رند : الراء والنون والدال أُصَيلٌ يدلُّ على جنس من النَّبت. يقولون : الرَّنْد : شجرٌ طيِّب من شجر البادية.
وحدَّثَنا عليُّ بن إبراهيم ، عن عليّ بن عبد العزيز ، عن أبي عُبيد ، عن الأصمعيّ ، قال : ربّما سمَّوْا عُود الطِّيب رَنْداً. يعني الذي يُتبخَّر به. قال : وأنْكَر أن يكون الرّنْد الآس. وقال الخليل : الرَّنْد ضرب من الشجر ، يقال هو الآس. وأنشد :
على فَنَن غَضِّ النَّباتِ من الرَّنْدِ
فأمّا قول الجعديّ :
أَرِجَات يَقْضَمْنَ مِن قُضُبِ الرَّنْــ
ــدِ بثَغْر عَذْب كشَوْك السَّيَالِ
ــدِ بثَغْر عَذْب كشَوْك السَّيَالِ
ــدِ بثَغْر عَذْب كشَوْك السَّيَالِ
فإنّه يدلُّ على أنَّ الرَّنْد ليس بالآسِ.
رنع : الراء والنون والعين كلمةٌ واحدةٌ صحيحة ، وهي المَرْنَعة لاَِصْوات تكون لَعِباً ولَهْواً. قاله الفَرّاء. وقال أبو حاتم : رنَعَ الحَرْث ، إذا احتبَس الماءُ عنه فضَمَُر. وفيه نظر.
رنف : الراء والنون والفاء أُصَيلٌ واحدٌ يدلُّ على ناحية من شيء. فالرَّانِفة : ناحية الألْية. وقال الخليل : الرَّانفة جُلَيدةُ طرَفِ الرَّوْثة. وهي أيضاً طرَفُ غُضروف الأُذُن. والرانفة : ألْيَة اليَد . وقال أبو حاتم : رانفة الكَبد : ما رقَّ منها. وذُكر عن اللِّحياني أنّ روانفَ الآكام رُؤوسها. فأمّا الرَّنْفُ فيقال : هو بَهْرامَج البَرّ. وليس بشيء.
رنق : الراء والنون والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على اضطرابِ شيء متغيّر له صفْوُهُ إن كان صافياً. من ذلك الرَِّنَْق ، وهو الماء الكدِر؛ يقال : رَنِقَ الماء يَرْنَقُ رَنَقاً. ورَنَّق النومُ في عينه ، إذا خالطها. والتَُّرْنُوق : الطِّين الباقي في مَسِيل الماء. والذي قلناه من الاضطراب فأصله قولهم : رَنَّق الطائر؛ خفَق بجناحه ولم يطِرْ.
رنم : الراء والنون والميم أُصَيلٌ صحيح في الأصوات. يقال : ترنَّمَ ، إذا رجَّع صوتَه. وترنّمَ الطائر في هديره. وترنّمتِ القوسُ ، شُبّه صوتُها عند الإنباض عنها بالترنُّم. قال الشماخ :
إذا أنْبَضَ الرَّامُونَ عنها ترنَّمَتْ
ترنُّم ثَكْلَى أوجعَتْها الجنائزُ
ترنُّم ثَكْلَى أوجعَتْها الجنائزُ
ترنُّم ثَكْلَى أوجعَتْها الجنائزُ
رنّ : الراء والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على صوت. فالإرنان : الصوت. والرّنّة والرَّنِين : صَيحةُ ذِي الحُزْن. ويقال : أرنَّت القَوسُ عند إنباض الرَّامي عنها. قال :
تُرِنُّ إرناناً إذا ما أَنْضَبَا
أي أَنْبَضَ. والمِرْنانُ : القوس؛ لأنَّ لها رَنيناً. ويقال : إنّ الرَّنَنَ دويْبَّةٌ تكون في الماء تصيح أيّامَ الصيف. قال :
ولا اليَمَامُ ولم يَصْدَح له الرَّنَنُ
فهذا مُعظم الباب ، وهو قياسٌ مطّرد. وحُكِيت كلمةٌ ما أدري ما هي ، وهي شاذّةٌ إن صحَّت ، ولم أسمَعْها سماعاً. قالوا : كان يقال لجمادى الأُولى رُنَّى ، بوزن حُبلى. وهذا ممّا لا ينبغي أن يعوَّل عليه.
رنى : الراء والنون والحرف المعتلّ أصلٌ واحد ، يدلُّ على النّظَر. يقال : رنا يرنُو ، إذا نظَرَ ، رُنُوّاً. والرَّنَا : الشَّيء الذي تَرْنُو إليه ، مقصور. وظلَّ فلانٌ رانياً ، إذا مدّ بصرَه إلى الشَّيء. ويقال : أرْنانِي حُسْنُ ما رأيت؛ أَي أعجبَني. وفُسِّر قولُ ابنِ أحمرَ على هذا :
مَدَّت عليه المُلْكَُ أطنابَها
كأسٌ رَنَوْناةٌ وطِرفٌ طِمِرّْ
كأسٌ رَنَوْناةٌ وطِرفٌ طِمِرّْ
كأسٌ رَنَوْناةٌ وطِرفٌ طِمِرّْ
ويقال : إنّه لم يسمعْ إلاّ منه ، وكأنّه الكأس التي يرنُو لها مَن رآها إعجاباً منه بها. ويقال : فلان رَنُوُّ فلانَةَ ، إذا كان يُديم النظرَ إليها. واليَُرَنَّاء : الحِنّاء ، يجوز أن يكون من الباب ، ويجوز أن يقال هو شاذّ. وممّا شذّ عن الباب الرُّنَاء : الصَّوت.
