معجم مقاییس اللغة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معجم مقاییس اللغة - نسخه متنی

ابن فارس، احمد بن فارس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




شعّ : الشين والعين في المضاعف أصلٌ واحد يدلُّ على التفرُّق والانتشار. من ذلك الشعاع شُعاع الشّمس ، سمِّي بذلك لانبثاثه  وانتشاره ، يقال : أشَعّت الشّمسُ تُشِعُّ ، إذا طرحَتْ شُعاعَها. والشَّعَاع بالفتح : الدّم المتفرِّق. قال قيس بن الخطيم :




  • طعنتُ ابنَ عبدِ القَيس طعنةَ ثائر
    لها نَفَذٌ لولا الشُّعَاعُ أضاءَها



  • لها نَفَذٌ لولا الشُّعَاعُ أضاءَها
    لها نَفَذٌ لولا الشُّعَاعُ أضاءَها




وشعاع  السُّنبُل : سفَاه إذا يبِس. قال أبو النَّجم :


لِمَّةَ فَقْر كشعَاع السُّنبلِ


ويقال : نَفْسٌ شَعاعٌ ، إذا تفرَّق هِمَمُها ، قال :




  • فقَدتُكِ من نَفس شَعاع ألم أكنْ
    نهيتُكِ عن هذا وأنتِ جميعُ



  • نهيتُكِ عن هذا وأنتِ جميعُ
    نهيتُكِ عن هذا وأنتِ جميعُ




والشَّعُّ : رمي النّاقة بولَها على فخذِها. يقال : شَعّتْ تَشُعُّ شَعّاً. ويقال : ظلٌّ شَعشَعٌ ، إذا لم يكن كثيفاً. وقال الراجز في التفرُّق :


صَدْقُ اللِّقاءِ غيرُ شَعْشَاع الغَدَرْ


يقول : هو جميع الهِمَّة غيرُ متفرِّقِها.


ومن هذا الباب الشّعشاع والشَّعشَعانُ من النّاس والدوابّ : الطويل. يقال : بعيرٌ شعشاعٌ وناقةٌ شَعشاعةٌ وشَعَشَعَانةٌ. قال ذو الرُّمّة :




  • هيهاتَ خَرقاءُ إِلاَّ أنْ يقرِّبَها
    ذُو العرش والشّعشعاناتُ العَياهيمُ



  • ذُو العرش والشّعشعاناتُ العَياهيمُ
    ذُو العرش والشّعشعاناتُ العَياهيمُ




ومن الباب : شَعشعْتُ الشّرابَ ، إذا مزجتَه؛ وذلك أنّ المِزَاج ينبثُّ وينتشر فيه. قال :




  • مشعشعةً كأنَّ الحُصَّ فيها
    إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا



  • إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا
    إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينا




شعف : الشين والعين والفاء يدلُّ على أعالي الشَّيء ورأسه. فالشّعَفة : رأس الجبل ، والجمع شَعَفات وشَعَفٌ. وضُرب فلانٌ على شَعفات رأسه؛ أَي أعالي رأسِه. وشَعَفةُ القلب : رأسُه عند مُعَلَّق النِّياط. ولذلك يقال : شَعَفه الحُبَّ ، كأنَّه غَشّى قلبَه من فَوقه. وقرأها ناس  : ) قَدْ شَعَفَهَا حُبّاً ( يوسف : 30 ، وهو من هذا. وجاء في الحديث : « خيرُ النّاس رجُلٌ في شَعَفَة في غُنَيْمة » ، يريد : أعلى جَبَل.


شعل : الشين والعين واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على انتشار وتفرُّق في الشَّيء الواحد من جوانبه. يقال : أشعلْتُ النّار في الحطب ، واشتعلت النّارُ. واشتعل الشَّيب. قال الله تبارك وتعالى : ) وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ( مريم : 4. والشَّعِيلة : النّار المشْتعَلة في الذُّبال. وأشعلْنا الخيلَ في الإغارة : بثَثْناها. والشُّعْلة من النّار ، معروفة. والشَّعَل : بياضٌ في ناصية الفَرَس وذَنَبه؛ يقال : فرس أشعل ، والأُنثى شَعْلاء.


