ومِن غَيَّه تُلقَى عليها الشَّراشرُ
فالجوابُ أنّ القياس في ذلك صحيح ، وليس يُعنَى بالشّراشر الجسمُ والبدَن ، إنّما يراد به النَّفْس. وذلك عبارةٌ عن الهِمم والمَطَالب التي في النَّفْس. يقال : ألقى عليه شراشِرَه؛ أَي جَمَع ما انتشر من هِمَمه لهذا الشَّيء. وشَغَلَ همومَه كلَّها به. فهذا قياس.
ويقال أشررتُ فلاناً ، إذا نسبتَه إلى الشرّ. قال طرفة :
ويقال : أشررت الشَّيءَ ، إذا أبرزْتَه وأظهرتَه. قال :
وحَتَّى أُشِرّتْ بالأكفِّ المصاحفُ
وقال :
وقال امرؤ القيس :
شرز : الشين والراء والزّاء أصلٌ يدلُّ على خلافِ الخَير ، في جميع فروعه : من هلاك ، ومنازَعة وغيرِ ذلك. ومن ذلك قول العرب للعدوّ : أشْرزَه الله؛ أَي أهلكَه. ورماه بشَرْزة؛ أَي مَهلكة. ويقال : إنّ المشارَزة كالمصاحبة والمنازعة. والمشارِز : الرجل السّيئ الخُلُق ، الشَّديد الخَلْق.
ومن الباب : أشْرزت الشيء ، إذا قطعتَه فلم تصلْه.
شرس : الشين والراء والسين أصلٌ قريب من الذي قبله. من ذلك الشَّرْس : شدّة الدّعْك للشّيء. يقال : شرَسْتُه شَرساً. والشّرِيس : الشَّكِس الكثير الخِلاف . ويقال : تشارَسَ القومُ ، إذا تعادَوا . ويقال : إنّ الشِّرْس نبتٌ بَشِع الطّعم. والأشرس : الرّجُل الجريء على القتال. ويقال : إنّ الشِّراس الرِّباق .
شرسف : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف وأوّله شين الشُّرْسُوف ، والجمع الشَّراسِيف ، وهي مَقاطُّ الأضلاع حيث يكون الغُضروفُ الدَّقيق. فالرَّاء في ذلك زائدة ، وإنّما هو شسف ، وقد مرّ.
شرص : الشين والراء والصاد ما أحسب فيه شيئاً صحيحاً ، لأنِّي لا أرَى قياسَه مطّرِداً. على أنَّهم يقولون إنّ الشِّرْصَتَيْن : ناحيتا النّاصية ممّا رقّ فيه الشَّعَر. ويقال لكلِّ ضخم رِخْو : شِرْواص . ويقال : إنّ الشّرَص الغَلْظ من الأرض.
شرط : الشين والراء والطاء أصلٌ يدلُّ على عَلَم وعلامة ، وما قارب ذلك من عَلَم. من ذلك الشّرَط العَلاَمة. وأشراط الساعة : علاماتُها. ومن ذلك الحديث حين ذكر أشراط الساعة ، وهي علاماتها. وسمِّي الشُّرَط لأنّهم جعلوا لأنفسهم علامةً يُعرَفُون بها. ويقولون : أشرَطَ فلاَنٌ نفسهَ للهَلكة ، إذا جعلَها علَماً للهلاك. ويقال : أشْرَطَ من إبله وغنمه ، إذا أعدَّ منها شيئاً للبيع. قال الشّاعر :
ومن الباب شَرْط الحاجم ، وهو معلومٌ ، لأنّ ذلك علامةٌ وأثَر. ويقال : إنّ أشراطَ السّاعة أوائلُها. ومن الباب الشّريط ، وهو خَيط يُرْبَق بهم البَهْم. وإنّما سمِّي بذلك لأنّها إذا رُبِطت به صار لذلك أثَر. ومن الباب الشّرَط ، وهو المَسِيل الصَّغير يجيء من قدر عشر أذرع ، وسمِّي بذلك لأنَّه أثّر في الأرض كشَرْط الحاجم.
