شفاعة حقیقة إسلامیة

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 68/ 28
نمايش فراداده

وفسادها وكما يأتي:

الاِشكال الاَول وجوابه

الاِشكال الاَول

إنّ (نفس الذنب) الذي قد يرتكبه المؤمن يرتكبه الكافر، وإنّ الله سبحانه وتعالى قد وضع سُنّة العقاب والثواب جزاءً لاَفعال عباده، وإنّ رفع العقاب عن المؤمنين المذنبين بواسطة الشفاعة، وإنزالهِ على غيرهم من الكافرين، مُخلّ بعدالته (سبحانه وتعالى عن ذلك عُلّواً كبيراً) وهذا الاِشكال يمكن أن نسميه بـ «مشكلة الاثنينية في الجزاء مع وحدة الذنب».

والجواب عليه:

لابدّ من بيان: هل الذنب من المؤمن والكافر واحد ؟ وهل أنّ قبول الله لشفاعة الشافعين بالمؤمن المذنب وحرمان الكافر منها اثنينية في الجزاء أم لا ؟

لا ريب أنّ الذنب من أي شخص ولاَي شخص كان يقتضي استحقاق الذم والعقاب، كما أن الاِطاعة من أي شخص كان ولاَيّ شخص كانت تقتضي الثواب والمدح، وإلاّ لم يبق فرق بين المطيع والعاصي.

إلاّ أنّ الله سبحانه فرّق ـ وكلامنا فعلاً في المعصية ـ بين ما إذا كانت من مؤمن به، وما إذا كانت من كافر، فجعل الشفاعة للمؤمنين العصاة كما فتح لهم باب التوبة، وأمّا الكافرون فإنّ نيلهم الشفاعة أو قبول التوبة من الذنوب معلّق على أصل الاِيمان بالله عزَّ وجل.. تماماً كالحسنات، فإنّهم ما لم يؤمنوا لا يثابون عليها أبداً.