ومن الباب : تفرَّقَ القومُ شعاليلَ؛ أَي فِرقاً كأنَّهم اشتعلوا. وشَعْل : لقب ، ويقال اسم امرأة .


وممّا شذَّ عن الباب المِشْعَل ، وهو شيءٌ من جلود ، له أربعُ قوائم يُنْتَبذ فيه. قال ذو الرُّمّة :




  • أَضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَواتِ عَمْداً
    وحالَفْنَ المشاعِلَ والجِرارا



  • وحالَفْنَ المشاعِلَ والجِرارا
    وحالَفْنَ المشاعِلَ والجِرارا




شعن : الشين والعين والنون كلمة. يقولون : هو مُشْعَانُّ الرأس ، إذا كان ثائر الرأس.


شعى : الشين والعين والحرف المعتلّ ، أصلٌ يَدُلُّ على مِثل ما دلّ عليه الذي قَبْله. يقال : أشعَى القومُ الغارةَ إشعاء ، إذا أشْعَلوها. وغارةٌ شَعْواء : فاشية. قال ابنُ قيس الرّقيّات :




  • كيفَ نَومِي على الفِراشِ ولمَّا
    تَشْمَل الشّامَ غارةٌ شعواءُ



  • تَشْمَل الشّامَ غارةٌ شعواءُ
    تَشْمَل الشّامَ غارةٌ شعواءُ




شغب : الشين والغين والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تهييج الشرّ ، لا يكون في الخير. قال الخليل : الشَّغَْب : تهييج الشرّ ، يقال للأتان إذا وَحِمَتْ  واستعصَتْ على الجَأْب : إنّها لذات شَغْب وضِغْن. قال أبو عبيد : يقال : شَغَبْت على القوم وشغَبْتُهم وشغَبْتُ بهم.


شغر : الشين والغين والراء أصلٌ واحد يدلُّ على انتشار وخلوٍّ من ضبط ، ثمّ يُحمَل عليه ما يقاربُه. تقول العرب : اشتَغَرت  الإبلُ ، إذا كثرت حتّى لا تكاد تُضبَط. ويقولون : تفرَّقوا شَغَرَ بَغَر ، إذا تفرَّقوا في كلِّ وجه. وكان أبو زيد يقول : لا يقال ذلك إلاّ في الإقبال.


ومن الباب : شَغَرَ الكلبُ ، إذا رفَعَ إحدى رجليه ليبول. وهذه بلدةٌ شاغرةٌ برجلها ، إذا لم تمتَنِعْ من أحد أن يُغِير عليها.


والشِّغَار الذي جاء في الحديث ، المنهيُّ عنه : أنْ يقول الرجل للرجل : زوِّجني أُختَك على أن أُزوِّجك أُختي ، لا مهر بينهما إلاّ ذلك. وهذا من الباب لأنَّه أمرٌ لم يُضْبَط بمهر ولا شرط صحيح. وهو من شَغَر الكلبُ ، إذا صار في ناحية من المَحَجَّة بعيداً عنها.


واشتغَرَ على فلان حسابُه ، إذا لم يهتد له. واشتغَرَ فلان في الفلاة ، إذا دوّم فيها وأبْعَد. وحكَى الشيبانيّ : شَغَرْتُ بني فلان من موضع كذا؛ أَي أخرجتُهم. قال :




  • ونحن شَغَرْنا ابني نزار كليهما
    وكلباً بوَقْع مُرهب متقاربِ



  • وكلباً بوَقْع مُرهب متقاربِ
    وكلباً بوَقْع مُرهب متقاربِ




والله أعلم.


شغّ : الشين والغين أصلٌ يدلّ على القلّة. قال أهل اللُّغة : الشّغشغة في الشرب : التّصريد ، وهو التقليل. قال رؤبة :




  • لو كنتُ أسْطِيعُك لم يُشغَشَغِ
    شُرْبي وما المشغولُ مِثْلُ الأفْرغِ



  • شُرْبي وما المشغولُ مِثْلُ الأفْرغِ
    شُرْبي وما المشغولُ مِثْلُ الأفْرغِ




هذا هو الأصل. وفيه كلمةٌ طريقتُها طريق الحكاية ، وذلك ربَّما حُمل على القياس وربّما لا يُحمَل. يقولون : إنّ الشغشغة صَوت الطّعْن ، في قول الهذليّ  :




  • فالطعن شَغشغةٌ والضَّرب هَيْقعةٌ
    ضربَ المُعَوِّل تحت الدِّيمِة العَضَدا



  • ضربَ المُعَوِّل تحت الدِّيمِة العَضَدا
    ضربَ المُعَوِّل تحت الدِّيمِة العَضَدا




الشغشغة : ضربٌ من هدير الإبل.


