و العلامات فيبيّن له الإمام (عليهالسلام) ذلك كلّه ثمّ يظهر السفياني و يكونمن أمره ما يكون كما ورد ثمّ يهلك السفيانيو يظهر بعد ذلك النبيّ (صلى الله عليه وآله)و عليّ (عليه السلام) و فاطمة (عليهاالسلام) و الأئمّة كلّهم (عليهم السلام) فيزمن القائم و يشكون إلى النبيّ (صلى اللهعليه وآله) جميع ما نالوه من أُمّته بعدهفينتقم لهم من جميع أعدائهم و لم يذكرالدجّال أبداً.
وفي بعض الأخبار ذكر الدّجال و إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) و الأئمّة (عليهمالسلام) يظهرون بعد وفاة القائم (عليهالسلام) دفعة واحدة، وفي بعضها انّهميظهرون واحداً بعد واحد وفي بعضها: انّه لميرجع إلّا القائم (عليه السلام).
فحينئذ بيّن لنا ما اطّلعت عليه وهداكالله إليه ليكون لنا فيه الاحتجاج عنداللجاج و الله الموفّق للصواب و إليهالمرجع و المآب.
الجواب: انّه لا ريب في استفاضة الرواياتبل تواترها بوجود الرجعة و لا شكّ فيحقيقتها و بها وردت جملة من الآياتالمفسِّرة عن الأئمّة القادات بأنّالمراد بها الرجعة فهي أمر لا شكّ فيه و لامرية يعتريه و هي كالمتعة من خواصّ مذهبالشيعة الإمامية أنار الله برهانهم و ثبّتأركانهم و قد ورد عنهم (عليهم السلام): ليسمنّا من لم يؤمن بمتعتنا و يصدق برجعتنا وهي عبارة عن رجوع النبيّ (صلى الله عليهوآله) و عليّ (عليه السلام) و الأئمّةأجمعين (عليهم السلام) و خلّص المؤمنين ورؤساء المخالفين الكافرين ليقتصّالمؤمنون منهم ما جنوه عليهم في دارالدنيا الاولى و هي القيامة الصغرى، وأمّا المستضعفون من الفريقين فلا يرجعونإلّا في القيامة الكبرى.
وفي الحديث عنهم (عليهم السلام): لا يرجعإلّا من محض الايمان محضاً و محض الكفرمحضاً و الباقون يلهي عنهم إلى يومالقيامة و أمّا حقيقة تفصيلها بكون رجوعالنبيّ (صلى الله عليه وآله) و الأئمّة(عليهم السلام) في وقت واحد أو أوقات وتفاصيل الوقائع و الحروب و ما يقع قبل خروجالقائم (عليه السلام) و نحو ذلك و الأخبارفي جميع ذلك مختلفة و الجمع بينها مشكل والواجب الايمان بأصل الرجعة و وقوعها.
و امّا كيفيّات امورها و تفاصيل أحوالهافهو مرجوع إليهم و لا يجب علينا أزيد منالإقرار و الاعتقاد بوقوعها و ثبوتها وإلى هذا القول مال جملة من مشايخناالمحقّقين و فضلائنا المدقّقين منهمشيخنا غواص بحار الأنوار و مستخرج لياليالآثار