ع‍ج‍ال‍ة ال‍م‍ع‍رف‍ة ف‍ی‌ اص‍ول‌ال‍دی‍ن

ظه‍ی‍رال‍دی‍ن‌ اب‍ی‌ال‍ف‍ض‍ل‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ س‍ع‍ی‍د ب‍ن‌ ه‍ب‍ه ال‍ل‍ه ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ن‌ ال‍راون‍دی‌؛ ب‍ت‍ح‍ق‍ی‍ق‌ م‍ح‍م‍درض‍ا ال‍ح‍س‍ی‍ن‍ی‌ ال‍ج‍لال‍ی‌

نسخه متنی -صفحه : 38/ 27
نمايش فراداده

والطريق الى ذلك الكمال لا يخلو: إما أن يفعله هو، [ أ ] وأن يعلمنا الطريق إليه:

وما يفعله هو، لا يخلو:

إما أن يفعله ـ أولاً ـ لا من شيء، ويسمى ذلك الفعل مخترعاً.

أو يخلق شيئاً من شيٍ، وهو المتولد.

والمخترع يكون مبدأ المتولد، لأنه لا بد وأن يبتدىء أولاً، ثم يخلق منه شيئاً.

فقد عرفت ـ حيئنذٍ ـ أن الملائكة ملأ خلقهم الله ـ تعالى ـ لا عن شيءٍ، لما علم أن كنه قدرة البشر لا يبلغ أدنى أثر؛ جعل الملائكة واسطة المتولدات، وهم الذين ذكرهم الله في كتابه: من حملة عرشه وسكان سماواته والذاريات والمرسلات و غيرهم، ممن لا يعلمهم إلا الله ـ تعالى ـ كما قال: (... وما يعلم جنود ربك إلا هو...)[ الآية (31) من سوره المدثر(74)].

والمقصود من هذا: أن العبد لا يصل إلى كماله ونجاته إلا:

إما بفعله، كخلقه.

[أ] وبعث الملائكة إلى ما يحتاج اليه، وإعلامه بأن كماله فيما هو؟

وهو الكلام في النبوات.