14/113: وكانت هذه السورة (أي سورة الاَحزاب) تعدل سورة البقرة وكانت فيها آية الرجم (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم). ذكره أبو بكر الاَنباري عن أُبي بن كعب.
ثم قال: وقد حدثنا أحمد بن الهيثم بن خالد قال: حدثنا أبو عبيد القاسم ابن سلاّم قال: حدثنا ابن أبي مريم عن أبي لهيعة عن أبي الاَسود عن عروة عن عائشة، قالت: كانت سورة الاَحزاب تعدل على عهد رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" مائتى آية، فلما كُتِبَ المصحف لم يقدر منها إلاّ على ما هي الآن(1)
وروى أيضاً عن أُبي بن كعب قوله: "فو الذي يحلف به أُبي بن كعب إنّها كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول ولقد قرأنا منها آية الرجم: (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم).
وفي موطّأ مالك قال عمر بن الخطاب: والذي نفسى بيده، لولا أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله تعالى لكتبتُها: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنّا قد قرأناها(2) ".
إذن فأين ذهبت هذه الآية؟
وجاء في صحيح البخاري ومسند أحمد: قال عمر بن الخطاب:... ثم إنّا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: (أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، أو فإن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم)(3)
فهذا هو الخليفة يصرّح بسقوط آي من القرآن الحكيم!
1. تفسير الجامع: 14/113.
2. الموطأ: 10، الحدود.
3. صحيح البخاري: 4/179، مسند أحمد: 1/55.