شغف : الشين والغين والفاء كلمةٌ واحدة ، وهي الشَّغَاف ، وهو غِلاف القلب. قال الله تعالى : ) قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً ( يوسف : 30؛ أَي أوصَلَ الحبَّ إلى شَغاف قلبها.


شغل : الشين والغين واللام أصلٌ واحد يدلُّ على خلاف الفَراغ. تقول : شَغَلتُ فلاناً فأنا شاغِلُه ، وهو مشغول. وشُغِلْت عنك بكذا ، على لفظ ما لم يسمَّ فاعلُه. قالوا : ولا يقال : أُشغِلْت. ويقال : شُغْل شاغلٌ. وجمع الشُّغْل أشغال. وقد جاء عنهم : اشتُغِلَ فلانٌ بالشيء  ، وهو مشتَغَل. وأنشد :




  • حَيَّتك ثُمَّت قالت إنّ نَفْرَتَنا
    اليومَ كلَّهم يا عُرْوَ مشتَغَلُ



  • اليومَ كلَّهم يا عُرْوَ مشتَغَلُ
    اليومَ كلَّهم يا عُرْوَ مشتَغَلُ




وحكَى ناسٌ : أشْغَلَني بالألف.


شغم : الشين والغين والميم أصلٌ قليلُ الفروع صحيح ، يدلُّ على حُسن. يقال : الشُّغْموم : الحَسن. والشُّغموم : المرأة الحَسْناء. والشُّغموم من الإبل : الحسن المنظرِ التامُّ.


شغن : الشين والغين والنون ليس بشيء ، وليس لما ذكره ابنُ دريد : أنّ الشغْنة الكارَةُ  ، أصلٌ ولا معنىً.


شغو : الشين والغين والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على عَيب في الخِلْقة لبعض الأعضاء. قالوا : الشغُوُّ ، من قولك : رجلٌ أشغَى وامرأة شَغْواء ، وذلك إذا كانت أسنانه العُليا تتقدّم السُّفْلَى. وقال الخليل : الشَّغا : اختلاف الأسنان ، ومنه يقال للعُقاب شَغْواء ، وذلك لفَضْل منقارها الأعلى على الأسفل. وزعم ناسٌ أنّ الشَّغَا الزيادةُ على عدد الأسنان.


شفر : الشين والفاء والراء أصلٌ واحد يدلُّ على حدِّ الشَّيء وحَرْفه. من ذلك شَفْرَة السَّيف : حَدُّه. وشَفير البئر وشَفيرُ النَّهر : الحدّ. والشُّفْر : مَنْبِت الهُدْب من العين ، والجمع أشفار. وشُفْر الفَرْج : حروفُ أَشَاعِرِه. ومِشْفَر البعير كالجَحْفلة  من الفَرَس. والشَّفْرَة معروفة . هذا كلُّه قياس واحد. وأمّا قولُهم : ما بالدّار شُفْر  ، وقولُ من قال : معناه ليس بها أحدٌ فليس الأمر كذلك ، إنّما يراد بالشُّفْر شُفر العين ، والمعنى ما بها ذو شُفْر ، كما يقال ما بها عينٌ تطرف ، يراد ما بها ذُو عين. والذي حُكي عن أبي زيد أنَّ شفْرَة القوم أصغَرهم ، مثل الخادم ، فهذا تشبيهٌ ، شُبِّه بالشّفْرَة التي تُسْتَعْمَل.


