شافی فی الإمامة

ابوالقاسم علی بن طاهر ذی المناقب ملقب بالمرتضی ذی المجدین علم الهدی‏

جلد 3 -صفحه : 278/ 37
نمايش فراداده

وثانيها: أنه عليه السلام لما قصد إلىاستخلافه في حياته وبعد وفاته لم يجز أنيعدل عن تشبيه حاله بحال هارون من موسىلأنه هو الذي خلفه في حياته، واستحق أنيخلفه بعد وفاته ويوشع بن نون لم يحصل لههاتان المنزلتان ففي ذكره، والعدول عن ذكرهارون إخلال بالغرض.

وثالثها: أن هارون كانت له مع منزلتهالخلافة في الحياة والاستحقاق لها بعدالوفاة منزلة التقدم على سائر أصحاب موسىوكونه أفضلهم بعده وهذه منزلة أراد النبيصلّى الله عليه وآله إيجابها لأميرالمؤمنين عليه السلام ولو ذكر بدلا منهارون يوشع بن نون لم تكن دالا عليها.

ورابعها: إن خلافة هارون لموسى عليهماالسلام نطق بها القرآن وظهر أمرها لجميعالمسلمين، وليس خلافة يوشع بن نون لموسىعليه السلام بعده ثابتة بالقرآن، ولاظاهرة لكل من ظهر له خلافة هارون فأرادالنبي صلّى الله عليه وآله أن يوجب لهالإمامة بالأمر الواضح الجلي الذي يشهد بهالقرآن ولا يعترض فيه الشبهات، على أنيوشع بن نون لم يكن خليفة لموسى عليهالسلام بعده فيما يقتضي الإمامة، وإنماكان نبيا بعده مؤديا لشرعه وخلافته فيمايتعلق بالإمامة كانت في ولد هارون، فليسللمخالف أن يقول: إن حصول الإمامة في ولدهارون غير معلوم من طريق يقطع عليه، لأنالمرجع فيه إلى أخبار الآحاد، أو إلى قولاليهود الذي لا حجة فيه، وليس هكذا حكمنبوة يوشع بن نون لأنه لا خلاف بينالمسلمين في أنه كان نبيا بعد موسى عليهالسلام لأنا نقول له: اعمل على أن الأمركما ذكرت أليس وإن علمنا بنبوة يوشع بعدموسى فإنا غير عالمين بأن الإمامة كانتإليه، وأنه كان المتولي لما يقوم بهالأئمة فلا بد من