بيده ، نذكر منها قوله ... واني لم أزل منذ أن أفضت الي الخلافة أنظر من أقلده أمرها ، وأجتهد من أوليه عهدها ، فلم أجد في العالم من يصلح لها ، وينهض بأعبائها الا أبا الحسن علي بن موسى الرضا ... الخ (1) .
كما أمر المأمون الولاة والقضاة والقواد وولد العباس ببيعة الامام عليه السلام ، فبويع «ع» لليلتين خلتا من شهر رمضان ، في السنة الاولى بعد المأتين من الهجرة ، وأمر المأمون الناس بلبس الخضرة شعاراً للعلويين بدل السواد ، وكتب بذلك الى الافاق ، واخذت البيعة فيها للامام عليه السلام ، ودعي له على المنابر ، وضربت الدنانير والدراهم باسمه (2) .
حتى اذا هدأت البلاد ، وتغلب المأمون على الثائرين والمناوئين لسلطانه في كل مكان استطاع أن يصنع بولي عهده ما كان يخفيه .
وقد تكللت فترة ولاية العهد هذه بمناظرات ومحاججات كثيرة في مختلف العلوم والفنون مع جهابذة العلم والمعرفة آنذاك ، وكانت تعقد تلك المناظرات بأمر وحضور المأمون ، فأفحم الامام عليه السلام كل من ناظره وحاججه . فظهر للناس فضله وعلمه ، وأحقيته بالخلافة .
في حدود تتبعي واستقرائي لبعض المصادر التاريخية المتوفرة لم أعثر على تاريخ اصدار هذه الرسالة ، لكن يمكن تحديد الفترة الزمنية التي أرسلت فيها ـ كما رواها ابن جمهور في سندها الاتي ـ أنها كانت بعد اشخاصه عليه السلام من المدينة المنورة ، أي بين سنة (201 ـ 203) هـ .
(1) المصدر السابق . (2) تاريخ اليعقوبي : 3|189 .