صافی فی تفسیر کلام الله الوافی

محمد محسن بن الشاه مرتضی الفیض الکاشانی‏

جلد 2 -صفحه : 475/ 173
نمايش فراداده

القمّي عن الصادق عليه السلام لما أعطىاللَّه سبحانه إبليس ما أعطاه من القوّةقال آدم يا ربّ سلطته على ولدي و أجريتهفيهم مجرى الدّم في العروق و أعطيته ماأعطيتَه فما لي و لولدي فقال لك و لولدكالسّيئة بواحدة و الحسنة بعشر أمثالها قالربّ زدني قال التوبة مبسوطة الى أن تبلغالنّفس الحلقوم فقال يا ربّ زدني قال اغفرو لا أبالي قال حسبي.

(أقول): لعلّ السّرّ في كون الحسنة بعشرأمثالها و السّيئة بمثلها انّ الجوهرالإنساني المؤمن بطبعه مائل الى العالمالعلوّي لأنّه مقتبس عنه و هبوطه الىالقالب الجسماني غريب من طبيعته و الحسنةانما ترتقي الى ما يوافق طبيعة ذلك الجوهرلأنّها من جنسه و القوة التي تحرك الحجرالى ما فوق ذراعاً واحداً هي بعينها اناستعملت في تحريكه الى أسفل حركتَه عشرةأذرع و زيادة فلذلك كانت الحسنة بعشرأمثالها الى سبعمائة ضعف و منها ما يوفىأجرها بغير حساب و الحسنة التي لا يدفعتأثيرها سمعة أو رياء أو عجب كالحجر الذييدور من شاهق لا يصادفه دافع لأنّه لايتقدر مقدار هويته بحساب حتى تبلغ الغاية.

قُلْ إِنَّني هَدَانِى رَبِّي إلَى‏صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ بالوحي و الإرشاددِيناً هداني ديناً قَيَّماً فَيُعِل منقام كالسيد و الهَيّن و قرئ قيماً بكسرالقاف خفيفة الياءِ على المصدر مِلَّةَإبْرَاهِيمَ حَنِيفاً هداني و عرّفنيملّة ابراهيم في حال حنيفيته «1» وَ مَاكَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ العياشي، عنالباقر عليه السلام ما أبقت الحنيفيةشيئاً حتى أنّ منها قص الأظفار و الأخذ منالشارب و الختان.

و عنه عليه السلام ما من أحد من هذه الأمةيدين بدين ابراهيم غيرنا و غير شيعتنا و عنالسجاد عليه السلام ما أحد على‏ ملّةابراهيم عليه السلام إلّا نحن و شيعتنا وسائر الناس منها بَرَآء.

(1) الحنيف: المسلم المائل الى الدّينالمستقيم و الجمع حنفاء و الحنيف المسلملأنه لا تحنّف أي تحرى الدين المستقيم والحنف محركة الاستقامة.