رهأ : الراء والهاء والهمزة لا تكون إلاّ بدَخيل ، وهي الرَّهْيأَة ، وذلك يدلُّ على قلَّة اعتدال في الشَّيء. فالرَّهْيأة : أن يكون أحد عِدْلي الحِمل أثْقَل من الآخَر. رَهْيَأْتَ حِمْلك ، ورهيَأْتَ أمرك ، إذا لم تقوِّمْه. والرَّهيأة : العجْز والتّوانِي. ويقال : ترهْيأَ في أمرِه ، إذا همَّ به ثُمَّ أمسَكَ عنه. ومنه الرَّهيأة : أنْ تَغْرورِقَ العينانِ. وتَرَهْيَأت السّحابةُ ، إذا تمخَّضَتْ للمطر.
رهب : الراء والهاء والباء أصلان : أحدهما يدلُّ على خوف ، والآخَر على دِقّة وخِفَّة.
فالأوّل الرَّهْبَة : تقول رهِبْت الشَّيءَ رُهْباً ورَهَباً ورَهْبَة. والتَّرَهُّبُ : التَّعبُّدُ. ومن الباب الإرهابُ ، وهو قَدْع الإبل من الحوض وذِيادُها.
والأصل الآخر : الرَّهْب : الناقة المهزولة. والرِّهاب : الرِّقاق من النِّصال؛ واحدها رَهْبٌ. والرَّهاب : عظمٌ في الصَّدر مشرفٌ على البَطن مثلُ اللِّسان.
رهبل : الرَّهْبَلة : مَشْيٌ بثِقَل. وهذا منحوتٌ من رَهَل ورَبَل ، وهو التجمُّع والاسترخاء ، فكأنّها مِشْيَةٌ بتثاقُل.
رهج : الراء والهاء والجيم أُصَيلٌ يدلُّ على إثارة غبار وشبهِه. فالرَّهْج : الغُبار.
رهد : الراء والهاء والدال أُصَيلٌ يدلّ على نَعْمة ، وهي الرَّهادة. ويقال : هي رَهيدة ؛ أَي رَخْصة. فأمَّا ابن دريد فقد ذكر ما يقارب هذا القياس ، قال : يقال : رَهَدْتُ الشَّيءَ رَهْداً ، إذا سحَقْتَه سَحْقاً شديداً. قال : والرَّهيدة : بُرٌّ يُدقُّ ويصَبُّ عليه اللَّبَن.
رهز : الراء والهاء والزاء كلمةٌ تدلُّ على الرّهْز ، وهو التحرُّك.
رهس : الراء والهاء والسين أصلان : أحدهما الامتلاء والكثرة ، والآخَر الوطء.
فالأوّل قولهم : ارتهَسَ الوادي : امتلأ. وارتهَسَ الجرادُ : ركِب بعضُه بعضاً.
والأصل الآخر : الرَّهْس : الوطء. ومنه الرجُل الرَّهْوَس : الأكول.
رهش : الراء والهاء والشين أصلٌ يدلُّ على اضطراب وتحرُّك. فالارتهاش : أن تصطدم يدُ الدابة في مَشْيِه فتعقِر رواهِشَه ، وهي عصَب باطن الذِّراع. قال الخليل : والارتهاش ضربٌ من الطَّعْن في عَرْض. قال :
أبا خالد لولا انتظارِيَ نصرَكُمْ
أخذْتُ سِناني فارتهشْتُ به عَرْضا
أخذْتُ سِناني فارتهشْتُ به عَرْضا
أخذْتُ سِناني فارتهشْتُ به عَرْضا
قال : وارتهاشُه : تحريك يدَيه. ومن الباب رجل رُهْشُوشٌ : حَييٌّ كريم كأَنَّه يهتزّ ويرتاح للكرم والخِير. ومن الباب المرتَهِشة ، وهي القوس التي إذا رُمِيَ عنها اهتزَّتْ فضرب وترُها أبْهَرَها. والرَّهيس : التي يُصيب وترُها طائفها. ومن الباب ناقةٌ رُهشوشٌ : غزيرة.
