فإذا قلتَ لهم: بماذا جاز لكم أن تسمّوا شيعة علي بهذا الاسم، وربّهم اللَّه، ونبيّهم محمد، وشهرهم رمضان، وقبلتهم الكعبة وحجّهم إليها، وهم قوم يخرجون الزكاة، ويصلون الأرحام، ويوالون علياً وعترته، فبماذا صاروا حميراً لليهود؟
فهلّا يقولون لا نعلم أن شيعة علي لا ذنب لهم عند المنافقين، يسمّون به حمير اليهود، غير حبّ علي الذي لو أن العبد جاء يوم القيامة وفي صحيفته أعمال النبيين والمرسلين، وليس معها حب علي فإنّ أعماله مردودة، وهل يقبل ما لا كمال له وما لا تمام إلّا الدين القيم الكامل وهو حبّ علي؟ وكذا لو كان في صحيفته جميع السيئات وختمها الولاية فإنه لا يرى إلّا الحسنات، وأين ظلام السيئات عند البدر المنير، أم أين مس الخطيئات عند نور الإكسير ؟
فإذا قلت لهم: ما تقولون في رجل آمن باللَّه وبمحمد، وسلك سبيل الصالحات، لكنه كان يبغض علياً ويبغض من يهواه، فمآله عند بعثه يدخل الجنة أو النار؛ فهناك يقولون بل يدخل النار، لقول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:من عاداك فقد عاداني، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه
الطرائف: 174 / 1 ح184.