موسوعة المصطفی والعترة

حسین الشاکری

نسخه متنی -صفحه : 35/ 7
نمايش فراداده
عن على بن جعفر، عن أخيه، عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: «ان فاطمه (عليهاالسلام) صديقه شهيده»

[ المصدر السابق.]

و قال الصادق (عليه السلام): «و هى الصديقه الكبرى، و على معرفتها دارت القرون»

[ البحار ج 43 ص 105.]

و عن النبى (صلى الله عليه و آله) فى حديث طويل:

«يا على: انى قد أوصيت فاطمه بأشياء و أمرتها أن تلقيها اليك، فأنفذها، فهى الصادقه الصدوقه، ثم ضمها اليه و قبل رأسها و قال: فداك أبوك يا فاطمه»

[ البحار ج 22 ص 491.]

و عن مفضل بن عمر قال: قلت لأبى عبدالله (عليه السلام): من غسل فاطمه (عليهاالسلام)؟

قال: ذاك أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فكأنما استضقت (استفظعت) ذاك من قوله، فقال لى: كأنك ضقت مما أخبرتك به؟

فقلت: قد كان ذلك جعلت فداك؟

فقال: «لا تضيقن فانها صديقه لم يكن يغسلها الا صديق، أما علمت أن مريم لم يغسلها الا عيسى؟»

[ الوسائل ج 2 ص 714- 715.] الحديث.

و أما كناها

قال العلامه ابن شهر آشوب (رحمه الله):

و كناها: ام الحسن، و ام الحسين، و ام المحسن، و ام الأئمه، و ام

أبيها

[ الماقب ج 3 ص 357.]

و قال العلامه الأربلى (رحمه الله): كان النبى (صلى الله عليه و آله) يعظم شأنها، و يرفع مكانها، و كان يكنيها بام أبيها

[ كشف الغمه: ج 1 ص 462.]

و قال المولى الأنصارى (رحمه الله): و ذكر بعضهم أن من جمله كناها: ام الخيره،و ام المؤمنين، و ام الأخيار، و ام الفضائل، و ام الأزهار، و ام العلوم، و ام الكتاب

[ اللمعه البيضاء: ص 50.]

و قال فى (نخبه البيان): فمنها ام أسماء، ذكره الخوارزمى فى مقتله، و لعله لتعدد اسمائها الحاكيه عن صفاتها العليا و مناقبها العظمى

[ نخبه البيان فى تفصيل سيده النسوان: ص 86.]

لماذا كنيا (ام أبيها)؟!

قد يكون السر فى تكنيتها بام أبيها هو أنه (صلى الله عليه و آله) كان يعاملها (عليهاالسلام) معامله الولد امه، و أنها تعامله معامله الام ولدها، كما أن تاريخ يؤيذ ذلك و الأخبار تعضده، ففى الأخبار الكثيره أنه (صلى الله عليه و آله) كان يقبل يدها و يخصها بالزياره عند كل عوده الى المدينه و يودعها منطلقا عنها فى كل أسفاره و رحلاته، و كأنه يتزود من هذا النبع الصافى عاطفه لسفره كما يتزود الولد من امه، و نلاحط من جهه اخرى أن فاطمه (عليهاالسلام) تحتضنه و تضمد جروحه، و تخفف آلامه كالام المشفقه الرؤوم. و خلاصه القول: فان كل ما يجده الولد فى امه من العطف و الرقه و الشفقه و الأنس، فهو (صلى الله عليه و آله) يجده فى فاطمه (عليهاالسلام) و كأنها امه

[ فاطمه الزهراء بهجه قلب المصطفى ص 204.]

و نقل المولى الأنصارى (رحمه الله): ان النكته فى هذه التكنيه انما هى محض اظهار للمحبه، فان الانسان اذا أحب ولده أو غيره و أراد أن يظهر فى حقه غايه المحبه قال: (يا اماه) فى خطاب المؤنث و (يا أباه) فى خطاب المذكر، تنزيلا لهما بمنزله الام و الأب فى المحبه و الحرمه على ما هو معروف فى العرف و العاده

[ اللمعه البيضاء ص 50.]