رهص : الراء والهاء والصاد أصلٌ يدلُّ على ضَغْط وعصر وثَبات. فالرَّهْص ، فيما رواه الخليل : شِدّة العَصْر. والرَّهَص : أن يُصيب حجرٌ حافراً أو مَنْسِماً فيدوَى باطِنُه. يقال : رهَصه الحجر يرهَصُه ، من الرَّهْصَة. ودابَّةٌ رهيص : مرهوصة. والرَّواهص من الحجارة : التي ترهَصُ الدوابَّ إذا وطِئَتْها ، واحدتها راهصة. قال الأعشى :
فعَضَّ حَديدَ الأرْضِ إن كنتَ ساخطاً
بِفِيكَ وأحجارَ الكُلابِ الرَّوَاهِصَا
بِفِيكَ وأحجارَ الكُلابِ الرَّوَاهِصَا
بِفِيكَ وأحجارَ الكُلابِ الرَّوَاهِصَا
وكان « الأسد الرَّهيص » من فُرْسان العرب . والمَرْهَص : موضع الرَّهْصة. وقال :
على جبال ترهَص المَرَاهصا
والرِّهْص : أسفلُ عِرْق في الحائط. ويَرْهَصُ الحائط بما يقيمه.
والمَرَاهص : المراتب ، يقال : مَرهَصةٌ ومراهِص ، كقولك مرتَبة ومراتب.
ويقال : كيفَ مرهَصَةُ فلان عند الملك؛ أَي مَنزِلَتُه. قال :
رمَى بِكَ في أُخراهُم تَركُكَ العُلَى
وفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَرَاهِصا
وفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَرَاهِصا
وفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَرَاهِصا
رهط : الراء والهاء والطاء أصلٌ يدلُّ على تجمُّع في النّاسِ وغيرِهم. فالرَّهط : العِصابة من ثلاثة إلى عَشرة. قال الخليل : ما دون السَّبعة إلى الثلاثةِ نفرٌ. وتخفيف الرَّهط أحسن من تثقيله . قال : والترهيطُ : دَهْوَرةُ اللُّقْمَةِ وجَمْعُها. قال :
يا أيُّها الآكلُ ذو التَّرهِيط
والرَّاهطاء : جُحْرٌ من جِحْرة اليَربوع بين النّافِقاء والقاصِعاء ، يَخْبَأُ فيه أولادَه. وقال : الرِّهاط : أديمٌ يُقطَع كقَدْر ما بين الحُجْزَة إلَى الرُّكْبة ، ثمّ يُشقَّق كأمثال الشُّرُك ، تلبَسه الجارية. قال :
بِضرب تَسْقُطُ الهاماتُ منه
وطعن مثلِ تْعطيط الرِّهاطِ
وطعن مثلِ تْعطيط الرِّهاطِ
وطعن مثلِ تْعطيط الرِّهاطِ
والواحد رَهْطٌ . وقال :
متى ما أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُو
كِ أجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ
كِ أجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ
كِ أجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ
قال الخليل : والرِّهاط واحدٌ ، والجمع أرهطة. قال : ويجوز في العشيرة أن تقول : هؤلاء رَهْطك وأرْهُطُك ، كلُّ ذلك جميعٌ ، وهم رجال عشيرتك. وقال :
يا بُؤْسَ للحربِ التي
وضعَتْ أراهِط فاستراحُوا
وضعَتْ أراهِط فاستراحُوا
وضعَتْ أراهِط فاستراحُوا
أي أراحتْهم من الدُّنيا بالقَتْل. ويقال لِراهِطاء اليَربوع رُهَطَةٌ أيضاً.
رهق : الراء والهاء والقاف أصلان متقاربان : فأحدهما غِشيان الشَّيءِ الشَّيءَ ، والآخر العَجلة والتأخير .
فأمّا الأوّل فقولُهم : رَهِقَه الأمرُ : غَشِيَه. والرَّهُوقُ من النُّوق : الجوادُ الوَسَاعُ التي تَرْهَقُك إذا مددتَها؛ أَي تغشاك لسَعَة خَطْوها. قال الله جلّ ثناؤه : ) وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ( يونس : 26. والمرَاهِق : الغلام الذي دَانَى الحُلُم. ورجلٌ مُرَهَّق : تنزل به الضِّيفَانُ. وأرهق القومُ الصّلاةَ : أخَّروها حتّى يدنُوَ وقتُ الصلاةِ الأُخرى. والرَّهَق : العَجَلة والظُّلم. قال الله تعالى : ) فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً ( الجن : 13. والرَّهَق : عجلةٌ في كذب وعَيب. قال :
سليم جنّب الرّهَقا
رهك : الراء والهاء والكاف أصل يدلّ على استرخاء. فالرَّهْوَك : السَّمين من الجِداء والظِّباء . والتَّرَهْوُك : التحرُّك في رَخاوة. ويقولون : رهَكْت الشَّيءَ ، إذا سَحَقْتَه.
رهل : الراء والهاء واللام كلمةٌ تدلُّ على استرخاء. فالرَّهَل : الاسترخاء من سِمَن. يقال : فرسٌ رهِلُ الصَّدْر.
أنشدنا أبو الحسن القَطَّان ، قال : أنشدنا علي بن عبدالعزيز ، عن أبي عبيد ، عن الفَرّاء :
فتىً قُدَّ قَدَّ السّيفِ لا متآزِفٌ
ولا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وبَآدِلُه
ولا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وبَآدِلُه
ولا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وبَآدِلُه