فسّرناه.


 و  رجلٌ مُخَضْرمُ الحَسَبِ ، وهو الدَّعِيُّ. ولَحمٌ مُخَضْرَم : لا يُدرَى أمِن ذَكَر هو أو من أُنثَى.


خضّ : الخاء والضاد أصلان : أحدهما قِلَّة الشَّيء وسَخافته ، والآخر الاضطراب في الشَّيءِ مع رطوبة.


فالأوّل الخَضَض :  الخرز  الأبيض يَلْبَسُه الإماء. والرّجُل الأحمق خَضَاض. ويقال للسَّقَط من الكلام : خَضَضٌ. ويقال : ما على الجارية خَضَاضٌ؛ أَي ليس عليها شيءٌ من حَلْي. والمعنى أنّه ليس عليها شيءٌ حَتَّى الخَضَض الذي بدأْنا بذكره. قال الشاعر :




  • ولو بَرَزَتْ من كُفَّةِ السّتْرِ عاطلاً
    لقُلتَ غَزالٌ ما عليه خَضَاضُ



  • لقُلتَ غَزالٌ ما عليه خَضَاضُ
    لقُلتَ غَزالٌ ما عليه خَضَاضُ




وأمّا الأصل الآخَر فتَخَضْخض الماء. والخَضْخاض : ضربٌ من القَطِران. ويقال : نبتٌ خُضَخِضٌ؛ أَي كثيرُ الماء. تقول : كأنّه يتخضخضُ من رِيِّه.


وقد شذّ عن الباب حرفٌ واحدٌ إن كان صحيحاً ، قالوا : خاضَضْتُ فلاناً إذا بايعتَه مُعارَضة . وهو بعيدٌ من القياس الذي ذكرناه.


خضع : الخاء والضاد والعين أصلان : أحدُهما تطامُنٌ في الشَّيء ، والآخرُ جنسٌ من الصّوت.


فالأوّل الخُضُوع. قال الخَليل : خضع خُضوعاً ، وهو الذلُّ والاستخذاء. واختَضَع فلانٌ؛ أَي تذلّل وتقاصر. ورجلٌ أخْضَعُ وامرأةٌ خَضْعاءُ ، وهما الرّاضِيانِ بالذُّلِّ. قال العجّاج :




  • وصرتُ عبداً للبَعوضِ أخْضَعَا
    يَمَصُّنِي مَصَّ الصَّبِيِّ المُرْضِعا



  • يَمَصُّنِي مَصَّ الصَّبِيِّ المُرْضِعا
    يَمَصُّنِي مَصَّ الصَّبِيِّ المُرْضِعا




وقال غيره : خَضَعَ الرّجلُ ، وأخْضَعَهُ الفقرُ. ورجلٌ خُضَعةٌ : يَخْضَعُ لكلِّ أحَد. قال الشّيبانيّ : الخَضَع انكبابٌ في العُنُق إلى الصَّدْر؛ يقال : رجُلٌ أخْضَع وعُنُقٌ خَضْعاء. قال زهير :




  • وَرْكاءُ مُدْبِرةً كَبْدَاءُ مُقْبِلَةً
    قوْداءُ فيها إذا استعرضْتَها خَضَعُ



  • قوْداءُ فيها إذا استعرضْتَها خَضَعُ
    قوْداءُ فيها إذا استعرضْتَها خَضَعُ




قال بعض الأعراب : الخَضَعُ في الظِّلمانِ : أنثناءٌ في أعناقها. قال أبو عمرو : المُختضِع من اللواحم المتطامِنُ رأسُه إلى أسفلِ خُرطومِه. قال النابغة  :




  • أهْوَى لها أمْغَرُ السَّاقين مختضِعٌ
    خُرطومُه من دِماء الصَّيدِ مختضبُ



  • خُرطومُه من دِماء الصَّيدِ مختضبُ
    خُرطومُه من دِماء الصَّيدِ مختضبُ




قال ابنُ الأعرابيّ : الأخضع المتطامِن. ومنه حديث الزبير : « أنّه كان أخْضَعَ أشعَر ». قال أبو حاتم : الخُِضْعانُ  أنْ تخضَع الإبلُ بأعناقِها في السَّير ، وهو أشدُّ الوَضْع. قال : ويقال أَخْضَعَه الشَّيبُ وخَضَعَه. قال : ويقال : اختضَع الفحلُ النّاقةَ ، وهو أنْ يُسَانَّها  ثمّ يَخْتَضِعها إلى الأرض بكلكَلِه. ويقال : خضَع النَّجمُ ، إذا مالَ للمغيب. قال امرؤ القيس :




  • بَعَثْتُ إليها والنجومُ خواضعٌ
    بِلَيْل حِذاراً أنْ تَهُبَّ وتُسْمَعا



  • بِلَيْل حِذاراً أنْ تَهُبَّ وتُسْمَعا
    بِلَيْل حِذاراً أنْ تَهُبَّ وتُسْمَعا




قال ابن دريد : خَضَع الرّجلُ وأخْضَع ، إذا لانَ كلامُه. وفي الحديث : « نهى أنْ يُخضِع الرّجلُ لغير امرأته ». أي يليِّن كلامه.


وأمّا الآخر فقال الخليل : الخَيْضعَةُ : التفافُ الصَّوت في الحربِ وغيرِها. ويقال : هو غُبَارُ المعركةِ.


وهذا الذي قِيل في الغُبار فليس بشيء؛ لأنَّه لا قِياسَ له ، إلاّ أن يكون على سبيلِ مجاوَرَة. قال لبيدٌ في الخَيْضعة :


الضاربُونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ

/ 228