ومن الباب الشّرَطانِ : نجمانِ يقال إنّهما قرنا الحَمَل ، وهما مَعْلَمانِ مُشْتَهِران. ويقال : جملٌ شِرواطٌ؛ أَي ضَخْم. وإنّما سمِّي شِرواطاً لأنَّه إذا كان مع إبل تبيَّن كأنّه عَلَم. قال حسّانٌ :
ففيه أقوال : قال قوم : أراد به الشّرَطينِ والثالثَ بين يديهما ، ويكون على هذا قول من سمّي الثلاثة أشراطاً . قال العجّاج :
من باكِرِ الأشراط أَشْرَاطيُّ
وقال قوم : أراد بالأشراط الحَرَس. ويقال : الأشراط سِفْلة القوم. قال الشّاعر :
ومن ذلك شَرَط المِعْزَى ، وهي رُذَالُها ، في قول جرير :
وقال قوم : اشتقاق الشُّرَط من هذا لأنّهم رُذَال. وقال آخرون : إنّما سُمُّوا شرَطاً لأنّهم جَعَلوا لأنفسهم علامةً يُعرَفُون بها ، فأمّا الشَّرَط التي هي الرُّذَال فإنّ وجهَ القياس فيها أنّها تُشْرَط؛ أَي تقدّم أبداً للنّوائب قبل الجُبَار ، فهي كالذي قُلْناه في قوله : « فأشرط فيها نَفْسَه »؛ أَي جعلها عَلَماً للهلاك.
شرع : الشين والراء والعين أصلٌ واحد ، وهو شيءٌ يُفتَح في امتداد يكون فيه. من ذلك الشَّريعة ، وهي مورد الشَّارِبة الماء. واشتُقّ من ذلك الشِّرْعة في الدِّين ، والشَّريعة. قال الله تعالى : ) لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً( المائدة : 48 ، وقال سبحانه : ) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَة مِنَ الاَْمْرِ( الجاثية : 18. وقال الشّاعر في شريعة الماء :
ومن الباب : أشرعت الرُّمَح نحوه إشراعاً. وربَّما قالوا في هذا شَرَعْت. والإبل الشُّرُوع : التي شَرَعت ورَوِيَت. ويقال : أشرعْتُ طريقاً ، إذا أنفذتَه وفتحتَه ، وشرعت أيضاً. وحِيتانٌ شُرَّع : تَخفِض رؤوسَها تشرب . وشَرَعْت الإبلَ ، إذا أمكنتَها من الشّريعة. هذا هو الأصل ثمّ حُمِل عليه كلُّ شيء يُمدُّ في رفعة وغير رفعة. من ذلك الشِّرَع ، وهي الأوتار ، واحدتها شِرْعة ، والشراع جمع الجمع. قال الشّاعر :
كما ازدهرت قَينةٌ بالشِّراع
ومن ذلك شِراع السَّفينة ، هو ممدودٌ في علوٍّ. وشُبّه بذلك عنقُ البعير فقيل : شَرَع البعيرُ عنقَه. وقد مَدَّ شِراعَه إذا رفَع عُنقَه. وقيل في التَّفسير في قوله تعالى : ) إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً( الأعراف : 163 : إنّها الرافعةُ رؤوسَها. ومنه قولهم : رُمْحٌ شُرَاعيٌّ؛ أَي طويل ، في قول الهُذَليّ . ومن الفتح الذي ذكرناه أوّلاً روايةُ ابنِ السِّكّيت : شرعت الإهاب ، إذا شقَقتَ ما بين رِجلَيه.
شرف : الشين والراء والفاء أصلٌ يدلّ على علوٍّ وارتفاع. فالشَّرَف : العُلُوّ. والشريف : الرجل العالي. ورجلٌ شريفٌ من قوم أشراف ، يقال : إنّه جمعٌ نادر ، كحبيب وأحباب ، ويتيم وأيتام. ويقال للذي غَلَبه غيرُه بالشَّرَف مشروف. ويقال : استشرفتُ الشَّيءَ ، إذا رفعتَ بصرك تنظرُ إليه. ويقال للأنوف الأشراف ، الواحدُ شرف. والمَشْرَف : المكان تُشرِف عليه وتعلوه. ومشارف الأرض : أعاليها. والمشرفيّة : منسوبة إلى مَشَارف الشام. ويقال : إنّ الشُّرْفَة : خِيار المال ، واشتقاقه من الشُّرْفة التي تُشَرَّفُ بها القصور ، والجمع شُرَف. والمُستشرِف من الخيل : العظيم الطَّويل. قال الخليل : سهمٌ شارف : دقيق طويل ، وأذُنٌ شَرْفاءُ : طويلةُ القُوف . ومَنْكِبٌ أشرفُ : عال. فأمَّا النّاقة الشّارفُ فهي المُسِنَّة الهَرِمة من الإبل ، وهذا ممكنٌ أن يكون من العلوّ في السّنّ. وذُكِر عن الخليل أنّ السَّهْم الشارف من هذا ، وهو الذي طال عهدُهُ بالصِّيان فانتكث عَقَبُه وريشُه. قال أوس :
ويزعمون أنّ شُرَيفاً أطولُ جبَل في الأرض.
