عبدالملك بن عبدالعزيز بن الماجشون مولى بنى تيم المتوفى سنة 212 هج، كان أبوه قريناً لمالك و هو الذى قيل انه كتب موطأ قبل مالك، و دارت الفتوى على عبدالملك فى زمانه، تفقه بأبيه و بمالك و هو من أهل مذهبه و تفقه به خلق كثير.
هؤلاء هم عُظماء أصحاب مالك و ناشرو مذهبه و نسبتهم إليه نسبة المعلم من المتعلم و له تلامذة آخرون ليس لهم مزيد أثر فى نشر مذهبه.
و من نافلة القول ان مالك بن أنس عرضة لسخط الدولة، حتّى منعوه من الحديث و ضربوه بالسياط لأجل فتوى أفتاها لم توافق غرض الدولة و لكنه بعد قليل من الزمن أصبح مُقدماً فى الدولة ملحوظاً بالعناية، محفوظاً بالكرامة و كانت بابه تزدحم عليها الناس كأنها باب الامير، بل كان الأمراء يتهيبون شخصه و تقصر خطاهم عن الوصول إليه. و قد وضع كتابه الموطأ بأمر المنصور العباسى و كانت السلطة تحمل الناس على العمل به بالقهر و الغلبة فى حين كان الرشيد يجلس على الارض اماممه لاستماع حديثه، و منادى السلطان كان يهتف فى أيام الحج الن لا يفتى للناى الّا مالك... و السّرفى ذلك كله واضح، ليس رغبة و محبة بمالك بل اتخاذه قنطرة لأفضاء الشرعية على حكمهم من جهة و محاربة أهل البيت و مذهبهم و الوقوف امام انتشاره و الحدّ منه من جهة اُخرى...