أو أن الله- عز و جل- لما شرف و كرم أزواج النبى (صلى الله عليه و آله) بتكنيتهن بامهات المؤمنين صرن فى معرض أن يخطر ببالهن أنهن أفضل النساء حتى من بضعه المصطفى فاطمه الزهراء (عليهاالسلام)، و لأجل ذلك كناها أبوها بام أبيها صونا عن هذا الخواطر الوساوس، يعنى يا نساء النبى أن كنتن أمهات المؤمنين ففاطمه (عليهاالسلام) ام النبى ام المصطفى، ام الرسول، ام أبيها

[ فاطمه بهجه قلب المصطفى ص 204.]

و هذه منظومه تضمنت أكثر أسماء الزهراء (عليهاالسلام) و القابها و نعوتها التى نعتها بها العلماء و الخطباء:


  • ألقاب بنت المصطفى كثيره نفسى فداها و فدا أبيها سيده انسيه حوراء كريمه رحيمه شهيده شريفه حبيبه محترمه صفيه عالمه عليمه ميمونه منصوره محتشمه حامله البوى بغير شكوى حبيبه الله و بنت الصفوه ركن الهدى و آيه النبوه

  • نظمت منها نبذه يسيره ] و بعلها الولى مع بنيها نوريه حانيه عذراء عفيفه قانعه رشيده صابره سليمه مكرمه معصومه مغصوبه مظلومه جميله جليله معظمه حليفه العباده و التقوى ركن الهدى و آيه النبوه ركن الهدى و آيه النبوه


  • شفيعه العصاه ام الخير سيده النساء بنت المصطفى قره عين المصطفى و بعضعته حكيمه فهيمه عقيله عابده زاهده قوامه عطوفه رؤوفه حنانه والده السبطين دوحه النبى بدر تمام غره غراء واسطه قلاده الوجود وليه الله و سر الله مكينه فى عالم السماء دره بحر العلم و الكمال قطب رحى المفاخر السنيه مشكاه نور الله و الزجاجه ليله قدر ليله مباركه قرار قلب امها المعظمه مكسوره الضلع الصدر مغصوبه الحق خفى القبر

  • تفاحه الجنه و المطهره صفوه ربها و موطن الهدى مهجه قلبه كذا بقيته محزونه مكروبه عليله باكيه صابره صوامه البره الشفيقه الأنانه نور سماوى و زوجه الوصى روح أبيها دره بيضاء دره بحر الشرف و الجود أمينه الوحى و عين الله جمال الآباء شرف الأبناء جوهره العزه و الجلال مجموعه المآثر العليه كعبه الآمال لأهل الحاجه ابنه من صلت به الملائكه عاليه المحل سر العظمه مغصوبه الحق خفى القبر مغصوبه الحق خفى القبر

[ الجنه العاصمه ص 66- 68.

أمينه النبى و خديجه

الذريه هى الامتداد الطبيعى للانسان فى هذه الدنيا الفانيه، و الانسان يسعى للحصول على الذريه و تربيتها بحكم الغريزه التى فطره الله عليها.

و هذا من أسرار الكون التى تدفع الانسان للاحتفاظ بنسله و نوعه، و الا

أنقرضت البشريه و أنهى الموت وجودها عن وجه الأرض.

و الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله) و زوجته خديجه كانا يتمنيان الولد الصالح. فخديجه التى قدمت كل شى ء فى سبيل الله و سلمت أمرها بلا أى قيد أو شرط الله و لرسوله، كانت تطمح الى ولد صالح من صلب محمد (صلى الله عليه و آله) ليكون ناصرا لرساله الدين، و حاميا لأهدافه الساميه، و حاملا لرايه الحق بعد وفاه أبيه.

