حاجة إلى الوعي بأحداث عومتها السياسةوظللتها السيوف..
لقد قامت دول بالحق على حساب دول قامتبالباطل. وقامت دول بالباطل على حساب دولقامت بالحق..
وبين قيام الدول وسقوطها تضيع حقائقوتبرز أباطيل وتموت عقائد وتحيا مذاهبويذهب فقهاء ويأتي أدعياء..
ومع سقوط الفاطميين وقيام الأيوبيين غابتحقائق وضاعت عقائد وارتفعت رايات وطويترايات..
مع قيام الأيوبيين دخلت مصر مرحلة جديدةفي ظل عقيدة جديدة ونظام حكم جديد فرضعليها فرضا..
ومنذ ذلك الحين استبدلت عقيدة الشيعةبعقيدة السنة..
واستبدلت الأسرة الفاطمية بالأسرةالأيوبية..
واستبدل الجامع الأزهر بالمدارسالشافعية والمالكية والأشعرية..
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل تم ذلكفي هدوء دون أي صعوبات..؟
لقد دخل صلاح الدين مصر في عام 564 هـواستولى على الحكم فيها بعد وفاة العاضدعام 567 هـ وبين هاتين الفترتين كانت هناكمآس ودماء..
يروي المقريزي: أرسل العاضد يستصرخ نورالدين محمود زنكي ويطالبه إنقاذ المسلمينمن الفرنجة - بعد أن تحالف معهم شاور - فجهزأسد الدين شيركوه ومعه صلاح الدين عسكراكثيرا وسيرهم إلى مصر. ونزل شيركوهالقاهرة - بعد قتل شاور - فخلع عليه العاضدوأكرمه وتقلد شيركوه وزارة العاضد وقامبالدولة شهرين وخمسة أيام ومات..
وفوض العاضد الوزارة لصلاح الدين يوسف بنأيوب فساس الأمور ودبر