وعلى الرسول تبيينه، لحفظ الثغور وتدبير الأمور، وسياسة العباد والبلاد، وأن معرفة الإمام الحق واجبة على كل مكلف كوجوب معرفة النبي، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات كافراً،
وأثبتوا أن الإمامة كمال الدين، وعين اليقين، ورجح الموازين، وأنها حرز من الربوبية فلا تنسخ أبداً، فهي من الأزل ولم تزل، وأنها سفينة النجاة، وعين الحياة، وهؤلاء تمسّكوا بسلسلة العصمة وسلكوا إلى الصراط المستقيم والنهج القويم.
وذلك بأن الفرق الثلاث والسبعين أصولها ثلاثة: أشعرية وهم قالوا بالتوحيد والنبوّة والمعاد، وأنكروا العدل. والإمامية، والمعتزلة. والإمامية قائلون بذلك، لكن المعتزلة أثبتوا العدل وأنكروا الإمامة، والإمامية قالوا بمقالة الفريقين وزادوا أصلاً رابعاً، وهو ختم الأعمال، وهو الإمامة، فكانت الفرقة المتمّمة؛ فلها النجاة من ثلاثة وسبعين فرقة، لأنهم أقرّوا بالبعث والنشور، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن اللَّه يبعث من في القبور، وأن أعمال المنافقين حابطة لأنها لم تقع على وجه الحق، فما كان منها من العبادات فهو على غير ما أمر اللَّه، وكله زيف وشبه الشبيه، وشبيه الموقوف عليه صحة العبادات، وقبولها الطهارة، وهي فاسدة، ففسد ما هو مبني على فساد. وثانيها النيّات، وهي غير صحيحة، وكذا صدقاتهم لأنها وقعت على غير الحق، لأن ما في أيدي المنافقين مغصوب، ولا قبول للفاسد والمغصوب.
ثم إن المؤمن العارف يعتقد أن تبدّل السيئات للمؤمن العارف حسنات،
وأثبتوا أن الرب المعبود واجب الوجود، منزّه عن الرؤية بعين البصر، أما بعين البصيرة فلا، وقالوا للأشاعرة: إن ربّكم الذي تدعون رؤيته يوم القيامة ليس هو ربنا الذي نعبده، لأن ربّنا الذي نعبده ليس كمثله شي ء، ومن لا مثل له لا يرى، فالرب المعبود لا يرى، وأن الرب المخصوص بالرؤية يوم القيامة هو الذي أنكرتم ولايته في الدنيا، فكفرتم فيه لعداوته وإنكار ولايته، لأنه هو الولي والحاكم الذي له الحكم وإليه ترجعون، وإليه الإشارة بقوله عليه السلام:أنا العابد أنا المعبود،
وأثبتوا أن علياً مولى الأنام، وأنه أفضل الأمّة بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم حظاً ونصيباً، وأنه الأعلم والأزهد والأشجع
أجمعت الفرق الإسلامية على صحة ما ذكره المصنف وإليك نموذجه:
* علي أفضل الصحابة
قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:'الصديقون ثلاثة:حبيب بن موسى النجار وهو مؤمن آل يس، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم' "فضائل الصحابة لأحمد:656 - 627 / 2 ح 1072 و1117، والجامع الصغير:81 / 2، وتاريخ الخميس:275 / 2، وامالي الشجري:139 / 1، والفيض القدير:238 / 4 والفردوس:421 / 3 ح 3866 ومناقب ابن المغازلي: 161 ط. بيروت و246 ح 293 ط. طهران"
وقال صلى الله عليه و آله و سلم:.. ولكن يا أبا عقال فضل علي على سائر الناس كفضل جبرئيل على سائر الملائكة ' "كفاية الطالب:316 الباب السابع والثمانون"
وقال صلى الله عليه و آله و سلم في ذكر الصحابة:' .. وأفضلهم علي ' "الكامل لابن عدي:77 / 6 ترجمة كوثر بن حكيم 1610 ".