شفع : الشين والفاء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مقارنَة الشيئين. من ذلك الشَّفْع خلاف الوَتْر. تقول : كان فرداً فشفَعْتُه. قال الله جلّ ثناؤه : ) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ( الفجر : 3 ، قال أهل التفسير : الوَتْر الله تعالى ، والشَّفْع الخَلْق. والشُّفْعَة في الدار من هذا. قال ابن دريد  : سُمِّيَتْ شُفعةً لأنَّه يَشَفع بها مالَه. والشاة الشَّافع : التي معها ولدُها. وشفَعَ فلانٌ لفلان إذا جاء ثانِيهُ ملتمساً مطلبه ومُعِيناً له.


ومن الباب ناقةٌ شَفُوع ، وهي التي تجمع بين مِحْلَبَيْن  في حَلْبَة واحدة. وحُكِي : إنّ فلاناً يشفع  لي  بالعداوة؛ أَي يعين عليَّ. وهذا قياس الباب ، كأنَّه يصيِّر مَن يعاديه  شَفْعاً. وممّا شذَّ عن هذا الباب ولا نعلم كيف صحّتُه : امرأةٌ مشفوعة ، وهي التي أصابتها شُفْعَة ، وهي العَين. وهذا قد قيل ، ولعلّه أن يكون بالسِّين غير معجمة. والله أعلم.


وبنو شافع ، من بني المطّلِب بن عبد مناف ، منهم محمّد بن إدريسَ الشَّافعيّ. والله أعلم.


شفّ : الشين والفاء أصلٌ واحد يدلُّ على رقّة وقلّة ، لا يشذّ منه شيءٌ عن هذا الباب. من ذلك الشَِّفّ : السِّتْر الرّقيق. يقولون : سُمِّي بذلك لأنَّه يُستَشُّف ما وراءه. والأصل أن السِّتر في نفسه يشفُّ  لرقّته إذْ كان كذا. وإن كان ما قاله القومُ صحيحاً فهو قياسٌ أيضاً؛ لأنَّ الذي يُرى من ورائه هو القليل المتفرِّق في رأي العين والبصر. ومن ذلك الشَِّفّ الزيادة؛ يقال لهذا على هذا شَِفٌّ؛ أَي فضْل. ويقال : أَشففتَ بعضَ ولدِك على بعض؛ أَي فضّلت. وإنّما قيل ذلك لأنّ تلك الزيادة لا تكاد تكثُر ، فإنْ أَعطَى أحدَهما مئةً والآخَر مئتين لم يُقَل أَشففتَ ، لكن يقال : أفْضَلْت وأَضْعفت وضعَّفت ، وما أشبهَ ذلك.


وقولُ مَن قال : الشَِّف : النُّقصان أيضاً محتمل ، كأنَّه ينقُص الشَّيءَ حتّى يصيِّرَه شُفَافَة . والشُّفُوف : نُحول الجِسم ، يقال : شفَّه المرضُ يشُفُّه شَفّاً. فأمّا الشّفيف فلا يكون إلاّ بَرْدَ ريح في نُدُوّة قليلة ، فسمِّي شفيفاً لتلك النُّدُوّة وإن قَلَّتْ. ويقال لذلك الشَّفَّان أيضاً ، قال :


ألجَاهُ شَفَّانٌ لها شَفِيفُ


والاستشفاف في الشَّراب : أن يستقصِيَ ما في الإناء لا يُسْئِرُ  فيه شيئاً ، كأنَّ تلك البقيَّة شُفافة ، فإذا شرِبَها الإنسان قيل اشتفَّها وتَشَافَّها. وفي حديث أُمّ زرع : « إنْ أكلَ لَفَّ ، وإنْ شرِبَ اشتَفَّ ». وكلُّ شيء استوعَبَ شيئاً فقد اشتفَّه. قال الشّاعر  :




  • له عنق تُلْوِي بما وُصِلَتْ به
    ودَفَّانِ يشتَفّان كلَّ ظِعانِ



  • ودَفَّانِ يشتَفّان كلَّ ظِعانِ
    ودَفَّانِ يشتَفّان كلَّ ظِعانِ




الظِّعَان : الحبل. يقول : جَنْباه عريضانِ ، فما يأخُذان الظّعان كلَّه. وأمّا قول الفرزدق :


ويُخْلِفْن ما ظَنَّ الغَيورُ المشَفْشَفُ


فيقال : الرّجل الشديد الغَيرة. وهذا صحيح ، إلاّ أنّه الذي شفّتْه الغَيرة حتّى نَحَل جسمُه.


