إیمان و الکفر فی الکتاب و السنة

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 192/ 52
نمايش فراداده

يارسول الله لقد انقطع بموتك مالم ينقطع بموت غيرك من النبوة والاَنباء وأخبار السماء(1) .

وقد ألّف غير واحد من أصحابنا الاِمامية كتباً ورسائل في الرد على البابية والبهائية والقاديانية الذين أنكروا ختم النبوة بألوان الانكار، وقد خصصنا بحثاً مفصلاً من كتابنا "مفاهيم القرآن" لهذا الموضوع وبلغنا الغاية ونقلنا هناك 130 نصاً من الاَحاديث المروية عن النبي وأئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ على ختم الرسالة والنبوة بالنبي الاَعظم "صلى الله اليه وآله وسلم " أرى أنّ إفاضة القول في رد هذه التهمة إضاعة للوقت.

وأمّا الثالث: وهو بغض أصحاب النبي فيالله ولهذه التهمة، كيف يمكن أن يقال إنّ الشيعة تبغض الصحابة مع أنّ أُمّة كبيرة من أصحاب النبي من بنى هاشم بدءاً من عمه أبي طالب ومروراً بصفية عمته، وفاطمة بنت أسد، وبحمزة والعباس وجعفر وعقيل وطالب وعبيدة بن الحارث "شهيد بدر" وأبي سفيان بن الحارث ونوفل بن الحارث وجعدة بن أبي هبيرة وأولادهم وزوجاتهم، وانتهاء بعلي ـ عليه السلام ـ وأولاده وبناته وزوجته سيدة نساء العالمين.

أمّا الذين استشهدوا في عهد النبي الاَكرم فهم يتجاوزون المئات ولا يشك أي مسلم في أنّهم كانوا من الموَمنين الصادقين الذين حوّلهم الاِسلام وأثّر فيهم، وضربوا في حياتهم أروع الاَمثلة في الاِيمان والتوحيد والتضحية، بالغالى والرخيص، خدمة للمبدأ والعقيدة. ابتداء من ياسر وزوجته سمية أوّل شهيد وشهيدة في الاِسلام وكان الرسول يقول لهم وهو يسمع أنينهم تحت سياط التعذيب: "صبراً آل ياسر إنّ موعدكم الجنة(2) . مروراً بمن توفي في مهجر الحبشة إلى شهداء بدر وأُحد، وقد استشهد في معركة أُحد سبعون صحابياً دفنهم النبي الاَكرم "صلى الله اليه وآله وسلم "

1. نهج البلاغة: الخطبة رقم 235.

2. السيرة النبوية لابن هشام: 1 / 320، طبعة الحلبي.