مسک الفتیق فی ولادة علی (علیه السلام) بالبیت العتیق

محمدباقر الإلهی القمی

نسخه متنی -صفحه : 7/ 4
نمايش فراداده
قلت :

أراد بالمكان المعظّم : جوف البيت الحرام الذي وُلد فيه عليّ عليه السلام ، وتراه قد أرسل ذلك إرسال المسلّمات.

والجاحظ مع كونه متّهماً في عليٍّ وآل الرسول صلوات الله وسلامه عليهم أجمعـين ، حتّى إنّـه يُضـرب به المثل في المناصبة والبغضاء لهـم ، إلاّ إنّه لم يسعه إنكار الولادة في الكعبة لاشتهارها بين أهل الإسلام شهرةً عظيمة لا يقوى على جحدها إلاّ مكابر عنيد ، أو جاهل بليد.

ولو كان قد ثبت عنده في ولادة حكيم بن حزام بالكعبة شيء لَما جاوزه إلى عليّ عليه السلام ، كما لا يخفى على من عرف ديدنه في مثل ذلك.. والحقّ ينطق منصفاً وعنيداً.

* وقال الشيخ الإمام الحافظ الفقيه أبو بكر محمّـد بن علي بن إسماعيل الشاشي ، المعروف بالقفّال : لم يولد في الكعبة إلاّ عليّ عليه السلام[7].

وكذا قال شيخ الإسلام إبراهيم بن محمّـد الجويني[8].

* وقال الإمام الحافظ أبو عبـدالله الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحين : قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسـد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة[9].

* وأخرج الإمام الحافظ أبو عبـدالله محمّـد بن يوسف الكنجي في كتابه كفاية الطالب عن الحاكم أيضاً نحو ذلك..

قال : أخبرنا الحافظ أبو عبـدالله محمّـد بن محمود النجّار ، بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : قرأت على الصفّار بنيسابور ، أخبرتني عمّتي عائشة ، أخبرنا ابن الشيرازي ، أخبرنا الحاكم أبو عبـدالله محمّـد بن عبـدالله الحافظ النيسابوري ، قال : وُلد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكّة ، في بيت الله الحرام ، ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه ؛ إكراماً له بذلك ، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم[10].

* وقال شمس الدين أبو المظفّر يوسف بن قزأوغلي ، الشهير بسبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواصّ : روي أنّ فاطمة بنت أسـد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعليٍّ عليه السلام ، فضربها الطلق ، ففتح لها باب الكعبة فدخلت فوضعته فيها[11].

* وقال حمد الله بن أتابك بن حمد المستوفي القزويني[12] في تاريخ گزيده ـ ما ترجمته وملخّصه ـ : إنّ مولده عليه السلام كان سنة ثلاثين من عام الفيل الموافقة لسنة 912 الإسكندريّة ، لثمان سنين مضين من ملوكية پرويز ، وكان في الكعبة ، حيث كانت أُمّه في الطواف ، فبان عليها أثر الطلق ، فأشارت إلى البيت ووضعته في جوفه.

* وقال نور الدين علي بن محمّـد بن الصبّاغ المكّي المالكي في كتابه الفصـول المهمّة : وُلد عليّ عليه السلام بمكّة المشرّفة بداخل البيت الحرام في يوم الجمعة الثالث عشـر من شهر الله الأصمّ ، رجب الفرد ، سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة..

قال : ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها ، إجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته ، وإظهاراً لتكرمته..

قال : ومن كتاب المناقب ، لأبي المعالي الفقيه المالكي ، روى خبراً يرفعه إلى عليّ بن الحسين رضي الله عنهما ، أنّه قال : كنّا عند الحسين رضي الله عنه في بعض الأيّام وإذا بنسوة مجتمعين ، فأقبلت امرأة منهنّ علينا فقلت لها : مَن أنتِ يرحمكِ الله؟ قالت : أنا زيدة ابنة العجلان من بني ساعدة.

فقلت لها : هل عندك من شيء تحدّثينا به؟ قالت : إي والله ، حدّثتني أُمّ عمارة بنت عبادة بن فضلة بن هالك بن عجلان الساعدي أنّها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً ، فقلت له : ما شأنك؟ قال : إنّ فاطمة بنت أسـد في شـدّة من الطلق ؛ ثمّ أخذ بيدها وجاء بها إلى الكعـبة ، فدخل بها وقال : اجلسي على اسم الله ، فطلقت طلقة واحدة فولدت غلاماً نظيفاً منظَّفاً لم أر أحسن وجهاً منه ، فسمّاه أبو طالبٍ عليّـاً ، وقال شعراً :


  • سمّيته بعليٍّ كي يدوم له عزّ العلوّ وفخر العزّ أدومُه

  • عزّ العلوّ وفخر العزّ أدومُه عزّ العلوّ وفخر العزّ أدومُه

وجاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فحمله معه إلى منزل أُمّه.

قال عليّ بن الحسين : فوالله ما سمعت بشيء حسن قطّ إلاّ وهذا من أحسـنه[13].

* وقال الصفوري في نزهة المجالس : رأيت في الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة ، أنّ عليّـاً رضي الله عنه ولدته أُمّه بجوف الكعبة ـ شرّفها الله ـ وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها ، ذلك أنّ فاطمة بنت أسـد رضي الله عنها أصابها شـدّة الطلق ، فأدخلها أبو طالب الكعبة فطلقت طلقة فولدته يوم الجمعة في رجب سنة ثلاثين من عام الفيل..

قال الصفـوري : وأمّـا حكيم بن حزام فولـدته أُمّـه في الكـعبة اتّفاقاً لا قصداً[14].

قلـت : سيأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني بسط الكلام في دعوى ولادة حكيم بن حزام في البيت الحرام وبيان بطلانها.

* وذكر الشيخ عبـد الرحمن الجامي حديث الولادة في شواهد النبوّة وأسـنده إلى بعضهم[15].

وفي كتاب روضة الصفا ، للمؤرّخ الشهير الضليع محمّـد خاوند شاه ما ترجمته ملخّصاً : كان ميلاده عليه السلام في جوف الكعبة ، فإنّ أُمّه كانت تطوف بالبيت ، أو أنّ المشيئة الإلهيّة أجاءتها إلى فنائه وكانت في أوان الطلق ، فكانت ولادته فيها..

قال : ولم تتح هذه السعادة لأيّ أحدٍ منذ بدء الخليقة إلى الغاية ، وإنّ لصحّة هذا الخبر بين المؤرّخين المتحفّظين على الفضائل صيت لا تشوبه شبهة ، وتجاوز عن أن يصحبه الشكّ والترديد.


  • شد او در بيت الحرامش صدف كسى را ميسَّر نشد اين شرف[16]

  • كسى را ميسَّر نشد اين شرف[16] كسى را ميسَّر نشد اين شرف[16]

* وقال علي بن برهان الدين الحلبي في السيرة الحلبيّة : إنّه عليه السلام وُلد في الكعبة وعمره ـ يعني النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ثلاثون سنة[17].

* وقال صفيّ الدين أحمد بن محمّـد بن باكثير الحضرمي في كتابه وسيلة المآل بذِكر فضائل الآل : كانت ولادته ـ يعني عليّـاً عليه السلام ـ بالكعبة المشرّفة ، وهو أوّل من وُلد بها ، بل لم يُعلم أنّ غيره وُلد بها[18].