صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم

علی بن یونس النباطی البیاضی؛ تحقیق: محمد الباقر البهبودی

جلد 3 -صفحه : 297/ 106
نمايش فراداده

فقد رويتم عن ابن عباس وأنس وغيرهم أنهأبو الدحداح وإذا تكافأت الروايات تساقطتورجح حمل الآية على العموم.

ومنها: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعةأن يؤتوا أولي القربى (1)) قالوا: نزلت فيأبي بكر لما حلف أنه لا يعول مسطح بن أثاثة.

قلنا: حمل الآية على العموم أولى منالخصوص بغير دليل، وقد قرر في الأصول أنالسبب لا يخص مع أن في الآية الوصف بالفضلوالسعة، وليس لأبي بكر واحد منهما، على أنالشيعة روت أن سبب نزولها كلام وقع بينالمهاجرين والأنصار، فحلفت الأنصار أن لاتبرهم، فنزلت فعادوا إلى برهم.

فصل

قالوا: جعل الله طريق إثبات الحق شاهدين،وقد شهد لأبي بكر ثمانون ألف هم صدر الأمةوعدولها، بلا التباس، في قوله: (لتكونواشهداء على الناس (2)) أو تسليم الخصم، وعليلم ينازع فثبت لحق لأبي بكر.

قلنا: لا اعتبار بكثرة العوام، فإنهمكالهوام، بل الاعتبار بالرؤساء أوليالأحلام الذين هم أساطين الاسلام، وقدكانوا في جانب علي عليه السلام.

وقد ذكر البخاري حديث البيعة وفيه خالفعنا علي والزبير ومن معهما وأخرج مسلم أنهقيل للزهري: لم يبايع علي ستة أشهر؟ فقال:لا والله، ولا واحد من بني هاشم وقال نظامالدين الشافعي في شرح الطوالع: مالت طائفةإلى علي عليه السلام وهم أكثر أكابرهموروي تخلفه عنها البلاذري وهو من ثقاتهموابن عبد ربه وعمر بن علية والطبريوالواقدي فقد ظهر بهذا ونحوه من نقلهم عدمتسليم علي بخلافتهم، وقد ثبت بحديث الرايةوغيره محبة الله ورسوله له، ولا يحبانهإلا وهو متبع لهما لآية (إن كنتم تحبونالله فاتبعوني يحببكم الله (3)) فامتنع

(1) النور: 22.

(2) البقرة: 143.

(3) آل عمران: 31.