شفق : الشين والفاء والقاف أصلٌ واحد ، يدلُّ على رِقَّة في الشَّيء ، ثمّ يشتقُّ منه. فمن ذلك قولهم : أشفقت من الأمر ، إذا رَقَقْت وحاذَرت. وربَّما قالوا : شَفِقت : وقال أكثر أهل اللُّغة : لا يقال إلاّ أشفقت وأنا مُشْفِق. فأمَّا قول القائل :


كما شَفِقَتْ على الزّادِ العِيالُ


فمعناه بَخِلَت به.


ومن الباب الشَّفَق من الثياب ، قال الخليل : الشَّفَق : الرديء من الأشياء.


ومنه الشَّفَق : النُّدأة  : التي تُرَى في السَّماء عند غُيُوب الشَّمس ، وهي الحمرة. وسمِّيت بذلك للونها ورقّتها.


وحدّثنا عليُّ بن إبراهيمَ القَطَّان ، عن المَعْداني ، عن أبيه ، عن أبي مُعاذ ، عن اللَّيث عن الخليل قال : الشَّفق : الحمرة التي بين غروب الشمس إلى وقت صلاةِ العشاءِ الآخرة.


وروَى ابن نَجيح ، عن مجاهد ، قال : هو النَّهار في قوله جلّ ثناؤه : ) فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ( الأنشقاق : 16. وروَى العَوّامُ بن حوشب ، عن مجاهد قال : هي الحمرة.


وفي تفسير مقاتل ، قال : الشَّفَق : الحمرة. قال الزَّجّاج : الشَّفَق هي الحمرة التي تُرَى في المغرِب بعد سُقوط الشمس.


وأخبرنا عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن فرَج قال : حدّثنا سَلَمة ، عن الفَرّاء قال : الشَّفَق الحمرة.


قال : وحدّثني ابن  أبي  يحيى ، عن حُسَين  بن عبدالله ضُمَيْرة عن أبيه عن جدّه يرفعه ، قال : الشَّفَق : الحمْرة.


قال الفرّاء : وقد سمعت بعضَ العرب يقول : عليه ثوب مصبوغ كأنّه الشفق ، وكانَ أحْمَر. قال : فهذا شاهدٌ لمن قال إنّه الحمرة.


 شفلح  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف وأوّله شين الشّفَلّحُ : العظيم الشّفَتَين. وهذا ممّا يزيدون فيه للتقبيح والتّهويل. واِلاّ فالأصل الشّفَة ، كما يقولون : الطِّرِمَّاح ، وإنّما هو من طرح ، وقد ذكرنا مِثْله.


شفن : الشين والفاء والنون أصلٌ يدلُّ على مداومة النّظَر ، والأصل فيه قولهم للغَيُور الذي لا يَفْتُر عن النَّظَر  : شَفُون. ومن النّاس من يقول : شفَنَ يَشْفِنُ ، إذا نظر بمُؤْخر عينه ، وشَفِن أيضاً يشفَن شفَنْاً ، وهو شَفونٌ وشافن. وأنشد الخليل :


حِذَار مرتقب شَفُون


قال الأُمويّ : الشَّفِن : الكيِّس العاقل. وكلُّ ذلك يقرُب بعضُه من بعض.


شفى : الشين والفاء والحرف المعتلّ يدلّ على الإشراف على الشَّيء؛ يقال : أشفَى على الشَّيء إذا أشرفَ عليه. وسمِّي الشِّفاء شفاءً لغلَبته للمرض وإشفائه عليه. ويقال : استشفَى فلانٌ ، إذا طَلَبَ الشِّفاء. وشَفَى كلِّ شيء : حَرْفه. وهذا ممكنٌ أن يكون من هذا الباب ، وممكنٌ أن يكون من الإبدال وتكون الفاءُ مبدلةً من ياء.


ويقال : أعطيتك الشَّيءَ تستشفي به ، ثمّ يقال : أشْفَيْتك الشَّيءَ ، وهو الصحيح. ويقال : أشْفَى المريضُ على الموت ، وما بَقي منه إلاّ شَفىً أي قليل. فأمَّا قول العجّاج :


أوفَيْتُه قَبْلَ شَفىً أو بِشَفَى


قالوا : يريد إذا أشفت الشّمس على الغروب.