و محمد (صلى الله عليه و آله) يعلم علم اليقين أن الموت حق، و أن أيامه المباركه و عمره الشريف محدود فى هذه الدنيا، و لا يكفى لتحقيق آماله و الوصول الى أهدافه، لينجى البشريه التعيسه من مستنقع الضلال و براثن الجاهليه، فلا بد من عصبه اولى قوه و اولى بأس شديد تلى الأمز من بعده، و تكون من ذريته و نسله.

و لكن الأجل كان- للأسف- يعاجل أبناء محمد (صلى الله عليه و آله) و يوافيهم و هم صغار، فلم يبق منهم أحد، و هم عبدالله، و القاسم

[ روى فى بعض كتب السير أن رقيه و زينب ربيبات النبى (صلى الله عليه و آله) و ليس بناته و كانتا ابنتى هاله اخت خديجه (عليهاالسلام). و فى روايه اخرى انهن بنات خديجه من زوجها السابق.] ] ، فيحزن الرسول (صلى الله عليه و آله) و خديجه- لذلك- حزنا شديدا، و يفرح الاعداء و يشمتون و يظنون أن نسل محمد قد انقرض فينادونه بالابتر أحيانا

[ سيره ابن هشام ج 2 ص 34. تفسير جوامع الجامع للطبرسى 529.]

الكوثر

أنزل الله سبحانه سوره الكوثر:

بسم الله الرحمن الرحيم

(انا أعطيناك الكوثر فصل لربك و انحر ان شانئك هو الأبتر)

ردا على أعداء رسوله (صلى الله عليه و آله)؛ و وفاء بوعده، والله لا يخلف الميعاد. و سرعان ما رزقه الله ذريه طاهره مباركه تنتهى اليها الفضائل، و تعبق بالجلال و الكمال، حينما ولدت الزهراء (عليهاالسلام)، و أشرق أفق الحياه بنور الولايه و شعاع الامامه، و بشر الرسول (صلى الله عليه و آله) بها، فغمرته السعاده و السرور، و انتشى قلبه بحمدالله، و طفح البشر على قسماته المباركه، و أطمأن و سكن لتحقيق وعد الله....

و حاشى لنبى الرحمه (صلى الله عليه و آله) أن يكون كأولئك السفهاء الجهله من رجال الجاهليه الذين (و اذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون ام يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون)

[ سوره النحل: 58- 59.]

كيف و هو رسول الله (صلى الله عليه و آله) الذى بعث لأمه كانت تأكل القد و تئد البنات بلا ذنب، و ترى المرأه عيا و عوره، ليغير أفكارها، و يمحو آثارها، و يحارب عقائدها الباليه. و يقدم المرأه الى المجتمع لتتحمل مسؤولياتها، و تخوض عباب الحياه، و تؤدى وظائفها و مسؤولياتها التى انيطت بها بما يناسب طبيعتها الخاصه و تكوينها، و تكون عضوا فاعلا مؤثرا فى الوسط الذى تعيش.

و قد أراد الله سبحانه أن يبين مكانه المرأه و قيمتها فى الاسلام، فجعل ذريه النبى (صلى الله عليه و آله) فى ابنته، و قدر أن يكون أئمه الدين و قاده الناس أجمعين منها.

و بذلك تهدمت صروح الجاهليه الرعناء التى اعتبرت المرأه عارا يجب التخلص منه، و وصمه لا بد من التنصل منها؛ و أنكرت أن تكون البنت من الذريه

[ فاطمه الزهرا المرأه النموذجيه فى الاسلام/ ابراهيم أمينى/ ترجمه على جمال الحسينى.]

ففى تفسير سوره الكوثر:

و القول الثالث: الكوثر أولاده. قالوا: لأن هذه السوره انما انزلت ردا على من عابه (صلى الله عليه و آله) بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان، فأنظركم قتل من أهل البيت، ثم العالم ممتلى منهم و لم يبق من بنى اميه فى الدنيا أحد يعبأ به! ثم أنظركم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر و الصادق و الكاظم و الرضا (عليهم السلام) و النفس الزكيه و أمثالهم

[ التفسير الكبير ج 32 ص 124.]

