أمالی

محمد بن الحسن الطوسی

نسخه متنی -صفحه : 731/ 557
نمايش فراداده

فصدق أبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)سابقا و وقاه بنفسه، ثم لم يزل رسول الله(صلّى الله عليه وآله) في كل موطن يقدمه، ولكل شديدة يرسله ثقة منه و طمأنينة إليه،لعلمه بنصيحته لله و رسوله (صلّى الله عليهوآله)، و إنه أقرب المقربين من الله ورسوله، و قد قال الله (عز و جل) «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَالْمُقَرَّبُونَ» و كان أبي سابقالسابقين إلى الله (عز و جل) و إلى رسوله(صلّى الله عليه وآله) و أقرب الأقربين،فقد قال الله (تعالى) «لا يَسْتَوِيمِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِالْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُدَرَجَةً». فأبي كان أولهم إسلاما وإيمانا، و أولهم إلى الله و رسوله هجرة ولحوقا و أولهم على وجده و وسعه نفقة، قال(سبحانه) «وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْبَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْلَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَسَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْفِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوارَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ» فالناسمن جميع الأمم يستغفرون له بسبقه إياهمالإيمان بنبيه (صلّى الله عليه وآله)، وذلك أنه لم يسبقه إلى الإيمان أحد، و قدقال الله (تعالى) «وَ السَّابِقُونَالْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْبِإِحْسانٍ» فهو سابق جميع السابقين،فكما أن الله (عز و جل) فضل السابقين علىالمتخلفين و المتأخرين، فكذلك فضل سابقالسابقين على السابقين، و قد قال الله (عزو جل) «أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّوَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِكَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِالْآخِرِ». [فكان أبي المؤمن بالله و اليومالآخر] و المجاهد في سبيل الله حقا، و فيهنزلت هذه الآية. و كان ممن استجاب لرسولالله (صلّى الله عليه وآله) عمه حمزة و جعفرابن عمه، فقتلا شهيدين (رضي الله عنهما) فيقتلى كثيرة معهما من أصحاب رسول الله (صلّىالله عليه وآله)،