وأمّا الشّفَة فقد قيل فيها إنّ الناقص منها واوٌ ، يقال : ثلاث شَفَوات. ويقال : رجلٌ أشْفَى ، إذا كان لا ينضمّ شفتاه ، كالأرْوَق. وقال قوم : الشَّفَة حذفت منها الهاء ، وتصغيرها شُفَيْهة. والمشافهة بالكلام : مواجهةٌ من فيك إلى فيه. ورجلٌ شُفاهِيٌّ : عظيم الشّفتين. والقولان محتملان ، إلاّ أنّ الأوّل أجود لمقاربة القياس الذي ذكرناه؛ لأنَّ الشَّفَتينِ تُشفيانِ على الفم.


وممّا شذَّ عن الباب قولهم : شَفَهني فلانٌ عن كذا؛ أَي شَغَلني.


شقب : الشين والقاف والباء كلمةٌ تدلّ على الطُّول. منها الرّجُل الشّوقب. ويقولون : إنّ الشَِّقْب كالغار في الجبَل.


شقح : الشين والقاف والحاء أُصَيلٌ يدلّ على لون غيرِ حسَن. يقال : شَقَّحَ النَّخْل ، وذلك حين زُهُوِّه. ونُهِي عن بيعه قبل أنْ يشقِّح. والشَّقيح إتباع القبيح ، يقال : قبيحٌ شقيح.


شقذ : الشين والقاف والذال أُصَيلٌ يدلُّ على قلّة النَّوم. يقولون : إنّ الشِّقْذ العينِ ، هو الذي لا يكاد ينام. قالوا : وهو الذي يُصيب النَّاسَ بالعين. فأمّا قولهم : أشقَذْتُ فلاناً إذا طردتَه ، واحتجاجُهم بقول القائل :




  • إِذَا غَضِبُوا عليَّ وأشقَذُوني
    فصرتُ كأنّني فَرَأٌ مُتارُ



  • فصرتُ كأنّني فَرَأٌ مُتارُ
    فصرتُ كأنّني فَرَأٌ مُتارُ




فإنّ هذا أيضاً وإن كان صحيحاً فإنّه يريد رَمَزوني بعيونهم بِغضَةً ، كما ينظر العدوُّ إلى من لا يحبُّه.


ومن الباب الشَّقْذاء : العُقاب الشديدة الجُوع ، سمّيت بذلك لأنّها إذا كانت كذا  كان ذلك أشدَّ لنظرها. وقد قال الشُّعراء في هذا المعنى ما هو المشهور.


وذكر بعضهم : فلانٌ يُشاقِذُ فلاناً؛ أَي يُعادِيه. فأمَّا قولُهم : ما به شَقَذ ولا نَقَذٌ ، فمعناه عندهم : ما به انطلاق. وهذا يبعد عن القياس الذي ذكرناه ، فإنْ صحّ فهو من الشاذّ.


شقر : الشين والقاف والراء أصلٌ يدلُّ على لون. فالشقرة من الألوان في الناس : حُمرة تعلو البياض. والشُّقرة في الخَيل حُمْرةٌ صافية يَحمَرُّ معها السَّبيب والناصية والمَعْرَفة. ويمكن أن يحمل على هذا الشَّقِر ، وهو شقائق النُّعمان. قال طرفة :


وعَلاَ الخَيْلَ دماءٌ كالشَّقِرْ


وممّا ينفرد عن هذا الأصل كلماتٌ ثلاث : قولهم : أخبرتُ فلاناً بشقُوري؛ أَي بحالي وأمري. قال رؤبة :




  • جارِيَ لا تَستنكري عَذيرِي
    سَيرِي وإشفاقي على بعيري



  • سَيرِي وإشفاقي على بعيري
    سَيرِي وإشفاقي على بعيري




وكثرة الحديث عن شُقوري


والكلمة الثانية : قولهم : جاء الشُّقَر وبالبُقَر ، إذا جاء بالكذب.


والثالثة : المِشْقَر ، وهو رملٌ متصوِّبٌ في الأرض ، وجمع مَشَاقِر .