شرق : الشين والراء والقاف أصلٌ واحد يدلُّ على إضاءة وفتح. من ذلك شَرَقَت الشّمسُ ، إذا طلَعت. وأشرقت ، إذا أضاءت. والشُّرُوق : طُلوعها. ويقولون : لا أفعل ذلك ما ذرَّ شارقٌ؛ أَي طَلَعَ ، يُرَاد بذلك طُلُوع الشمس. وأيّام التَّشْريق سمِّيت بذلك لأنَّ لحوم الأضاحِي تُشرَّق فيها للشّمس. وناسٌ يقولون : سمِّيت بذلك لقولهم : « أشرِقْ ثَبِير ، لكيما نُغير ». والمَشْرِقانِ : مَشْرِقا الصَّيف والشِّتاء. والشَّرْق : المَشْرِق. وقال قوم : إنّ اللحمَ الأحمرَ يسمَّى شَرْقاً ، فإنْ كان صحيحاً فلأنّه من حُمرته كأنّه مُشْرِق.
ومن قياس هذا الباب : الشّاةُ الشّرقاء : المشقوقة الأُذن ، وهو من الفَتْح الذي وصفناه.
وممّا شذَّ عن هذا الباب قولهم : شَرِق بالماء ، إذا غَصَّ به شَرَقاً. قال عديّ :
شرك : الشين والراء والكاف أصلانِ ، أحدهما يدلُّ على مقارنَة وخِلاَفِ انفراد ، والآخر يدلُّ على امتداد واستقامة.
فالأوّل الشِّرْكة ، وهو أن يكون الشَّيءُ بين اثنين لا ينفردُ به أحدهما. ويقال : شاركتُ فلاناً في الشَّيء ، إذا صِرْتَ شريكه. وأشركْتُ فلاناً ، إذا جعلتَه شريكاً لك. قال الله جلّ ثناؤُه في قِصَّة موسى : ) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ( طه : 32. ويقال في الدُّعاء : اللّهمّ أشرِكْنا في دعاء المؤمنين؛ أَي اجعلنا لهم شركاءَ في ذلك. وشَرِكتُ الرَّجُلَ في الأمرِ أَشْرَكُه.
وأمّا الأصل الآخر فالشرَك : لَقَم الطّريق ، وهو شِرَاكُه أيضاً. وشِرَاك النَّعْل مشبَّه بهذا. ومنه شَرَكُ الصّائدِ ، سمِّي بذلك لامتداده.
شرم : الشين والراء والميم أصلٌ واحد لا يُخْلف ، وهو يدلُّ على خرْق في الشيء ومَزْق. من ذلك قولُهم : تشرّم الشَّيء ، إذا تمزّق. ومنه الحديث : « أنّهُ أُتِيَ بِمُصْحَف قد تَشَرَّمتْ حواشيه ». ومن الباب الشّرِيم ، وهي المرأة المُفْضاة. والشَّرْم : قَطْعٌ من الأرنبة ، وقَطْعٌ من ثَفْر النّاقة . والشَّارم : السهم الذي يَشرِمُ جانبَ الغَرَض. ويقال : شَرَم له من ماله ، إذا قطع له من ماله قطعةً قليلة. والشَّرْم يقال : إنّه لُجَّة في البحر. وسَمِعت مَن يقول إنّ الشَّرْمَ كالخَرْق في جانب البحر ، كالمدخَل إلى البحر. وهذا أقيَسُ من القول الأوّل. قال :
ويقال : عُشْب شَرْمٌ ، إذا شُرِم أعلاه؛ أَي أُكِل.
شرى : الشين والراء والحرف المعتلّ أُصول ثلاثة : أحدها يدلُّ على تعارض من الاثنين في أمرين أخذاً وإعطاءً مُمَاثَلةً ، والآخر نبتٌ ، والثالث هَيْجٌ في الشَّيء وعلُوّ.
فالأوّل قولهم : شَرَيت الشَّيء واشتريتُه ، إذا أخذتَه من صاحبه بثَمنه. وربّما قالوا : شريتُ إذا بعتَ. قال الله تعالى : ) وَشَرَوْهُ بِثَمَن بَخْس (. وممّا يدلُّ على المماثلة قولهم : هذا شَرْوَى هذا؛ أَي مِثْلُه. وفُلاَنٌ شَروَى فلان. ومنه حديث شريح في قوس كَسرَها رجلٌ لرجُل فقال شُريح : « شَرواها » أي مثلُها. وأشراء الشَّيء : نواحيه ، الواحد شَرىً ، وسمِّي بذلك لأنَّه كالنّاحية الأُخرَى. والشِّرَى مقصور ، يقال : شَرَى الشَّيءَ شِرىً. وأمَّا النَّبْت فالشّرْيُ ، يقال إنّه الحنظل. ويقولون الشَّرْية : النَّخْلة التي تنبُت من النَّوَاة. قال رُؤبة :
وشرية في قرية
والشَّرَى : موضعٌ كثير الدّغَل والأُسْدِ. قال :
والشِّريان من شجر القِسِيّ.
