الثالث: قوله تعالى: (وقالوا الحمد للهالذي هدنا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أنهدنا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودواأن تلكم) (الجنة أورثتموها بما كنتمتعلمون) وجه الاستدلال أن الهداية هدايةالحق لا يتم إلا بالمعصوم فقد ثبت الملزومبهذه الآية فثبت اللازم فيكون الإمام الذيهو هاد ومعصوما وهو المطلوب.
الرابع: قوله تعالى: «ولقد جئناهم بكتابفصلناه على علم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)(هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويلهيقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنابالحق) إلى قوله تعالى: (قد خسروا أنفسهموضل عنهم ما كانوا يفترون) وجه الاستدلالأنه تعالى فصل الكتاب إلى أحكامه على علمفنفي الظن فيلزم أن تكون جزئيات أحكامهمعلومة وأكد ذلك بقوله هدى وإنما يكونبالعلم فإما أن يكون في كل زمان أو في زمنواحد لا غير والثاني محال لعدم اختصاصلطفه تعالى بقوم دون قوم فلا بد يكونالإمام عالما بذلك ومهتديا في كل الأمورفهو المعصوم وهو المطلوب.
الخامس: قوله تعالى: (نبؤني بعلم إن كنتمصادقين) الشرط إذا تأخر كان في الحقيقةمتقدما وما قبله التالي يقرره إن كنتمصادقين فنبئوني بعلم شرط في صدق المنبئ عنالله تعالى بالأحكام أن يكون خبره عن علملأن إن للشرط ولأن الحكم إذا علق بوصف يصلحللعلية دل على العلية فيصدق كل صادق فيأنبائه عن الله تعالى فانباؤه عن علموينعكس بعكس النقيض كل من ليس انباؤه عنعلم فليس بصادق إذا تقرر ذلك فنقول الإمامصادق في كل أنبائه عن الله تعالى وكل صادقفي انبائه فانباؤه بعلم ينتج أن الإمام فيانبائه عن الله عز وجل بعلم فقد حصل معنامقدمتان:
أحدهما: إن كل إمام يخبر فهو صادق في كل مايخبر به عن الله تعالى في الأحكام الشرعية.
ثانيهما: إن كل إمام فهو عالم بكل الأحكامعلما لا ظنا إذا ثبت ذلك