إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل

حسن محمد مکی العاملی

جلد 2 -صفحه : 400/ 260
نمايش فراداده

صفتين هما حالتان، جاز لي إثبات حالة هيمتعلق القدرة الحادثة، و من قال هي حالةمجهولة، فبيّنا بقدر الإِمكان جهتها، وعرّفنا، أىّ شيء هي، و مثّلناها كيف هي»(1).

و حاصل كلامه: إنَّ للقدرة الحادثةتأثيراً في حدوث العناوين و الخصوصياتالتي هي مِلاك الثواب و العقاب، و هذهالعناوين وليدة قدرة العبد. مثلا: وجودالفعل مخلوق للّه سبحانه لكن تعنونهبعنوان الصوم و الصلاة و الأكل و الشربراجع إلى العبد و القدرة الحادثة فيه.

يلاحظ عليه: إنَّ هذه العناوين و الجهاتلا تخلو من صورتين: إمَّا أن تكون منالأمور الوجودية فعندئذ تكون مخلوقة للّهسبحانه حسب الأصل المسلم.

و إمَّا أن تكون من الأمور العدمية،فعندئذ لا يكون للكسب واقعية خارجية بليكون أمراً ذهنياً غنياً عن الإِيجاد والقدرة، فكيف تؤثر القدرة فيه، و كيف يكونمِلاكاً للثواب و العِقاب.

و باختصار: إِنَّ واقعية الكسب إمَّاواقعية خارجية متحققة، فحينئذ يكون(الكسب) مخلوقاً للّه تعالى تعالى و لايكون للعبد نصيب في الفعل، أو لا تكون لهتلك الواقعية بل يكون أمراً وهمياً وذهنياً فحينئذ لا يكون العبد مصدراً لشيءحتى يُثاب أو يُعاقَب.

ب ـ الكسب: إيجاده سبحانه الفعل مقارناًلإِرادة العبد و قدرته

يظهر من بعض أئمة الأشاعرة أنَّ المراد منالكسب هو قيامه سبحانه بإِيجاد الفعلمقارناً لإِرادة العبد و قدرته من دون أنيكون لقدرة العبد تأثير.

و هذا يظهر من جماعة:

منهم: الغزالي و هو من مشاهير الأشاعرة فيأواخر القرن الخامس

1- الملل و النحل، ج 1، ص 97 ـ 98.