والأصل الثالث : قولهم : شَرِي الرّجُل شَرىً ، إذا استُطِير غَضَباً ، ويقال : شَرِيَ البعيرُ في سيره شَرىً ، إذا أسرع. وشَرِيَ البرقُ ، إذا استطار. قال الشّاعر :
ويقال : استشرى الرجُل ، إذا لجَّ في الأمر. ويقال : شَرِي زِمامُ النّاقة يَشْرَى شَرىً ، إذا كثُر اضطرابُه. ويقولون : « كلُّ مُجْر في الخَلاءِ يَشْرَى ».
شزب : الشين والزاء والباء ليس بأصل؛ لأنَّه من باب الإبدال. ويقال للشيء إذا يَبِس : شَزَب ، والزاء مبدلةٌ من السين ، وقد ذُكر في موضعه وربّما قالوا : مكان شازِبٌ؛ أَي جاف صُلب.
شزر : الشين والزاء والراء أصلٌ صحيحٌ مُنْقاس ، يدلُّ على انفتال في الشَّيء عن الطريقة المستقيمة. من ذلك قولُهم : نظر إليه شَزْراً ، إذا نظر بمُؤْخِر عينِه متبغِّضاً. والطَّعنُ الشَّزْر : الذي ليس بسَحِيج الطّريقة. والحبل المَشْزُور : المفتول ممّا يلي اليَسار. فأمّا أبو عبيد فقال : طَحَنَ بالرَّحَى شَزْراً ، إذا ذهَبَ بيدِه عن يمينه؛ وبَتّا ؛ إذا ذهب عن شِماله.
شزّ : الشين والزاء أصلٌ واحد ضعيف. يقولون : إنّ الشَّزازة : اليُبْس الشَّديد.
شزغ : الشين والزاء والغين ليس بشيء. ويقولون : إنّ الشِّزْغ الضِّفدَع. وهذا ممّا لا معنَى له.
شزن : الشين والزاء والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على امتداد في شيء. من ذلك قولهم للأرض الغليظة شَزَنٌ . ويقولون : تَشَزَّنَ الشَّيء ، إذا امتدَّ. فأمَّا قولهم نَزَل شَُزَُناً من الدار؛ أَي ناحيةً ، فهو قريبٌ من الذي ذكرناه. قال ابن أحمر :
فلا يَرمين عَنْ شُزُن حَزِينا
ويقولون : إنّ الشَّزَنَ الإعياء من الحَفَا ، وذلك ممّا يشتدُّ على الإنسان.
شسب : الشين والسين والباء هو من الذي قبله. يقال : شَسِبَتِ القَوس ، إذا قُطِعت حتَّى يذبُل قضيبها.
شسّ : الشين والسين قريب من الذي قبله. فالشَّسُّ : الأرض الصُّلبة ، والجمع شِسَاس وشُسوس.
شسع : الشين والسين والعين يدلُّ على أمرين : الأوَّل قلّةٌ والآخَر بُعد.
فالأوّل : قولُ العرب : له شسْعٌ من المال؛ أَي قليل. ولعلّ شِسْعَ النَّعل من ذلك ، لقلَّته. يقال شَسَّعْتُ النّعلَ.
والآخَر : الشاسع : البعيد. وقد شَسَعت الدّارُ. وذكر ابن دريد كلمةً إن صحَّتْ فهو من القياس. قال : يقال شَسِع الفرس ، إذا كان بين ثناياه انفراج.
شسف : الشين والسين والفاء يدلُّ على قَحَل ويُبْس. يقال للشيء القاحل شاسف ، وقد شَسَف يشْسِف. ولحمٌ شسيفٌ : قد كاد يَيْبَس.
شصب : الشين والصاد والباء أصلٌ يدلُّ على شِدّة في عيش وغيره. يقال : الشَّصائب : الشّدائد. ويقال : عيشٌ شاصبٌ؛ أَي شديد. وقد شصَب شُصوباً. ويقال : أشْصَب اللهُ عيشَه.
ومن هذا الباب ـ إن كان صحيحاً ـ : شَصَبت النّاقةُ على الفَحل ، وذلك إذا أكثَرَ ضرابَها فلم تَلْقَح له.
وما بعد ذلك من قولهم : أنَّ الشِّصْبَ : النَّصِيب ، وأنّ المَشْصوبَةَ المسلُوخة ، فكلُّ ذلك مشكوكٌ فيه ، غيرُ معوَّل عليه.