و قال أيضا: انا اذا حملنا الكوثر على كثره الاتباع أو على كثره الأولاد و عدم انقطاع النسل كان هذا اخبارا عن الغيب، و قد وقع مطابقا له، فكان معجزا

[ التفسير الكبير ج 32 ص 128.]

و قال الآموسى فى تفسير (ان شانئك هو الأبتر): الأبتر الذى لا عقب له حيث لا يبقى منه نسل و لا حسن ذكر، و أما أنت فتبقى ذريتك.. عليه دلاله على أن أولاد البنات من الذريه

[ روح المعانى ج 30 ص 247.]

و يستفاد من كليهما أن فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) وسيله لكثره أولاده و بقاء نسله (صلى الله عليه و آله)، و أن ذريتها دريته و أولادها أولاده، و هذا من أعظم بركاتها (عليهاالسلام).

و قال العلامه الطباطبائى (رحمه الله): ان كثره ذريته (صلى الله عليه و آله) هى المراده وحدها بالكوثر الذى أعطاه النبى (صلى الله عليه و آله)، أو المراد بها الخير الكثير، و كثره الذريه مراده فى ضمن الخير الكثير، و لو لا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله (ان شانئك هو الأبتر) خاليا عن الفائده.

و قد استفاضت الروايات أن السوره انما نزلت فيمن عابه (صلى الله عليه

و آله) بالأبتر بعدما مات ابناه القاسم، و عبدالله، و بذلك يندفع ما قيل: ان مراد الشأنى بقول (أبتر) المنقطع عن قومه أو المنقطع عن الخير، فرد الله عليه بأنه هو المنقطع من كل خير. و لما فى قوله (انا أعطيناك) من الامتنان عليه (صلى الله عليه و آله) جى ء بلفظ المتكلم مع الغير الدال على العظمه، و لما فيه من تطييب نفسه الشريفه أكدت الجمله (ان) و عبر بلفظ الاعطاء الظاهر فى التمليك و بالجمله لا تخلو من دلاله على أن ولد فاطمه (عليهاالسلام) ذريته (صلى الله عليه و آله)، و هذا فى نفسه من ملاحم القرآن الكريم، فقد كثرالله- تعالى- نسله بعده كثره لا يعادلهم فيها أى نسل آخر، مع ما نزل عليهم من النوائب، و أفنى جموعهم من المقاتل الذريعه

[ الميزان ج 2 ص 370- 371.]

و قال العلامه القزوينى: و وجه المناسبه أن الكافر شمت بالنبى (صلى الله عليه و آله) حين مات أحد أولاده و قال: ان محمد أبتر، فان مات مات ذكره. فأنزل الله هذه السوره على نبيه (صلى الله عليه و آله) تسليه له، كأنه- تعالى- يقول: ان كان ابنك قد مات فانا أعطيناك فاطمه، و هى و ان كانت واحده و قليله و لكن الله سيجعل هذا الواحد كثيرا

[ فاطمه الزهراء من المهد الى اللحد ص 86.]

وروى عن النبى (صلى الله عليه و آله) قال: «ان الله- عز و جل- جعل ذريه كل نبى فى صلبه، و ان الله- عز و جل- جعل ذريتى فى صلب على بن أبى طالب»

[ كفايه الطالب ص 379.]

و قال (صلى الله عليه و آله) أيضا فى حديث طويل: «يا فاطمه، ما بعث الله نبيا الا جعل له ذريه من صلبه، و جعل ذريتى من صلب على، و لو لا على ما كانت لى ذريه»

[ كفايه الطالب ص 379.]

وروى الخطيب عن عبدالله بن عباس قال: كنت أنا و أبى العباس بن عبدالمطلب جالسين عند رسول الله (صلى الله عليه و آله) اذ دخل على بن أبى طالب، فسلم فرد عليه رسول الله (صلى الله عليه و آله) و بش به وقام اليه و اعتنقه و قبل بين عينيه و أجلسه عن يمينه.

