رهم : الراء والهاء والميم يدلُّ على خِصْب ونَدىً. فالرِّهْمَة : المَطْرة الصَّغيرةُ القَطْر؛ والجمعُ رِهَمٌ ورِهام. وروضة مَرْهُومَةٌ. وأَرْهَمَتِ السّماء : أتت بالرِّهام. ونزلنا بفلان فكُنّا في أرهَمِ جانِبَيه؛ أَي أخصبهما.
رهن : الراء والهاء والنون أصلٌ يدلّ على ثباتِ شيء يُمسَك بحقٍّ أو غيره. من ذلك الرَّهْن : الشَّيءُ يُرْهَن. تقول : رهَنْت الشَّيءَ رهْناً؛ ولا يقال : أرهَنْتُ. والشَّيء الرَّاهن : الثابت الدائم. ورَهَن لك الشَّيءُ : أقام وأرهنْتُه لك : أقمتُه. وقال أبو زيد : أرْهَنْتُ في السِّلعة إرهاناً : غالَيْتُ فيها. وَهو من الغَلاء خاصَّة. قال :
عِيدِيَّةً أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانيرُ
وعبارة أبي عُبيد في هذا عبارة شاذّة. لكنّ ابن السكّيت وغيره قالوا : أُرْهِنَتْ أُسْلِفَتْ. وهذا هو الصَّحيح. قالوا كلُّهُم : أرهَنْتُ ولَدي إرهاناً : أخْطَرْتُهُمْ . فأمّا تسميتهم المهزُولَ من النّاس و الإبلِ راهناً ، فهو من الباب؛ لأنّهم جعلوه كأنّه من هُزاله يثبُت مكانَه لا يتحرَّك. قال :
يقال منه رَهَنَ رُهوناً.
رهّ : الراء والهاء إن كان صحيحاً في الكلام فهو يدلُّ على بصيص : يقال : ترَهْرَه الشَّيءُ ، إذا وَبَصَ. فأمّا الحديثُ : « أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا شُقَّ عن قَلْبه جِيء بطَسْت رَهْرَهَة » ، فحدّثَنا القطّان عن المفسّر عن القُتَيبيّ عن أبي حاتم قال : سألتُ الأصمعيّ عنه فلم يعرفه. قال : ولستُ أعرفُه أنا أيضاً ، وقد التمستُ له مَخرجاً فلم أجِدْه إلاّ من موضع واحد ، وهو أن تكونَ الهاء فيه مبدلةً من الحاء ، كأنّه أراد : جِيءَ بطَسْت رَحْرحة ، وهي الواسعة. يقال : إناءٌ رَحْرَحٌ ورَحْرَاحٌ. قال :
إلى إزاء كالمِجَنِّ الرَّحْرَحِ
والذي عندي في ذلك أنّ الحديثَ إنْ صحَّ فهو من الكلمة الأُولى ، وذلك أنَّ لِلطَّسْتِ بصيصاً.
وممّا شذَّ عن الباب الرَّهْرهتان : عَظْمانِ شاخصانِ في بواطن الكَعْبَيْن ، يقبل أحدُهُما على الآخر.
رهو : الراء والهاء والحرف المعتلّ أصلان ، يدلُّ أحدُهما على دَعَه وخَفْض وسكون ، والآخرُ على مكان قد ينخفض ويرتفع.
فالأوّل الرَّهْو : البحر الساكن. ويقولون : عيشٌ راه؛ أَي ساكن. ويقولون : أَرْهِ على نفسك؛ أَي ارفُقْ بها. قال ابن الأعرابيِّ : رَها في السَّير يرهُو ، إذا رفَق. ومن الباب الفرس المِرْهاءُ في السَّير ، وهو مِثل المِرْخاء. ويكون ذلك سرعةً في سكون من غير قلق.
وأمّا المكان الذي ذكرناه فالرَّهْو : المنخفِض من الأرض ، ويقال : المرتفِع. واحتجّ قائل القول الثاني بهذا البيت :
يظلُّ النِّساء المرضِعاتُ برهْوَة
قال : وذلك أنَّهنّ خوائفُ فيطُلبْن المواضعَ المرتفِعة. وبِقول الآخَر :
وحكى الخليل : الرَّهْوة : مستنقَعُ الماءِ ، فأمّا حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، حين سُئل عن غَطَفان فقال : « رَهْوَةٌ تَنْبَُِعُ ماءً » ، فإنّه أراد الجبلَ العالي. ضرب ذلك لهم مثلاً . وقد جاءَ عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : « أكَمَةٌ خَشْناء تنفِي النَّاسَ عنها ». قال القُتَيبيّ : الرَّهوة تكون المرتفِعَ من الأرض ، وتكون المنخفضَ. قال : وهو حرفٌ من الأضداد. فأمّا الرَّهاء فهي المَفازة المستوية قَلَّما تخلو من سَراب.