شصر : الشين والصاد والراء أصلٌ إن صحَّ يدلُّ على وصلِ شيء بشيء. من ذلك الشِّصَار : خشبة تُشدُّ مِن مَنْخِرَي الناقة. تقول : شَصَّرتها أُشصِّرها تشصيراً. وقريبٌ من هذا : الشَّصْر : الخياطة ويكون فيها بعض التّباعُد. وأمّا قولهم : شَصَرَ بصرُ فلان ، فهو من باب الإبدال ، وإنّما الصاد مبدلة من الطاء ، وقد ذَكر في بابه.
وممّا شذّ عن ذلك : الشَّصَر ، يقال : إنَّه الظَّبْي الشّادن. وربّما سمَّوها الشَّاصِر. وقد ذكره جرير .
شصّ : الشين والصاد أصلٌ واحد مطّرد ، يدلُّ على شدّة ورَهَق. من ذلك قولهم : شَصَّتْ مَعِيشتُهم وإِنَّهم لفي شَصَاصَاء؛ أَي في شِدّة. وأصله من قولهم شَصَّ الإنسان ، إذا عَضّ بنواجذه على الشَّيء عَضّاً. ويقال في الدعاء : نَفَى الله عنك الشَّصائص ، وهي الشّدائد.
ومن الباب الشِّصّ : شيءٌ يُصاد به السّمك. ويقال : للِّصِّ الذي لا يَرَى شيئاً إلاّ أتى عليه : شِصّ. قال الكسائيّ : يقال : إنّ فلاناً على شَصَاصاء؛ أَي على عَجَلة. قال :
شطأ : الشين والطاء والهمزة فيه كلمتان : إحداهما الشَّطْء شَطءُ النَّبات ، وهو ما خرج مِن حول الأصل ، والجمع أشطاء. وقد شَطَأَت الشَّجرة. قال الله جلّ ثناؤه : ) كَزَرْع أخْرَجَ شَطْأَهُ( الفتح : 29. والأصل شاطئ الوادي : جانبه. وشاطأتُ الرّجُل : مشيت على شاطئ ومشى هو على الشاطئ الآخر. وهما متبايِنَتَان.
شطب : الشين والطاء والباء أصلٌ مطَّرد واحد ، يدلُّ على امتداد في شيء رَخص ، ثمّ يقال في غير ذلك. فالشَّطْبة : سَعَفة النَّخل الخضراء ، والجمع شَطْبٌ . وفي حديث أمِّ زرع: «كمَسَلّ شَطْبة ». ويقال للجارية الغَضَّة : شَطْبة. وفرسٌ أيضاً شَطْبة. وعلى ذلك الذي ذكرناه من سَعَف النَّخْل يُحمَل الشّطية من شُطب السّيف؛ والشّطبة : طريقة في متنه ، والجمع شُطُب. ويقال : سيف مُشَطَّب. ويقال : إنّ الشُّطبة أو الشِّطبة القطعة من السَّنام تُقطَع طولاً ، يقال : شَطبت السَّنام. والشَّواطب من النساء : اللواتي يَقْدُدن الأديمَ طويلاً. والشواطب : اللاّتي يشقّقن السَّعَف للحُصْر ، في قوله :
نَشْطَ الشَّواطِبِ بينهنَّ حَصِيرَا
وقال آخر :
والواحدة شاطبة. ويقال للفرس السَّمين الذي انبتر مَتْناه وتباينَتْ غُرورُه : هو مشطوب المَتْن والكفَل ، وذلك أنَّه يكون على ظهوره كالطَّرائق ، فكلُّ طريقة منها كأنّها شَطْبة. ويقال : أرضٌ مشطّبة ، إذا خَطّ فيها السّيلُ خطّاً .
شطر : الشين والطاء والراء أصلان ، يدلُّ أحدهما على نِصف الشَّيء ، والآخر على البُعد والمواجهة.
فالأوَّل قولُهم شَطْر الشَّيء ، لنِصفه. وشاطرت فلاناً الشَّيء ، إذا أخذتَ منه نصفه وأخذ هو النِّصف. ويقال : شاةٌ شَطور ، وهي التي أحَدُ طبْييها أطولُ من الآخر.
ومن هذا قولهم : شَطَر بصرُه شُطوراً وشَطْراً ، وهو الذي ينظُر إليك وإلى آخَر. وإنّما جُعِل هذا من الباب لأنَّه إذا كان كذا فقد جَعل لكلِّ واحد منهما شَطرَ نظرِه. وفي قول العرب : « حلَب فلانٌ الدّهرَ أشطُرَه » ، فمعناه أنّه مرّت عليه ضروبٌ من خيره وشرّه. وأصله في أخلاف الناقة : خِلْفان قادمان ، وخِلفان آخِران ، وكلُّ خِلفَين شَطر؛ لأنَّه إذا كانت الأخلاف أربعة فالاثنان شطر الأربع ، وهو النصف. وإذا يبس أحدُ خِلفَي الشّاة فهي شطور ، وهي من الإبل يَبِس خِلْفان من أخلافها؛ وذلك أنّ لها أربعةَ أخلاف ، على ما ذكرناه.