فقال العباس: يا رسول الله، أتحب هذا؟

فقال النبى (صلى الله عليه و آله): «يا عم رسول الله، والله الله أشد حبا له منى، ان الله جعل ذريه كل نبى فى صلبه، و جعل ذريتى فى صلب هذا»

[ تاريخ بغداد ج 1 ص 316- 317.]

عن حميد بن صالح، مرفوعا، عن الامام جعفر بن محمد الصادق قال: حدثنى أبى، عن أبيه، عن الحسين بن على (عليهماالسلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «فاطمه بهجه قلبى، و ابناها ثمره فؤداى، و بعلها نور بصرى، و الأئمه من ولدها أمناء ربى و حبله الممدود بينه و بين خلقه، من اعتصم به نجا، و من تخلف عنه هوى»

[ فرائد السمطين ج 2 ص 66.]

و عن الامام على بن موسى الرضا قال: حدثنى أبى موسى بن جعفر قال: حدثنى أبى جعفر بن محمد الصادق قال: حدثنى أبى محمد بن على الباقر قال: حدثنى أبى على بن الحسين قال: حدثنى أبى الحسين، عن أبيه على بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): «ان الله عز و جل ليغضب لغضب فاطمه، و يرضى لرضاها»

[ فرائد السمطين ج 2 ص 46.]

لبن الام

لما ولدت فاطمه (عليهاالسلام) تناولتها المرأه التى كانت بين يديها و غسلتها، و أخرجت خرقتين، فلفتها بواحده وقنعتها بالاخرى ثم قالت: خذيها يا خديجه، طاهره مطهره زكيه ميمونه، بورك فيها و فى نسلها. فتناولتها خديجه فرحه مسروره مستبشره، و ألقمتها ثديها فدر عليها و شربت، فنمت فاطمه ذلك النمو الرائع

[ دلائل الامامه: ص 9.]

نعم، أرضعت خديجه وليدتها العزيزه من لبن صدرها و لم تحرمها مما أعده الله لها- كما تصنع بعض الجاهلات من النساء- و ذلك لأنها كانت تعلم، أو أنها سمعت من النبى (صلى الله عليه و آله)، أن لبن الام هو أفضل غذاء صحى يناسب الجهاز الهضمى للطفل الذى عاش تسعه أشهر فى رحم امه، و شاركها فى الهواء الذى تتنفسه، و الغذاء الذى تأكله، و الدم الذى يجرى فى عروقها، فلبن الام يوافق تركيبه الطفل الخاصه و لا مجال للغش فيه، و لا طريق للجراثيم و الميكروبات اليه.

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «ما من لبن رضع به الصبى أعظم بركه من لبن أمه»

[ الوافى ج 3 ص 207.]

و كانت تعلم (رضى الله عنها) ما للرضاعه من ثدى الام من أهميه بالغه فى حياه الطفل، الذى يترعرع فى أحضان الام و يستشعر الحب و الحنان؛ فباشرت هى برضاعه الزهراء (عليهاالسلام) و تربيتها، لترضعها لبنا من ينابيع الشرف و العز، و النجابه، و العلم، و الفضيله، و الصبر، و الشجاعه.

و هل سوى ثدى خديجه و صدرها الطاهر الحنون، يربى مثل الزهراء

(عليهاالسلام) مشعل النور و المعرفه، و معدن الشجاعه و الفضيله الطاهره الطهر، التى أينغت ثمار بساتين النبوه ببركه وجودها المقدس.

و لبن كل ام لا يضاهى لبن السيده خديجه لا بنتها الطاهره فاطمه الزهراء (عليهاالسلام)، الا النبى (صلى الله عليه و آله)، حينما كان يوجر اللبن لعلى بن أبى طالب (عليه السلام) و هو رضيع، بيده المباركه عندما كان يرضعه، و كذلك رضاعته (صلى الله عليه و آله) الحسنين من لسانه الطاهر، و ابهامه الميمون.

و قد تركت هذه الرضاعه أثرها البالغ و العميق فى نفوسهم الطاهره صلوات الله عليهم، فجعلتهم نماذج فخر و مصدر كرامه و ابا للانسانيه جميعا.