إذا كانت حصيلة الإعداد الإلهي المباشر لرسول الله "ص" أن صار خلقه "ص" القرآن بكل ما فيه من فضائل و قيم روحية رفيعة، تجسيدا حيا في الدنيا الواقع، فإن حصيلة الاعداد الرسالي من لدن رسول الله "ص" لعلي بن أبي طالب "ع" صيرته صورة للرسول "ص" فكرا و هديا و موقفا.
و لقد قرأنا بين ثنايا النصوص الكريمة التي مرت بنا خلال هذه الدراسة، تلك النصوص التي تكشف بقوة ما لعلي "ع" من مكانة في دنيا الاسلام:
فهو: المطهر من الرجس، و هارون الامة، و الذي كفه ككف النبي المصطفى، في العدل، و هو رفيق الحق لا ينفك أحدهما عن الآخر، و هو باب مدينة العلم الإلهي، و فاروق الامة
[ فاروق الامة رواه عن رسول الله "ص" الطبراني و البيهقي و كنز العمال و سواهم، راجع المراجعات لشرف الدين الموسوي/ص 170.]
و...و...الخ.
و كل هذه الأوسمة التي زين بها الاسلام صدر علي "ع" كانت ذات مداليل عملية في دنيا الواقع في حياة علي "ع".
فهذه الصفات السامية جاءت ترجمة لواقع صار إليه الإمام "ع" كثمرة للإعداد الرسولي له منذ نعومة أظفاره حتى آخر يوم من أيام المصطفى "ص".
و لعلنا لا ندرك أهمية تلك الأوسمة التي زين بها صدر الإمام "ع" ما لم نسلط بعضا من الضوء على المقومات العامة لشخصيته سلام الله عليه في هذه الصفحات: