صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم

علی بن یونس النباطی البیاضی؛ تحقیق: محمد الباقر البهبودی

جلد 3 -صفحه : 297/ 61
نمايش فراداده

الله قال: فممن الباطل؟ قال: من الله قال:فمن المبطل؟ فانقطع وكان يلزمه أن يقول: هوالله.

4 - طلب الله التوبة من عباده، فمنهم من أقروأناب، ومنهم من أصر و خاب، فمن التائبوالخائب؟ إذا لم يكن له فعل، إنما هو الله.

5 - يلزم أن كل ما في الوجود من الكفروالمناقضات، والسب والمنازعات والرذايلوالمجاحدات إنما وقعت من الله لنفسه، فهوالذي سبها وناقضها ونازعها.

6 - يقال للمجبر: المناظرة التي جرت لي معكإن كانت مني ومنك بطل مذهبك، وإن كانت منالله لنفسه، فهل تقبل العقول أنه يناظرنفسه ليغلب نفسه فيصير الله غالبا مغلوبا،عالما جاهلا، محقا مبطلا؟

7 - الإنسان ينقل من جهل إلى علم، ومن شكإلى يقين. فهذه الأفعال إن كانت من اللهلزم الكفر والجهل به، وإن كانت من العبدفالمطلوب.

8 - في الوجود عبد ومعبود، فإن كان الكل منالله، فالعبد المتخشع المتذلل هو المعبودالمتكبر المتجلل.

فصل

لعل أحدا يقول هذه لا يعتقدها علماؤهم،وإنما هو في عوامهم، قلنا: ذكر الرازي وهومن أعاظمهم في المسألة الثالثة والعشرينمن كتاب الأربعين الذي صنفه لولده العزيزعليه أنه لا يخرج شئ إلى الوجود إلا بقدرةالله، وفي الرابعة والعشرين أنه مريدلجميع الكائنات، لأن كلما علم وقوعه فهومراد الوقوع، و كلما علم عدمه فهو مرادالعدم.

قال: فعلى هذا إيمان أبي جهل مأمور به وغيرمراد، وكفره منهي عنه و هو مراد.

قلنا: لو كان كذا لزم أن يقطع أبو جهل وكلكافر حجة النبي بأن يقول:

اتباع إرادة الله أولى وأوجب من اتباعإرادتك لأن الذي أرسلك لا يريد إيماننا