وأمّا الأصل الآخر : فالشَّطير : البعيد. ويقولون : شَطَرت الدّارُ. ويقول الرّاجز :
لا تتركَنِّي فيهمُ شطيراً
ومنه قولهم : شَطَرَ فلانٌ على أهله ، إذا تركهم مُراغماً مخالِفاً. والشَّاطر : الذي أعيا أهلَه خُبْثاً. وهذا هو القياس؛ لأنَّه إذا فَعل ذلك بعُد عن جَماعتِهم ومُعظَم أمرِهم.
ومن هذا الباب الشَّطْر الذي يقال في قَصْد الشَّيءِ وجِهَتِه. قال الله تعالى في شأن القِبْلة : ) وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَولُّوا وَجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ( البقرة : 144 أي قَصْدَه. قال الشاعر :
وقال آخر :
ولا يكون شطر ثغركم تلقاءه ، إلاّ وهو بعيدٌ عنه ، مبايِنٌ له. والله أعلم بالصواب.
شطّ : الشين والطاء أصلانِ صحيحان : أحدهما البُعد ، والآخر يدلُّ على المَيل.
فأمّا البُعد فقولهم : شطّت الدارُ ، إذا بعُدت تَشُِطّ شُطوطاً. والشَّطَاط : البُعد. والشَِّطاط : الطُّول؛ وهو قياسُ البُعد؛ لأنّ أعلاه يبعُد عن الأرض. ويقال : أشَطَّ فلانٌ في السّوْم ، إذا أَبعَدَ وأتَى الشَّطَطَ ، وهو مجاوزة القَدْر. قال جلّ ثناؤه : ) وَلاَ تُشْطِطْ ( ص : 22. ويقال : أشطَّ القومُ في طلبِ فلان ، إذا أمعَنُوا وأَبعَدوا.
وأمَّا الميل في الحُكم. ويجوز أن يُنقل إلى هذا الباب الاحتجاجُ بقوله تعالى : ) وَلاَ تُشْطِطْ (. أي لا تَمِلْ : يقال شَطّ ، و أشطّ ، وهو الجور والميل في الحكم. وفي حديث تميم الداريّ : « إنّك لشاطِّي حتَّى أحملَ قوّتَك على ضعفي » ، شاطِّي؛ أَي جائر في الحكم عليَّ. والشَّطُّ : شَطّ السَّنام ، وهو شِقُّه ، ولكلِّ سَنام شَطَّانِ. وإنّما سمِّي شطّاً لأنَّه مائل في أحد الجانبين. قال الشّاعر :
وناقة شَطَوْطَى من هذا. وشَطُّ النَّهر يسمَّى شَطّاً لذلك؛ لأنَّه في الجانبين.
شطن : الشين والطاء والنون أصلٌ مطّرد صحيح يدلُّ على البُعد. يقال : شَطَنت الدار تَشْطُن شطوناً إذا غَرَبت. ونوىً شَطونٌ؛ أَي بعيدة. قال النّابغة :
ويقال : بئرٌ شَطون؛ أَي بعيدة القَعر. والشَّطَن : الحَبْل. وهو القياس؛ لأنَّه بعيدُ ما بينَ الطَّرَفين. ووصَفَ أعرابيٌّ فرساً فقال : « كأنّه شيطانٌ في أشطان ». قال الخليل : الشَّطَن : الحبل الطويل. ويقال للفرس إذا استعصَى على صاحبه : إنّه لَينزُو بين شَطَنين. وذلك أنّه يشدّه موثقاً بين حَبْلين .
وأمَّا الشَّيطان فقال قوم : هو من هذا الباب ، والنون فيه أصليّة ، فسُمِّي بذلك لبُعده عن الحقّ وتمرُّده. وذلك أنّ كلَّ عات متمرّد من الجنّ والإنس والدوابّ شيطان. قال جرير :
وعلى ذلك فُسِّرَ قولُه تعالى : ) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِين ( الصافات : 65. وقيل : إنّه أراد الحيّات : وذلك أنّ الحيّةَ تسمَّى شيطاناً. قال :
ويشبه أن يكون مِن حُجّة من قال بهذا القول ، وأنَّ النون في الشيطان أصليةٌ قولُ أُميَّة :
أفلا تراه بناه على فاعل وجعل النّونَ فيه أصلية ؟ ! فيكون الشيطان على هذا القول بوزن فَيْعال. ويقال : إنّ النون فيه زائدة ، على فعلان ، وأنَّه من شاط ، وقد ذكر في بابه.