شقص : الشين والقاف والصاد ليس بأصل يتفرّع منه أو يُقاس عليه. وفيه كلمات. فالشِّقْصُ طائفةٌ من شيء. والمِشْقَص : سهمٌ فيه نصلٌ عريض. ويقولون ـ إن كان صحيحاً ـ : إنّ الشَّقِيص في نعت الفرس : الفارِهُ الجَواد.


شقع : الشين والقاف والعين كلمةٌ واحدة. يقولون : شقَع الرَّجُل في الإناء ، إذا شرِب. وهو مثل كرَع.


شقّ : الشين والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على انصداع في الشَّيء ، ثمّ يحمل عليه ويشتقُّ منه على معنى الاستعارة. تقول : شقَقت الشَّيء أشُقّه شقّاً ، إذا صدعتَه. وبيده شقُوق ، وبالدابّة شُقَاق. والأصل واحد. والشِّقَّة : شَظِيَّةٌ تُشَظّى من لوح أو خشبة.


ومن الباب : الشِّقَاق ، وهو الخِلاف ، وذلك إذا انصدعت الجماعةُ وتفرَّقتْ يقال : شَقُّوا عصا المسلمين ، وقد انشقّت عصا القومِ بعد التئامها ، إذا تفرَّق أمرُهم. ويقال لنِصف الشيء الشِّقّ. ويقال : أصابَ فلاناً شِقٌّ ومَشقّة ، وذلك الأمر الشديد كَأنّه من شدّته يشقُّ الإنسان شقّاً. قال الله جلّ ثناؤه : ) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إلَى بَلَد لَمْ تَكُونُوا بَالِغيهِ إِلاَّ بِشقِّ الاَْنْفُس(  النحل : 7. والشِّقّ أيضاً : الناحية من الجبل. وفي الحديث : « وجَدَني في أهل غُنَيْمَة بِشَقٍّ ». والشِّقّ : الشقيق ، يقال هذا أخي وشقيقي وشِقُّ نفسي. والمعنى أنّه مشبَّه بخشبة جعلت شِقّيْنِ. ويقولون في الغضبان : احتدَّ فطارت منه شِقَّةٌ ، كَأنّه انشقّ من شدّة الغضب. وكلُّ هذه أمثال.


والشُّقَّة : مسيرٌ بعيدٌ إلى أرض نطيَّة. تقول : هذه شُقّةٌ شاقّة. قال الله سبحانه : ) وَلـكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّة ( التوبة : 42. والشُّقة من الثياب ، معروفة. ويقال : اشتقَّ في الكلام في الخصومات يميناً وشِمالاً مع ترك القَصْد ، كأنَّه يكون مرّةً في هذا الشِّق ، ومرَّة في هذا. وفرسٌ أَشَقُّ ، إذا مال في أحد شِقَّيه عند عَدْوِه. والقياس في ذلك كلِّه واحد.


والشّقِيقة : فُرْجَةٌ بين الرمال تُنْبِتُ. قال أبو خَيْرَة : الشَّقيقة : لَيِّن من غلظ الأرض ، يطول ما طال الحَبْل. وقال الأصمعيّ : هي أرضٌ غليظةٌ بين حَبْلَين من الرّمل. وقال أبو هشام الأعرابيّ : هي ما بين الأمِيلَين. والأمِيل والحَبْل سواء. وقال لبيد :




  • خَنْسَاءُ ضيَّعتِ الفريرَ فلم يَرِمْ
    عُرْضَ الشقائِق طَوْفُها وبُغَامُها



  • عُرْضَ الشقائِق طَوْفُها وبُغَامُها
    عُرْضَ الشقائِق طَوْفُها وبُغَامُها




وقال الأصمعيُّ : قِطعٌ غِلاظٌ بين كلّ حبْلَيْ رمْل. وفي رواية النَّضْر : الشقيقة الأرض بين الجبلَين على طَوَارهما ، تنقاد ما انقاد الأرض ، صلبة يَسْتَنْقِعُ الماءُ فيها ، سَعَتُها الغَلْوَةُ والغَلوتان. قلنا : ولولا تطويلُ أهل اللُّغَةِ في ذكر هذه الشَّقائق ، وسلوكُنا طريقَهم في ذلك ، لكان الشّغل بغيره ممّا هو أنفع منه أوْلى ، وأيُّ منفعة في علمِ ما هي حتى تكون المنفعة في علم اختلاف الناس فيها. وكثيرٌ ممّا ذكرناه في كتابنا هذاجار هذا المجرى ، ولا سيّما فيما زاد على الثلاثيّ ، ولكنَّه  نَهج القوم وطريقَتُهم.