وقال صلى الله عليه و آله و سلم:' خيرها وأتقاها وأفضلها وأقربها إلى الجنة أقربها مني ولا أقرب ولا أتقى إلي من علي ابن أبي طالب ' "ينابيع المودة:294 / 1 عن كتاب الهمداني "مودة القربى - المودة الثالثة" .
وقال صلى الله عليه و آله و سلم:' أفضل رجال العالمين في زماني هذا علي وأفضل نساء الأولين والآخرين فاطمة ' "ينابيع المودة:302 / 1 عن مودة القربى المودة السابعة".
وقال صلى الله عليه و آله و سلم:' إن اللَّه عز وجل يقول: يا عبادي.. ألا فاعلموا أن أكرم الخلق عليّ وأحبهم إليّ محمد، وأفضلهم لديّ محمد وأخوه علي من بعده، والأئمة الذين هم الوسائل ' "إرشاد القلوب:424 / 2" .
وقال صلى الله عليه و آله و سلم:' يا علي لو أنّ أحداً عبد اللَّه حق عبادته ثم يشك فيك وأهل بيتك أنكم أفضل الناس كان في النار ' "ينابيع المودة:302 / 1 عن مودة القربى - المودة السابعة".
* علي اعلم الصحابة
قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:' أعلم أمتي من بعدي علي بن ابي طالب ' "جامع الأحاديث للسيوطي:491 / 1 ح 3414، وكنز العمال:614 / 11 ح 32977 ط.بيروت و156 / 6 ط.دكن 1312، وكنوز الحقائق:390 ط.مصر و18 ط. إسلامبول 1285".
وقال ابن عباس: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:' علي بن ابي طالب أعلم أمتي وأقضاهم فيما اختلفوا فيه من بعدي ' "قصص الأنبياء:419، وكمال الدين:263 / 1".
وقال الحسن بن علي عليه السلام قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:' علي أعلم الناس باللَّه والناس' "كنز العمال:614 / 11 ح32980".
وقال المقداد:' إني لأعجب من قريش أنهم تركوا رجلاً ما أقول أن أحداً اعلم ولا أقضى منه بالعدل ' "تاريخ الطبري:297 / 3 حوادث سنة 23 قصة الشورى وتاريخ اليعقوبي:163 / 2 أيام عثمان، وشرح النهج:194 / 1 خ3، والكامل في التاريخ:223 / 3 حوادث سنة 23 قصة الشورى، والعقد الفريد:264 / 4".
وقال يزيد الثقفي: لا جرم كان علي أقضاهم وأعلمهم وأفضلهم "تاريخ دمشق:80 / 63 ترجمة يزيد الثقفي كاتب الحجاج".
* علي أزهد الصحابة
قال رسول اللَّه لفاطمة عليهماالسلام:' أما تعلمين يا بنية أن من كرامة اللَّه إياك أن زوَّجك خير أمتي .. وأزهدهم في الدنيا' "كتاب سليم:70 و93".
وعن سعد بن أبي وقاص في الرد على من شتم أمير المؤمنينن عليه السلام:' ألم يكن أزهد الناس؟ ' "مستدرك الصحيحين:499 / 3 ذكر مناقب أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص" .
وقال قبيصة:' ما رأيت في الدنيا أزهد من علي بن أبي طالب' "نهج الحق:245، وكشف اليقين:107 ح101، ومناقب الخوارزمي:122 ح136 فصل 10".
* علي أشجع الصحابة
قال رسول اللَّه لفاطمة عليهاالسلام:.. 'فزوَّجك إياه واتخذه وصياً، فهو أشجع الناس قلباً ' "ينابيع المودة:395 / 2 الباب 60 ومناقب الكوفي:595 / 2 ح1100 ".
وأخرج الحارث عن شداد بن الأوس عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:' علي ألب أمتي وأشجعها ' "المطالب العالية: 85 / 4 ح 4030، وكنز العمال:753 / 11 ح 33670 ".
وعن الشعبي:' كان علي أشجع الناس تقرّ العرب بذلك ' "الاستيعاب:363 / 3 ".