وممّا شذّ عن البابين الرَّهْو : ضربٌ من الطّير. والرَّهو : نعت سَوء للمرأة. وجاءت الخيل رهْواً؛ أَي متتابعة.
روب : . . . أعِرْني رُؤبة فرسِك. ويقال : فلانٌ لا يقومُ برُوبَةِ أهلِه؛ أَي بما أسنَدُوه إليه من حاجاتِهم ، كأنّه شبِّه ذلك باللَّبن. وقال ابنُ الأعرابيّ : رُوبَة الرجل : عَقْلُه. قال بعضهم وهو يحدِّثني : وأنا إِذْ ذاك غلامٌ ليست لي رُوبة. فأمّا الهمزة التي في رُؤْبة فهي تجيء في بابهِ.
روث : الراء والواو والثاء كلمتان متباينتان جِدّاً. فالرَّوْثة : طرف الأرنَبة. والواحدة من رَوْث الدّوَابّ.
روج : الراء والواو والجيم ليس أصلاً. على أنّ الخليل ذكر : روَّجْتُ الدّراهِمَ ، وفلانٌ مُروِّج. ورَاجَ الشَّيءُ يروجُ ، إذا عُجِّل به. وكلٌّ قد قيل ، والله أعلَمُ بصحّته ، إلاّ أنّي أراه كلَّه دخيلاً.
روح : الراء والواو والحاء أصلٌ كبير مطّرد ، يدلُّ على سَعَة وفُسْحَة واطّراد. وأصل ذلك كلِّه الرِّيح. وأصل الياء في الريح الواو ، وإنّما قلبت ياءً لكسرة ما قبلها. فالرُّوح رُوح الإنسان ، وإنّما هو مشتقّ من الرِّيح. وكذلك الباب كلّه. والرَّوْح : نسيم الرِّيح. ويقال : أراحَ الإنسانُ ، إذا تنفَّسَ. وهو في شعر امرئ القيس . ويقال : أرْوَحَ الماءُ وغيرُه : تغيَّرتْ رائحته. والرُّوح : جَبْرَئِيل (عليه السلام) . قال الله جلّ ثناؤه : ) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَْمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ ( الشعراء : 193 و 194. والرَّواح : العِشيُّ؛ وسمِّي بذلك لرَوحِ الرِّيح. فإنَّها في الأغلب تَهُبّ بعد الزّوال. وراحوا في ذلك الوقتِ ، وذلك من لَدُنْ زوالِ الشّمس إلى الليل. وأرحْنَا إبلَنا : ردَدْناها ذلك الوقْتَ. فأمَّا قولُ الأعشى :
فقال قومٌ : هي المتفرِّقة. وقال آخرون : هي الرّائحةُ إلى أوكارها. والمُرَاوَحَةُ في العمَلْين : أن يَعْمل هذا مرّةً و هذا مَرَّة. والأرْوَح : الذي في صُدور قدميه انْبساط. يقال : رَوِحَ يَرْوَحْ رَوحاً. وقَصْعةٌ رَوْحاء : قريبة القَعر. ويقال : الأرْوَح من النّاس : الذي يتباعد صُدورُ قدمَيه ويتدانى عَقِباه؛ وهو بَيِّن الرَّوَح. ويقال : فلانٌ يَرَاحُ للمعروف ، إذا أخذَتْه له أرْيَحِيّة. وقد رِيحَ الغَدير : أصابته الرِّيح. وأرَاحَ القومُ : دخلوا في الرِّيح. ويقال للميِّت إذا قَضى : قد أراحَ. ويقال : أرَاحَ الرّجُل ، إذا رجعت إليه نَفْسُه بعد الإعياء. وَأَرْوَحَ الصَّيدُ ، إذا وجَدَ رِيحَ الإنسيّ. ويقال : أتانا وما في وجهه رائِحةُ دم . ويقال : أَرَحْتُ على الرّجُل حَقَّهُ ، إذا ردَدْتَه إليه. وأفعل ذلك في سَراح ورَواح؛ أَي في سهولة. والمَرَاح : حيث تأوِي الماشيةُ باللَّيل. والدُّهْن المروَّح : المطيَّب. وقد تَروَّحَ الشّجر ، ورَاح يَرَاح ، معناهما أن يَتَفَطَّر بالورق . قال :
رَاحَ العِضاهُ بهمْ والعِرقُ مَدخُول