شظّ : الشين والظاء أصلٌ يدلّ على امتداد في شيء. من ذلك الشِّظَاظانِ : العُودان اللّذان يُجعَلان في عُرَى الجُوالِق. قال :
ويقولون : أشَظَّ الرجُل ، إذا تحرَّك ما عنده. ويقولون : أشَظَّ البعيرُ ، إذا مدّ بذنَبه.
شظف : الشين والظاء والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على الشّدّة في العيشِ وغيرِه. والأصل من ذلك الشَّظيف من الشَّجر : الذي لم يجِدْ رِيَّهُ فيبِس وصلُب ، فيقال من هذا : فلانٌ هو في شَظَف من العَيش؛ أَي ضِيق وشِدّة. وجاء في الحديث : « لم يشبَعْ من خُبز ولحم إلاّ على شظف ». وقال ابن الرِّقَاع :
ويقال في هذا الباب من الشدّة : بعيرٌ شَظف الخِلاط؛ أَي يُخالِط الإبلَ مخالَطة شديدة. وشَظِف السّهمُ ، إذا دخل بين الجلد واللّحم.
شظم : الشين والظاء والميم كلمة واحدة. يقال للفرس الطويل : شَيْظَم ، ثمّ يستعار للرّجُل.
شظى : الشين والظاء والحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ على تصدُّع الشَّيء من مواضع كثيرة ، حتّى يصيرَ صُدُوعاً متفرّقة ، من ذلك الشَّظِيّة من الشَّيء : الفِلْقة. يقال : تَشَظَّت العصا ، إذا كانت فِلَقا . قالت فَروةُ بنتُ أبانَ بن عبدِ المَدَان :
شعب : الشين والعين والباء أصلان مختلفان ، أحدهما يدلُّ على الافتراق ، والآخر على الاجتماع. ثمَّ اختلف أهلُ اللغة في ذلك ، فقال قومٌ : هو من باب الأضداد. وقد نصَّ الخليلُ على ذلك. وقال آخرون : ليس ذلك من الأضداد ، إنّما هي لغات. قال الخليل : من عجائب الكلام ووُسْع العربيَّة ، أنَّ الشَّعْب يكون تفرُّقاً ، ويكون اجتماعاً. وقال ابن دريد : الشَّعب : الافتراق ، والشَّعْب : الاجتماع. وليس ذلك من الأضداد ، وإنّما هي لغةٌ لقوم. فالذي ذكرناه من الافتراق. وقولهم للصَّدْعِ في الشَّيء شَعْب. ومنه الشَّعْب : ما تشعّبَ من قبائل العرب والعجم ، والجمع شُعوب. قال جلّ ثناؤه : ) وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ( الحجرات : 13. ويقال الشَّعب : الحَيُّ العظيم. قالوا : ومَشعب الحقّ : طريقُه. قال الكميت :
ويقال : انشعبت بهم الطُّرق ، إذا تفرَّقَتْ ، وانشعبت أغصانُ الشَّجرة. فأمّا شُعَب الفَرَس ، فيقال إنَّه أقطارُه التي تعلُو منه ، كالعنق والمَنْسِج ، وما أشرف منه. قال :
أشمُّ خِنذيذٌ منيفٌ شُعَبُهْ
ويقال : ظبيٌ أشعبُ ، إذا تفرَّق قرناه فتبايَنَا بينونةً شديدة. قال أبو دُؤاد :
والشِّعب : ما انفرَجَ بين الجبلَين. وشَعوبُ : المنِيّة؛ لأنَّها تَشعَب؛ أَي تفرِّق. ويقال : شَعبَتْهم المنيّة فانشعبوا؛ أَي فرّقتْهم فافترقوا. والشَّعِيب : السِّقاء البالي ، وإنَّما سمِّي شَعِيباً لأنَّه يَشْعَب الماء الذي فيه؛ أَي لا يحفظُه بل يُسيله. قال :
وما بالُ عَيْنِي كالشَّعيب العَيَّن
قال ابن دريد : « وسمِّي شعبانُ لتشعُّبِهم فيه ، وهو تفرُّقُهم في طلب المياه ». وفي الحديث : « ما هذه الفُتْيا التي شعَّبت النّاس ؟ ». أي فرّقتهم.
وأمّا الباب الآخر فقولهم : شَعَبَ الصّدْعَ ، إذا لاءمَه. وشَعَبَ العُسَّ وما أشبهه. ويقال للمِثْقب المِشْعب. وقد يجوز أن يكون الشَّعْب الذي في باب القبائل سمِّي للاجتماع والائتلاف. ويقولون : تفرَّق شَعْب بني فلان. وهذا يدلُّ على الاجتماع. قال الطّرِمَّاح :
شَتَّ شعبُ الحَيِّ بعدَ التئامْ
ومن هذا الباب وإن لم يكن مشتقّاً شَعَبْعَب ، وهو موضعٌ. قال :
وشُعَبَى : موضع أيضاً.