ومن الباب الشِّقْشِقَة : لَهَاة البعير ، وهي تسمَّى بذلك لأنّها كَأنَّها منشقَّة. ولذا قالوا للخطيب هو شقشقة ، فإنّما يشبّهونه بالفحل. قال الأعشى :




  • فاقْنَ فإنّي طَبِنٌ عالمٌ
    أَقطعُ من شِقشقة الهادرِ



  • أَقطعُ من شِقشقة الهادرِ
    أَقطعُ من شِقشقة الهادرِ




وفي الحديث : « إنّ كثيراً من الخطب شقاشقُ الشَّيْطان ».


وممّا شذّ عن هذا الباب : الشَّقيق ، قالوا : هو الفَحْلُ إذا استَحْكَم وقوِيَ. قال الشّاعر :


أبوكَ شَقيقٌ ذو صَياص مذَرَّبُ


شقل : الشين والقاف واللام ليس بشيء ، وقد حُكي فيه ما لا يعرَّج عليه.


شقن : الشين والقاف والنون. يقولون : إنّ الشِقَّن  : القليل من العطاء؛ تقول : شَقَنْتُ العَطِيَّة  ، إذا قلّلتَها.


شقو : الشين والقاف والحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ على المعاناة وخلاف السُّهولة والسّعادة.


والشِّقوة : خلاف السعادة. ورجلٌ شقيٌّ بين الشَّقاء والشِّقوة والشَّقاوة. ويقال : إنّ المشاقاة : المعاناة والممارسة. والأصل في ذلك أنَّه يتكلّف العَناء ويَشقَى به ، فإذا هُمِزَ تغيَّر المعنى. تقول : شقأ نابُ البعير يَشْقَأ ، إذا بدا. قال : الشّاقئ : النَّاب الذي لم يَعْصَل .


شكد : الشين والكاف والدال أصلٌ. يقولون : إنّ الشُّكْد : الشُّكر. وسمعت عليّ بن إبراهيم القطّان يقول : سمعت عليّ بن عبدالعزيز يقول : سمعت أبا عبيد يقول : سمعت الأُمويّ يقول : الشُّكد : العَطاء ، والشُّكم : الجَزاء. والمصدر : الشَّكْد. وقال الكسائيّ : الشُّكم : العِوَض. والأصمعيُّ يقول : الشُّكم والشُّكْد : العطاء.


شكر : الشين والكاف والراء أُصولٌ أربعة متباينةٌ بعيدة القياس. فالأوّل : الشكر : الثَّناء على الإنسان بمعروف يُولِيكَهُ. ويقال : إنّ حقيقة الشُّكر الرِّضا باليسير. يقولون : فرسٌ شَكور ، إذا كفاه لسِمَنِه العلفُ القليل. وينشدون قول الأعشى :




  • ولا بُدَّ مِنْ غَزوة في المَصِيــ 
    ـف رَهْب تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورا



  • ـف رَهْب تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورا
    ـف رَهْب تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورا




ويقال في المثل : « أشْكَرُ مِن بَرْوَقَة » ، وذلك أنّها تخضرّ من الغيم من غير مطَر.


والأصل الثاني : الامتلاء والغُزْر في الشَّيء. يقال : حَلُوبة  شَكِرَةٌ إذا أصابت حَظّاً من مرعىً فغَزُرت. ويقال : أشكر القومُ ، وإنّهم ليحتلبون شَكِرَةً ، وقد شَكِرت الحَلُوبة. ومن هذا الباب : شَكِرَت الشَّجرةُ ، إذا كثُر فيئُها.


والأصل الثالث : الشَّكير من النبات ، وهو الذي ينبُت من ساق الشَّجرة ، وهي قُضبان غضّة. ويكون ذلك في النَّبات أوّلَ ما ينُبت. قـال :

/ 228