أبو زيد : أروَحَنِي الصَّيدُ إرواحاً ، إذا وَجَدَ رِيحك. وأرْوَحْتُ من فلان طِيباً. وكان الكسائيّ يقول : « لم يُرِحْ رائحةَ الجنّة » من أَرَحْت. ويجوز أن يقال : « لم يَرَح » مِن رَاحَ يَرَاحُ ، إذا وجَدَ الرِّيح . ويقال : خرجُوا برِيَاح من العشي وبرَوَاح وإرْوَاح . قال أبو زيد : راحَت الإبل تَرَاح ، وأرحْتُها أنا ، مِن قوله جلَّ جلالُه : ) حِينَ تُرِيحُونَ ( النحل : 6. ورَاحَ الفَرَسُ يَرَاحُ راحةً ، إذا تحصَّنَ. والمَرْوَحة : الموضع تخترق فيه الرِّيح. قيل : إنّه لعمر بن الخطّاب وقيل بل تمثّلَ به :
والرَّيِّح : ذو الرَّوْحِ؛ يقال : يومٌ رَيِّح : طيّب. ويوم رَاحٌ : ذو رِيح شَديدة. قالوا : بُنِيَ على قولهم : كَبْشٌ صافٌ كثير الصُّوف. وأمَّا قولُ أبي كبير :
فذلك وِجْدانُه الرَّوْح. وسُمِّيت الترويحة في شهر رمضان لاستراحة القومِ بعد كلِّ أربع ركَعات. والرَّاحُ : جماعةُ راحة الكفّ. قال عَبيد :
الرَّاح : الخمر. قال الأعشى :
وتقول : نَزَلَتْ بفُلان بَلِيَّةٌ فارتاح الله ، جلَّ وعزّ ، له برحمة فأنقَذَه منها. قال العجّاج :
قال : وتفسير ارتاح : نَظَر إليَّ ورَحِمَنِي. وقال الأعشى في الأريحيّ :
قال الخليل : يقال لكلِّ شيء واسع أَرْيَحُ ، ومَحْمِلٌ أَرْيَح. وقال بعضُهم : مَحْمِلٌ أَرْوحُ. ولو كان كذلك لكان ذمَّهُ؛ لأنَّ الرَّوَح الانبطاح ، وهو عيبٌ في المَحْمِل. قال الخليل : الأريحيُّ مأخوذٌ مِن رَاحَ يَرَاح ، كما يقال للصَّلْت أَصْلَتِيٌّ.
رود : الراء والواو والدال معظمُ بابِه يدلُّ على مجيء وذَهاب من انطلاق في جهة واحدة.تقول : راودْتُه على أن يَفعل كذا ، إذا أردْتَه على فِعله. والرَّوْد : فِعْلُ الرَّائد. يقال : بعثْنا رائداً يرُودُ الكلأَ؛ أَي ينظُر ويَطلُب. والرِّياد : اختلافُ الإبل في المرعَى مُقْبلةً ومدبرة. رادَتْ تَرُودُ رِياداً. والمَرَاد : الموضعُ الذي ترُودُ فيه الرَّاعية. ورادَت المرأةُ تَرودُ ، إذا اختلفَتْ إلى بيوت جاراتها. والرَّادَة : السَّهلة من الرِّياح ، لأنّها تَرُودُ لا تَهُبُّ بشِدّة. ورائِدُ العَين : عُوَّارها الذي يَرُود فيها. وقال بعضهم : الإرادة أصلها الواو ، وحجّته أنَّك تقول : راوَدْته على كذا. والرَّائد : العُود الذي تُدار به الرَّحَى. فأمّا قول القائل في صفة فرس :
جَوَادَ المَحَثَّة والمُرْوَدِ
فهو من أَرْوَدتُ في السَّيرِ إرْواداً ومُرْوَداً ، ويقال : مَرْوَداً أيضاً؛ وذلك من الرِّفْق في السَّيرِ. ويقال : « رادَ وِسادُه »؛ إذا لم يستقِرّ ، كأنّه يجيءُ ويذهبُ . ومن البابِ الإروادُ في الفعلِ : أن يكون رُوَيداً. وراوَدتُه على أن يفعلَ كذا : إذا أردْتَه على فعلِه. ومن الباب : جاريةٌ رُودٌ : شابّةٌ ، وتكبير رُويد رُودٌ ، قال :
كأنّها مِثلُ من يمشي على رُود
والمِرْوَدُ : المِيلُ.
روز : الراء والواو والزاء كلمةٌ واحدةٌ ، وهي تدلُّ على اختبار وتجريب. يقال : رُزْت الشَّيءَ أَرُوزُه ، إذا جرَّبْتَه.
روض : الراء والواو والضاد أصلانِ متقاربانِ في القياس ، أحدهما يدلُّ على اتّساع ، والآخَرُ على تَلْيِين وتسهيل.