شعث : الشين والعين والثاء أصل يدلّ على انتشار في الشَّيء. يقولون : لمّ الله شَعَثَكم ، وجَمَع شَعَثَكم؛ أَي ما تفرَّق من أمركم. والشَّعَث : شَعَثُ رأس السِّواكِ والوتِد. ويسمُّون الوتِدَ أشعثَ لذلك.
شعذ : الشين والعين والذال ليس بشيء. قال الخليل : الشَّعْوَذة ليست من كلام أهل البادية ، وهي خِفّة في اليدين ، وأُخْذةٌ كالسِّحر.
شعر : الشين والعين والراء أصلان معروفان ، يدلُّ أحدهما على ثَبات. والآخَر على عِلْم وعَلَم.
فالأوّل الشَّعَْر ، معروف ، والجمع أشعار ، وهو جمع جمع ، والواحدة شَعْرَة.ورجلٌ أشعَرُ : طويل شَعَْر الرّأس والجسد. والشَّعار : الشَّجر ، يقال : أرض كثيرة الشَّعار. ويقال لِمَا استدار بالحافر من مُنتهى الجلد حيثُ ينبت الشَّعر حوالَيِ الحافر : أشْعَرٌ ، والجمع الأشاعر. الشَّعراء من الفاكهة : جنسٌ من الخَوْخِ ، وسمِّي بذلك لشيء يعلوها كالزَّغَب. والدليل على ذلك أنّ ثَمَّ جنساً ليس عليه زغَب يسمُّونه : القَرْعاء. والشَّعْراء : ذبابةٌ كأنَّ على يديها زَغَباً.
ومن الباب : داهيةٌ شَعْراء ، وداهيةٌ وَبْرَاء. قال ابن دريد : ومن كلامهم إذا تكلّمَ الإنسانُ بما استُعْظِم : « جئت بها شَعراءَ ذاتَ وبَر ». وروضةٌ شَعْراء : كثيرة النَّبْت. ورملةٌ شَعْرَاء : تُنبِت النَّصِيَّ وما أشبهه. والشَّعراء : الشَّجَر الكثير.
وممّا يقرب من هذا الشَّعير ، وهو معروف. فأمَّا الشّعيرة : الحديدة التي تُجعَل مِسَاكاً لنصل السّكِّين إذا رُكّب ، فإنّما هو مشبَّه بحبّة الشّعير. والشَّعارير : صِغار القِثَّاء. والشِّعار : ما وَلِيَ الجسدَ من الثِّياب؛ لأنَّه يَمُسُّ الشَّعر الذي على البشَرة.
والباب الآخر : الشِّعار : الذي يتنادَى به القومُ في الحرب ليَعرِف بعضُهم بعضاً. والأصلُ قولهم : شَعَرتُ بالشّيء ، إذا علمتَه وفطِنْتَ له. ولَيْتَ شِعْرِي؛ أَي ليتني علِمْتُ. قال قومٌ : أصله من الشّعْرة كالدُّرْبة والفِطنة ، يقال : شَعَرَت شَُِعْرة. قالوا : وسمِّي الشّاعر لأنَّه يفطِن لما لا يفطن له غيرُه. قالوا : والدليل على ذلك قولُ عنترة :
يقول : إنّ الشّعراءَ لم يغادِرُوا شيئاً إلاّ فطِنُوا له. ومَشَاعِرُ الحجّ : مواضع المَناسك ، سمِّيت بذلك لأنّها مَعالم الحجّ. والشعِيرة : واحدة الشّعائر ، وهي أعلامُ الحجّ وأعمالُه. قال الله جلّ جلالُه : ) إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ( البقرة : 158. ويقال الشعيرة أيضاً : البَدَنَة تُهدَى. ويقال : إشعارها أنْ يُجَزَّ أصل سَنامها حتَّى يسيلَ الدّمُ فيُعلَم أنّها هَدْي. ولذلك يقولون للخليفة إن قُتِل : قد أُشعِر ، يُختَصّ بهذا من دون كلِّ قتيل. والشِّعْرى : كوكبٌ ، وهي مُشتهِرة. ويقال : أشْعَرَ فلانٌ فلاناً شرّاً ، إذا غَشِيه به.
وأشعَرَه الحبُّ مرَضاً ، فهذا يصلُح أن يكون من هذا الباب إذا جعل ذلك عليه كالعَلَم ، ويصلح أن يكون من الأوّل ، كأنّه جُعِل له شِعاراً.
فأمّا قولهم : تفرّق القومُ شعاريرَ ، فهو عندنا من باب الإبدال ، والأصل شَعاليل ، وقد مضى.