فبعث أبو بكر خالدا بجيش لقتله، فجاء فلميجد فيهم مؤذنا فقال: ارتددتم عن الاسلام؟فقالوا: بل ذهب المؤذن إلى امتيار فلميسمع، وصافهم الحرب و كان مالك يعد بألففارس فخافه خالد فنظر مالك إلى امرأته وهيتنظر الحرب و تستر وجهها بذراعيها فقال: إنقتلني أحد فأنت فوقعت في نفس خالد، فأعطاهالأمان فاستوثق منه، فطرح سلاحه وأخذهوقتله، وعرس بامرأته من ليلته، وطبخ علىرأسه لحم جزور لوليمته.
فخرج متمم أخو مالك فاستعدى أبا بكر علىخالد، واستعان بعمر، فقال عمر لأبي بكر:أقتل خالدا بمالك فقال: ما كنت لأقتلصحابيا بأعرابي في ردة عمياء قال عمر: لميرتد بل حمله على ذلك جمال امرأته،فتشاتما فقال عمر: لو ملكت أمرا لقتلته به،فلما ولى عمر جاءه متمم وقال: قد وعدتنيبقتله، فقال: ما كنت لأغير شيئا فعله صاحبرسول الله.
إن قالوا: قد يعلم من الردة ما يخفى علىعمر قلنا: كيف ذلك وقد أوصاهم:
إن أدنوا وأقاموا كفوا عنهم، وكيف يخفىذلك والقصة مشهورة؟ فقد حدث أبو قتادةأنهم أقاموا الصلاة، فلم يلتفت خالد إليهموأمر بقتلهم فحلف: لا يسير له تحت لواء،ورجع فأعلم أبا بكر فقال عمر: قد وجب عليناالقصاص.
قالوا: ذكر خالد لمالك النبي صلّى اللهعليه وآله فقال: صاحبك؟ فأوهم أنه ليسبصاحب له فقتله، قلنا: قد قال أبو بكر: إنهتأول فأخطأ، فلو أراد مالك الاستخفافبالنبي صلّى الله عليه وآله لم يكن خالدأخطأ بل أصاب، ولاعتذر أبو بكر إلى عمربذلك.